منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=343)
-   -   لطائف الأنوار (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=31001)

عمر الريسوني 19 / 12 / 2016 38 : 10 PM

لطائف الأنوار
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين

كما ذكرت أحبتي المتابعين لصفحاتي العلمية أن هذا العالم المخلوق لنا وفق ادراكاتنا وأحاسيسنا ولطائفنا نراه ونلمسه هو عالم كثيف مغشى بالأنوار اللطيفة ، وهذه الحقائق التي أذكركم بها دوما حري أن تعرفوها حتى يكتمل لديكم الايمان واليقين بالله ، وتشهدوا في قرارة كيانكم أنه الحي الموجد الذي أوجد كل شيء مخلوق ما أبصرتم وما لم تبصروه ، والمتابعون لتطورات العلوم على مدى الأزمان والعصور يلمس كيف تحطمت النظريات الكلاسيكية في علوم الفيزياء وكيف تفرعت علوم تدرس أعماق جزئيات الذرة وما دونها حيث بدت لهم قوانينها مختلفة ، وقد لا يعرف علماء الغرب لما هذا التغير كلما تعمقوا في دراسة المادة ، وهذا سؤال حير عقولهم وأصابتهم الدهشة ، وأبسط مثال سأذكركم به في هذا المجال العلمي حتى لا تخفى عليكم حقائق هذه الأنوار ، فالنيوترينو هو أكثر الجسيمات تحت الذرية إثارة بالنسبة لعلماء الفيزياء الذرية و ذلك لكونه أكثر مراوغة و غموضاً إذ من الصعب العثور عليه أو تطويقه و هو عصي تماماً على الإمساك به و تعجز كل المواد عن صده أو امتصاصه كما أنه متعادل كهربياً و يستمتع بتبديل هيئته ، فله ثلاث هيئات يتنقل بينها و هو ما يسمى بتذبذب النيوترينو وله أسرارلطيفة ، وكما ذكرت سابقا أن عالمنا كثيف كلما تعمقنا وغصنا في دراسته ستتبين مثل هذه اللطائف حتى لا يبقى أثر لهذه الكثافة وننتقل بذلك مع هذه الأسرار الى أنوار من اللطائف ، والعلم الذي يظن أنه وصل الى مشارف الحقيقة فعند ذلك يبدأ جهله ، لذا فهذه حقائق تجعلنا نفقه مدلول قوله تعالى (وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) الآية، فالعالم الغربي مهما درس وتعمق قد لا يرقي فهمه أن يفقه قول الله تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) الآية ،
وبكل بساطة سنشرح ذلك ، فالمتأمل يرى أنه مرت حضارات عديدة على هذه الأرض اتسمت بقوة ذكاءها لكن
ذلك لم ينفعها وانهارت وبادت لأنه لم يكن لها نور تهتدي به ، وهذا الكون بما فيه هو حقا مسبح لله وهذا يعني أن أسسه قائمة على نفي ما يستدعي نقصا أو حاجة مما لا يليق بساحة كماله تعالى في خلقه البديع ، والمراد بتسبيحها حقيقة هو أن لها حيا حاضرا موجداً تشهده لطائفكم منزّهاً من كل نقص متصفاً بكل كمال ، وذلك
مسطور في بناءاتها وأزواجها ونظائرها وأضدادها بكتل تساوت نسبها بانسياب محكم لأداء محكم يفوق كل التصورات والمدارك ، فهذه الزوجية المتجلية في كل شيء مخلوق ، إنما هي صفة بثها الله بوحي منه سبحانه في كيان كل مخلوق حتى تشهد المخلوقات بإفراد الوحدانية للخالق ، فالله تعالى خلق من كل شيء زوجين حتى في أقصى تراكيب الذرة وما دونها وفي ذلك سر من الأسرار عاكس لنور المكوِّن في دلالة على تفرد الخالق سبحانه بإفراد الوحدانية وكمال الأحدية له وحده، وإضفاء صفة الزوجية على كل ما سواه، حتى يشكل الكون مرجعًا تجريبيًّا لتأسيس النماذج التفسيرية الموصلة إلى فهم حقيقة الوجود، فكان من أجل ذلك أن خُتمت الآية بقوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات:49) من قوله تعالى في محكم كتابه العزيز ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) الذاريات 49

رياض محمد سليم حلايقه 20 / 12 / 2016 24 : 03 PM

رد: لطائف الأنوار
 
بارك الله فيكم
وجزاكم كل خير
مقال قي الكثير من المعرفة والمسلم المتبصر
وحده يعلم اسرار الخالق ولا يدهشه ما يتوصل له العلماء فلديه
علم عام به من الكتاب والسنة
دمتم بخير

عمر الريسوني 21 / 12 / 2016 46 : 07 PM

رد: لطائف الأنوار
 
بارك الله فيكم سيدي الكريم محمد رياض سليم حلايقه فحقا ما ذكرتم يستدعي النظر والتأمل
في هذا الكون المنظور والمغمور بكل الفيوضات النورانية فهو حقا خلق بديع ، وهذا أخي رياض
تأملته كثيرا لما تطورت العلوم الفيزياء المعاصرة وفروعها المختصة والتي أشدهت عقولا وعجزت
عن التفسير ، حتى عند أكبر علماءها ومنظريها ، وهذه الكشوفات غيرت نظرة العديدين الذي يواكبون
هذا المسار العلمي المذهل ليكشف لنا بحق ما قاله الحق تعالى في محكم كتابه العزيز ( حتى يتبين لهم أنه الحق ) الآية

عمر الريسوني 21 / 12 / 2016 13 : 08 PM

رد: لطائف الأنوار
 
ومن هذه اللطائف والأنوار أخي الكريم رياض نقتبس لكم ما قاله أحد كبار أولياء الله العارفين الذين غمر الله قلوبهم
علما ورحمة في شأن هذا العرفان لنزدان حبا و معرفة بالله ، فلقد سأل رجل يوما العارف بالله أبا يزيد البسطامي : ما معنى الله أكبر ؟ فقال : الله أكبر
من كل ما سواه ، ثم قال : ليس معه شيء فيكون أكبر منه ، فقال الرجل : فما معناه ؟ قال أبو يزيد : معناه أنه سبحانه
أكبر من أن يقاس أو يدخل تحت القياس أو تدركه الحواس

وسأل رجل آخربعض عباد الله الصالحين : ما السبيل الى معرفة الله ؟ فقال له
ليس يعرف الله بالأشياء ، بل تعرف الأشياء به سبحانه
فمعرفة الله من أطهر وأزكى المعارف ، فلما نتأمل هذا الخلق بخشوع فهذا ينقلنا إلى عالم من المشاهدة المكنونة التي تغمرنا وتغمر أعماقنا فهذه المشاهدة المكنونة لا تفسر بالأشياء بل تدرك بعظيم لطائف الله بما حبانا الله من الأسرار واللطائف والمواهب فنوقن أن خالق الأشياء كلها أعظم وأجل من أن يكون شيئا من الأشياء بل هو خالق الأشياء كلها وبه تعرف الأشياء فمن وقفوا مع الجسم أو الصورة فمعرفتهم بربهم قاصرة لذا فحب الجسم أو الصورة ليعد أدنى مراتب المحبة ولهذا فالله تعالى أعظم وأجل يا أولي الألباب ونحن نتأمل بهذه الهبات واللطائف التي أودعها الله الواهب فينا سبحانه والتي تمكننا من بلوغ الحقيقة بطهرها وصفاءها ونحن مستيقنين أن الحقيقة تختلف عن كل تصوراتنا وتفوق ادراكاتنا وتتبين لنا حكمة جلية وهي أن الله جعل العلم دليلا عليه ليعرف وجعل الحكمة دليلا عليه فيولف وأن العلم إذا بلغ بالعبد شأوا أدرك هذا المعنى من غير هوية ، فللكمال الإلهي جمال لا يدرك بالحواس، ولا يستنبط بالقياس ، والجمال الأزلي الإلهي منكشف للأرواح غير مكيف للعقل ولا مفسر للفهم ، وهذا حقا علم لا يعرفه إلا كبار أولياء الله العارفين ولتوضيح هذه الفكرة التي تأملتها مليا في جانب من جوانب هذا العرفان القدسي هو أن المعرفة والمحبة متلازمان ومرتبطان ارتباطا وثيقا بأنوارهما في هذا العرفان الأسمى ، اذن يا
أحباب فكيف يخفى عنكم وهو الظاهر ؟ فهل يعقل أن يكون خلقه سبحانه أظهر منه وهو الذي أظهره فكيف يخفى
عنكم وهو الظاهر؟ فلا يحجبكم خلقه عنه سبحانه وهو معكم أينما كنتم بذاته وصفاته ، وعلمه ورحمته وسعتا وغمرتا كل شيء ، فانها والله لحكمة مكنونة قلما تنبه اليها الناس بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وبقوا محجوبين بآثار ما انطبع في قلوبهم ولم يرتقوا الى سمو
هذه المشاهدة التي لا تعرف الا بمكنون الذوق فيبقى العبد مشدوها في حضرته العلية ، وأكبر دليل على وجود الله هو الله لأن شمس هذا العرفان طالعة أشرقت أنوارهما في الهمم والأرواح والنفوس


الساعة الآن 54 : 08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية