|  | 
| 
 فراشات محترقة فراشات محترقة – محمد الفاضل في تلك القرية الغارقة في عطر الاقحوان والبابونج والتي ترقد على ضفاف بردى الرقراق ، حيث النسمات العليلة تمازح أوراق شجر الصفصاف والجوز ، فتتراقص الأوراق على أنغام تغريد الحساسين ، بين ظلال الأشجار الوارفة وأحضان الطبيعة ، يرقد منزل قديم وقد تشققت جدرانه بفعل عامل الزمن ، يحكي قصص أبناء تلك القرية الوادعة وحبهم للحياة ، وقلوبهم التي تفيض بالطيبة والتسامح . في تلك البيئة الحالمة ترعرعت شام ، ذات العشرة أعوام ، زهرة متفتحة للحياة ، تطارد الفراشات وسط الحقول وتعب من شذا الأزاهير ، بعيد مقتل جميع أفراد أسرتها ماعدا أمها ، أضحت الحياة أكثر قتامة ورتابة ، شاخت أمها قبل الأوان وغزت التجاعيد وجهها الحزين ، فبدت كلوحة بهتت ألوانها . كانت شام ترنيمة قلب أمها المكلوم وسلوتها في ذلك الزمن الرمادي ،حيث تتعرض القرية إلى حصار ظالم وتجويع ، بغية تركيع الأهالي ، لم تغب غربان الشر عن الأجواء في ذلك اليوم ، حيث تقذف حممها وتتقيأ حقدها الأسود كل يوم . في صبيحة اليوم التالي ، خرجت شام كعادتها منطلقة وسط الحقول المجاورة ، تطارد الفراشات الملونة بحبور طفولي وتتراقص مثل عصافير الدوري عندما يفد شهر نيسان . تعلقت برداء أمها كي تسمح لها بالخروج وهي تتوسل : - ماما ، مشان خاطري ، خليني أطلع ألعب شوي ، بوعدك ... ماراح أتأخر ، راح ألعب جنب البيت . - يابنتي ، والله مابكره .. بس أنا بخاف عليك ، والله مابسامح حالي ، وبموت لو صرلك شي لاسامح الله ، ماظل عندي غيرك ، أنت من ريحة الحبايب ، راحوا وتركونا ، ياحسرتي . وماهي سوى لحظات حتى غطت غربان الشر عين الشمس وبدأت تقذف حممها المعدنية الحارقة ، فتحيل الحقول الخضراء إلى رماد ، هرعت أم شام إلى خارج المنزل وهي تجري وقد تقطعت أنفاسها ، ولكنها تحاملت على نفسها ، يدفعها حس الأمومة بأن هناك خطب ما . وسط الحقول وبين أزهار الاقحوان وشقائق النعمان ، كانت شام مستلقية على جنبها الأيمن وقد غطت الدماء وجهها الجميل ، ترقد جثة هامدة ! السويد – 3 / 9 / 2016 | 
| 
 رد: فراشات محترقة قصة مؤثرة تحكي عن واقع مرير صيغت بعفوية فجاءت مفعمة بالدلالات . ربي يحمي الشام ويعيد لها عزتها وأمنها . تحية محبة لك أخي محمد الفاضل . | 
| 
 رد: فراشات محترقة القاص  الأديب محمد الفاضل  تمكن وحرفية في اختيار إسم الشخصية الرئيسية ، شام ، جعلها - على المستوى الدلالي -موضوعة عامة " générique " ، بوصفها حمالة لخصائص متعددة ، ومشرعة على آفاق دلالية .. غنية دمت متميزا .. | 
| 
 رد: فراشات محترقة [align=justify]الرائع الأستاذ الفاضل..مؤلمة حزينة هي كتاباتك !! استطعتَ بحرفية كبيرة أن تشدّني وتحبس أنفاسي..معبّر ما تكتبه ..واقعي يلامس الأسطورة ، وأسطوري يلامس الواقع ، أو هكذا أراه...شكرا لك..محبتي والياسمين..حمى الله الشآم ...[/align] | 
| 
 رد: فراشات محترقة يا للهول ويا للمصيبة باتت احلامنا في مهب الريح ودمائنا تزين المكان ابدعت اخي محمد هذا واقع هذه الأمة التي تعيش في سبات ويعيش حكامها في عالم خر | 
| 
 رد: فراشات محترقة اقتباس: 
 سعيد بحضورك شكرا على نبل المشاعر محبتي | 
| 
 رد: فراشات محترقة اقتباس: 
 شهادة أعتز بها سيدتي لك خالص شكري مع التقدير | 
| 
 رد: فراشات محترقة اقتباس: 
 كم هو جميل حضورك ياصديقي خالص الود | 
| 
 رد: فراشات محترقة اقتباس: 
 نعم صديقي لم تعد هناك أحلام شاكر عبق الحضور | 
| 
 رد: فراشات محترقة كعادة جل قصص الأستاذ محمد الفاضل.. تشويق بالسرد.. وصف بديع.. حزن وأسى بالأحداث | 
| الساعة الآن 00 : 08 AM | 
	
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. 
 
 Tranz By Almuhajir  *:*:*  تطوير ضيف المهاجر 
	
	
 الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
 جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
 لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب 
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية