![]() |
رحلة الموت والحياة وما بعد الحياة / هدى الخطيب
[align=justify]
جالسة تتنازعني الأفكار .. يغتالني الزمن! .. لا تستغربوا!.. جميعنا.. يغتالنا الزمن كلّ يوم.. كلّ ساعة .. كلّ دقيقة وكلّ ثانية.. إن لم يمتنا الهمّ العربي بذبحة صدرية .. سكتة قلبية .. دماغية .. انفجار أو قصف.. غرق في البحر.. في المعتقلات.. تجارة بيع الأعضاء.. حادث سيّارة.. طائرة!!... تبدأ رحلتنا مع الموت منذ أن نولد!.. يتسلل الزمن وتقطع الدقائق والأيام شرايين الحياة فينا رويداً رويداً.. ليصفّى إكسير الحياة قطرة قطرة.... بعد ألف سنة من الآن ستحصل أعجوبة يبثها الإعلام حسب شكله وآليته حينها.. سيكتشفون جمجمتي.. هيكلي العظمي في بقعة مظلمة حبست عن الأوكسجين.. يعبثون بها.. يجرون عليها تجاربهم وأبحاثهم واختباراتهم.. ثم يغلفونها بمواد حافظة ويعرضونها في متحف الجماجم للزوار!... سيقول شاب لحبيبته ممازحاً: (( انظري لهذه الجمجمة كم تشبهك .. هههه.. )) ستغضب منه مزمجرة قائلة: (( بل هذه الجمجمة العفنة القبيحة تشبهك أنت)) فتاة أخرى تخاف.. وتفرّ هاربة.. وثالثة تخاف الوحام ووحماته على جنينها.. خرج ومرج وسخرية!.. فجأة تنتصب جمجمتي مستنكرة وتصرخ بهم: (( يا سادة يا كرام.. أنا كنت ذات يوم فتاة جميلة يتخاصم الشبان لأجل نظرة من عينيّ وكنت أسير بشموخ واعتزاز وشيئ من الغرور.. كنت امرأة رائعة المبسم دقيقة الأنف واسعة العينين ساحرة بهية القامة متميزة بين لداتي ، ربما أجمل منكنّ جميعاً.. كنت ذكية مثقفة لبقة أجيد عدداً من اللغات وأعرف الكثير عن مختلف أصناف العلوم والآداب .. ولكن.. أنا كنت إنسانة عربية في زمن القهر والهوان العربي.. متّ مقهورة .. جريحة راجية الإنصاف وإن بعد ألف عام! )). في ذلك اليوم تقرر مملكة المستقبل طحن جمجمتي الناطقة وتوزيع دقيقها على كل حدائق المدينة بين الورد الجوري والنرجس... كان.. كنتُ .. كنتِ .. كنّا.. كلّنا سنموت ويمتصنا التراب ويمحو ملامحنا .. ولكن.. من قال أن الموت عدم وانتهاء؟!... حين يموت الإنسان يخلع جسده كما يخلع المرء منا ثوبه!.. يرانا .. لا جسد يرتديه لنتمكن من رؤيته.. يحدثنا ولا حنجرة تتفاعل أوتار قيثارها لتنقل لنا صوته يحاول أن يمسح دمعنا لكن يده الشفافّة كالماء الممتدة كالهواء المتصلة بالفراغ فراغاً أرقّ وأشفّ من أن تمسح دمعة من دموعنا العربية الغزيرة... وقد يغني لنا ويتفاعل مع أوجاعنا وأحزاننا.. وقد.. ولكن!.. ها الأسمر اللون .. الأسمراني.. تعبان يا قلب خيته .. هواك رماني.. هنا صوتُ العرب: منيرة وسميرة تطمئنان شقيهما جميل ووالدتهما الحاجة أم جميل.. طمئنونا عنكم!.. صوت العرب !.. كأني سمعت بهذا الاسم من قبل.. حدثتني عنه أمّي.. ولكن.. هل بقي للعرب صوت؟!.. الحمد لله لم يزل صوت فيروز يصدح منذ أيام المذياع وصوت العرب ممتداً إلى زمن يوتيوب والحرب على الإرهاب، تغني: قالوا لي كِنْ وأنا رايح أجن .. أحبابي يُمى يا يُمى راحوا بعيد وتركوني .. يُمى .. أمي حبيبتي الأغلى من الحياة أيضاً تركتني.. فكرت وسط هذا الكَم من الجنون .. جنوني .. لن أنتظر الموت .. لأعيش.. لا بدّ أن أجد وسيلة ما تصلني بهم؟؟!!..... يا سيّدي الصيني المحترف.. يا سيّدي الياباني الخلاّق.. الهندي المتميز في عالم التقنيات.. أبحث عن آلية شديدة الحساسية تستطيع نقل وتكبير وشوشة الأرواح خارج أجسادهم ؟؟!!... جربت كل الآليات والتقنيات الحديثة والأحدث.. ولم أنجح.. نمتُ وأنا أحلم.. خرجتُ من جسدي .. عدتُ؟؟!!.. بدأت أتدرب على آلية الخروج من الجسد والعودة إليه مرة تلو المرة دون أن أعثر على أحبتي!.. مرهقةٌ أنا جسدياً وروحياً .. مرهقةٌ مسارب روحي... كنتُ أهيمُ كغمامة تسبح فوق الجبال والتلال ؛ فوق المدن والقرى ، تخترقني القنابل وقذائف الطائرات ؛ كراتٌ من النار واللهب تهبط وكرات من النور والضياء تصعد وتتلألأ.. وحيدة.. شرديدة .. كلّ يوم أغادرُ جسدي وأعود له خالية الوفاض ؛ في يوم هناك سمعته بوضوح.. ميزت صوته.. كان يدقّ على باب عمره طلعت.. هل الموتُ حقاً طواك؟!.. ---------- البداية في ذكرى رحيله الخامس--------- كان الخطاب وبداية الرحلة.. الحوار الشعري مع أديبنا الموسوعي وشاعرنا الغالي الأستاذ طلعت سقيرق كيف وأين؟؟ نحاوره ويحاورنا من خلال اقتباس شعره فقط ؛ أما المكان فهو في الصالون الأدبي... أرجو الانضمام لنبدأ الحوار |
رد: رحلة الموت والحياة وما بعد الحياة / هدى الخطيب
[align=justify]..وفي كل يوم ، بعد صلاة العشاء، أدخل على موقعي المفضل..نور الأدب..أتجوّل بين أقسامه..أتوقّف عند كل جديد يُعرض..أقرأ ، أعلّق ، أمرّ..ثم لا أدري أخي طلعت ، فأجدني أبحث في ملفّك الشخصي..كأني أبحث عن شيء ، أنا نفسي لا أعرفه ، لا أكاد أحدّده ؟..تؤلمني ملاحظة (غير متواجد)..وتوقف الشعر كلّه ! توقّف الإبداع! توقّفت المشاركات عند الرقم: 3999 !!! وفجأة جاءني الردّ ، حين وصلني على البريد الإلكتروني الخاص قولك:
أقول لعلَّ وأضغط بالروح والقلب والأمنيات تدور المساحات حبلى وحين أطل من الشوق نحو البريد ِ أرى في المسافة ِ جسمَ البياض ِ وهذا الملفّ الذي أشتهي أن أرى فيه نبض َ وهمس حبيبي فارغ ٌ ليس فيه ِ سوى خيبتي أقول لعل َّ واضغط ُ أبحث عن نجمة ٍ شارده ْ رسالة عشق ٍ بحرف ٍ وفاصلة ٍ واحدهْ ولا شيء َ إلا الفراغ فألعن ُ كل ّ انتظاري وألعن شوقي ولهفة قلبي وناري وكل اختراعات هذا الزمان ِ فقد كنتُ ذات َ مساء بعيد ٍ أمشط شعري والبس ُ أجمل ما كان عندي وامضي إلى لهفتي والبريد البعيد ِ ويمتد بي شارع من وريد ِ لآخذ منها رسالة َ عشق ٍ تسافر عبر الحدود ِ أشم ّ بها خطّها وانتباه الورود ِ وحين أفتش قلب الحروف أراها أرى زهرة .. وردة .. من هواها أراقص كل الدروب ِ وترقص ُ فيَّ جميع ُ الوعود ِ فمن أقفل الآن هذا الزمانَ ؟؟.. فصار الملف الذي أشتهيه ِ يقول بأن الدروب استطالت ْ ولا شيء فيه ِ حبيبة عمري أطلي عليّْ من الحرف ِ من صرخة الحبر ِ من أي ّ شيء ٍ أطلي عليّْ أكاد أجنّ ولا شيءَ يأتي !! يقولون إن البريد يجيء بطرفة ِ عينْ فما باله الآن َ لا يستجيب لماذا .. وأينْ؟؟.. يمد يديه ورجليه ِ ثم ينام ُ ولا شيء منك ِ أكاد اجن ّ !!.. أصيح بكل الذين أداروا الزمان أعيدوا الزمان فقد كان أحلي خذي كل عمري وقولي سلاما أحن فهل سوف تبقى الملفاتُ قيد الفراغ تمد اللسان وتحرق قلبي حبيبة عمري يجيب الصدى ألاحق في هدأة الليل كل المواقع لا شيء غيري وطول انتظاري بغير هدى قصيدة : بانتظار البريد الإلكتروني: http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=4906[/align] |
رد: رحلة الموت والحياة وما بعد الحياة / هدى الخطيب
[align=justify]بارك الله بك أخي الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي[/align] |
رد: رحلة الموت والحياة وما بعد الحياة / هدى الخطيب
وحدي .. والفراغ
[center][center] جوع للحظة ِ وجدها وحدي أنادي ما بها ؟؟.. ملعونة ٌ كل البلاد ِ وساعة ٌ دقتْ فشقتْ شهقتي ملعونةٌ كل المرايا !!.. ملعونة حتى الخيالات التي لا تنتهي وأشدّ وجهي نحو ظل ٍ ليس ظلي أكتوي بالنار مرات ٍ أكاد أجنّ من شوق ٍ لها ملعونة ٌ لغة ُ الزمان ْ أشتاق يا ويلي من الشوق الذي لا ينتهي من أين جئت ِ إلي ّ قولي بيننا كل المسافات البعيدة ِ كيف سرّبت ِ الهوى حتى تملكني طواني وهنا .. هناك َ ولست أدري كيف َ من أعلى مكان ٍ قد رماني يا منية النفس افتحي باب الرجاء ِ فقد تعبت ُ وليس إلا انتظاراتٌ ونارُ سفني .. وما ادري سوى أني هنا امضي إلى نفسي جريحا مثخنا أمتصّ من لهبي دخاني يا حيرتي ما كنت اعرف أنّ مثلك ِ فوق هذي الأرض يوما قد يكون ُ ويشيلني .. ويحطني ويزلزل الدنيا فيأخذني الجنون ُ إلى متى يا منية النفس ِ اشتعالاتي .. وأشواقي .. وصمتي يا ليته يأتي فيأخذني يا ليته .. موتي وحدي ودقات الفراغ وحدي هنا يا ليته يأتي سأضمه حتى النخاع وأرتمي وأقول قد آن الأوانُ قد انتهى وقتي .. !!.. والله قد تعبتُ قد انتهى وقتي رحمك الله أستاذ طلعت ، وأنا اشهد بأنك تعبت من كل شيء ، لو أنك موجود في وقتنا الحاضر وقت الانحطاط وضياع الكرامة لكنت تعبت اكثر واكثر .... ونحن نقول اليوم : قد آن الأوان وانتهى وقتنا ، لأننا تعبنا وتعبنا جدا . |
الساعة الآن 44 : 01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية