منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جرائم إسرائيل منذ ما بعد النكبة و حتى اليوم (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=96)
-   -   سارقو الزيتون والتاريخ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3043)

مازن شما 21 / 03 / 2008 38 : 08 PM

سارقو الزيتون والتاريخ
 
[frame="13 90"]
[align=justify]
سارقو الزيتون والتاريخ

أقدم رئيس " دولة " إسرائيل شمعون بيريز على إهداء نظيره الفرنسي حقل زيتون و مجموعة من الكتب التاريخية عن رحالة فرنسيين زاروا بلاد الشام في القرنين الثامن و التاسع عشر، و خطوة بيريز هذه و التي جاءت في سياق افتتاح معرض الكتاب في باريس و الذي يحتفي بدولة إسرائيل وسط مقاطعة عربية لا تشبه في شيء سوى تاريخ بيريز نفسه فهو يسرف في مسيرته السياسية باستدعاء الأنموذج الأخلاقي المثالي مؤشراً لقياس أخلاقية ردود فعل خصوم دولة إسرائيل كالفلسطينيين.. والعرب.. ومناهضي الصهيونية في العالم.. فكل هؤلاء يمرون عبر الفلتر الأخلاقي الذي يدفع به بيريز إلى الواجهة كلما فقد جنرالات إسرائيل المبرر المنطقي لأفعالهم وبما يقنع العالم بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها.. وبيريز في الحقيقة ليس شخصاً عادياً في السياق التاريخي لحكومات هذه الدولة فهو رئيس حكومة سابق ظل يقارع العسكريين طوال سنوات محاولاً إقناع الإسرائيليين بما لا يملكه في مواجهة هؤلاء ألا وهو الزخم الكاريزماتي الذي يملكه القادة القادمين من وراء مقاود الدبابات.. وقد ظل وريث الفشل فقد خسر كل انتخابات ترشح فيها أمام مرشحي اليمين، وقد تطوع دائماً ليكون وجه القباحة أمام العالم الذي كان ومازال يرفض أفعال شخصيات دموية كنتنياهو وشارون.
عزمي بشارة وفي سياق حديثه ذات مرة عن شمعون بيريز أشار إلى أن السياسيين المحليين وكذلك الأجانب يتهمون هذه الشخصية بـ التالي: «التآمر المستمر وعدم الاستقامة، الكذب بشكلٍ مرضي، سماكة الجلد، الرضى الدائم عن الذات، الجمع العبثي بين انعدام الشرف وحب التشريفات، الركض من دون كرامة من أجل
مركز يعطيه كرامة..» شمعون بيريز صاحب مشروع: «الشرق الأوساط الجديد والمسئول الرئيس عن مجزرة قانا الأولى.. والحائز على جائزة نوبل للسلام، لم يكن لديه من عمل في أوقات الفراغ سوى تأليف الكتب.. طبعاً وفقاً لمنهجه الأزلي الذي أشرنا إليه أولاً وهو استدعاء الأنموذج الأخلاقي المثالي المتكيف مع المصالح الشخصية وذلك لمواجهة الأعداء وتبرير مبدأ الغائية في التعاطي مع مصالح وشؤون الآخرين.
ولعل محاكاة بيريز لليوطوبيا في كتابه " الرحلة الخيالية، مع تيودور هرتزل إلى إسرائيل" ، لا يبعدنا عن طريق الشك في نوايا الرجل والتي قد تبدو بريئة جداً أمام قرائه الفرنسيين الذين كتب كتابه بلغتهم..! ولا يجعلنا في منأى عن طرح الأسئلة البريئة أيضاً.. من مثل: هل إسرائيل مجتمع طوباوي..؟! وهل ثمة في الأجندة اليوطوبية تاريخياً ما يشبه دولة
إسرائيل..؟ أسئلة بريئة ولكنها ليست ساذجة فعبر اليقين بالأجوبة الإيجابية ثمة آلاف مؤلفة من اليهود تم استدعائهم إلى فلسطين للعيش فيها كيوطوبيا (أرض الميعاد) أو "إسرائيل" التوراتية المنشأة وفقاً لحيثيات أسطورية غير مثبتة علمياً, ولعلنا من خلال التشكيك هذه الأجوبة وقبلها الأسئلة لابد سنجد أنفسنا في مواجهة خطاب بيريز في كتابه هذا الذي ينبني على فرضية خيالية جذابة للسذج..! قوامها اجتماع النخبة اليهودية في المقهى وتدافع أراء أفرادها حول أسلوب قيام الدولة اليهودية وصولاً إلى ظهور هرتزل الذي راقب وسمع الجميع والذي فكر وحاول القيام وبشكل عملي بما عجز عنه الآخرون.. إن إسرائيل وطبقاً لمبدأ اجتماع النخبة المساوي لاجتماع الحكماء لدى أفلاطون هي المقهى الحقيقي وهي المكان الاستراتيجي الذي يمكن البدء منه ولأن ما يفترضه بيريز هنا من صنع خياله فإنه يقيم الجسر بين الواقع والخيال عبر اقتراحه الرحلة على تيودور هرتز لتبين ما تحقق من
مشروع الدولة وهنا لابد لأي قارئ مزود بأولياتٍ معلوماتية تخص وضع المنطقة تاريخياً أن يكتشف حجم الخديعة التي تصنع جاذبية مفهوم الرحلة الخيالية على العموم ورحلة بيريز/ هرتزل على وجه الخصوص فلقد جاء هرتزل في القرن التاسع عشر إلى فلسطين محاولاً تجسيد مشروعه الخيالي لإنشاء الدولة اليهودية لكنه وجد فلسطين بلداً قائماً كحاضرة يعيش فيها شعبها الذي يحتوي تعدداً بأقليات ووحدة بأكثرية.. لقد هزم عملياً عندما لم يرَ في ما هو قائم في فلسطين سوى أفقه العنصري والذي لا يخجل بيريز من تكراره طالما أنه و كما يظن يعيد صياغة التاريخ عبر الكذب تارة و عبر التلفيق و عبر رشوة صديقه الفرنسي بحقل زيتون مسروق من عائلة فلسطينية.

علي سفر

www.alisafar.com

[/align][/frame]


الساعة الآن 00 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية