منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مقالة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=255)
-   -   زين شعيب ’’ أبو علي ’’ شاعر المرجلة الشعبي والزجال اللبناني الشهير (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=30059)

هدى نورالدين الخطيب 02 / 08 / 2008 58 : 10 AM

زين شعيب ’’ أبو علي ’’ شاعر المرجلة الشعبي والزجال اللبناني الشهير
 
1 مرفق
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/8.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
في عالم الإبداع تتصدر الواجهة أسماء كثيرة، لكن قلة من تلك الأسماء تترك خلفها بصمة.. بصمة التمايز.
رحل أبو علي زين شعيب مخلفاً وراءه أكثر منبصمة وأكثر من محطة، وقد حفر عميقاً في صخرة الشعر الزجلي من خلال لون المرجلة والتحدي والمبارزة الذي اختاره منذ البداية، من خلال تقاطع أصل شخصيته مع زجله.. ومن هنا جاءت كنية "أبو علي" التي كان الناس ينادونه بها منذ الصغر.
في حياته بلغ أكثر من مجد، وشاهد ما يشتهيه كبار الشعراء في العالم، ألا وهو حب الناس وتجاوبهم. لا بل ودفعهم مقابلاً مادياً لقاء مشاهدة صولة من صولاته ضمن جوقة زغلول الدامور، وفي كثير من الأحيان كانت ملاعب كرة القدم هي المكان الوحيد الذي يمكنه احتضان السيل الجارف من الناس التواقين لسماع لغتهم المحكية، وهي في أبهى حلّة.
لقد أصبح اسم زين شعيب خيطاً في نسيج كلمة زجل، فلا تذكر إلا وهو معها، ولا يُذكر إلا وهي معه.
سيرة الزجل
يُعرّف الزجل على أنه شعر منظوم بالعاميات العربية، ويتبع عادة الأوزان الخليلية، ولا سيما في المشرق. ومن المعروف أن انطلاقة الزجل ترقى الى القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). ذاع الزجل في كثير من المناطق لتعبّر به طبقات الشعب عن أغراضها وأحزانها وأفراحها.
إن المتابع لتاريخ الزجل في لبنان يجد أن هذا الفن هو فعل إبداعي ذاتي، وليس فعلاً تابعاً إلا في بداياته، وهو لاحقاً توطن في لبنان وأصبح أصيلاً، وكأن لبنان موطنه الأخير.
أهمية الزجل اللبناني كبيرة جداً، لأنه فن ملاصق لنفسية شعبنا.. فلغته سهلة جداً، نستطيع فهمها ببساطة ومن دون أي جهد. كما أنه سهل للحفظ، يدخل الذاكرة من دون استئذان. وأهميته الأخرى هي أنه يحاكي مشاعر الناس، جميع الناس، يدغدغ عواطفهم وانفعالاتهم.. لذلك نجد جمهور الزجل جمهوراً انفعالياً، يكون مرتكزاً الى التفاعل الذي يحصل مع الزجّال الذي يعرف كيف يحرك عواطف الجمهور ومشاعره.
تبلور المدارس
يمكننا القول إن مدارس الزجل اللبناني تبلورت في مطلع القرن العشرين، عندما ظهرت شخصية الشاعر رشيد نخلة الذي رفع مقام هذا اللون من الشعر الشعبي، بما تمتاز به شخصيته الأدبية ومقامه المرموق في الوسط الشعبي هناك. فهو شاعر من شعراء الفصحى المعروفين، وهو ناظم النشيد الوطني اللبناني، ورابح الجائزة الأولى فيه، يوم تبارى في نظم هذا النشيد البارزون من شعراء لبنان، كالأخطل الصغير وحليم دموس، وكان المجلي من بينهم هو "أمير الزجل اللبناني" رشيد نخلة.

مدرسة الزغلول و"أبو علي"
بعد أن توفي رشيد نخلة وتبعه "شحرور الوادي" وانفرطت فرقته، قامت هنا وهناك فرق متنوعة مختلفة لا تكاد تبرز حتى تغيب في غياهب النسيان.. ولم تستمر من هذه الفرق إلا فرقة زغلول الدامور التي تضم من الشعراء: زين شعيب، أسعد سعيد وجان رعد، وكان زين شعيب أكثر أعضائها نبوغاً.
من مظاهر هذه المدرسة أنها تهتم باللفظة البسيطة، وتعالج الكثير من المواضيع الآنية الحديثة، ما يخلق تواصلاً مباشراً مع الواقع ومتغيراته. وقد ساهم التلفزيون في إبراز أعضاء هذه المدرسة، وتحويل أقطابها الى نجوم شعبيين، فبرامج الزجل على شاشة تلفزيون لبنان لها تاريخ ومكانة، وقد انتقلت الفكرة فيما بعد الى محطات أخرى مع الأسماء ذاتها أو مع شعراء جدد. ومن هذه التلفزيونات نذكر: "تلفزيون الجديد"، "المنار"، "أي،آر،تي".
ولا ننسى دور أشرطة "الكاسيت" التي كانت تسجل أبرز حفلات "أبو علي" شعيب وزغلول الدامور، فقد كانت هذه الأشرطة محل اهتمام ومتابعة رواد وذواقة الشعر الزجلي.
جبل عامل
اهتم الزجل بتسجيل الأحداث السياسية في جبل عامل، وخاصة الفخر، واستغل الشعراء القصائد ليبرزوا مقدرة أهل جبل عامل عبر المقارنة بين عساكرهم وعساكر العدو. وتنضح هذه القصائد بروح ملحمية عند تصوير الأحداث، يرافقها الشعور بالأسى والخوف لدى الخصوم. ربما هذا ما يفسر النَفَس الخاص في شعر زين شعيب، حيث تحضر القوة والعنفوان و"المرجلة".
ولد زين شعيب ونشأ في عائلة من الشعراء، فجده كان شاعراً، وكذلك والده، ينقلون الشعر من جيل الى جيل. في عمر الثامنة بدأ زين شعيب بإنشاد الزجل، وصار يذهب الى الحفلات فيفاجئ الحضور بما ينشده. وقد زاد في شهرته ردّه المتوازن والجريء على الشاعر علي القماطي، وكان يكبره سناً وشهرة.
أسس شعيب في بداية حياته الزجلية جوقة "الجنوب العاملي" مع الشاعرين خليل روكز وعبد الجليل وهبي بداية الأربعينيات، وأقاموا كثيراً من المباريات التي ذاع صيتها في ذلك الوقت، الى أن تعرف الى زغلول الدامور وانضم الى جوقته، وبقيا معاً حتى توقفه بسبب المرض.
حفظ التراث
مما لا شك فيه أن زين شعيب استطاع أن يكون صادقاً في شعره، وعرف كيف يعبّر عن مناخ قريته ومحيطه، ويعبر من خلالها وخلال مرادفاتها اللغوية وخصوصياتها المناطقية نحو آفاق أوسع وأرحب، فخاطب جمهوراً أكبر في لبنان وخارجه، واستطاع من خلال هذه الثقة التي مُنحها أن يكون أكثر جرأة وتحدياً، فكان في مكان عاشقاً وفي آخر محرضاً، كما كان في أماكن كثيرة من شعره ناقداً ساخراً يلعب على حبلي "المشارة" والتورية. انما المدهش في شعر "أبو علي" وغيره من شعراء الزجل، هو المقدرة على تبسيط الفلسفة وإعادة طرحها الى عامة الناس من دون عوائق المصطلحات وجمود النظريات.
عن 84 عاماً غادرنا أبو علي بعد أن استودعنا تراثاً كاملاً من الشعر، يستأهل المراجعة والفرز والتصنيف، ثم الجمع في أعمال عدة ودراسات تبدأ من السيرة ولا تنتهي عند صوره الشعرية والفكرية..
رحل زين شعيب لينشد الزجل لسكان التراب..
هل تراه سيحرّضهم!!
عبد الحليم حمود
جريدة الانتقاد

وكتب أمير قانصوه

في بدايات طلته على مسرح الشعر الزجلي وقف الشاعر زين شعيب قبالة أحد عمالقة الشعر الزجلي علي الحاج القماطي ورد عليه:
يا علي، عا بو علي لا تعتلـي ساحة علي التلتين بالطّابو إلي
صرلك عا كرسة هالزجل خمسين عام وبعدك علي، ما صار اسمك بو علي
ومنذ هذه الواقعة التي فاجأت وقتها رواد الشعر الزجلي، وكان خلالها الراحل لم يبلغ خمسة عشر عاماً، لمع نجم زين شعيب وقفز الى مصاف الشعراء الكبار، وبدأت معهم صولاته وجولاته في المناطق اللبنانية، داعياً الى الألفة والمحبة، وفي بلاد الاغتراب اللبناني داعياً الى العودة إلى الوطن.
لا يختلف أهل الزجل على أن الراحل الشاعر زين شعيب هو عملاق الزجل ورائد في صناعة الصورة الشعرية الجميلة التي حاكها بحبات الندى المنسكب صبحاً على بيادر الجنوب، وحوّل مفردات القرية وتراثها إلى نغمة يعزف ترانيمها شعراً تألفه القلوب قبل الآذان.. وأنه لم يبخل على جنوبه المقاوم وحكايات الجراح والثورة، فلوَّن قوافي الشعر من حبر الدحنون، ورسمها على مساحة معجبيه حباً وعشقاً.
يقول نجل الراحل الشاعر نديم شعيب عن والده لـ"الانتقاد": كان بالنسبة اليهم الأب الذي يزخر بعاطفة كبيرة، والشاعر الكبير الذي أثر فيهم كثيراً.
يضيف: "منذ كنت طفلاً كنت أسمع من كبار السن في بلدتنا يقولون إنه منذ كان في السابعة من عمره يلقي عليهم الشعر، لقد خُلق وملكة الشعر معه.. ان الصورة الشعرية التي أجادها هي نتاج موهبة كبيرة، فالشاعر هو نبع وجدان وبحر خلاق، ويرى ما وراء الأفق بخياله، وأي صورة يراها من خلال عينيه وأذنيه يترجمها الى كلمة جميلة".
وُلد الشاعر زين شعيب في بلدة الشرقية ـ قضاء النبطية عام 1924، ويقول عن طفولته في مقابلة أجريت معه: "كانت نشأتي أصلاً في بيئة شعبية، فتشرّبت قصصها وحكاياتها وألفاظها وروحيتها، وهذه هي الخلفية الأساسية في شعري.. لا أذكر أنني قمت بجهد خاص لذلك.. كانت الأمور تأتي بطريقة عفوية ومن دون أن أفكّر فيها كثيراً".
من الجنوب حيث البدايات انتقل الشاعر الى بيروت ليؤلف مع الشاعر خليل روكز فرقة صغيرة تحيي الحفلات العائلية. ثم تعرف الى الشاعر جوزف الهاشم المعروف بزغلول الدامور وألفوا جوقة.
يقول الشاعر نديم إن والده كان له الدور الأول في نقل الشعر الزجلي من الريف الى المدينة، حيث بدأت تقام الحفلات في صالات السينما وقاعات المسرح. وفي هذا الوقت تحديداً أنجز الراحل نقل ردّ المعنّى من سطرين الى أربعة أسطر او الى ستة أسطر، حتى اعتمد كذلك.
طار أبو علي بشهرته فوق البحار ووصل الى حيث لبنان في بلاد العالم، وبين يديه يحمل حب الوطن والأرض وحكايات القرى ينثرها على مسامع اللبنانيين المغتربين، ينشد من خلالها عودتهم الى وطنهم لينعموا بربوعه. وصدق كثيرون حين أطلقوا عليه سفير الريف اللبناني الى لبنان المغترب في أميركا وإفريقيا..
أما مع الجنوب الثائر على الاحتلال، فكان الراحل يرسم ملاحمه البطولية وحكايات فوارسه بشعره، وهو ما يشير اليه الشاعر نديم بقوله: "من مطلع حياته الشعرية كنت تجد قصائده تضج بالعنفوان، يقاوم الحرمان والإهمال والتفرقة.. وعندما بدأ العدوان الإسرائيلي كانت قصائده متراساً للدفاع عن الجنوب، وبندقية تتقدم لقتال المحتل. نستطيع ان نقول عن "أبو علي" إنه شاعر أول من شعراء المقاومة".
من قصائده في المقاومة:
يا جنوب يا أغلى من الغالي
يا أرض خضرا يا جبل عالي
يا مقاومة عالضيم ما بتنام
عكل تلة مدفعك صالي
يا شعب صابر على الآلام
يا جروح ما بتروح من بالي
صخورك بوجه المعتدي أعلام
والسنديانة رماح قتالة
بإنجيل عيسى ومصحف الإسلام
جنوبك سياج وأرزك شمالي
جاهدت حتى تعبت الأيام
لكن إنت ما تعبت يا غالي
حتى اليتامى الفيك مش أيتام
هودي بقايا جروح سيّالة
حدودك سما وحبك صلاة وصيام
إنت خلقت إلنا الحما والعرض
نحن إلك يا جنوبنا الغالي.
الراحل الشاعر زين شعيب علامة فارقة في الشعر الزجلي في سجله الزاخر.. ومن مؤلفاته: الشجرة الطيبة، المرج الأخضر، مع المغتربين، بين القلوب، بين الأرواح، أفكار، حلم سجين وديوان شعر.
ـ نال الشاعر زين شعيب وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية عام 1974.
ـ قُلد وسام الأرز الوطني من رتبة فارس في عهد رئيس الجمهورية إلياس الهراوي في احتفال أقيم في القصر الجمهوري عام 1997.
ـ نال وسام تقدير من وزارة الثقافة عام 1995.
ـ مُنح وسام شرف وتقدير من المجلس الثقافي للبنان الجنوبي عام 1995.
ـ نال درع تكريم عمالقة الشرق من لجنة تخليد عمالقة الشرق برعاية رئيس مجلس الوزراء الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2002.
ـ كرّمته الحركة الثقافية في لبنان عام 1996، وقلده مركز كامل يوسف جابر الثقافي وسام تقدير في العام 2001، ومجلة شؤون جنوبية عام 2004.

ملف مرفق 4359

وفي نعيه أنشد الشاعر الشعبي لطفي الياسيني:
الى روح ملك الزجل اللبناني زين شعيب

يا زين شعيب يا غالي عليه
فقدتك من الساحة اللبنانيه
مليك الشعر.. استاذ العتابا
وعنتر في القصور الشاعريه
رفيق الشعر استاذ المعنى
على ايدك تلمذ.. خمسميه
بعد ما غبت مات الشعر فينا
وصدى البلبل وانوارو البهيه
كنت عملاق ع منبر قصيدي
رئيس الجوقة كلك اريحيه
بعد شعرك شعرنا اليوم افلس
صفينا ... بلا جوقة قويه
لا شحرور بعدك عاد يصدح
ولا زغلول والياس البقيه
وطليع الكان ندك كان يشرح
صدور الناس في الخيمة الغنيه
اعتكف ما عاد للشعار مطرح
وموسى زغيب ايامو عصيه
القصر من بعد موتك صار يشطح
ويتحسر ع استاذ الرعيه
وفلسطين اللي كانت فيك تجرح
بعد موتك لياليها .... اسيه
وجبل الشوف والبرج المصفح
وبيروت العروس الساحليه
بكت موتك وموج البحر روح
وقبطان السفينة ... العبقريه
الك لجنتك شعري بيصلح
باقات الورود السندسيه
تحية شاعر وقلبو ... مقرح
من الزنزان ... عند الصهيونيه
لروحك هالشعر صاير مسرح
على جنات زين الشاعريه
http://www.youtube.com/watch?v=37VBObSgWxM
http://www.youtube.com/watch?v=XYLb9GYm8fY
http://www.youtube.com/watch?v=BOtv8s0YCGU
http://www.youtube.com/watch?v=hcHuyN7ONiQ
http://www.youtube.com/watch?v=6i9F-QUW1_M

[/align][/cell][/table1][/align]

توفيق البيض 02 / 08 / 2008 03 : 03 PM

رد: زين شعيب " أبو علي " شاعر المرجلة الشعبي والزجال اللبناني الشهير
 
المبدعة هدى الخطيب:
كنت أسمع عن الزجل في لبنان، وأعلم أن لها شيوخها الساطعون في سماء الزجل. أشكرك على المعلومات القيمة التي انضافت إلى قاموسي الزجلي.
زين شعيب '' أبو علي'' هرم في عالم القصيدة الزجلية اللبنانية. ويجب أن تكتب لبنان اسمه على جبهة التاريخ بمداد من ذهب. بالفعل سفير الريف اللبناني، ونحن ماضون على دربه، سفراء للكلمة الصادقة.
أجدد الشكر مرة ثانية لأن هذه المعلومات دفعتني لأبحر أكثر في عالم ''أبو علي''.
تحياتي ومدتي الصادقة.
توفيق البيض الحمري.

علي عامر - ابو زياد 02 / 09 / 2009 10 : 03 AM

رد: زين شعيب ’’ أبو علي ’’ شاعر المرجلة الشعبي والزجال اللبناني الشهير
 
شكرا سيّدتي هدى

لهذا الطرح المهم

عن المبدع الكبير ابو علي

وقصيدة الصديق الشاعر لطفي الياسيني

رائعه جدا

محبّتي وتقديري


الساعة الآن 09 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية