![]() |
حجة الوداع -1
حجة الوداع. 1-
لقد أكرم الله تعالى رسوله ونبيه محمد ﷺ بحج بيته المكرم في ذي الحجة سنة 10 هـ ، ويروى أن الرسول ﷺلما أراد الحج أذن به في الناس ،فلما كان يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة وهو اليوم السادس والعشرون منه ، ترجلﷺ وادهن ، ولبس إزاره ورداءه ، وانطلق من المدينة بعد صلاة الظهر ، حتى بلغ ذا الحليفة قبل أن يصلي العصر ، فصلاها بها ركعتين ،ثم بات بها ، فلما أصبح قال : آتاني الليلة آت من ربي ، فقال : صَلِّ في هذا الواد المبارك ، وقل عمرة في حجة ، وكان هذا إباحة للعمرة في أيام الحج ، وكان أهل الجاهلية يرونها من أفجر الفجور . ثم اغتسل رسول الله ﷺقبل الظهر ، وتطيب في رأسه وبدنه بطيب فيه مسك، وأهل بالحج والعمرة في مصلاه ، وقرن بينهما فقال : اللهم لبيك عمرة وحجا، ثم لبى : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . )) وكان أحيانا يردد : لبيك إله الحق . ثم خرج من المصلى فركب القصواء ، وأهل مرة أخرى ، فلما استوت به البيداء أهل أيضاً ، وأشعر هديه بعد الصلاة، وقلدها بذي الحليفة . ثم واصل سيره حتى دنا من مكة ، فبات بذي طوى ، وصلى به الفجر ، ثم اغتسل ومضى حتى دخل المسجد الحرام ، وذلك صباح يوم الأحد لأربع مضين من ذي الحجة ، فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، ثم أقام بأعلى مكة عند الحجون ، ولم يعد إلى الطواف ، وبقي في إحرامه ، لأنه كان قارنا جمع بين إحرامي الحج والعمرة، لكونه ﷺ قد ساق الهدي ، وأمرﷺ كل من ساق الهدي أن يبقى في إحرامه ، فأما من لم يسق معه الهدي فأمره ﷺ أن يقصر رأسه بعد الطواف والسعي ، ويحل حلالا تاما ، ويجعل عمله هذا عمرة ، سواء كان قد أحرم بنية الحج أو العمرة أو كليهما . وقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة ، ولأحللت ، فحل من لم يكن معه هدي . ثم توجه ﷺ يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة - إلى منى ،وأحرم للحج كل من كان قد حل ، فصلى بمنى خمس صلوات : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، وصلى ﷺ الرباعية منها ركعتين قصرا ، ثم أجاز من منى بعدما طلعت الشمس حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها فلما زالت الشمس ركب القصواء وأتى وادي عرنة وقد اجتمع الناس حوله فقام ﷺ فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وتشهد ،وأوصى بتقوى الله ، ثم قال. فيما قال : أيها الناس ! اسمعوا قولي . فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، بهذا الموقف أبدا، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمور الجاهلية موضوع تحت قدمي ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ( وكان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ) وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله، واتقوا الله في النساء، فإنكم اخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت ، فقال : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد . )) وقد بين ﷺ في هذه الخطبة عدة أمور أخرى ، فلما فرغ منها نزل عليه قوله تعالى : ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ﴾ فكان يوم نعمة وسعادة وشكر ... عن كتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار .. للشيخ صفي الرحمن المباركفوري (رحمه الله ) |
رد: حجة الوداع -1
وما أجمل الذكرى .
الشكر والإمتنان . جزاك الله خيرا . |
الساعة الآن 44 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية