![]() |
سبحان من دانت له الأشياء كلها
هذا العالم من حولنا لا زلنا نجهل عنه الكثير وهو قائم بعلم الله الذي أتقن كل شيء صنعا ففي كل يوم تظهر براهين جديدة تزيدنا يقينا أن خلق السموات والأرض لأكبر من خلق الناس ، فخلق السموات والأرض آية عظيمة من آيات الله ، وبرهان علمه قائم بمسك السموات والأرض أن تزولا وهذا فصل عميق في هذه الآيات البرهانية الجلية فهو سبحانه عليم بالسر وما أخفى من السر أحاط بأسس كل الترابطات للأجسام الذرية ماسك لما بينهما ببناء متماسك ومزدهى وقد أنطقها بالتسبيح بعدما علم كل تسبيحه في بحر محيطه بما غمرته أنوار آيات الله في خلقه بما جمع ووهب وسطره سبحانه بعلمه المحيط والمتأمل في هذا الوجود ستنكشف له فيه أنوار آيات الحسن والجمال وحتى لهؤلاء الذين درسوا العلوم بمختلف تخصصاتها وهكذا نجد أن الجمال في مجال الفيزياء سمة غالبة، فالتجربة قد تخطئ، والجمال قلما يخطئ فهو يثبت الحياة في العلم ، والحقيقة أنه ليست هنالك ضرورة إذ يمكنها أن تسير دون ذلك تفرض في المقام الأول أن تشتمل القوانين الفيزيائية للطبيعة علي البساطة والتاسق والتناسب والتماثل والتألق والروعة والإبهار وهكذا نكتشف حسن آية هذا الجمال فنرى كيف تتفجر الأنهار وسط الأحجار، وتتشقق فتخرج منها الماء، وتهبط من خشية الله، فياله من جَمال وروعة تنضح به "جمادات" الكون ، أي تشقق الأرض الجامدة فنرى الهندسة الرائعة ، خطوط وتداخلات وكأنها لوحة فسيفساء وما نفذت كلمات الله وهذا وصف الله تعالى بإحاطة العلم بجميع الأشياء ظاهرةً وخفيةً ، ولا يستطيع العلم التنبأ بشيء في شساعة هذا العلم المتسع بأنواره الجامع بحكمته لأسبابها المتباعدة وعلماء الذرة عانوا من مضاهاة هذا العلم الرهيب الذي لا يخضع للمختبر وذلك بأسراره الكامنة في محيط جزئيات الذرة وما دونها التي ألف بين جزئياتها بعلمه المحيط ومضاهاة هذا العلم الرهيب تتجلى حقائقه من أن هذه الجزيئات ليست في حاجة إلى أية إشارة أو ترابط من أجل التواصل مع بعضها ، وهذا ببساطة لأن الانفصال بينها هو مجرد وهم والانفصال الظاهر هو تصور من مستوى أعلى للحقيقة ولقد كشفت التجربة مدى سرعة تواصل الجزيئات الأصغر من الذرة مع بعضها البعض وفي الحقيقة أنه قد اكتُشف أن هذا الاتصال سريع للغاية، وأنه أسرع حتى من سرعة الضوء ، حيث كل شيء مرتبط ببعضه وتتصرف الجزيئة كما لو كانت تعرف مصير الجزيئة الأخرى وذلك لأن لديها المعلومات الخاصة بالجزيئة الأخرى داخلها ، اذن فالعلم اشار الى الترابط الحقيقي والى الارتباط المطلق لكل شيء ببعضه بعضا ، فما فنيت اذن متعلقات علمه وحكمته فكلمات الله لا تنقطع أبدا لأنها من عيون الحكمة ومن علم تام وكامل ومحيط كما أن ماء العين لا ينقطع عن عينه وكيف ينقطع وحكمة الحكيم تلقين من رب العالمين وفيض من خزائنه وخزائنه لا تنفذ فهو سبحانه عزيز لا يعجزه شئ وحكيم لا يخرج عن علمه وحكمته أمر فلا علم من غير الاعتقاد بوجود تناسق وتناغم داخلي في الكون ، تناسق الأجزاء مع بعضها البعض ومع الكل الجامع فعلمه تعالى بالاشياء هو عبارة عن حضور الأشياء بأسرها لديه تعالى ، و كل شيء هو رهن حضوره في محضر القدس تعالى ، ليس يعزب عنه شيء . فلم يكن هناك أبدا حجاب بينه تعالى و بين الأشياء ، و من ثَمَّ كان علمه تعالى حضورياً ، و كانت الأشياء بأسرها رهن حضورها في ساحة قدسه تعالى ، و حتى الزمان لا يصلح حاجزاً في هذا المجال . إذن لا يختلف علمه بالأشياء بالنسبة إليه تعالى سواء قبل وجوداتها أم بعدها ، حيث صفحة الوجود ، في طولها و عرضها ، متساوية النسبة إلى ذاته المقدسة ، التي لا يحدّها زمان و لا مكان |
رد: سبحان من دانت له الأشياء كلها
شكرا لك أستاذنا الفاضل على جمال الحرف والكلمة ووصف بديع الملكوت بما يستحق من جمال ,,, والثناء بالجميل على الجميل المحق بالحمد ,,,
كم هو بديع ما قرأته هنا.... بارك الله فيك وزادك من علمه وفضله أيها الأصيل... ولك كامل الود والتقدير |
الساعة الآن 21 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية