منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   طلعت سقيرق كما أعرفه (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=463)
-   -   جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=29092)

هدى نورالدين الخطيب 16 / 10 / 2014 49 : 10 AM

جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
[align=justify]
يشدني الشرود وبسلاسله يقيدني في سرابه الموحش .. عواصف ثلاث سنوات تقاذفتني وصمتك لم يزل يرعبني منذ أن ذابت شموعك فأحرقتني ولجّة الأحزان دوامة ابتلعتني.. دامية روحي وغريبة ذاتي عنّي....
حين دخلتَ الغيبوبة كورقة ذابلة أوقعتني .. رفضتُ رحيلك وقاومته طويلاً لكنك أبداً لم تعد .. مثل نور ذهبت ولم تعد يا صديق العمر يا ابن عمتي الأغلى والأقرب..
كيف يطمس الموت كل هذا الجوهر.. كيف يفنى عقل مذهل الإبداع.. كيف يطمس التراب أصابع من ماس كانت تصيغ من الحروف أقماراً ؟؟
لماذا رحلت طلعت وتركت خلفك وجه الخريف يذرف دموعه التشرينية الكئيبة؟!
16 تشرين الأول 2011 ، 16 تشرين الأول 2014..
ثلاث سنوات مرت بآلامها وصدماتها وأوجاعها.. ما قبل تشرين 2011 غير ما بعده
هدى - طلعت أعرف أنك تسمعني وتقرأني
طلعت - هدى أنا هنا يا صديقتي.. أعيريني أصابعك حتى تقرئيني..
هدى - أسمعك طلعت .. وكأن صوتك يصدر من أعماق روحي.. لك أصابعي
ترابك مسك وعنبر لا ينبت فيه غير الغار.. منك الغار ولمثلك الغار..
هدى- سؤال طالما أرقني وأوجعني ، لماذا رحلت طلعت وهل أردت الرحيل أم أنك فوجئت به مثلما فوجئنا ووجدت نفسك داخل شرنقة الغيبوبة كجسر عبور إلى الضفة الأخرى من هذا الكون ؟؟
طلعت - لا يرحل الإنسان منا يا هدى مثل هذا النوع من الرحيل إلا إذا شعر برغبة جامحة للنوم والهبوط من محطة قطار الحياة ، وأنت تذكرين قصيدتي: " سأنام طويلاً" ربما هي رغبة العقل الباطن وجذب الروح وربما هو الوقوف لحظة أمام غيوم سوداء ملبدة تشعرنا بكثير من الخوف..
طلعت - حين كنا أطفالاً كان إذا فاجئنا ما نخشاه نخبئ أعيننا بكلتا اليدين ، وإذا زاد الخوف نختبئ منه خلف باب أوفي خزانة الملابس وأحياناً تحت السرير..
حين نكبر نختبئ بالنوم .. بمغادرة قطار الأحزان والآلام .. أحياناً نهرب بقصيدة أو قصة ننسجها وأحياناً أخرى إذا ما زاد تلبد الغيوم .. نهرب إلى ما هو أبعد.. العقل الباطن عالم عميق الأغوار كثير الألغاز والخبايا يجهل عقلنا الواعي درب كهوفه وخباياه .. فالشاعر كتلة من الأحاسيس المرهفة والأديب طفل شفيف الأحاسيس يخشى الشر ولا يستطيع التعايش معه .. حين تهرم الروح من شدة الآلام والمآسي ينهار الجسد..
هدى - آه من تلك القصيدة:

أشعر ُ أنّي متعبْ!!..
يا أمي ..
كلّ مرايا العمر ِ انكسرتْ
وتشظّتْ أوراقُ الروح ِ
بقايا حبر ٍ أسود َ
كفّي عارية ٌ مني
والقلب ُ المجروح ُ
المأخوذ ُ
مِرارا ومِرارا ً
فوق رصيف ِ الدمعة ِ
يصلبْ
يا أمي أقسم ُ بالله ِ تعبتُ
وتهتُ
ظمئتُ
فمن يعطيني كأسا ً
مغسولا بحنان ِ الروح ِ
لكي أشربْ؟؟..
أحيانا ابكي !!..
أحيانا اضحك ُ
مثل المجنون أسير ورائي !!
ألهث ُ من وجع ٍ يضربُ
جلدي
أحملُ داخل َ نعش الريح ِ غطائي !!
لا شيء َ يساوي شيئا ً !!
لا شيء يساوي بعضَ غبار ٍ
جمعتها السنة ُ كلاب ٍ
مضغتْ لحمي
ورمت ْ أشباح أذاها
فوق َ حذائي !!..
أشعر أني متعبْ
هذا العالم مسكونٌ بضباب ٍ مجنونْ ..
أين الدفء ُ وأين الناس ُ ؟؟..
لماذا لا أبصر إلا جثثا تمشي ؟؟..
وكلابا تنبحُ ؟؟..
وعيونا يكسرها الذلّ
فآخْ
لصراخي ألف صراخ ٍ !!..
آخْ
من منكم أبصر وجها يحمل ُ
بعض ملامح إنسانْ
أشعر أني متعب ْ
يا أمي
مدّي كفك ِ حتى اشربْ
مدي كفك حتى أسقطَ رأسي
حتى أنسى نفسي !!..
مدي كفك حتى ارمي ظلي
وأنام ْ
سأنام طويلا
لا احدَ سيسألُ عني
أعرف لا أحد سيسأل عني !!
فالناس الجثث عرايا
حتى من أحلام الناس ْ!!
يا أمي
لا أحد سيسالُ عني
سأنام طويلا ..
وطويلا .. وطويلا ..

-
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 16 / 10 / 2014 53 : 10 AM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
[align=justify]هدى - خفت عليك كثيراً وكنت أنتظر عودتك وما كان لي أن أصدّق رحيل الرحيل طريقاً تسلكه.. لأنك كنت أقرب وأعز من أن أدفع فاتورة الحزن عليك.. كنت أنتظرك لنكمل الحديث الذي استغرقنا طويلاً حول الموت وماهية الموت... لكنك كدت تعود ولم تعد وسرت في طريق الرحيل!
علمني رحيلك أمورا كثيرة لم أكن أعرفها.. أدركت أننا لا نموت مرة واحدة وإنما على دفعات وأن رحلة الموت تبدأ عند مفترق ما .. فأنت بدأت رحلة الموت منذ وفاة عمي يحيى .. وأنا بدأت رحلتي عندما رحلت أنت.. والسير في درب الأحزان غير السير في درب الموت البطيئ... علمني رحيلك أن حياتنا لغز وموتنا لغز...
اليوم أفهمك تماماً وأفهم هذه الحالة التي تحاصرني وتعتريني حتى لم أعد أعرف إذا كنت من الأحياء أو من الأموات .. ولكن دعني أسألك وأنت الذي خضت التجربة:
حين تنطلق الروح في فضاء الكون الفسيح تاركة الجسد – مركز الأعصاب والألم والأمل والعقل الذي يخزّن الأحلام ويفترش الآمال - ويعود إلى التراب لتنبت منه شجرة أو زهرة أو عشب...
هل ينسلخ الروح بانسلاخه عن الجسد من كل ما كان؟
من فرحة.. من دمعة أحرقت صفحة الخد.. من عشق وطن وأهل وأحلام عريضة ..
حين يتحرر من الجاذبية ويكسر حاجز الزمن .. والانتظار والترقب والخوف من المجهول الذي لم يعد مجهولاً ....
حين يعود التراب إلى التربة ويغدو الكون كله بعوالمه ومجراته وأزمانه وطناً؟!
تغدو العروبة لحظة وفلسطين ذرة في رمال..

طلعت - لا يا هدى .. ليس أمر الروح كذلك .. الموت قمة النضج والإنسان ذاته بروحه لا بجسده البالي..
تجتاز الروح جسر الخوف وتصل إلى ضفة المعرفة والاطمئنان ، والإيمان بعدل الله يتحول إلى يقين..
لو كان الأمر كما تتصورين لكان خلق الله للإنسان عبثاً ولهوا وحاشاه سبحانه من العبث..
كل المعاني تعيش في أرواحنا والتربة التي خُلق منها جسد الإنسان تربة حيّة ، فالذرّة عالم والكون كله مشحون بحياة لها قوانينها الدقيقة متصلة ببعضها البعض تناسبها وتستمدها من نور السموات والأرض والروح كما تمتد خارجاً عن الجسد أثناء النوم وتحافظ على اتصالها به ، كذلك أمر هذه الروح تظل على اتصال بتربتها التي يعود اعتناقها عند البعث ، وإلا لدخلت أي روح بأي جسد وتنقلت الروح بين الأجساد ودخلت في الجسد أكثر من روح، وعليه فالروح العربية تبقى عربية وتربة فلسطين تبقى للروح الفلسطينية وطناً من طينها جبل في الحياة الأولى ومن تربتها نفسها سيبعث.
هدى - ماذا عن الشعر ياطلعت؟
طلعت - اطمئني .. ما زلت أملك الروح الشاعرة أغرد بها في أرجاء الكون وفوق روابي حيفا ومآذن القدس ودمشق وطرابلس ..

هدى - أخيراً .. هل رأيت حيفا؟
طلعت - البديع يا ابنة الخال ، أني ما أن انطلقت خارج الجسد وبعد لقاء الوالد والأهل والأحبة حيث كانوا في استقبالي.. انطلقت إلى حيفا .. أحيائها وروابيها .. القدس والمسجد الأقصى.. فلسطين كلها.. ظامئ وجد السبيل إلى نبع ماء بارد شديد العذوبة.. رائعة هي فلسطين وجوهرة ثمينة تستحق كل الدموع والآلام والتضحيات في سبيل تحريرها من رجس الصهاينة...
هدى - وهل ستعود؟!
طلعت - لا بدّ أن تعود .. لكن الزمن اليوم زمن المزيد من الخسائر العربية...

هدى - هل ترى يا طلعت ما يحدث في عالمنا العربي وما يحلّ بنا من ويلات ؟؟

طلعت- بقدر ما أحمد الله أني لم أعش هذه المآسي المفجعة ، بقدر ما أشفق عليكم من هولها.. الزمن القادم زمن امتداد الحرب والدمار والخراب والضياع.. حروب طائفية ومذهبية شجعوها وغذوا نيرانها، وحرب فبركت يا هدى وإرهاب صنعوه على أعينهم حتى يفتتوا الوطن العربي ويقضوا على كل أمل ويقروا الصهاينة.

هدى - انتهينا ولا قيامة لنا على ما يبدو
طلعت - لا يا هدى .. ثقي.. هذه الأمّة لا تندثر .. تذكري طائر الفينيق يخرج من الرماد حياً..
هدى - كما افتقد الجميع إبداعك الشعري والأدبي افتقدوا التفاؤل الذي كنت تنشره وإيمانك العميق بانتصار الحق..
طلعت - لم يعد أملاً.. أنا في دار اليقين..
هدى - نعم بالتأكيد.. آسفة..

هدى - ألا تزورني طلعت؟

طلعت - أزورك باستمرار وبمقاييس الزمن الأرضي أزورك يومياً .. أنا والخال وعمتك وكل الأهل هنا نزورك .. أراك أنت وابنتي سهير تتحدثان كتابياً على الهاتف كل يوم وأسعد بهذا الود والقرب الجميل بينكما.. أراك وأنت تعتنين بأشجارك البيتية وترسمين خطوطك على قماش الحزن، وتطحنين البن المحوّج وأحزن لرؤية حوض السمك الذي كنت تعشقينه فارغاً مهجوراً..
هدى - هنا الفاصلة والشرنقة التي بدأت أدخلها.. لا أكواريوم ولا زهور جديدة.. لم أعد أفرح.. لم أعد أطمح أو أريد شيئاً.. لم تعد الأشياء من حولي تشعرني بالسعادة.. الأوضاع المأساوية المفزعة في الوطن العربي كسرتنا وهشمّت كل مرايا الأمان والأمل في أعماق ذواتنا.
طلعت - الظلام سيشتد أكثر والدم يطغي لكن طائر الفينيق سيبعث ذات صباح والشمس ستشرق ساطعة، ولو كان بصرك حديد لرأيت الشفق المنبعث من خلف جدار الظلام..
هدى - هل تفنى الأحلام يا طلعت؟
طلعت - الأحلام لها أجنحة ولا تفنى أبداً بفناء الجسد الترابي.
هدى - أين أنت الآن من الشاعر والقصيدة؟
طلعت - لم يزل الشاعر شاعراً والقصيدة حيّة مدادها النور وصفحاتها الكون الفسيح - لكنها لا تصل عالمكم ليس إلا – المواهب أيضاً لها أجنحة ولا تموت – نتذاكر أنا والخال نور الدين والخال بدر الدين ونقرض الشعر سجالا.. هل تذكرين يا هدى يوم أخبرتني أن الخال نور زارك في المنام وأهداك قصيدة كنت ترددينها خلفه وأنت تستيقظين لكنك نسيتها ما أن استيقظت تماماً؟
هدى - بالتأكيد
طلعت - كان هذا حقيقة أخبرني بها الخال .. جسر عبور القصيدة إلى عقل الجسد الترابي مستحيل – إنه البرزخ - روحك حفظتها وما أن هيمن عقل جسدك بالاستيقاظ وجدتِ نفسك نسيت القصيدة.
هدى - أتجلسون معاً ؟
طلعت - لا يا هدى ليس بهذا المعنى .. الجلوس للجسد ونحن في هذا الكون أرواح ، أجسادنا المادية بليت إلى أن نبعث..
هدى - هل تلتقون بأرواح الأشرار أيضاً؟
طلعت - أرواح الأخيار فقط هي التي تحلق في فضاءات هذا الكون ، أما أرواح الأشرار فتهوي في بحر من الظلمات مع كوابيسها..
هدى - أخبرني يا طلعت ، ما أصعب ما في الموت؟!
طلعت - خروج الروح وموت الجسد ليس سهلاً ، لكن أصعب ما في الموت حزن الأهل والأولاد وأحبتنا المحيطين بنا ، الدموع والنحيب وفجيعة القلوب عذاب لا يطاق..
لا صوت يصل ولا طبطبة روح يشعر بها المفجع المحزون .. قمة الألم ..

هدى - ما رأيك طلعت لو نعود في جولة سريعة مع الشاعر قبل أن يعبر للضفة الأخرى
طلعت - معك يا ابنة الخال

يتبع...
[/align]

محمد الصالح الجزائري 17 / 10 / 2014 07 : 11 PM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
أنتظر البقية وبشغف..حوار شيّق راق..أحسنتِ استحضار روح الغالي طلعت ـ عليه رحمة الله ـ فشكرا جزيلا لك أختاه..مودتي..

بوران شما 18 / 10 / 2014 31 : 12 AM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
أعجبتني فكرة هذا الحوار واتابع بكل اهتمام هذا الحوار الخاص من خلف البرزخ على جسر
اللقاء بين الضفتين بينك غاليتي أستاذة هدى وبين الراحل الكبير
رحمه الله ، والفكرة رائعة ،
وبانتظار باقي الحوار ،

د. رجاء بنحيدا 18 / 10 / 2014 19 : 03 AM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
كم رائع وجميل وصادق هذا الحوار .. المختلف المتميز
هو حوارٌ من روح جميلة عطرة إلى روح أبيَّة .. زكية
هو حوار وتناجي وتخاطر
هو حوارٌ من إنسانة تملك قلبا كبيرا يختلف عن سائر القلوب
إلى ملاك يملك حبا .. يسع الكون
ويغطي الرمل والحصى .. ويغدق على التراب والثرى
وينثر مسكاً.. وبلسماَ.

الغالية العزيزة الأديبة المتميزة هدى الخطيب
ننتظر بقية الحوار .. بشغف كبير
لأن ما ينبع من القلب يصل - ولا محالة - إلى جميع القلوب ...
رائعة أنت في كتاباتك ، حينما تُطلقين سراح .. اليراع .


هدى نورالدين الخطيب 18 / 10 / 2014 56 : 09 PM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
[align=justify]
الأخ العزيز الشاعر الأستاذ محمد الصالح تحياتي لك
إن شاء الله سأكمل - ليس الآن مباشرة - وقد أترك هذا الحوار مفتوحا زمنياً وقد يدخل إليه شخصيات وعناصر أخرى.
لكون هذا النوع من الحوارات لم يسبقني إليه أحد ، يهمني جداً أن أستنبط الآراء وأعرف أكثر عن الانطباعات..
تفضل بقبول فائق أعمق آيات تقديري واحترامي
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 18 / 10 / 2014 02 : 10 PM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
[align=justify]
الأديبة والناقدة الغالية دكتورة رجاء تحياتي

أشكر كلماتك الطيبة المشجعة، ويهمني جداً أن أقدم حواراً مختلفاً .. خصوصاً مع الشاعر الكبير طلعت سقيرق.. سبق لي وحاورت شخصيات تاريخية ، وهذا هنا يختلف كلياً...
أتمنى فعلاً أن أفتح نافذة مضيئة للحوار على مسارب الروح

تقبلي أعمق آيات تقديري واحترامي
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 18 / 10 / 2014 18 : 10 PM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
[align=justify]
الغالية الحبيبة أستاذة بوران تحياتي

أسعدني جداً أن أعجبتك فكرة الحوار ، خصوصاً وأنت تعرفين شاعرنا الغالي معرفة شخصية..
تفضلي بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align]

د. رجاء بنحيدا 18 / 10 / 2014 18 : 11 PM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 
الأديبة العزيزة هدى الخطيب
كما قلت ِ هي فكرة مختلفة ... وأراها مختلفة ورائعة ..

فالإبداع غير محدود
و لا يمكن تضييق الرقعة الإبداعية ولا حصرها
مزيدا من الإبداع ومزيدا من .. الحوار.
خالص الاحترام وفائق التقدير

رأفت العزي 21 / 10 / 2014 42 : 02 AM

رد: جسر اللقاء بين ضفتين حوار خاص من خلف البرزخ مع الشاعر طلعت سقيرق/ هدى الخطيب
 

سيدتي هدى واسمحي لي بأن أقول هدى الماء والوفاء

ابكيتني هذا المساء مرات ومرات .. وذهلت في محطات ومحطات .. قد اعجز عن التعبير وقد تفلت مني العبارات
لكن الصوّر كلها قد انطبعت في ذاكرتي ، وتعلقت فيها روحي وسافرت معها بمشاعري فرسيت على شواطئ أمان
وشعرت بنفسي أحيانا أطير فوق جناح طائر خرافي قد يكون ولا يكون ولكني شاهدت روابي الجليل وخلجان سواحلنا
واتسعت عيني فرأت من الماء حتى الماء ووطن وجدته أكبر من رقعة السماء وأجمل من المتخيل مقر الصالحين في عليين
ابكيتني هذا المساء يا سيدتي مرات ومرات . مرة على فراق من نُحب ، ومرة على الذكريات التي لا تُنسى ،
ومرة على رقة وعذوبة وانسيابية الحوار .. ومرات يا سيدتي على الوفاء . أكثر ما يكسر ظهورنا قلّة الوفاء
لكني وجدت هنا القمة ، وجدت المعنى ، عرفت ما معنى الوفاء بعمق .
الله يا سيدتي وهبك ما حجبه سبحانه عن خلق كثير وأنت أجدت استخدام تلك المواهب شاكرة نعمة الله
أكبرها وأكثرها قيمة نعمة الحب .. أنت يا سيدتي مملوءة بالحب وماذا بعد تلك العطية بعد !

قلت فيما مضى لم يتسنى لي أن أعرف طلعت عن كثب وحظي العاثر اني حين تعرفت عليه
اعتلى وبقيت فينا منه أثار أدب أثار أخلاق ، قبل رحيله كنت سعيدا فرحا ، راسلته وراسلني
عتبت على الزمن الذي كنت منه بعيدا عاتبته بمراة وقلت : أنا لا أطلب منك يا سيدي أن تكون انتهازيا
أقدّر عزّة نفسك ، أعرف الطين الذي جُبلت منه ولكن لشعبك عليك حقا فالأقزام يا سيدي تعملقوا وتملقوا وإن أشعار بعضهم
لا يساوي نثرك .. الإعلام العاهر قد غيّب في ضجيجه جزء من صوتك .. عشقت دمشق كحيفاك فكان ذلك ذنبك
حُملّت أوزار ظلم ذوي القربى .. ظُلمت كما دمشق يا سيدي التي منها كان يصدح صوتك شِعرك أدبك وصوت فلسطين
كان صوتك .. رحمك الله يا من علمتني أن أقول أيها الغالي .

وتسألين ، وتمتزجين الآراء ؟ ! فعذرا يا سيدتي لا أقول نحن ولا أجرئ ، بل أقول أنا عليّ الإرتقاء حتى أتعلم روعة فنك


الساعة الآن 28 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية