![]() |
ولأنهم صفّوا محبتهم في الدنيا من شوائب الهوى، فصفّى شرابهم في دار البقاء
ولأنهم صفّوا محبتهم في الدنيا من شوائب الهوى، فصفّى شرابهم في دار البقاء ولأنهم صفّوا محبتهم في الدنيا من شوائب الهوى، فصفّى شرابهم في دار البقاء، وفي هذا المقام ينبغي التنافس الحقيقي، كما قال الشاعر: فروحي وريحاني إذا كنت حاضراً وإن غبتَ فالدنيا عليّ محابسُ إذا لم أنافس في هواك ولم أغرعليكَ ففي مَن أنافس ليت شعري فلا تمقتن نفسي فأنت حبيبُها فكل امرىء يصبو إلى مَن يجانس ( إنَّ الأبرار لفي نعيم) اليومَ في رَوْحِ العرفان، وراحةِ الطاعة والإحسان، ونعمةِ الرضا وأُنْسِ القُربة وبَسْطِ الوصلة ، وغداً في الجنة وما وُعِدوا به من فنون الزلفة والقربة. فقوله جلّ ذكره (عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ ) أثْبَتَ سبحانه النظرَ ولم يُبَيَّنْ المنظور إليه لاختلافهم في أحوالهم ، فمنهم من ينظر إلى قُصُوره ومنهم من ينظر إلى حُورِه، ومنهم ... ومنهم من هم على دوامِ الأوقات إلى الله سبحانه يَنْظُرون ، فهو معكم أحبابي لا بالمعية المفهومية بل معكم بحسب مراتب شهوداتكم ان كنتم فى مشهد الفعل والعلم والتحقق فهو معكم بالتجلى الذاتى ما يتقدم ولا يتأخر عنكم فالمعية ليست هى مثل ما يتصور بالعقل حسا أو ذهنا أو خيالا أو وهما ، تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا ، انما هى معية تفرد الحق سبحانه بعينها وتحققها وعلمها لايعلم سرها الا الله ومن اطلعه عليه من الكمل ويحرم كشفها ترحما على العقول القاصرة عن درك الأسرار الخفية كما قال ابن عباس رضى الله عنهما أبهموا ماأبهم الله وبينوا مابين الله فهذه الآية مقتضية البشارة الحقة للمؤمنين بهجة للمحبين حيث معهم أينما كانوا وتوثيق للمتوكلين وسكينة للعارفين ويقين للمراقبين ورعاية للمقبلين فالأكوان تتصاغر وتتلاشى فى عزة الرحمن بسطوات عظمته وجلاله حتى لا يبقى أثرها وأزالها بحيث لا افتراق بين فعله وقهر قدرته ومن حيث الجمع باشر نور الصفة نور الفعل ونور الصفة قائم بالذات يتجلى بنوره لفعله من ذاته وصفته ثم يتجلى من الفعل فترى جميع الوجود مرآة وجوده وهو ظاهر بكل شئ من كل شئ للعموم بالفعل وللخصوص بالاسم والنعت ولخصوص الخصوص بالصفة وللقائمين بمشاهدة ذاته بالذات وهو تعالى منزه عن البينونة والحلول والافتراق والاجتماع انما هو ذوق مكنون ولا يعلم تأويله الا المحبون الهائمون فما فارق الأكوان الرحمن ولا قارنها فكيف يفارقها وهو موجدها وحافظها وكيف يقارن الحدث القدم الذي به قوام الكل وهو بائن عن الكل ألا تروا أنه يقول وهو معكم أينما كنتم |
الساعة الآن 56 : 05 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية