منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقالة السياسية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=520)
-   -   هرطقة المثقفين وعهرهم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=30044)

محمد الفاضل 06 / 04 / 2016 03 : 03 PM

هرطقة المثقفين وعهرهم
 
هرطقة المثقفين وعهرهم - محمد الفاضل

ما الذي يدفع ببعض ممن يسمون أنفسهم بطبقة الانتلجنسيا إلى الدفاع باستماتة عن الأنظمة القمعية بهذه الحماسة التي قل نظيرها ، ومحاولة فرض قناعاتهم علينا وجعلها تبدو كثوابت ، أو من البديهيات والمسلمات وكأنهم توصلوا إلى اكتشاف علمي مذهل ، يكاد يرقى إلى سر التحنيط لدى الفراعنة ؟

من نصب هؤلاء أوصياء على عقولنا وكأنها مكب نفايات ، تصلح لهرطقتهم وهذيانهم وشطحاتهم السيكوباتية ؟ يفرغون فيها قذاراتهم الفكرية في محاولة منهم لتجميل وجه النظام والإفراط في وضع المساحيق للاستخفاف بعقولنا القاصرة وكأننا ديناصورات فرت من العهد الجيوراسي !!

لقد وصل الغرور والخيلاء ببعض دعاة الفكر الجدد وأدعياء الحكمة لدرجة أصبحوا معها يسبغون على أنفسهم ألقاب رنانة كجواز مرور يتيح لهم وعظنا وإعطائنا محاضرات عن الديمقراطية الصينية الأصلية وليست التقليد مثل الألعاب التايوانية ، وضرورة حب الحاكم ، المعجزة ، مهما بلغ ظلمه وبطشه ، وكأننا وافدون من العصر الحجري !!!

لقد باتت هذه الظاهرة ترقى إلى حالة سعار يلهث صاحبها بكل ماأوتي من أدوات وخدع ، وراء سراب المؤامرة الكونية ضد الحاكم ، الذي يتاَمر عليه شعبه بالتعاون مع السلفيين والمندسين والهنود الحمر وقبائل المايا ، وقبائل الجن بغية الإطاحة به ، لا لشئ إلا لمجرد المؤامرة وتخريب البلد !!!

فأي ترهات وخزعبلات بعد ذلك ؟ أحد هؤلاء الذين يدعون الحكمة وسعة الاطلاع ، يخرج علينا كاتب بفلسفة عجيبة في أحد مقالاته في مدونة له ، يتصنع البحث عن الحقيقة وبتجرد ، يتأنق للمناسبة ويتلبس لبوس الباحث الأكاديمي ، ويريدنا أن نعتنق تلك الأفكار التي يروج لها ويسوقها ، يزوق العلبة ويغلفها بورق الهدايا ويبالغ في اختيار الأشرطة لجعلها تبدو كمنتج مرغوب ، يسهل تقبله كما يظن ويتوهم . ثم يخلص إلى نتيجة مفادها أن لاوجود لكلمة ديموقراطية ولا حتى في الغرب حسب زعمه ، هي خرافة .

لذا يجب أن تتوقف كل هذه المظاهرات والمؤامرات ونرضى بقدرنا !! ولاينسى الكاتب في نهاية مقاله أن يفجر المفاجأة بأن الرئيس يتاَمر عليه كل سكان المجرة بالإضافة إلى سكان الكوكب الجديد المكتشف مثل ماحصل مع غيره من الزعماء العظام !! هل أصبح كل هؤلاء المتظاهرين مندسين وعملاء ؟ وهل تصدق ياسيدي أن هناك ممن يمكن أن يخسر حياته في سبيل المال ويترك أطفاله بلا معيل ؟ تباً لك ولهذه التحليلات السقيمة.

محمد الصالح الجزائري 06 / 04 / 2016 41 : 08 PM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
[align=justify]صدقتَ أخي الفاضل .. مقالة جمعت بين الفكر والسياسة بلغة قوية محكمة النسج ..شكرا لك..[/align]

نور الأدب 06 / 04 / 2016 53 : 08 PM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
[align=justify]تحياتي لك أستاذ محمد الفاضل..
مقالة سياسية ممتازة ، فقط من بعد إذنك سأقوم بنقلها إلى قسم المقالة السياسية.
سيكون لي مداخلة بعضويتي إن شاء الله
تقبل عميق تقديري
[/align]

رأفت العزي 07 / 04 / 2016 38 : 02 AM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
أخي الفاضل الأستاذ محمد الفاضل
ألا تعتقد أن نفس هذه الطبقة يا سيدي قد قامت بخداع الجماهير قاطبة وباسمها !
قد يكون " عهر " مثقف ما قد كتب مقالة ما، لم يقرأها سوى قلة ومن " المثقفين أصحاب النظارات "
وقد يكون " استمات دفاعا عن نظام " ولكن أما كان يقابله أيضا مثقف ما " مفكر " ما
فُتح له كل عهر الفضاء ليمارس الكذب والتدجيل على كل الشعب باسمه فدفعوه نحو حتفه وليس حريته !

مقالتك ايها الفاضل كانت تصلح " للمقارعة " والنظر فيها في العام 2011 .. كان سوقها
ينتشر انتشار النار في الهشيم .. أما اليوم أيها العزيز وبعد 6 سنوات أفترض أن تكون المحنة
قد جعلتنا نطور فكرنا السياسي ولكن مع الأسف الشديد ما زال مؤيدي النظام يتحدثون كأن شيئا
لم يحدث ومعارضي النظام ما زالوا يلوكون نفس الخطاب ويمارسون نفس " العهر " والخداع أيضا
الفرق بين الأثنين أن الأول من السهل ادانته وتقريعه فلن يُقدم أو يؤخر .. أما الآخر فخطابه " شعبوي "
مسموع يغنينا حماسة ويظهر بمظهر الطهر وهو في حقيقته نجس أخطر بكثير من الأول للسبب الذي ذكرت !

أعانكم الله أيها السوريون نتمنى لبلدكم العزيز انتهاء محنتها بعد كل هذه الدماء وهذا الدمار .

هدى نورالدين الخطيب 07 / 04 / 2016 56 : 10 AM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
[align=justify]
الأديب الأستاذ محمد الفاضل تحياتي لك..
أود أن أروي لك حادثة حصلت عندنا في كندا منذ بضع سنوات:
دخل أحد الوزراء إلى محل ( سوبر ماركت ) وبينما كان يتبضع ويضع ما يريد في عربة التسوق نسي في يده شفرات حلاقة ثمنها لا يزيد عن دولار واحد ولم يحاسب بها، وطبعاً بوجود كاميرات المراقبة، ما أن خرج من باب المحل قبض عليه الحراس وساقوه إلى الداخل ريثما تحضر الشرطة ، وبالفعل جاءت الشرطة وألقت القبض عليه، وفي اليوم التالي نشرت الصحف صورة وخبر الوزير السارق..
هذه الحادثة تعطينا فكرة عن معنى وماهية المساواة أمام القانون في الثواب والعقاب وأهمية المحاسبة، هل تتخيل أن يحدث مثل هذا في أي بلد عربي؟!
المسؤول موظف عند الشعب في الدول الديمقراطية، وفي وطننا العربي نصف إله إن لم يكن أكثر بكثير.
الطفل في الدول الديمقراطية يمنع ضربه والإساءة الجسدية له تحت طائلة القانون ولم يزل في بلادنا أطفالاً يضربون وتداس كراماتهم وتكسر معنوياتهم ويرتعشون خوفاً حين يعود الأب إلى المنزل!!
الكمال غير موجود في أي مكان والفساد تجده في كل مكان ، لكنه يختلف وتختلف معالجته والتعامل معه تماماً عما هو عليه عندنا والأسباب كثيرة.
المجتمع الأبوي وآثاره المدمرة على النفوس وكسر الشخصية منذ الطفولة غالباً تُخرج حكاماً آلهة يحاسِبوا ولا يحاسَبوا ويستمر النفخ بهم وتضخيمهم، ومواطناً خانعاً مكسوراً يظل مهدداً خائفاً طوال عمره ممن يفوقه قدرة وقوة وفق الأمثال الشائعة ومنها: ((بمشي الحيط الحيط وبقول يا رب أوصل عالبيت )) ..
حتى مفهومنا للأحزاب والتنظيمات والمسؤولين يختلف في ما هو عليه بالدول الديمقراطية مما هو في المجتمعات الأبوية، ففي الأول ناس فاعلين يناقشون ويعملون ويعترضون ويضعوا برامج ويبتكروا وينتخبوا فيُنجِحوا ويُسقطوا ويقدموا آرائهم التي تناقش وتحترم في كل الأحوال أما عندنا فهو غسيل أدمغة واستلاب إرادة وترديد شعارات تملى وتصفيق بما يشبه ما اصطلح على تسميته بدين العجائز، الذي يستغفر الله ويطرد الفكرة من رأسه لو خطر على باله سؤال أو استفسار إلخ...
في المجتمعات التي تآلفت مع الديمقراطية وتعودت ممارستها، المجتمع المدني هو الأقوى فهو القائد وهو الفاعل وهو المحرك والمحاسب ، بينما المجتمعات الأبوية تبحث عن القائد الفرد والزعيم يقودهم ويحركهم وهم له تابعون...
لو فكرنا لحظة في الأجداد القدماء حين كانوا يعبدون الأوثان التي يصنعونها بأيديهم ويصلّون لها ويقدمون الأضاحي ويحاربون من أجلها.. عبدة الأوثان ما زالوا بيننا تحت مسميات مختلفة...
الأتباع أنواع ، هناك المصلحة والفائدة والاندماج بين فساد المال وفساد السلطة، ومنهم المستلَب كلياً أو جزئياً ومن يؤخذ بالشعارات الرنّانة والذي يصدق فعلياً كل ما يملى عليه ويكرره في كل مناسبة ولا يرى أو يسمع إلا ما يراد له أن يراه ويسمعه ( الصورة مهما بلغت قساوتها والصوت مهما علا ووضح هنا لا يصلان إلى ذاته وإنسانيته وضميره ) وهذا معروف في مجال علم النفس .. غالباً بحاجة نفسياً أن يصدق ، وهناك الخائفون من أو على ومن يرون أمامهم البدائل المخيفة وهناك العصبيات على أنواعها إلخ...
المثقف وغير المثقف جزء من المجتمع ، فالإنسان بطبعه يصدق ما يريد أن يصدقه وما يجده مناسباً له ولميوله وآماله وتطلعاته أكثر، الفرق أن المثقف يوظف ثقافته في تأكيد النهج الذي يتبعه أكان مغسول الدماغ مستلَباً أو كان مستفيداً...
هناك فرق أيضاً بين المثقف ومدّعي الثقافة ، وغالباً ما يستعمل المدعون زينة يتقنعون بها لتسويق الأفكار التي كلفوا بتسويقها..
ما يهم في كل هذا هو أهلية العقل والرشد ومدى الوعي والقدرة على الرؤيا والتحليل السليم وحيادية وصحو الضمير، فالضمير السليم الحر من التبعية والعصبية لا يكون انتقائياً.

تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي


[/align]

محمد الفاضل 07 / 04 / 2016 46 : 11 AM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري (المشاركة 213665)
[align=justify]صدقتَ أخي الفاضل .. مقالة جمعت بين الفكر والسياسة بلغة قوية محكمة النسج ..شكرا لك..[/align]


الأستاذ العزيز محمد
صباح جميل لك ولكل الأعضاء الكرام
شاكر تفاعلك وحضورك العطر

محمد الفاضل 07 / 04 / 2016 50 : 11 AM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الأدب (المشاركة 213666)
[align=justify]تحياتي لك أستاذ محمد الفاضل..
مقالة سياسية ممتازة ، فقط من بعد إذنك سأقوم بنقلها إلى قسم المقالة السياسية.
سيكون لي مداخلة بعضويتي إن شاء الله
تقبل عميق تقديري
[/align]

صباح الخير الأستاذ العزيز نور الدين
يسعدني حضورك وشكرا على نقل المقالة ووضعها في المكان المناسب ، حيث اني وضعتها بالخطأ في قسم القصة . شكرا مرة اخرى على التصحيح
محبتي

محمد الفاضل 07 / 04 / 2016 59 : 11 AM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي (المشاركة 213676)
أخي الفاضل الأستاذ محمد الفاضل
ألا تعتقد أن نفس هذه الطبقة يا سيدي قد قامت بخداع الجماهير قاطبة وباسمها !
قد يكون " عهر " مثقف ما قد كتب مقالة ما، لم يقرأها سوى قلة ومن " المثقفين أصحاب النظارات "
وقد يكون " استمات دفاعا عن نظام " ولكن أما كان يقابله أيضا مثقف ما " مفكر " ما
فُتح له كل عهر الفضاء ليمارس الكذب والتدجيل على كل الشعب باسمه فدفعوه نحو حتفه وليس حريته !

مقالتك ايها الفاضل كانت تصلح " للمقارعة " والنظر فيها في العام 2011 .. كان سوقها
ينتشر انتشار النار في الهشيم .. أما اليوم أيها العزيز وبعد 6 سنوات أفترض أن تكون المحنة
قد جعلتنا نطور فكرنا السياسي ولكن مع الأسف الشديد ما زال مؤيدي النظام يتحدثون كأن شيئا
لم يحدث ومعارضي النظام ما زالوا يلوكون نفس الخطاب ويمارسون نفس " العهر " والخداع أيضا
الفرق بين الأثنين أن الأول من السهل ادانته وتقريعه فلن يُقدم أو يؤخر .. أما الآخر فخطابه " شعبوي "
مسموع يغنينا حماسة ويظهر بمظهر الطهر وهو في حقيقته نجس أخطر بكثير من الأول للسبب الذي ذكرت !

أعانكم الله أيها السوريون نتمنى لبلدكم العزيز انتهاء محنتها بعد كل هذه الدماء وهذا الدمار .


الأستاذ العزيز رأفت
صباح الخير
وشكرا على تفاعلك الطيب وحضورك العطر ، ولكن ، صديقي العزيز اسمح لي أن أقول بداية انه في عصر كثرت فيه التجاذبات وتعقدت وتشابكت المصالح وطغت فيه الأهواء ، غدت مهمة البحث عن الحقيقة وإماطة اللثام عن النوايا الحقيقية والصفقات التي تتم في دهاليز وأروقة السياسة ، ومراكز صنع القرار مهمة شاقة يكتنفها الكثير من البحث والتقصي والتمحيص بغية محاولة فك رموز كيمياء السياسة ومعادلاتها السرية ، فضلاً عن قراءة مابين السطور لكشف المستور. وبعيدا عن التعصب والمهاترات والجدل البيزنطي للوصول إلى جوهر الحقيقة بعقلية مستنيرة وتفكير منطقي قائم على التحليل الموضوعي ، تقتضي الأمانة العلمية دراسة معطيات الحالة السورية والنتائج المستخلصة بعقلية منفتحة وبعيدا عن الشتائم وكيل الاتهامات. ومع بروز طبقة طفيلية من تجار الكلام وكتاب الاسترزاق ممن يلهثون وراء كل مايلمع من شعارات براقة ، وليس كل مايلمع ذهباً سواء من المعارضة التي تاجرت بالقضية وخانت كل شئ أو من المطبلين للنظام ، كلاهما في سلة واحدة، تتعمد تلك الأقلام خلط الأوراق والذود عن الطغاة في مسعى لتشويش القارئ ، متسربلين برداء الوطنية الفضفاض وكذبة الحرص على مصلحة الوطن.
نقول لكل هؤلاء إن محاولة إنكار كل مايحدث من ثورات وبالأخص في سوريا هو ضرب من الجنون والمكابرة ، والعناد الأجوف الذي لن يفضي بنا إلى شئ .وكأنكم تصورون البلاد العربية جنة عدن في عهد أولئك الطغاة !! أنا أعرف أن هناك أطراف دخلت عل خط الثورة لحسابات ومصالح معينة ، وهذا يحدث في كل الثورات ، ولكن أن ندعي ونصر أن الأمر لا يتعدى مجاميع قليلة من المندسين والمتاَمرين ، والأمور على مايرام والشعب كله يقف مع النظام فهذا لعمري إجحاف بحق الشعب ومحاولة حجب الشمس الساطعة بغربال.
هل مايحدث من قتل وانتهاك لحريات الإنسان ، وما كنا نشاهده على شاشات التلفاز بشكل يومي وبالأخص تكالب واستئساد مجاميع من الأمن على ضرب وسحل أحد المتظاهرين الذي شاء حظه العاثر أن يقع فريسة بين براثنهم بهذه الوحشية، هو محض أوهام وخيالات ؟ لماذا ندافع عن الطغاة ؟ وهل يستحق الشعب السوري الصابر كل هذه المؤامرات ؟ واسمح لي أن أختلف معك فبالنسبة للمعارضة وانصار النظام كلاهما يرقص على الجراح . كلاهما يمارس العهر , وقد كتبت عدة مقالات ضد المعارضة الهزيلة ، وموقفي واضح ، ومازلت انتقد . هل أضحت العمالة والخيانة فضيلة في زمن الانحطاط والرذيلة؟ تباً لحكام يدعون البطولة وهم ناقصو رجولة ! ياسادة ، الوطنية لاتحتاج إلى ندوة حزبية أو وصفة طبية ، هي ليست كبسولة فيتامين أو شراب طاقة ! حب الأوطان يولد مع الإنسان ولايحتاج إلى قرار من السلطان ! فكفاكم شعارات سقيمة وهتافات عقيمة.
محبتي

محمد الفاضل 07 / 04 / 2016 34 : 12 PM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب (المشاركة 213682)
[align=justify]
الأديب الأستاذ محمد الفاضل تحياتي لك..
أود أن أروي لك حادثة حصلت عندنا في كندا منذ بضع سنوات:
دخل أحد الوزراء إلى محل ( سوبر ماركت ) وبينما كان يتبضع ويضع ما يريد في عربة التسوق نسي في يده شفرات حلاقة ثمنها لا يزيد عن دولار واحد ولم يحاسب بها، وطبعاً بوجود كاميرات المراقبة، ما أن خرج من باب المحل قبض عليه الحراس وساقوه إلى الداخل ريثما تحضر الشرطة ، وبالفعل جاءت الشرطة وألقت القبض عليه، وفي اليوم التالي نشرت الصحف صورة وخبر الوزير السارق..
هذه الحادثة تعطينا فكرة عن معنى وماهية المساواة أمام القانون في الثواب والعقاب وأهمية المحاسبة، هل تتخيل أن يحدث مثل هذا في أي بلد عربي؟!
المسؤول موظف عند الشعب في الدول الديمقراطية، وفي وطننا العربي نصف إله إن لم يكن أكثر بكثير.
الطفل في الدول الديمقراطية يمنع ضربه والإساءة الجسدية له تحت طائلة القانون ولم يزل في بلادنا أطفالاً يضربون وتداس كراماتهم وتكسر معنوياتهم ويرتعشون خوفاً حين يعود الأب إلى المنزل!!
الكمال غير موجود في أي مكان والفساد تجده في كل مكان ، لكنه يختلف وتختلف معالجته والتعامل معه تماماً عما هو عليه عندنا والأسباب كثيرة.
المجتمع الأبوي وآثاره المدمرة على النفوس وكسر الشخصية منذ الطفولة غالباً تُخرج حكاماً آلهة يحاسِبوا ولا يحاسَبوا ويستمر النفخ بهم وتضخيمهم، ومواطناً خانعاً مكسوراً يظل مهدداً خائفاً طوال عمره ممن يفوقه قدرة وقوة وفق الأمثال الشائعة ومنها: ((بمشي الحيط الحيط وبقول يا رب أوصل عالبيت )) ..
حتى مفهومنا للأحزاب والتنظيمات والمسؤولين يختلف في ما هو عليه بالدول الديمقراطية مما هو في المجتمعات الأبوية، ففي الأول ناس فاعلين يناقشون ويعملون ويعترضون ويضعوا برامج ويبتكروا وينتخبوا فيُنجِحوا ويُسقطوا ويقدموا آرائهم التي تناقش وتحترم في كل الأحوال أما عندنا فهو غسيل أدمغة واستلاب إرادة وترديد شعارات تملى وتصفيق بما يشبه ما اصطلح على تسميته بدين العجائز، الذي يستغفر الله ويطرد الفكرة من رأسه لو خطر على باله سؤال أو استفسار إلخ...
في المجتمعات التي تآلفت مع الديمقراطية وتعودت ممارستها، المجتمع المدني هو الأقوى فهو القائد وهو الفاعل وهو المحرك والمحاسب ، بينما المجتمعات الأبوية تبحث عن القائد الفرد والزعيم يقودهم ويحركهم وهم له تابعون...
لو فكرنا لحظة في الأجداد القدماء حين كانوا يعبدون الأوثان التي يصنعونها بأيديهم ويصلّون لها ويقدمون الأضاحي ويحاربون من أجلها.. عبدة الأوثان ما زالوا بيننا تحت مسميات مختلفة...
الأتباع أنواع ، هناك المصلحة والفائدة والاندماج بين فساد المال وفساد السلطة، ومنهم المستلَب كلياً أو جزئياً ومن يؤخذ بالشعارات الرنّانة والذي يصدق فعلياً كل ما يملى عليه ويكرره في كل مناسبة ولا يرى أو يسمع إلا ما يراد له أن يراه ويسمعه ( الصورة مهما بلغت قساوتها والصوت مهما علا ووضح هنا لا يصلان إلى ذاته وإنسانيته وضميره ) وهذا معروف في مجال علم النفس .. غالباً بحاجة نفسياً أن يصدق ، وهناك الخائفون من أو على ومن يرون أمامهم البدائل المخيفة وهناك العصبيات على أنواعها إلخ...
المثقف وغير المثقف جزء من المجتمع ، فالإنسان بطبعه يصدق ما يريد أن يصدقه وما يجده مناسباً له ولميوله وآماله وتطلعاته أكثر، الفرق أن المثقف يوظف ثقافته في تأكيد النهج الذي يتبعه أكان مغسول الدماغ مستلَباً أو كان مستفيداً...
هناك فرق أيضاً بين المثقف ومدّعي الثقافة ، وغالباً ما يستعمل المدعون زينة يتقنعون بها لتسويق الأفكار التي كلفوا بتسويقها..
ما يهم في كل هذا هو أهلية العقل والرشد ومدى الوعي والقدرة على الرؤيا والتحليل السليم وحيادية وصحو الضمير، فالضمير السليم الحر من التبعية والعصبية لا يكون انتقائياً.

تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي


[/align]


صباح الخير الدكتورة العزيزة هدى
كم يعجبني النقاش الحر البناء القائم على استخدام أدوات المعرفة والاستنباط والتحليل الموضوعي ، بغية الوصول إلى الحقيقة وبدون تعصب أو تطرف . وكم يؤلمني الفئة المستنيرة التي تستميت في الدفاع عن الطغاة . بالتأكيد كل الأطراف الدولية والاقليمية حاضرة في سوريا ولهم اجندات أصبحت معروفة سواء من دول الخليج أو الأخوة الأعداء دول الجوار ، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك ، أما أن أشيطن فئة واجعل من الفئة الأخرى حمل وديع ومناضل فهذا غبن شديد. هل هناك ثورة ونقمة من القمع اليومي والذي أستمر طويلا ؟ الاجابة ببساطة نعم . أسعدني كثيرا تفاعلك ونقاشك العلمي . كل الشكر والتقدير

رأفت العزي 07 / 04 / 2016 37 : 09 PM

رد: هرطقة المثقفين وعهرهم
 
أخي الفاضل محمد .. اعذرني اولا ايها العزيز لأن أسلوبي مباشر وصريح واختياري للعبارات لا يخضع لتنظير اكاديمي يحسنه أساتذة الجامعات هههه ولا يحسنه رجل بسيط مثلي ، فعندما قلت أن
" مقالتك كانت تصلح النظر فيها في العام 2011 " ذلك لأنك ختمتها بقولك ردا على مقال " شبيح " متهكما :
( لذا يجب أن تتوقف كل هذه المظاهرات والمؤامرات ونرضى بقدرنا ) فأيقنت بأنها مكتوبه منذ ذلك الزمن / أي مقالتك /
الزمن الذي كانت تخرج فيه المظاهرات .
واعذرني ثانيا لأنني من مرضى " الاهتمام " ! لا أستطيع معه إلا التفاعل مع الآخر عندما يتم الحديث عن الشأن العام فانظر إلى عدد ردودي حوالي 1700 رد مقابل 65 موضوع فقط وبالمناسبة فإني - لو حضرتك لاحظت أيها العزيز- أني قد نلت " وسام الإبداع " على شيء واحد ، وحيد ، كرمتني به سيدة الدار والمنبر الا وهو " الإبداع التفاعلي " وأحمد الله على هذه النعمة ههههه
لذا كان ردي ليس من اجل الرد ولا من أجل إماطة اللثام عن الحقيقة التي لا يملك مفتاحها أحد؛ أنت سألت وإن اجابتي المباشرة عن سؤالك الكريم
" هل يستحق الشعب السوري الصابر كل هذه المؤامرات ؟ " وأقول لا . بكل وجدان وقناعة لإنه شعب كريم عريق معطاء متفان ولا يستحق إلا الخير
ولكن أذكرك ايها العزيز أنك ذكرت كلمة " مؤامرات " وليس فقط مؤامرة ! :)

أخي العزيز واستاذي الطيب وأنا أيضا سأروي لك حادثة كما فعلت سيدتي الأستاذة هدى ولكن ليس لأدلل على ديمقراطية وشفافية حكومة الغرب الكندية حيث أتمنى تمضية بقية عمري فيها من أجل قوانينها وحيث لا رعاية ولا حماية لمسن في الدولة التي أعيش فيها اليوم أما الديمقراطية وحقوق الإنسان فكان عليهم أن يتذكروا أن في بلادنا أيضا إنسان وكفانا منهم / أي الغرب / ما حدث ويحدث في فلسطين والعراق وليبيا واليمن وسوريا ضد الإنسان والإنسانية !




في العام 2012 قمت بزيارة ابنتي في الولايات المتحدة الأمريكية والتقيت بأحد أقارب زوجها وهو طبيب أسنان عرفت انه سوري فنبهه صهري ( حبا بي ) إلى أن عمي - الذي هو أنا - من " جماعة النظام " ( هكذا ) ولم اكن أدري ؛ عند الغذاء
جلسنا وبدأ صاحبنا يكيل الشتائم للنظام ومؤيدي النظام ولعن ابو الرئيس وأقام جده من القبر.. فاستغربت وقلت
بيني وبين نفسي ليس هناك من داعي ، لكن .. لكل انسان رأي ، خاصة وانه( يعيش في بلاد حرة )كما يقولون ، حتى جاء من همس في اذني أن هناك من حرضه فقلت سأكون محامي " للشيطان " كما يقال إذن ، وقلت له : منذ البداية سأتفق معك على أن النظام فاسد ، قمعي ، دموي خلاص ، هل تريد مزيدا من الاضافات ! فلنطوي صفحة الشتائم إذن ونتحدث كرجال أحدهم تجاوز السبعين ؛ ثم دار بيننا حوار استُخدم فيه المكر والنفاق عرفت فيما بعد أنه قد غيّر اسم ولده " أسامة " لأنه تعرض لموقف مجنون لمجرد أنه صرخ على ابنه في احدى دور السينما باسمه فضجت القاعة وحضرت الشرطة أقسم وأغلظ بعدها أن اسم ابنه أسامة وهو يكره " ابن لادن " !
ومما قلته هو أنني أرجو أن لا يضطركم الارهاب الذي يضرب بلاد لجوؤكم ويدفعكم نحو تغيير كل أسماءكم وتعملون على تغيير لون جلدكم اتقاء .. !
ما أود قوله صراحة ايها العزيز أنه وبعد كل الذي جرى ما زال يشغلكم مقال " تافه " ويرى أن كل المشكل هو أن النظام فاسد ونظام قمعي .. طيب يا سيدي .. الغرب ديمقراطي عظيم قدم المأوى للمهاجرين واحتضن مختلف الناس على اختلاف أهواءها فما هي مشكلة البعض " الثائر والناقم " مع هذا الغرب !
والمشكل أخي الكريم أن مواطنا بسيطا مثلي يقول أن هناك مؤامرة تُضاف إلى ممارسة الاستبداد التي هي جزء من ثقافتنا بكل أسف ، هي مكون من مكونات بنيتنا الاجتماعية والدينية .
نريد الثورة جميعا بل نحلم بالثورة والجيل الذي انتمي اليه فرح وأحبط فرح وأحبط وأصيب بخيبات كثيرة لاعتقاده أن الثورة حدثت ولم تكن في حقيقتها ثورة مع أننا نستحق ولكن !

شكرا لك سعة صدرك وأعانك الله في غربتك جميعنا نريد الوصول إلى الهدف بطرق مختلفة ولن نصل أبدا .. ولهذا حديث آخر !
تحية احترام وتقدير ومودة


الساعة الآن 45 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية