![]() |
اسمه شهيد
اسـمـه شـهـيـد بعد بضعٍ وعشرين ربيعاً في أرضٍ تتلاحق فيها أنباء الشهداء، أرض تشتاق دوماً لدماء أبنائها، تتعطر برائحتهم استعداداً لنشوة النصر ، قررت أنْ أنجب طفلاً ! أجل؛ قررت أن أنجب طفلاً ، ولأن لكل منّا نصيبٌ من اسمه – كما قالوا- احترتُ ماذا سأسمّي طفلي! جمعتُ أوراقي وأقلامي لأكتب خياراتي ؛ فلمعت برأسي فكرة أن أسميه باسم مركب ، اسم شهيد. لكن الحيرة ازدادت ؛ الشهداء كُثُر ، فأيّ شهيدٍ سأختار؟! هل أسمّيه "محمد علي" ؛ ليأخذ شيئاً من رابطة جأشه، ينقضّ على الجنود انقضاضاً ويغرس برؤوسهم ظلمهم وقهرهم. هل أسمّيه "بهاء عليّان" ؛ ليكون مثقفاً واعياً ، يدّخر أمواله ليشتري رصاصاً يزرعها في صدور مستوطنين أتوْا إلى هذه الأرض عنوة ! أم أسمّيه "مهند الحلبي" ؛ ليثأر لمن يغتالهم الاحتلال ، يطعنهم ثم يقتلهم بأسلحتهم! أو ربّما "مهند العقبي" ؛ ليخرج لهم من مكانٍ اعتقدوا أنه آمن، يشتت شملهم ، يفرّق جمعهم، فينكّلون بأنفسهم! سأسمّيه "علاء أبو جمل" ؛ ليكون ذا نظرةٍ قاسية، يحمل همّة شعبٍ بأكمله، فلا تؤثر فيه رصاصات الغدر وإن كَثُرَت! لا؛ بل سأطلق عليه اسم "فادي الخصيب" ؛ لتكون دمعته رقيقة على أخيه، مسلّطةً على صدر احتلالٍ انتزع أخاه منه! قد أسمّيه "محمد سباعنه" أو "نور الدين سباعنه"؛ ليجد رفيقاً له في درب المقاومة ؛ فتكون الضربة للعدوّ أقوى! أو أسمّيه "سليمان شاهين" ؛ ليقتصّ ممّن سرق ثمار الأرض ؛ فرتقي روحه معبقة برائحة الفراولة أو برائحة برتقال يافا! هل أسمّيه "رائد جرادات" ؛ فلا يدع الاحتلال يفرح بإعدام الحرائر، يفيض نخوة ، يثور دمه الحامي دفاعاً عن بنات المسرى ؟ ربمّا أسميه " محمد الشوبكي" ؛ حتى لا تقف أيّ عقبة في حياته أمام درب مقاومته .... ماذا إن كانت فتاة ؟! هل أسمّيها "رشا عويصي" ؛ لتُؤْثِر روحها فداءً للوطن على أن تكون عروساً! أم أسمّيها "هديل الهشلمون" ؛ فتكون صابرة محتسبة صامدة بوجه جندي يحمل رشاشه خوفاً منها! أو ربما أسمّيها "مرام حسّونه" ؛ ليكون درب حياتها ؛ مقاوِمة فأسيرة فشهيدة! أو أسميه ، أسمّيها ...... ؟ رأيتُ أن قوافل الشهداء لا تنتهي ، لكلّ شهيد حكاية ، لكنْ تتشابه كل حكايا الشهداء بأنّهم عشقوا الوطن أكثر من أرواحهم ؛ فاختارهم الوطن لنفسه دون سواهم ، فكانوا الأثيرين لديه ... لذا قررت أن أسمّي طفلي "شهيد" أو "شهيدة" ؛ فكلّنا – و منذ الميلاد – شهداء مع وقف التنفيذ ! فاطمة البشر |
رد: اسمه شهيد
يا لفيض الخاطر الوطني، الذي ينبض وفاءاً وعِزة
شهيد شهيدة أبناؤنا بعد هذا الاسم ارتقوا الفردوس، وتوسدنا السحاب بهذه الأسماء تحيتي أم شهيد/ة |
رد: اسمه شهيد
يُثبت فخراً
|
رد: اسمه شهيد
حين أقرأ لك فاطمة ، اعلم مسبقا أني على موعد مع حرف ينبض صدقا وعفوية ..
وأعلم مسبقا أن قراءتي لنصك لن تكون الأخيرة لأن إعادة قراءته هي في حد ذاترها متعة . أحييك وأهنئك على ما تجود به خاطرتك من روائع . ودي وورودي |
رد: اسمه شهيد
وهذا شرف لنا .
تحيتي لقلمك مع كل التقدير. حفظك المولى . |
رد: اسمه شهيد
أ. فاطمة : في نفسي شيء تجاه هذا الاسم , و كأني أرى فيه شيء من التشاؤم تجاه المستقبل , و أن النصر بعيد , و أن هذه الأمة ستعاني الكثير الكثير . تحيتي لك و لحسك الوطني . |
رد: اسمه شهيد
اقتباس:
هم ارتقوا بعد هذا الاسم وقبله .. فكلنا ولدنا لنقاوم المحتل .. نخرجه ... وكلنا شهداء .. لكِ ولعروبتكِ كل ودي ووردي |
رد: اسمه شهيد
اقتباس:
|
رد: اسمه شهيد
اقتباس:
أ. رشيد الميموني ؛ احتفاؤك بحرفي يزيدها بهجة وروعة وألقاً تشجيعك دائما ما يدفعني إلى مزيد من العطاء ودي ووردي |
رد: اسمه شهيد
اقتباس:
أ. علي أبو حجر ؛ كل الشكر لك ولمرورك الجميل .. مررت فنثرت عطراً ودي ووردي |
الساعة الآن 29 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية