![]() |
قصيدة بعرض البحر
http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/downlo17.jpg
قصيدة بعرض البحر آن لهذا الحرف أن يحزن .. أن تترجل القصيدة عن جوادها وتعتكف .. أن تلتزم الصمت في زمن أصبحت الثرثرة فيه زاداً لكل فقيه ، وحجَّةً على الكَلَمِ . يفتش في أوراق القصيد عن قافية أخرى للشتات .. عن بحرٍ لا يأكل لحم مرتاديه .. عن خيمة لجوء لا يأوي إليها كلُّ منتحر ! زجروك وقالوا لا تكتب عن الحزن ؛ فتَهُبَّ شياطينه من حولنا وتنتشر ! أمروك ثم أمروك ثم أجبروك أن تنحني لظلالهم .. أن تستجدي غيومهم الفارغة .. أن تغازل دبيب خطواتهم بابتسامة عريضة الشفتين أو قصيدة عصماء ، أو إحدى المعلقات السبع . أن تستحسن كل ما تَلفَظه عيناك من رؤاهم .. وأن تغضَّ البصَرَ عن عقائدهم ، مذاهبهم ، تضاريس خرائطهم .. وأن تُجَمِّل في أذنيك عذِبَ وكذِبَ كلامهم ، فتنظمه قصيدة ألفية ، أو ديوانٍ شعرٍ .. أو فابقَ كما أنتَ قصيدةً عرجاء ، نكرة الهوية والمولد والنسب ! لقد حضرتَ كثيراً في زمن الغياب .. أشهرت سيف خالد بن الوليد ، وما جاد به ابن الرومي من فضائل وحكم .. رفعت يداً بالعدل ، ويداً بالحق ، فصفعوك .. كم صفعوك فأوجعوك ؟! ثم قاموا إلى حروفك ودفنوها في لحد . لا تلجأ إلى التاريخ .. لا تستنهض شخوصه .. لا تتلُ عليهم قصائد المتنبي .. لا تجمع دموع الخنساء في كفيِّك .. لا تذكرهم بذكاء بلقيس ، ودهاء أخوة يوسف ، لا تحدثهم عن مريم ، والعصا التي فلقت البحر ، والسفينة التي حملت من كل شيء زوجين ، لا تتلُ عليهم مزاميرك ؛ فقد يكفرونك ويقيمون عليك الحد . لا ترحل .. لا تسحب ظلالك من ساحات الشعر .. وتهجر عُكاظ * والمَجَِنَّة * و المِربَد* .. لا تقل كم ستصمد القصيدة العزلاء بوجه السيف ، والروح المتعبة في يد الشانِق .. وأن القصيدة هي قوافٍ حرةٌ ، ليس لها أب ، أم ، أشقاء ، ظلال تنام في أفيائهم وقت الشدة وفي الرخاء ؛ فتعلن إليهم الولاء عن طيب خاطر وجهل .. وإنها حروف طائرة تحلِّق في السماء كلما هاجت ريح غادرتها إلى السماء الأعلى . إن كان لا بدَّ من الرحيل ، ولا مفر .. إن كانت قافية من قوافي الشتات تلوح إليك أن تقترب ، إن ضاقت عليك الأرض بما رحُبَت ، وأثخنتك جراح الرفاق ، وأعيتك مصائبهم ، وفاضت بك قنوات الصبر ، وتراءى لك البحر طوقَ نجاةٍ ، وأمواجه سلالم أمل .. فارحل بسلام .. وابَحِر . وأنت أيها البحر كُن على غير عادتك رحيماً به .. إنه يحمل في قلبه قصيدة لا تكفر ، لا تكذب ، لا تساوم ، لا تستسلم ، لا تموت وإن طعنت في ألف مقتل ، قصيدة تمخض عباب البحر ، تصول وتجول في عرضه ، على موعد مع شتات آخر ، إن شئت يا بحر أم لم تشأ .. فلن تغرق . ميساء البشيتي • عُكاظ : في بلاد هوازن في الحجاز قرب الطائف .. أشهر أسواق العرب الشعرية قاطبة ، وهي عامة تجارية واجتماعية وأدبية ، أثرت في لغة العرب وفي توحيد لهجاتها • المِربَد : ضاحية من ضواحي البصرة .. تشبه عكاظ : عامة تجارية وقومية وأدبية، حتى العصر العباسي . • مَجَِنَّة : في بلاد كنانة في تهامة قرب مكة .. عامة تجارية واجتماعية وأدبية (مصغرة عن عكاظ) وهي استمرار لها، يحميها مكانها والشهر الحرام . |
رد: قصيدة بعرض البحر
[align=justify]عميق وقوي ودالّ وممتع هو حرفك ..الرائعة الأديبة ميساء..أحمد الله أنّ قلمك مازال يهدهد فينا حلم الكتابة ونبض الحرف!! شكرا لك على هذه المتعة الماتعة..[/align]
|
رد: قصيدة بعرض البحر
حروف تتقن التجديف .. ماهرة الغوص
في قصيدة بعرض البحر دام لك الألق ... الغالية ميساء |
رد: قصيدة بعرض البحر
اقتباس:
إنها شهادة أعتز بها من شاعر مرموق .. شاعر له مكانتة في ساحة الشعر .. أشكرك على هذه الكلمات الطيبة التي قيلت في حق حرفي ودمت لنا نبراساً نهتدي ونقتدي به :nic72: |
رد: قصيدة بعرض البحر
اقتباس:
غاليتي د. رجاء رائعة الحضور والردود شكرا لك لأنك دائما بجوار حرفي الله يديمك يا غاليتي ونورتيني وشرفتيني :nic58: |
رد: قصيدة بعرض البحر
حين أقرأ لميساء أو ، عفوا ، حين أهم بقراءة نص من نصوصها فإني أعلم أني على موعد مع نبض قل نظيره .. فهو نبض يشبه جو الخريف المتغير بين لحظة وأخرى .. فهو يعلو ويثور ثم فجأة يخبو ويستكين قبل ان يندفع من جديد في ثورته .
وحين تتحدث ميساء إلى وعن البحر فإني أعلم علم اليقين أن البحر سيشبه الخريف في ثورانه وسكونه . دام لك الألق . مودتي وورودي . |
رد: قصيدة بعرض البحر
وهذه هي الرائعة ميساء التي تعودنا عليها ولا يمكننا لاستغناء عنها
دمت مبدعة . تحياتي |
رد: قصيدة بعرض البحر
هي قصيدة بعمق الجرح وعرض الامال الضائعة وطول الانتكاسات .. دمت للالق عنوان يا سيدة الورود والرياحين وحينا السكين ! تحياتي وورودي لنبض حر حار غالي علي قلبي .
|
رد: قصيدة بعرض البحر
اقتباس:
كم:nic15: راق لي هذا الوصف الساحر لحروفي أخي رشيد أشكر لك هذه القراءة العميقة لنصوصي ردك يضيف الكثير للنص ويدفعني لأكتب المزيد أتمنى لك أسعد الأوقات أيها النبيل |
رد: قصيدة بعرض البحر
اقتباس:
صديقتي الغالية والرائعة فتيحة شكرا لأنك كنت هنا تقرأين معي حروفي وتطبطبين على وجعها دومي بألف خير يا صديقتي :nic65: |
الساعة الآن 45 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية