![]() |
الرقمُ الأخيرُ
الرقمُ الأخيرُ
أوتْ لفراشِها, غَدَا يومًا حافلاً, سيصلُ الابنُ الوحيدُ قادمًا من الكويتِ, أخذتْ الأمُّ من مرقدِها تُرتِّبُ ليومِ العُرسِ, العرسُ الذي عملتْ عليهِ منذُ شهورٍ لم تنسَ واردةً ولا شاردةً إلاَّ وأتتْ عليها ودوَّنتْها في دفترٍ خاصٍّ اشترتْهُ لتلكَ المُناسبةِ. أعادتْ شريطَ الحفلِ, زارتْ أهلَ العروسِ, اتصلتْ بصالونِ السيداتِ لتأكيدِ الحجزِ. زارتْ الفندقَ بنفسِها وقابلتْ المديرَ المسئولَ لمُراجعةِ سيرِ الحفلِ, و..... أفاقتْ في الصباحِ الباكرِ على صوتِ هاتفِها النقالِ مُنزعجةً؛ فهيَ تكرهُ هاتفَ الصباحِ؛ لأنَّه يكونُ لأمرٍ جللٍ وغالبًا ما يكونُ سوءًا, آلوااااااااا, صرختْ بأعلَى صوتِها وانهارتْ, قامتْ ابنتُها فزِعةً, احتضنتْها بقوَّةٍ, أمي...أمي... لا مُجيبَ, هُرعتْ إلى الجيرانِ, استُدعيَ الطبيبُ, إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ.... وصلَ الابنُ, رأى حشدًا كبيرًا من النَّاسِ أمامَ المنزلِ, هُرعَ إلى الداخلِ وعيونُ الجميعِ تُشيِّعُهُ بصمتٍ, ثُمَّ تقبَّلَ العزاءَ بِأَلَمٍ. ـ هذا العُرسُ لم يكتَبْ له النجاحُ, في العامِ الماضي تُوفِّيَ والدي, وهذا العامَ تُوفِّيتْ والدتي. ـ أخي هذهِ مشيئةُ اللهِ سبحانَه, تقبَّلْ هذا بإيمانٍ. ـ ما الذي حَدَثَ لأمِّي؟ ـ اتصلَ أحدُهم بها في الصباحِ, ثُمَّ صرختْ صوتًا و... ـ أينَ هاتفُها؟ ـ تفضَّلْ. بحثَ الابنُ عن الرقمِ المُتَّصلِ. يا إلهي! اغرورقتْ عيناهُ بالدموعِ, وأجهشَ بالبكاءِ. ـ ماذا حَدَثَ؟ هذا رقمُ صديقي رحمَهُ اللهُ! ـ ماذا تعني؟ ـ بالأمسِ أردْتُ الاتِّصالَ بأمِّي, كانتْ بطاريَّةُ هاتفي فارغةً؛ اتَّصلْتُ من هاتفِ صديقي في الاستراحةِ, بعدَ ساعةٍ تعرَّضَ لحادثٍ مُؤسفٍ عندمَا وصلتُهُ كانتْ الشرطةُ قد اتَّصلتْ بأهلِهِ. |
رد: الرقمُ الأخيرُ
[align=justify]أخي رياض..الموت طقس يملأ عالمنا هذه الأيام..لو كنتُ صاحب القصّة لجعلتُ الأم يغمى عليها أو تُصاب بالشلل ، لا أن تموت !! شكرا لك على تكثيف وسرد قوي..تحيتي وتقديري..[/align]
|
رد: الرقمُ الأخيرُ
اقتباس:
أشكرك كثيرا على المتابعة الحثيثة لحروفي المتواضعة الأم تنتظر فلذة كبدها لتزفه عريسا ويأتي هاتفا أن ابنها تعرض لحادث وحالته خطرة الصدمة لا تحتمل وهي عجوز كبيرة لك احترامي |
رد: الرقمُ الأخيرُ
قصة رائعة ومؤثرة تتجلى من خلالها أعظم علاقة انسانية عرفها كل انسان منا ألا وهي علاقة الأمومة
ولا شيء في هذه الحياة يوازي عطف وحب الأم لأبنائها مودتي وتقديري لك أستاذ رياض |
رد: الرقمُ الأخيرُ
اقتباس:
الروعة تتجلى في عطر مروركم وفي كلماتكم الرقيقة دمت بخير |
الساعة الآن 59 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية