![]() |
كرامات الله - تجارة رابحة
بسـم اللـه الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أخي المسلم : يطلع علينا دجالون يَدَّعون أن كرامـات قد أعطيت لهم , و أن اللـه مِنْ هذه الخوارق قد مكنهم , و إن طلبت الدليل , اغتاظ منك أتباعهم , فأنت تسأل الشيخ الجليل , ذا الباع في التقرب و حب الإله طويل , و كيف لا يكون له كرامـات , و هو الذي عَبَده و عَرَفه سنوات و سنوات , و كم قام من ليل , و صام من نهار , و ذكره أمام الناس و في الخلوات , و إن آكدت على الدليل , ربما نهروك و عنه أبعدوك , بل ربما أثقلوا عليك و ضربوك , و كيف لا , و هو عندهم صادق , أليس هواهم لهواه مطابق , حتى لو كانوا له من غير المصدقين , فهذا لا يهم , أليس به يعظم ما ارتضوا به من دين , و إن سألتهم عن عقيدتهم التي هم لها متبعين , كيف تكون من دون علم و منطق متين , جاءك أخو الجهل بكلام أمثاله في الأولين و الآخرين , و أدركت حينها كيف يساق الناس إلى حتفهم مهرولين , مقبلين راضين . أخي المسلم : كيف ينادي بالكرامة أحدهم , و هو الذي إن كان من الصادقين , خاف عليها أن تُسلبَ منه و يصبحَ بعد عز في وضع مهين , أو أن يَسُنَّ سُنَّة لمن ارتضى الإتجار بالأخلاق و الدين , أو أن يزعزع أركان شرعٍ حنيفٍ طيبٍ مبين , إن لم يكن له في ذلك برهان يرضاه أهل العقل الرزين , و إن كان من الكاذبين الضالين , فلا شك بأنه يريد بها غير أهل الحق أن يكونوا لسماحته متبعين , و لسيادته مكرِّمين مبجلين , و أوامره منفذين غير مترددين أو عاصين , و أموالهم تحت تصرفه متى شاء معطين , و قلوبهم له سكناً به مؤهلين و مستضيفين , أليس كل ذلك يغري السفهاء من العالمين , و يدفعهم لإتقان أدوارهم في مسرح العقول المريضة , أو الجاهلة , أو السائرة في دربها غير عابئة أو مكترثة , إلا بما أتاهم به آباؤهم , أو ما طلبته أنفسهم و شهواتهم ؟؟!! الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 26 كانون2 2016 |
رد: كرامات الله - تجارة رابحة
[align=justify]قطعة من درر الجمال مبنى ومعنى وغاية..الجرس الموسيقي جعل الكلمات أبلغ تأثيرا في النفس..شكرا لك دكتورنا الفاضل الأستاذ عثمان...[/align]
|
رد: كرامات الله - تجارة رابحة
اقتباس:
|
الساعة الآن 47 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية