![]() |
قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
قصيدة التلاشي للشاعر // محمد الصالح الجزائري عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ، فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!! وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ، وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ... أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ، وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ.. تَعِبْتُ..وعُمْرُ الْأَسَى ..مُسْتَمِرْ... تُحَاصِرُنِي صَرْخَةُ الْأَبرِيَاءِ، وَشَهْقَةُ شَيْخٍ ..مُسِنٍّ.. وَرَعْشَةُ زَيْتُونَةٍ عَارِيَهْ.. تُطَارِدُنِيِ نَظَراتُ الشَّهِيدِ، يُوَدِّعُ أَهْلاً وَأَرْضًا .. وَفِي مُقْلَتَيْهِ يَضِجُّ السُّؤَالُ: مَتَى سَنَعُودُ..مَتَى سَنَعُودْ؟! أَجُوبُ الْعَوَاصِمَ..كُلَّ الْعَواصمْ.. أُفَتِّشُ عَنْ بُقْعَةٍ وَاحِدَهْ.. أَمَامِي عَوَاصِفُ حُزْنٍ .. وَرَائِي بِحَارٌ مِنَ النَّكَبَاتْ.. فَأَيْنَ الْمَفَرْ؟ ((عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ، فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!! استفهام وخرق بصيغة التقديم والتأخير وبتركيب يوسع سيادة شبه الجملة وتلك الدلالة الثانوية / الأساسية إذ يمنحها الشاعر مكانة مغايرة متميزة لتبرز في مطلع القصيدة بقوة واستنكار !! استنكار لهذا السفر ، وهذا الترحال ، واختراق للمعتاد وللقاعدة بتوسيع حقل التقديم والتأخير ،مما أضفى سحرا يروق المسامع ، مع حسن التصرف ... وذلك بنبرة استفهامية معجمية تبحث عن مكان / أرض الاستقرار ،، يصوغ الشاعر حزنه ، تعبه .. دموع البشر ، صرخة الأبرياء شهقة شيخ، ورعشة زيتونة ونظرات الشهيد بسؤال عن العودة والرجوع ، مَتَى سَنَعُودُ..مَتَى سَنَعُودْ؟! هو سؤال محوري في أفق مغلق، وزمان حزين ، بكلمات ذات خصيصة ونبرة حزينة تتضاعف وتضعف وتتحول إلى سؤال أكثر عمقا وأكثر حيرة .. أين المفر ؟! إنه التلاشي في رقعة الحزن وبقعة الأسى .. وبحر النكبات ، في مقابل حضور قوي لثيمة السفر، سفر في اللغة ذاتها ، فهي لغة تسافر عبر العواصم كل العواصم ،إذ تنسل من هذه المحطات الزمانية ليصبح السفر في المطلق في المكان في الزمان في الذاكرة في الذات في الحزن .. وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ... أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ، وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ.. فتبدو الذات الشاعرة مكبلة بقيود الهزائم والأوزار،محاصرة بصراخ المرارة والألم ،لكنها متحررة بقيمها الإنسانية ، و بوجودها الإنساني .. المختلف . كما تحضر هذه الذات (( أحط ُّ- مللت - حزني - أنيني - .. .. )) لتمرر هاجسها الوجودي ، وترسم لنفسها مسارات تشي بحزن إنساني عميق يتأرجح بين طلب الاستقرار والرغبة في العودة !! ..د/ رجاء بنحيدا |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
إلتفاتة طيبة من إنسانة طيبة كريمة..تضيق اللغة والمعاني أمام عمل أحسبه إضافة رائعة لخربشات متواضعة..أشكرك أختي الغالية الأديبة رجاء..بوركت سيدتي.. |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
تحياتي لك دكتورة رجاء حقيقة جهد مميز ورائع وتحليل عميق ومبسط للأستاذ محمد الصالح قصائد جميلة عايشناها بأرواحنا ومشاعرنا وقلوبنا وهي تلامس ما نشعر به في واقعنا العربي وإن توارت رسالتها خلف الحروف وبين السطور وهذه من أكثر القصائد التي شعرت بها حتى أني اخترت جزءً منها لتكون توقيعي. مرة أخرى أشكرك جزيل الشكر مودتي وتقديري لك ولأستاذي الصالح ولكل الحضور الكرام |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
قصيدة معبرة بجمال وعمق عن إحساس من تتقاذفه المنافي ويزيد قلقه الوجودي قلق عدم الاستقرار وبُعد تحقق أمنية العودة.
تقديري للشاعر ولقراءتك د. رجاء |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
اقتباس:
أتمنى أن تكون هذه القراءة المتواضعة بداية .. لقراءات أخرى .. لقصائدك المتميزة دمت متميزا .. دائماً |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
اقتباس:
الأخ الرائع علاء هي فعلا قصيدة متميزة رائعة ، تستحق الوقوف عندها. شكرًا لمرورك أخي علاء |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
اقتباس:
هكذا أصبح الواقع العربي المأساوي .. .. شكرًا لك صديقتي نصيرة على المرور.. تحيتي واحترامي |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
هذه ليست خرباشات كما قلت يا شاعر المعذبين يا شاعر الحالمين .. !
هذا نزف أنين طائف في الفضاء كلما رأته العين تغزل لؤلؤ الفقراء على الخدين يسيل ! سامحك ربي أيتها الأديبة .. كلما حاولت الهروب يشد روحي نشيد شاعر وحبر أديبة فتعزف أوتارها التي لا يحركها إلا ريشة مميزة سلمت يداك سيدتي وأدام ربي نعمته على جارك :) |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
سيدي وأخي الكريم ... رأفت إلى أين الهروب ؟؟ ما في هروب !! فالكل في قفص محكم .. إغلاقه ((ههههههه)) ستسألني أين هي مفاتيحه ؟!؟ تجدها عند جميع الأعضاء ولكننا نفضل .. أن نبقى داخله .. طلقاء .. أحرار .. ومقيدين ،ولكن بإرادتنا الواعية ... ومحبتنا الأخوية الصادقة .. شكرًا لك على هذا المرور المختلف و سلم فكرك .. وأدام الله علينا جميعا نعمه .. |
رد: قراءة في قصيدة(( التلاشي ))للشاعر محمد الصالح الجزائري
[align=justify] أستاذة فضاءات الحداثة، ورقيق غافي الشعر، أغنية المغرب العربي، الدكتورة رجاء بنحيدا:
تناول (قامة) هامة في الشعر، وتسليط ذكي الضوء عليه هو بذاته مهارة وأبداع آخر يضاف إلى روعة شعر الشاعر الحر أخي الأديب محمد الصالح الجزائري وما شدني إلى القصيدة: شكوى (الغربة) وألم شجن (الاغتراب)، فتجرأتُ ووسعت الدائرة أكثر لتوسيع فضاءات المعاني: فغربة الذات، أن ترى نفسك مع من تحبه لكن تفصلك عنه مفازات ومفازات، فتجد نفسك وحيداً بلا مؤنس: عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ، فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!! وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ، وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ... أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ، وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ.. تَعِبْتُ..وعُمْرُ الْأَسَى ..مُسْتَمِرْ... [/align][align=justify][/align] |
الساعة الآن 27 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية