منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   في غمرة الإساءة والقسوة :شرنقة و تحليق فراشة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3059)

نصيرة تختوخ 22 / 03 / 2008 07 : 01 PM

في غمرة الإساءة والقسوة :شرنقة و تحليق فراشة
 
تعودت عندما أقابل بقسوة أن ألتزم الصمت و أدخل شرنقتي
لأنني لاأحب أن يلومني أحد فإنني لا أتعب نفسي بتوجيه الملام لأحد.
أحس في العتاب و اللوم تضييعا فظيعا لطاقتي حين أشعر بالإساءة ؛ فقلبي الصغير حينما يكسر يتعب و يتنهد ببطأ؛ رفقا به أصمت ؛ أخاله يرهق من الخفقان بشدة إذا ركبت موجة الغضب و أظنه يتأذى أكثروأنا أجلب له مزيدا من الإساءة بدخولي معارك لسانية ونزالات كلامية.
القسوة تخذلنا وتحطم نوايا جميلة وأحاسيس نبيلة نخبئها للآخرين.
إنها تكدر الصفو و ترسم سحابة رمادية في أفقنا الذي نحاول جاهدين أن نزينه بشمس محبة و قوس تفاؤل ولحن انسجام.
سوء الفهم و التسرع و عشوائية الألفاظ ترمينا بسهام تدمينا و عن نفسي أفضل إنتزاع السهام ووضعها جانبا لكي أتأملها و أبحث عن دوري في انطلاقها نحوي.
غالبا ما تبدو لي في محراب صمتي هفواتي التي قد لاتستحق العقاب الذي نلته أو التأويل الخاطئ لتصرفاتي فأحاول التغاضي و السماح.
أذكر والدي بمبادئه الصوفية ساعات الخلاف و هو يحثني على توسيع رحاب القلب و إهداء العفو فأشعر بصدري يتسع وروحي تسمو لتتجاوز الحقد و البغضاء.
الشتيمة و الإستهزاء و توجيه التهم تصرفات غير محسوبة العواقب, فعندما تهب رياح الصلح يبدوأن شظايا الكلمات الجارحة تتطاير لكنها وذكراها تأتيان بسرعة الريح أيضا متى دب خلاف جديد.
الغضب يجعل الحدة تلبس اللسان ويغيب العقل تاركا المجال لنزول الألم وجرح الفؤاد.

قال ابن القيم ءرحمه الله تعالى: " وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته ".
في صمتي تجنب للغضب و تحكيم للعقل لكن هذا التدريب لا يمربالليونة القصوى المرجوة فإن الدموع تمطر غالبا ارض السكون و الشرنقة تستهويني أحيانا فأجدني أفضل التقوقع و الإنزواء بدل التحليق في فضاء قد تفاجئني فيه الكواسر و الجوارح.

يلزمني وقت لمجابهة القسوة ووقت لامتصاص الغضب ووقت لفهم مصدر القسوة ووقت لمعالجة الإساءة ووقت لأعود للتحليق كفراشة من جديد لكن هذه السلسلة النبيلة التي تسرق مني كل هذه الأوقات تجعلني أفخر بتوجهي الإنساني نحو الغد الأنقى و تسمح لي أن أمد يدي من جديد إلى من أساء و البسمة تمسح أذاه قائلة: غريبة أنا كالحياة ،كالفصول ، كالطبيعة ؛كإبداع الخالق تظن أنك تعرف عنه كل شيء و يفاجئك بجماله المدسوس في حركة كونية صغيرة و في لمسة سحر تتحدى كل بشر.
Nassira

سلوى حماد 22 / 03 / 2008 06 : 07 PM

رد: في غمرة الإساءة والقسوة :شرنقة و تحليق فراشة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 11365)
تعودت عندما أقابل بقسوة أن ألتزم الصمت و أدخل شرنقتي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 11365)

القسوة تخذلنا وتحطم نوايا جميلة وأحاسيس نبيلة نخبئها للآخرين.

سوء الفهم و التسرع و عشوائية الألفاظ ترمينا بسهام تدمينا



القسوة هي الصخرة التى تتكسر عليها كل المشاعر الانسانية مخلفة ارواح ممزقة وافئدة دامعة،
انا معك عزيزتي في ان التسرع لا يعالج القضايا بل يزيد في تعقيدها ، تحكيم العقل في مثل هذه الحالات هو الحل ولكن كم من البشر يمتلك القدرة على تحكيم العقل وقت الغضب؟


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 11365)
أذكر والدي بمبادئه الصوفية ساعات الخلاف و هو يحثني على توسيع رحاب القلب و إهداء العفو فأشعر بصدري يتسع وروحي تسمو لتتجاوز الحقد و البغضاء

اعجبتني فكرة توسيع رحاب القلب ، كنت كثيراً ما اسمع والدتي تكرر هذه الجملة " الحياة تحتاج الى قلب مثل الدرب" وكنت اسألها لماذا؟ كانت ترد علي حتى يتحمل ما يمر فوقه من ألام وهموم ، لم افهم عمق الفكرة في ذلك الوقت واليوم وبعد سنين عرفت الى اي مدى يتحمل المرء ويعاني ويحتاج فعلاً الى قلب مثل الدرب.
العفو صفة انسانية رائعة ، ترقى بالانسان الى القمة وتجعله يشعر براحة البال وهدوء الاعصاب ، ويكفي انها من اسس ديننا الاسلامي المتسامح " العفو عند المقدرة"
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 11365)
قال ابن القيم ءرحمه الله تعالى: " وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته ".

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 11365)

في صمتي تجنب للغضب و تحكيم للعقل لكن هذا التدريب لا يمربالليونة القصوى المرجوة فإن الدموع تمطر غالبا ارض السكون و الشرنقة تستهويني أحيانا فأجدني أفضل التقوقع و الإنزواء بدل التحليق في فضاء قد تفاجئني فيه الكواسر و الجوارح.
Nassira




نعم الغضب هو غول يغتال العقل ، هو طوفان جارف يأخذ في طريقه كل شئ ولا يترك الا دمار ،

الهروب الى الشرنقة لتجنب لوثات الغضب هو تصرف حكيم ، حتى لا ننجرف في دوامة الغضب ونصنع اخطاء لا يمكن معالجتها

نصيرة، رائعة هي خاطرتك بكل المعاني ، تصلح لأن تكون وصفة انسانية تحمينا من شر انفسنا.

اشكرك كثيراً على هذه الخاطرة ، واهديك مشاتل من الود والورد

تحياتي،

سلوى حماد



نصيرة تختوخ 22 / 03 / 2008 57 : 08 PM

رد: في غمرة الإساءة والقسوة :شرنقة و تحليق فراشة
 
قرا ء ة متأنية سيدتي تشكرين عليها و سأضيف لخاطرتي وأهدي من أهدتني ورودا هذه الكلمات الحكيمة:
قال حكيم:
الكريم لا يكون حقودا، ولا حسودا ولا شامتا ولا باغيا ولا ساهيا ولا لاهيا ولا فجورا ولا فخورا ولا كاذبا ولا ملولا ولا يقطع ألفه ولا يؤذي إخوانه ولايضيع الحفاظ ولا يجفو الوداد..
يعطي من لا يرجو و يؤمن من لايخاف ويعفو عن قدرة ويصل عن قطيعة من أعطاه .ومن لايسأله ابتدأه وإذا استضعف أحد رحمه واذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه.

مع التحية و طاب يومك

Nassira


الساعة الآن 48 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية