![]() |
الجهاد الانيق !!
الجهاد الأنيق !!
تفجر هذا المصطلح في الساحة الاعلامية اثر حادثة بث فيلم دعائي على الإنترنت في بداية أيار/مايو 2009ظهرت فيه راشيل راي معدة برنامج الطهي الشهير ـ الذي يحمل اسمها ـ وهي تحمل فنجانا من القهوة المثلجة وتضع حول عنقها شالا يشبه الكوفيةالفلسطينية . في اعلان يروج للقهوة المثلجة لشركة "دانكن دوناتس" الامريكية للفطائر المحلاة عندها ثارت ثائرة بعض المحافطين الذين اعتبروا هذا العمل يروج " للارهاب الفلسطيني " فوصفوه بالجهاد الانيق . و الحقيقة ان هذه التسمية لم تاتي عبثا فالقضية مدروسة و مبيت لها منذ ان اخترقت القضية الفلسطينة عالم الموضة و الجمال ، هذا المجال كما عالم الفن ، الذي يعتبر اخطر ساحة يمكن ان يعبث فيها المتآمرون باخلاقيات الشعوب و ثقافاتها و التاثير فيها بما يساهم في تمرير أفكارهم و سياساتهم . في العالم الغربي هناك صعوبات و قيود على من يرغب في ولوج عالم الموضة و الجمال من حيث الممارسة او الدراسة خاصة منهم الاجانب لادراك هذه الدول ان هذا العالم يحتضن ثروة الشعوب الحضارية و الاخلاقية و الثقافية وهم حريصون على هذه الثروة و يخشون عليها من التاثيرات الخارجية ، وفي المقابل يقتحمون العالم الاخر بثقافتهم و حضارتهم ليس للتبادل و المعايشة و انما قصد فرض افكارهم و ثقافتهم عبر المادة التي يرسلون و صيحات الموضة التي يبدعون في كل موسم محملة بافكار و توجيهات ناعمة لاجل المساهمة في تكريس سياسات تكون في الغالب استعمارية و تخريبة لمجتمعاتنا و بلداننا . بالرجوع لمصطلح الجهاد الانيق فقد فضح مآمرة من وضعوه و نحن علينا ان نحتاط للعملية و لا نقبل هذا المصطلح بهذا الشكل . فنحن نعلم جيدا ما اعترى كلمة جهاد من تشويه فقد اضحت مرادفة للارهاب في الاعلام العالمي و السياسة الغربية فاقترانها بالاناقة ستغدي الوعي في الشارع الغربي بخلفيات غير مرغوبة اي ان ما ياتيهم منا من مفردات الموضة او الجمال لن يكون بريئا فهو يمهد لافكار و عمليات ارهابية و هذا ما كان يريده من وضع المصطلح و يعمل على ترويجه فقد فسروا انتشار الكوفية الفلسطينة و التعاطي لها في الشارع الغربي بانها تروج للارهاب الفلسطين اشارة للمقاومة الفلسطينية ... لقد ادخلنا هذا المصطلح اذا في مواجهة مباشرة مع العدو في عالم له اهميته الكبيرة في حياة كل البشر وهو عالم الموضة و الجمال . وقد سجلت الكوفية الفلسطينة هدف السبق في هذه المواجهة و استطاعت ان تفرض نفسها جماليا و حضاريا و ثقافيا و حملت معها القضية لهذا العالم بكل جدارة لهذا علينا ان نحمي موقعها و نعززه باجراءات و ابداعات اخرى و قبل كل شيء علينا ان لا نقبل بتشويه رسالتنا في هذا المجال ، فإذا كانت كلمة جهاد توحي بالارهاب و العنف كما ارادوا لها ان تكون فلنجعلها معركة تحت اسم " النضال الانيق " لان مصطلح نضال في الوعي الغربي و العالمي كما عرفته كل الشعوب لا يوحي الا بالكفاح المشروع من اجل الحرية و الكرامة . |
الساعة الآن 48 : 07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية