![]() |
الجزم بأمور غيبية خطر جسيم محدق بالأمة الاسلامية
الحمد لله رب العالمين تلوح في عصرنا الراهن بعض الاعتقادات الخاطئة والتأويلات الفاسدة التي تنخر جسم الأمة الاسلامية وذلك بسبب الجهل ومرض القلوب والتأويل الخاطئ ، فلقد لاحظت في الآونة الأخيرة بعض المنزلقات المهلكة في تأويل بعض الأحاديث النبوية والتي تبني تصورات خاطئة واستقراءات مغلوطة ، فالأمة الاسلامية عليها أن تجمع شملها وتوحد كلمتها عوض أن تساهم في التأويلان الخاطئة والفاسدة بسبب الجهل المركب مما يتسبب في سقوط الأرواح والتقتيل ومهالك بين أفراد الأمة الواحدة والتي لا تحمد عقباها ، وعوض أن يساهم علماء الأمة الاسلامية سنة وشيعة بمختلف مذاهبهم وطوائفهم بشحن شباب الأمة على الاقتتال وتفريق الشمل وتوهين الأمة ، فعليهم أن يتقوا الله ويساهموا في لم وجمع كلمة المسلمين ، كما يجب على العلماء أن يستنهضوا الهمم لتوحيد شمل الأمة ويتحلوا بالحكمة في دعوة الناس الى نهج السبيل القويم والصحيح والتنبيه الى المظالم التي تقترف بغير حق ، والمتأمل في الأحداث الراهنة في زماننا عليه أن يستبين الحق من الباطل ولا يتسرع في الحكم من غير بينة ، فلا بد للأمة أن تعود لرشدها وترك الاختصاص لأصحاب الاختصاص بدل التغليط والبحث فيما لا ينفع الأمة ، فكم هناك من أحاديث كلها مناكير وموضوعات بأسانيد صحيحة ، وهي لا تصح في الاستشهاد والاحتجاج بها ، وقد يكون سند الأثر باطل لا يصح دليلاً ولا تقوم به حجة خاصة فى هذا الباب لأنه من الأمور الغيبية التى لا تعرف إلا بالوحى الثابت ، لذا يجب الحذر من تلك الاستقراءات المغلوطة في تحديد أنماط صفات بعض الشخصيات والجزم أنها تنطبق بتشابه تام وكامل ، وكمثال دقيق على ما ذكرته في هذا الباب يجب استقراء بعض المعطيات التاريخية من أجل فهم حصيف لمعرفة أسباب الوضع لأحاديث السفيانى وما تبعها من آثار فهذا خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان القرشى الأموى أبو هاشم الدمشقى أخو عبد الرحمن بن يزيد ومعاوية بن يزيد ، وأمه أم هاشم بنت أبى هاشم بن عتبة ابن ربيعة بن عبد شمس العبشمية هو من الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام ، ثم ذكر الإمام المزى أن الزبير بن بكار قال : كان أى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان يوصف بالعلم وبقول الشعر ، قال عمِّى مصعب بن عبد الله : زعموا أنه هو الذى وضع ذكر السفيانى وكثّره ، وأراد أن يكون للناس فيهم مطنع حين غلبه مروان بن الحكم على الملك ، وتزوج أمه أم هاشم وقد كانت أمه تكنى به ، فلا بد اذن من الرجوع الى الرشد ونهج الحكمة في التعرف على الحقائق وتبيين أصول الحديث الذي يهدي الأمة الى الحق ويهديها الى توحيد كلمتها فالأمة الاسلامية قبل كل شيء أمة متراحمة ولا غدر بين أبناءها ولا يجوز حمل السلاح والتقتيل وسفك الدماء بغير حق فهذا يوهن الأمة ويجعلها تتخلف عن الركب وتبتعد عن الحق المبين ،فالله سبحانه وتعالى جعل علو الأمة فى إيمانها حيث قال سبحانه (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران 139 فالحذر يا أمة الاسلام من هذه الادعاءات الكاذبة كنهاية الزمان وغيره فلا يعلم الغيب الا الله ، وقبل كل شيء وجب معرفة ما أعده المؤمنون للساعة عوض الجزم بحقائق من غير علم ولا بينة |
رد: الجزم بأمور غيبية خطر جسيم محدق بالأمة الاسلامية
كلام جميل .. أحييك أخي عمر وأضم صوتي إلى صوتك
ألف شكر أخي وبارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك |
رد: الجزم بأمور غيبية خطر جسيم محدق بالأمة الاسلامية
بارك الله فيك أختي الكريمة ميساء وحقا أن الداءَ والمرضَ هو : تقصيرُ المسلمين في دينِهم، ومخالفتُهم لشرعِ ربِّهم وسنّةِ نبيّهم صلى الله عليه وسلم ، وأنّ الدواءَ والشفاءَ هو في رجوعِهم إلى دينِهم وتمسُكِهم واعتزازِهم به ، وأنّ غلبةَ الكفارِ وقوتَهم وكيدَهم، وتسلّطَ الحُكّامِ الظلمةِ على بعضِ دولِ المسلمين وتفرقَ المسلمين واختلافَهم إنما هي أعراضٌ لا أمراض سببها هو إعراضُ كثيرٍ من المسلمين عن دين الله عز وجل ، يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ). |
رد: الجزم بأمور غيبية خطر جسيم محدق بالأمة الاسلامية
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المبارك
|
رد: الجزم بأمور غيبية خطر جسيم محدق بالأمة الاسلامية
شكرا أختي راضية الزهراء على مداخلتك الطيبة ولي اضافة متواضعة عن هذا الموضوع في هذا الباب تذكيرا للأمة لتتجنب المتاهات والضلالات في عصرنا الراهن خصوصا ما ذكره الحديث الشريف ( ... وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً ، قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) ، رواه الترمذي ( 2641 ) وحسَّنه ابن العربي في " أحكام القرآن " ( 3 / 432 ) ، والعراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 284 ) ، والألباني في " صحيح الترمذي " . ذكر الشوكاني هذا الحديث في "تفسيره" (2/ 68) : ثم قال : " أَمَّا زِيَادَةُ كَوْنِهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً ، فَقَدْ ضَعَّفَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، بَلْ قال ابن حزم : إنها موضوعة " انتهى . وقد تعقبه الألباني رحمه الله فيما ذكره فقال : " ولا أدري من الذين أشار إليهم بقوله : " جماعة ... " فإني لا أعلم أحدًا من المحدثين المتقدمين ضعف هذه الزيادة ، بل إن الجماعة قد صححوها ، وقد سبق ذكر أسمائهم ، وأما ابن حزم فلا أدري أين ذكر ذلك ، وأول ما يتبادر للذهن أنه في كتابه " الفصل في الملل والنحل " وقد رجعت إليه ، وقلبت مظانه فلم أعثر عليه ، ثم إن النقل عنه مختلف ، فابن الوزير قال عنه : " لا يصح " ، والشوكاني قال عنه : " إنها موضوعة "، وشتان بين النقلين كما لا يخفى ، فإن صح ذلك عن ابن حزم ، فهو مردود من وجهين : الأول : أن النقد العلمي الحديثي قد دل على صحة هذه الزيادة ، فلا عبرة بقول من ضعفها. والآخر: أن الذين صححوها أكثر وأعلم بالحديث من ابن حزم، لاسيما وهو معروف عند أهل العلم بتشدده في النقد، فلا ينبغي أن يحتج به إذا تفرد عند عدم المخالفة فكيف إذا خالف؟ ! وأما ابن الوزير، فكلامه الذي نقله الكوثري يشعر بأنه لم يطعن في الزيادة من جهة إسنادها، بل من حيث معناها، وما كان كذلك ، فلا ينبغي الجزم بفساد المعنى لإمكان توجيهه وجهة صالحة ينتفي به الفساد الذي ادعاه. وكيف يستطاع الجزم بفساد معنى حديث تلقاه كبار الأئمة والعلماء من مختلف الطبقات بالقبول وصرحوا بصحته ؟ هذا يكاد يكون مستحيلاً ... انتهى . |
الساعة الآن 48 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية