منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=101)
-   -   ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=31169)

نبيل عودة 30 / 01 / 2017 51 : 11 AM

ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
 
ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
الرملة اول عاصمة لفلسطين

نبيل عودة

في حدود العام 1980 وصلت الى مدينة الرملة في زيارة لعائلة زوجتي والوقت كان عشية ما يسمى "عيد الاستقلال".
لفتت انتباهي اعلانات ضخمة تملأ شوارع الرملة ومداخلها تدعو السكان الى الاحتفال ب "تحرير" مدينة الرملة وعرب الرملة "المحررة" مدينتهم، الذين يسكنون في احياء مهملة تسمى ب "الغيتو العربي" يقرأون عن احتفالات تحرير مدينتهم.
لست هنا في باب الرد على "رواية التحرير" الصهيونية ولا تفاصيل النكبة الفلسطينية وحصة الرملة فيها وهي حصة كبيرة جدا. انما ساذهب الى تاريخ الرملة التي "حررت" والتي يشملها تشويه تاريخ الوطن الفلسطيني. في حالتنا قد تتحول الرملة الى هدية أخرى من ابراهيم الخليل لأبناء اسرائيل.
كانت الرملة خلال فترة طويلة، خاصة في عهد الدولة الأموية عاصمة للولاية الفلسطينية، لعل في استعراض التاريخ ادراك ان الغطرسة والاستعلاء هي نتيجة طبيعية للصوصية والتزوير.
بنى سليمان بن عبد الملك بن مروان مدينة الرملة عام (710ميلادية) يوم كان واليا على فلسطين في عهد أخيه الخليفة الأموي الوليد (705 – 715م) وواصل سليمان بناء المدينة بعد ان تولى الخلافة بعد الوليد، لكنه لم يعمر طويلا. اذ توفي بعد عامين ونصف العام (717م) لكنه حول الرملة الى عاصمة الولاية بدل مدينة اللد المحاذية لها.
جاء بعده عمر بن عبد العزيز الذي تابع ما بدأه سليمان من بناء مدينة الرملة، فبنى الجامع الأبيض، اذكر هذا الجامع منذ تلك الأيام ببنائه المتهالك، لكنه رمم فيما بعد. قام عمر بن عبد العزيز ببناء "العنزية" وهو مجمع لسقي المعزة، ما زال ذلك الموقع من اجمل آثار الرملة التاريخية ومن معالمها السياحية الجميلة. العنزية عبارة عن نبع وبركة ضخمة تحت الأرض، ينزلون اليها بدرج شديد الانحدار، بالإمكان ركب قارب صغير والتجديف به في ارجاء البركة.
كانت تنشل المياه من البركة لسقي القطيع، لكن المكان مهمل نسبيا وتاريخه مشوه.
هناك رواية اخرى تقول ان العنزية بالأصل هي كنيسة اسمها "سانتا هيلانه"، وهو من الأسماء اللتي يعرف بها الموقع حتى اليوم، بنتها حسب الرواية الملكة هيلانه ام الإمبراطور قسطنطين، التي يعتبر دخولها للمسيحية انطلاقة عظيمة للمسيحية حولت المسيحية الى دين امبراطورية قسطنطين وبداية لانتشار عالمي واسع للمسيحية. رُسمت هيلانه قديسة بسبب اعمالها في بناء عشرات الكنائس في الأماكن التاريخية للمسيحية ونشر المسيحية.
هناك رواية تقول ان العذراء مريم في طريقها الى القدس هربا من هيرودوس، استراحت في ذلك المكان، وان كنيسة سانتاهيلانه المذكورة غمرت ارضها مياه الينابيع بسبب انخفاضها وتحولت الى بركة ماء تحت ارضية، بني فوقها مسقى العنزية. بسبب اهمال دائرة الآثار للآثار العربية والاسلامية، لم يتم الكشف عن الكثير من سراديب وطرق وابنية الرملة التاريخية، ظلت مغلقة بالأتربة ولا يجري الكشف عنها، هذا عدا عشرات المقامات والأضرحة الدينية الاسلامية ذات القيمة التاريخية، أبرزها مقام النبي صالح ببرجه الشامخ ، البعض يقول ان اسمه النبي الصالح مع "ال" التعريف.
كان وقتها مهملا واشبه بمجمع للنفايات. اليوم نظف واستغلت الأرض لمشاريع بلدية .. وقد علمت ان مهندسة رملاوية تقوم بالعمل على كشف "اسرار" الرملة العربية ومعالمها التاريخية، لكن يبدو ان المهمة أكثر صعوبة من رغبة شخصية ودافع وطني.
من الجدير ذكره ان آخر رئيس لبلدية الرملة قبل النكبة هو الشيخ مصطفى الخيري، البعض يقول انه يعقوب القصيني، مهما كان الخلاف فالإثنان هما آخر رئيسان لبلدية الرملة العربية قبل ان "تحرر" - الأول مسلم والثاني مسيحي وتلك دلالة هامة لحياة التآخي والتفاهم التي سادت المجتمع الفلسطيني ومدينة الرملة العربية ، قبل الظواهر الطائفية المقلقة التي بدأت تنتشر اليوم وتزيد مجتمعنا تفسخا.
مدينة الرملة التي "حررت" على آخر زمان، كانت خلال تاريخها الطويل، مركزا للثورات العربية التحررية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، منذ اواخر العصر الأموي وحتى الفتح الصليبي، أي لفترة تزيد عن اربعة قرون وهذه أهم معالم تلك الثورات.
اول ثورة يحدثنا عنها التاريخ كانت ثورة عام(743م) نصب خلالها الثوار احد ابناء سليمان بن عبد الملك قائدا لهم وذلك حفظا منهم لعهده وقد بايعوا ابنه يزيد أميرا للمؤمنين، لكن الوليد الثالث خليفة دمشق استطاع القضاء على الثورة بمعارك دامية.
بعدها كانت ثورة المبرقع اليماني، الذي انتفض على المعتصم خليفة بغداد عام (841م)وقد هزمت جيوش الخلافة المبرقع وأسرته ونقلته الى سامراء العراق.
حين تولى الشيخ عيسى بن عبدالله الشيباني ولاية الرملة ( فلسطين) قام بجهود مضنية لإقناع المعتمد الخليفة العباسي باستقلال فلسطين، لكن جهوده فشلت، فتمرد على المعتمد، الذي ارسل الجيوش وقضى على تمرد الشيباني ومحاولته اقامة دولة فلسطينية وطرده من بلاد الشام كلها.
في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي والنصف الأول من القرن الحادي عشر، جرت محاولات كثيرة قام بها آل جراح في سبيل استقلال فلسطين عن دولة الخلافة... وذلك من عاصمة ولاية فلسطين مدينة الرملة، لكن ثوراتهم وتمرداتهم المتواصلة فشلت في مواجهة جيوش الخلافة العباسية، رغم الفترة الطويلة التي صمدوا بها.
هذا التاريخ يبين ان الشعب الفلسطيني ليس وليد الصدفة، كما تحاول ان تصوره الرواية التاريخية الصهيونية، انما هو شعب جذوره عميقة بالتاريخ والنضال من أجل الاستقلال. له ثقافته وحضارته الخاصة والتي هي جزء من الثقافة والحضارة العربية، من الضروري ان نؤكد ان العرب في بلاد الشام ، كانوا قبل الاسلام بعشرة الاف سنة.
nabiloudeh@gmail.com

فهيم رياض 30 / 01 / 2017 40 : 03 PM

رد: ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
 
شكرا أستاذ نبيل على هذا المقال التاريخي الهام ....
يجب الوقوف سدا منيعا أمام هجمات بني صهيون
متعددة الأوجه والرد عليها بل القيام بهجمات إستباقية
لتكذيب إدعاءاتهم و إبطالها قبل حتى إطلاقها.
لكن المعيب في هذا الأمر هو عدم تكافؤالعمل السياسي
مع العمل الثقافي بمختلف صنوفه لانكفاء الأول وإظهاره
لعدم المقدرة مقارنة بالثاني....و الله أعلم ....

نبيل عودة 30 / 01 / 2017 23 : 06 PM

رد: ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
 
للأسف هناك قصور كبير في الرد على الرواية الصهيونية بشكل منظم ويعتمد الحقائق وليس العواطف..

محمد توفيق الصواف 02 / 02 / 2017 33 : 12 AM

رد: ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
 
[align=justify]أوافقك الرأي أخي نبيل بشأن القصور العربي في الرد على الرواية الصهيونية، ليس بالنسبة لأرض فلسطين وشعبها فحسب، بل لكل البلدان العربية وشعبها العربي أيضاً.. إنها إحدى مآسينا أن لا نقرأ ما يكتبه أعداؤنا عنا، ولكن ما العمل؟
أنا مثلاً نشرت مادة اشتغلت عليها مطولاً، ونشرتها في (نور الأدب) بعنوان (صورة العربي في الأدب الصهيوني) لم تلقَ أي إقبال، ولم تحظَ سوى بثلاثة تعليقات..! يتراءى لي أحياناً أن العرب باتوا يخشون النظرَ إلى صورتهم في مرآة عدوهم.. أيكون هذا هو السبب في نفور أو لامبالاة قراء الموقع من مواضيع كهذه؟ ربما...!
على أي حال، ثمة ما يدعو إلى كتابة تاريخية جديدة عن كل موقع في فلسطين والدول العربية التي تتعرض للعدوان الآن على أيدي حلفاء الصهيونية وإسرائيل..
محبتي وتقديري..[/align]

نبيل عودة 02 / 02 / 2017 27 : 09 AM

رد: ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
 
من المؤلم أخي العزيز هذا القصور الذي اراه قصورا فكريا بالدرجة الأولى. مثلا في مجال علم الآثار نرى نشاطا صهيونيا مريبا، لا نملك القدرة لمواجهته.. كلما وجدوا اثارا نسبوها الى تاريخهم.. رغم ان باحثان يهوديان نقضوا الكثير من قصص التوراة اليهودية في كتاب ترجم للعربية ايضا بعنوان " التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها" وموجود بالانترنت.. قرأته بالعبرية.. وهو بحث هام. السؤال اين الباحثين العرب؟ في اقرت الهجرة يوجد مبنى روماني قديم حاولوا وما يزالون يدعون انه كنيس يهودي وانهم وجدوا اثارا يهودية... رغم ان الحرف قد يكون اراميا . لا اعرف كثيرا بهذا الموضوع .. ولا اجد من يشرحه لنا ويرد بعلمية على هرطقتهم..رغم ان حاخامتهم من صفد رفضوا الادعاء بأن المبنى الروماني هو كنيس.. ولي مادة مضحكة مبكية عما يجري في برعم وغيرها عن تزوير حتى تاريخ المقامات الدينية .. لا اعرف اذا نشرتها في المتدى .. سانشرها مرة أخرى.. كذلك هناك اكاذيب عن سبب هرب مواطني حيفا العرب عام 1948 ، ايضا لاحقت الموضوع وتبين ان هناك كتابات في وزارة الدفاع الاسرائيلية تدحض ما ذهبوا اليه وتكشف حقائق تدين جريمة المجزرة ضد اهالي حيفا العرب الأمر الذي دفعهم للهرب الى الميناء حيث كان الجيش الانكليزي والهرب بالقوارب الى لبنان.. سانشره أيضا مرة أخرى.

بشرى كمال 03 / 02 / 2017 02 : 02 PM

رد: ردا على تشويه التاريخ الفلسطيني
 
شكرا أستاذ نبيل عودة على هذا النص التاريخي الهام.
تحيتي وتقديري


الساعة الآن 41 : 05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية