![]() |
لا تكوني امرأة ...
لا تكـونـي امـرأة ... قالوا لا تكـوني امـرأة قوية كالبنيان المرصوص، بل كوني هشّة كقارورة عطرٍ فاخر، فكُسِرَتْ. قالوا دموعكِ سلاحكِ، وتاج أنوثتكِ، بكَت على كتفِ أحدهم فازدادتْ ضعفاً. قالوا لا تكـوني امـرأة تسعى خلف احتياجاتها، بل كوني أميرة تأمر وتنهى، طلبَتْ منهم أن يحققوا رغباتها، استراحت في بادئ الأمر، ثم صُفِعتْ بالجهل! قالوا فلتتجهزي لتكوني نبع حنانٍ قبل أن تصبحي أمّاً، فعشقت ثمراتِ الحبّ رغماً عنها، وهي في قرارة نفسها تتمنى يوماً تعيشه بعيداً عنهم. قالوا لا تحملي فأساً أو مرساةً أو حجراً، فازدادتْ وهناً، ثم أمْلوا عليها نمط حياتها. قالوا لا تحمي نفسكِ فهناك من يحميكِ، اختبأت خلفه في كل مرة، فشعرَتْ بنقصِها، وقلة حيلتها، واستكانتْ. تقرّبت إليهم بجعل نفسِها قرباناً، فعاشت حياةً خاوية، ثم ما فتئتْ روحها تعاتبها، فأرسلتْ كلماتها علّها تنقذُ إحداهنّ. لا تكـوني امـرأة صدّقت أنها ناقصةً، فاستباحت حياتها، ووقعتْ في شَرَك نفسها. لا تكـوني امـرأة لا تملك دنياها، فكرِهَتْ روحها. لا تكـوني امـرأة قبعت في الظلام لتنير حيوات أُخَرْ. لا تكـوني امـرأة لا تعرف ذاتها، ولم تحاول، فقهرت قلبها. لا تكـوني امـرأة ظلمت نفسها قبل أن يظلمها أحد، فندمَتْ. لا تكـوني امـرأة صنعت لنفسها روايةً أخرى لا تناسبها، فظلّت الكآبة تلاحقها. لا تكـوني امـرأة خاطت كفنها بيديْها خشية العار، فاتُهمت بالعار ولم تُدركْ! لا تكـوني امـرأة نسيت أن ترى كيانها عندما نظرت إلى المرآة، فلم تتذكّر شيئاً من طموحها. لا تكـوني امـرأة أدمنت الاستسلام، فما عادتْ تطيق نور الشمس. لا تكـوني امـرأة جائعة لحُبٍّ أنهكها، وعماها. لا تكـوني امـرأة حبَسَتْ نفسها في قفصٍ لأنها تخاف الفشل، ففشلت قبل أن تحاول. إنْ قالوا لكِ لا تفعلي، افعلي. إن قالوا ابتعدي ستتأذين، اقتربي؛ اقتربي أكثر وتعلّمي. إنْ قالوا هذه هي القوانين، عانِدي، ثوري ولا تخضعِي. إنْ قالوا تدلّلي، انتصبي واعملي. إنْ قالوا دعي أحلامك فهي لا تناسبكِ، انهضِي وجازِفي. إنْ قالوا لكِ لا تكـوني امـرأة قوية فيعزفُ عنكِ الرجال، قولي: فلأكُنْ قوية، ودعْهم يعزفون! كوني تلك المرأة التي تمنيّتِ أن تكـوني منذ نعومة أظافركِ. كوني غزالة شاردة ترتع في البراري، كوني قمراً بعيدَ المنال، كوني كما جدول ينساب بين الأشجار كما يحلو له، كوني سحاباً يمشي على هواه، كوني بحراً هائجاً لا تهدأ أمواجه، كوني فضاءً لا يسعه أحد! لا تكـوني امـرأة كما يريدون؛ بل كوني امـرأة كما تريدين... فاطمة البشر |
رد: لا تكوني امرأة ...
لا يسعني إلا أن أقول لك أبدعت فاطمة ..أعجبني ما سطرت ..فالمرأة القوية هي الزجاجة التي لا تنكسر رغم ضعفها الخلقي ..والأميرة التي لا تنحني لتنال حاجة .. شكرا لك ..مرة ثانية ودمت مبدعة.
|
رد: لا تكوني امرأة ...
[align=justify]هذا امتداد لنصّك فلنغامر بامتياز...! تحدّ وثورة ..انطلاق وتحرّر.. نموذج للمرأة الحرةّ ! نهاية النصّ تلخّص النصّ كله ! مقنع ما كتبتِ ، أختي الغالية الأستاذة فاطمة.. قراءة للاستمتاع ، ولي عودة تليق بجمال هذا النص..تحيتي وتقديري..[/align]
|
رد: لا تكوني امرأة ...
يُثبت
:nic58: ولي عودة |
رد: لا تكوني امرأة ...
بداية نشد عبى أياديكم
فالمرأة مقدسة وكنز ثمين لمن يعرف قيمتها وجوهرها ورقتها وووووووووو غهي الأم التي تحت قدمها جنة نبتغيها وهي الأخت منبع الحنان وهي الزوجة مصدر الهام ونبع سكن وامان وحنان وهي الابنة قرة عين ابيها رائعة وجميلة احترامي |
رد: لا تكوني امرأة ...
اقتباس:
شكراً لكِ عزيزتي على المرور .. وكوني دومـــا كما تريدين .. ودي ووردي |
رد: لا تكوني امرأة ...
اقتباس:
وأهلاً بك متى أردت .. ودي ووردي |
رد: لا تكوني امرأة ...
اقتباس:
شكراً لكِ عزيزتي |
رد: لا تكوني امرأة ...
اقتباس:
أ. رياض حلايقة، وأنت قلتها "لمن يعرف قيمتها" لكن للأسف الكثيرون لا يعرفون قيمتها، وأحياناً المرأة لا تعرف قيمة ذاتها .. سررت بتواجدك الجميل بين كلماتي ودي ووردي |
رد: لا تكوني امرأة ...
[align=justify]الابنة الغالية فاطمة.. أسعد الله أوقاتك بكل خير..
لا أكتمك سراً، أغضبني نصُّكِ هذا في قراءتي الأولى له.. فلما أعدتُ قراءتَه عذرتُ ثورة الأنثى في أعماقك على مجتمع ظالمٍ لها من كل الجوانب، لكنني ظللتُ غاضباً، فأنا أكره أن أرى الأنثى تثور على كونها أنثى، لأنَّ أنوثتها خصوصيتُها التي بدونها لا تكون.. ولذلك أعدتُ قراءة النصِّ ثالثةً، فتراءى لي أن الثورة فيه كانت على وعود الرجل الكاذبة وممارساته المناقضة لوعوده، وليست ثورةَ الأنثى على كونها أنثى بل على المعاملة غير اللائقة للأنوثة في المجتمع الذكوري، فعذرتُ ثورتك.. لكن أرجوك لا تُعمِّمي، فليس كل الرجال سواء ولا كل النساء سواء... هذا من ناحية المضمون، أما من ناحية الأسلوب الفني، فأُهَنِّئُك على التطور الملحوظ في أسلوبك..، وأرجوكِ لا تُهمليه، كي يستمر مُتألِّقاً رائعاً... دمتِ بخير، وتقبلي محبتي وتقديري...[/align] |
الساعة الآن 31 : 12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية