![]() |
ابداع يتفوق على ابداع !
سألت في أحد المرات نفسي : ما هو شعور صاحب العمل الإبداعي حينما يرى أعماله أو بعضها قد سُرق (عيني عينك ) حينها لم أجد ما أرد به على سؤالي خصوصا وأني لست بمبدع وليس لدي ما يُسرق ! حتى أتى نهار وجدت فيه نفسي متهما بسرقة غيري وأتى من يخرم لي عيني بدليل واضح ! كنت قد كتبت موضوعا بنيت فيه الديني على التاريخي وبذلت جهدا كبيرا لتحقيقه ووقتا قارب عدة سنوات ، وعند ظهور أول موقع حواري عربي قمت بنشره /قبل تقريبا 18 عام / ثم أقفل الموقع ولحسن حظي كنت قد احتفظت بالصفحة في أرشيفي ولما واتتني فرصة نشره مرة ثانية اعدت نشره في الموقع الذي خرج منه صاحبنا ليتهمني بالسرقة ووضع في وجهي صورة مقال طويل عريض على صفحة صحيفة عربية كبيرة كانت وما زالت تصدر في لندن ! المهم / أنا اتحدث عن شعور الشخص المسروق / وجدت نفسي طائرا من السعادة ، فرحت كثيرا بالمواجهة ! لم يكن همي نفي التهمة عن نفسي بل شعرت بالرضا عليها لأن الأفكار المطروحة وجدت كاتبا صحفيا مشهورا يتبناها وينسبها إلى نفسه ولم يكن في نيتي التشهير بذلك الكاتب " المشهور " حينما بينت فارق النشر بين مقال النت - مقالي - ومقال الصحيفة - مقال السارق - والذي قارب الفارق الزمني بينهما السبع سنوات تقريبا ! حينها لم تكن زحمة الفيس بوك كما هي اليوم ولا " هبّات " توتير موجودة ، هذه المواقع التي وسعت من أرزاق اللصوص وبات جهدهم في تمويه السرقة إبداع يفوق ابداع المقال المسروق . يحضرني ما قد ذُكر يوماً وضجت به صحف الخليج العربي حينما " حكمت المحكمة على الشيخ عائض القرني بدفع غرامة مالية قدرها 330 ألف ريال لسرقته 90% من المادة التي ضمّنها في كتابه (لا تيأس) من كتاب (هكذا هزموا اليأس) للكاتبة سلوى العضيدان. لم تكن المشكلة الرئيسية في السرقة فقط، ولكنها في أن الشيخ عائض قد نفى في البداية سرقة مادة سلوى، ثم اعترف لاحقاً بذلك! " وأتساءل عن الجهد الذي صرفه " السارق " في تمويه العبارات ومصادرتها وسحبها من عالميتها وإنسانيتها ألم يكن جهدا كافيا ليبعث بذاك الجهد أفكاره الخاصة أو الاعتراف بأن الجهد للآخرين وقام هو بالاتباع والاقتباس ؟! |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
سيدي الفاضل رأفت العزي
مقالتك تشير إلى قضية شائكة تنوعت مسمياتها واختلفت باختلاف الحقب والأزمنة ، إذ نجد أبو هلال العسكري والجاحظ يشيران إلى تداول المعاني والاقتباس والناقدة البلغارية جوليا كريستيفا تتحدث عن التناص ، وباختين يتحدث عن مبدأ الحواريةأو الصوت المتعدد أو تداخل السياقات .. لكنها تبقى إشكالية أدبية .. قيل حولها الكثير .. لكن ما أثار اهتمامي حقاً في مقالك الأدبي .. هو هذا الشعور الذي إنتابك حين اتهمت َ بالسرقة الأدبية (( المهم / أنا اتحدث عن شعور الشخص المسروق / وجدت نفسي طائرا من السعادة ، فرحت كثيرا بالمواجهة !)) ((دون زعل واستميحك عذرا)) سيدي الفاضل .. أخي رأفت ، عن أي سعادة تتحدث .. وجهدك قد سرق ونُسب لغيرك ! تحيتي واحترامي .. وتقديري .. |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
أخي الفاضل سيدي رأفت العزي أعتذر عن عدم إتمام ردي البارحة ، لأن النوم امتلكني ، وأخذني أخذا عن مقالك الأدبي .. الهام .. وها أنذا أتمم ما بدأته .. فعذرا!! هل كان سيرافقك هذا الشعور بالرضا ، هذه السعادة حين يسرق إبداعك من شخص مجهول الهوية !! والأمر الثاني الذي تطرقت إليه .. هو انتشار السرقة (( السرقة بمعنى أخذ النص كاملا )) نتيجة انتشار مواقع الفيسبوك وتويتر ،.. أقول هو كذلك ... ولكن مع النت أصبح يسهل اكتشاف السارق لمجرد كتابة السطر الأول من العمل .. لتجد الجواب وبسرعة فائقة فالشبكة هي سلاح ذو حدين ، إذ تقدم العمل والمعلومة .. لكن بتوقيع صاحبها . عن أي إبداع سنتحدث هنا .. في ظل السرقة .. وفي ظل وقوع الحافر على الحافر كما يستعمل حاليا .. إن الإبداع يغيب في ظل مجرد التفكير في ذلك !! شتان بين الأمرين ! الحال إذن هو ((إن صح ذلك )).... سرقة تتفوق على إبداع.. السرقة الأدبية والفكرية ظاهرة تطرح أكثر من تساؤل : هي سرقة فعلا فقط حينما أتعدى وأعتدي على حقوق المبدع أو المفكر ؟؟ أم هي تناص وتداخل سياقات، واستحضار وحوار توضح تمكن المبدع والمفكر من ثقافة يستحضرها .. هنا وهناك .. ليبين عن مدى ثقافته واطلاعه ؟؟ فالفرق بينهما ولا شك .. كذلك واضح وبين. حين أُنسب لنفسي ما هو لغيري ، فالأمر سرقة .. وتلاص، وحين أستحضر نص الآخر مع التوثيق والإشارة لصاحبه ، فالأمر هنا يتعلق بتناص.. وحوارية واستحضار .. تحيتي وتقديري ... |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
سيدتي الفاضلة الأديبة المثقفة برقي العلم والخلق
تحية إليك وأسارع لإظهار سني الابتسام حول سؤالك الذي لو لم تسألينني عنه لاستغربت في قولي إني سعيد بعدما سُرقت ولا تضعين علامة تعجب أو تضحكين عليّ كما ضحك الناس على " جحا " يحمد الله بعد سرقة عباءته سُأل فقال خيرا أني لم أكن ألبسها " هههه هي حالة خاصة سيدتي ولا أقول شاذة ، ذلك أني نوهت منذ البداية وقلت ليس عندي ما يُسرق ، اجتهدت بموضوع خاص له مدلوله التاريخي في الزمان والمكان .. فصار بالنسبة إلى جمهور معظم المسلمين جزءً من " الديني " حيث يعترف كل من يملك بصيرة أن القصّ يحتاج إلى تحقيق بعدما شابه الكثير عبر الزمن فاختلفت الأقاويل وتعددت الروايات ورواتها ، وصارت مركز نمو للمبالغات والأساطير واختلط الديني بالقص الشعبي في مختلف النواحي والأمصار . أخذت تلك القصة وعرضتها على العقل والمنطق والتاريخ والجغرافيا ، وكنت كمن يمشي حافي القدمين في حقل ملأت أرضة بالشوك في آخر الصيف ونشرت تلك الاستنتاجات وكانت تلك – ربما – فريدة في طرحها ونلت ما نلت من الجهلاء واستحسانا من بعض المحسوبين على التيار الاسلامي حيث عبر أحد الأساتذة الجامعيين عن اعجابه واحترامه وصرح بأنه طبعا لا يوافق على ما ورد حتى جاء الوقت الذي وجدت فيه ( بتلك المصادفة ) أن الموضوع منشور " كأفكار خلآقة " قابلة للنقاش . هذا الذي اسعدني ومن منطلق تعميم الفكرة ولو على حساب الذات ! وللعلم : أنا نشرت الموضوع مختصرا ومكثفا هنا ولم أستغرب أنه لم يلقى تعليقا واحدا ولو من باب الرفض ! http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=20793 أخبرك سيدتي أن لي تجارب مريرة في هذا المجال أيضا كنت محاضرا في أحد الأحزاب " القومية " بين وقت وآخر تلمع في رأسي فكرة للتطوير تطال بالنقد إما ناحية في نظرية الحزب نفسه واستبدالها بفكرة أخرى ، أو تغيير في بند من بنود نظام الحزب الداخلي ، كنت أطرح الفكرة مع أفراد وأناقشها معهم قبل طرحها في مؤتمر عام حتى تلقى رواجا وقبولا وأسهل على البعض استيعابها ؛ فأجد من يسبقني إلى طرح تلك الأفكار فتسقط وتموت لأن من ادعاها فشل في الدفاع عن مكوناتها ، دوافعها ومدلولاتها ، لأنه ليس صاحب الفكرة وعجز عن فكّ أسرار بنيتها المتناسقة ! والأصعب من ذلك؛ يشهد الله أن بعض الأشخاص يعيدون طرح الفكرة عليّ وينسون في أقل من شهر بأني من خلقها وعرضها عليهم ؛ هنا ، أصف لك شعوري بأنه حزين ومؤلم .. وعندما تحاججنهم في الأمر يصيرون غاية في الوقاحة " هي الأفكار حِكر عليك يا سوسلوف عصرك ؟ " هنا تألمت لأن الفكرة خاصة تعني مؤسسة خاصة الفرد فيها وقوته الفكرية وشخصيته القيادية ، أما هناك هو جهد ذهني لنقد حالة عامّة الحديث فيها ممنوع أو محتكر أو امامه عقبات الدنيا ما يجعل الفرد يذكر الله احتياطا مع كل حرف أو يكتب باسم مستعار لذلك كنت سعيد . أنا معك سيدتي بانه سيف ذو حدين ولذلك نوهت بجهد السارقين المبذول في تمويه سرقاتهم وكان علي بالفعل كتابة ما اقترحت سيدتي فهو الأنسب : " سرقة تتفوق على إبداع.. " الشكر لك من القلب أسعدني تعليقك جدا وآسف على ما سببته لك من ارهاق وتعب ( الأدباء لا ينامون إلا غصب ) ههههه احترامي لشخصك الكريم وتقديري ومحبتي في الله أيضا |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
أ. رأفت ؛
هل متأكد أنه سرقه منك ، أم أنه العكس ؟! ( ابتسامه) ((بس عندي سؤال ؛ ليه كنت مبسوط رغم إنو عملك انسرق؟!! )) ** قضية السرقات الأدبية أصبحت منتشرة كثيراً هذه الآونة ، لو صرف السارق وقته في تمويه العبارات ونسبها إليه بإنتاج عمل أدبي جديد لكان أبدع فيه .. لكن سبحان من وضع لكلٍ إبداعاً خاصاً به.. ويبدو أن البعض جانب إبداعهم يكمن في السرقة ! رغم أنني أبغض السرقات الأدبية ، إلا أنني أقف أحياناً مشدوهة إلى ما يفعله لابعض في سيبل تشويش القارئ وجعله يعتقد أن هذا المحتوى مختلف عن محتوى آخر ... هو إبداع ؛ لكن مذموم ! ودي ووردي |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
[align=justify]
تحياتي لك أخي أستاذ رأفت.. [/align]رغم أسلوبك الفكاهي المحبب وخفة ظلك التي أنعم الله عليك بها ،حتى وأنت تعرض سرقة فكرية تعرضت لها - وهذا مؤلم موجع مستفز - لكن فعلاً الموضوع بغاية الأهمية ولدينا قسم خاص به وكنا نعمل ليغدو رابطة حقيقية تقف بوجه السرقات الأدبية والفكرية.. أشك أن يكون الأديب أو الصحفي الكبير كبيراً فعلياً ، فقد يكون مجرد مقتبس لأفكار الغير ومنفوخ بهواء فارغ كالطبل يقرع بجهد غيره .. يسرق الأفكار ويضعها بقالب خاص به - ليست كل الأسماء الكبيرة كبيرة - وقد تكون بضاعة فكرية مغشوشة - وهذا كثير للأسف كما تعرف.. يرفع على مواضيع ننصح بقراءتها لأهمية النقاش راجية أن يحظى الطرح بالتفاعل والاهتمام الذي يستحق. لم أتمكن الآن من تتبع الرابط لضيق الوقت خصوصاً وأني ما زلت في المكتب ، لكني سأعود بإذن الله وأعط الموضوع والطرح ما يستحق من اهتمام ، أو هذا ما أرجو ( إن لم يغيبني الحزن والوجع عن الواقع مجدداً ). عميق تقديري |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
اقتباس:
استاذة فاطمة ! " لكن مع النت أصبح يسهل اكتشاف السارق لمجرد كتابة السطر الأول من العمل " كما قالت سيدتي الأديبة رجاء بنحيدا ، فلو عرضت مواضيعي سوف تكتشفين بأنني فعلا سارقها من شخص اسمه " كريم " وهو الأسم الذي لازمني لثلاثة عشر سنة على شبكات الحوار وعندما عدلته وطلبت من ثلاث اربع منتديات تعديل الأسم باسمي الحقيقي قلت : لن أتبرأ من أي حرف كتبه كريم مع انه فيه اللي" يودي على جهنم " استريحتِ بقى ههههه أما سؤالك الكريم أظن بأنني قد أجبت عليه في ردي على أستاذتنا رجاء وأضيف بأن ما أسعدني هو اسم ذاك الصحفي اللامع جدا فلو سرق مني " كشّوخة " كنت لأزعل . شكرا لك والتحية اليك وكثير من المحبة والاحترام |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
اقتباس:
سيدتي الفاضلة الأديبة الأخت هدى نور الدين الخطيب أسعد ربي أوقاتك بكل الخير أخجلتني وأنا لست كذلك j لكنني صدقا أقول أنك شخصيا من بين القلائل الذين يحضرون معي عندما أكتب وأتخيل الابتسامة التي أود أن تصل اليهم من كل قلبي .. ومن كل قلبي فرحت لأن الابتسامة تصلك أفرح الله قلبك وأنعم عليك براحة البال فالسعادة من الصعب أن ننالها ! سيدتي الفاضلة .. أشكرك من الأعماق ويشرفني إعجابك بالموضوع وأضيف : لا يمكننا بل لا يعقل الاعتراض على الآخر حينما يكتب قصة أو ينثر شعرا يتناول شخصية حقيقية كانت أم معنوية بحجة أن تلك الشخصية كُتب فيها كالوطن والأم والحبيبة ، ولا يصح أن نطلق تهمة السرقة إن تم اختزال بعض ما أبدعه كتاب مروا في تاريخ البشرية ، ولا نطلق تهمة السرقة على من اقتبس أو لخص مضمون حتى الكتب السماوية لكن السرقة تكمن في أخذ النصوص كما هي خصوصا حينما يكون أحدهم قادرا على ترجمة النصوص الأجنبية وصوغها ووضعها باسمه إذ يصبح من الصعب التحقق حتى في محركات البحث والتثبت من سرقة النص أو عدمه لأن اللغة تغيرت والمصطلحات كذلك ، والأدهى إن البعض أحيانا يُسقط سهوا أو عمدا مرجع الاقتباس ويضع القارئ البسيط في إشكالية فيبدو كاتبنا في عينه عبقريا هنا وعاديا فيما عرف عنه من قبل ولم يكن كذلك ! الطريف أن زوجتي سألتني الرحمة لنفسي من الكتابة في السياسة وحينما قلت لها لا أنا أتحدث عن السرقات الأدبية قالت يا رجل فلسطين انسرقت وما حد سأل .. ضحكت وقلت لها يخرب بيتك أعدتني للكتابة في السياسة هههههه تحيتي اليك سيدتي احترامي محبتي |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
مما لاشك فيه أن العالم الافتراضي وخاصيتي نسخ لصق سهلوا للبعض السطو على أفكار وتجارب غيرهم و مع أن لاأحد يستطيع على الدوام تقديم إبداعات ونتاج غيره على أنّه له وأنّ هناك برامج حديثة يمكن من خلالها كشف إن كان موضوع ما يتضمن فقرات كثيرة منقولة إلاّ أن المؤلم للكاتب الأصلي أن يوضع في موقف المُتَهم وأن يرى آخرًا يستطيب المديح وقد لا يدرك حتى في ساعة النقد الدفاع عن الأفكار التي انتحلها. وأن انتشار الظاهرة يدل على قلّة وعي وضعف ضمير وعلى سُخْفٍ في بعض الأحيان نتمنى أن لا نصادفه.
تحيتي لك أستاذ رأفت ودامت روحك المرحة تقدم الجديّ بطريقة حيّة تُشعر بطبع صاحبها. |
رد: ابداع يتفوق على ابداع !
تحية طيبة لجميع الاساتذة المحترمين
تحية طيبة أستاذ رأفت كنت في لحظة انساق لرأيك فأحيانا تكون سرقة النص او حتى الفكرة اثراء لها إن بادر سارقها بالترويج لها بما يفعلها في المجتمع فتوتي الثمار التي كنت ترجو لها لكن في ظل السرقات التي تهدف بالدرجة الأولى للاسترزاق أو حيازة الاهتمام و الشهرة ـ وهذا للإسف ما يسود اليوم ـ فإني تحولت لراي الدكتورة رجاء و احييها على المصطلح الذي حددته للعملية " تلاص " وهذه العملية يجب التصدي لها بكل حزم تقبلوا مني كل الاحترام |
الساعة الآن 02 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية