![]() |
أدباء من المغرب العربي (1)
[align=justify]سأخصص هذه السلسلة للتعريف بأدباء المغرب العربي وتقديم نماذج من إبداعاتهم (أعلام القصة والرواية ) خاصة ..
(الطاهر وطّار) ـ الجزائر ـ[/align] http://magazine.echoroukonline.com/d..._147138827.jpg [align=justify]نقف اليوم في أسماء من الذاكرة عند اسم خط طريقه مند الصغر في الكتابة الصحفية والأدبية، وأصبح فيها هرما من أهرام لغة الضاد التي خدمها في الكثير من أعماله. تنوعت كتاباته في الكثير من المجالات وأصبحت بمثابة دراسات أكاديمية وترجمت إلى العديد من اللغات اعترافا له بملكاته الأدبية وتمكنه في حقل الإبداع الأدبي، هو الطاهر وطار، الكاتب والصحفي والروائي أحد رواد الأدب الحديث. هو أحد رواد الرواية الحديثة الجزائرية والعربية، من مواليد مدينة سوق هراس سنة 1936م، نشأ في أسرة ريفية ذات مكانة اجتماعية راقية، كان الجد المشرف على هذه الأسرة، وهو في نفس الوقت الحكم الذي يحتكم إليه الناس في هذه المنطقة، كما كان من المعارضين لسياسة الاستعمار الاستيطانية، فتح مدرسة قرآنية لتعليم القرآن للحفاظ على الهوية الوطنية. هو الجو الذي تربى فيه الأديب والروائي الطاهر وطار الذي ورث كل هذه الفضائل عن جده، من كرم وعزة نفس وشهامة، تنقل بعدها "الطاهروطار" إلى مدينة قريبة لمسقط رأسه هي "مداوروش" واستقر بها بعد التنقلات التي كان يقوم بها رفقة والده، ومنها التحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين سنة 1950، وكان من الطلاب الأذكياء والنجباء فيها، سمح له هذا بأن يلتحق بمعهد العلامة "بن باديس بقسنطية" ليتفقه في معالم الدين الاسلامي والشريعة، من هنا أدرك أنه الى جانب هذا العلم توجد ثقافة واجتهاد آخر يسمح للفرد بإثراء معارفه وهو الأدب، فكان لزاما عليه لتزويد ملكاته الأدبية أن يطرق باب أكبر الأدباء على غرار جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، طه حسين، بالإضافة إلى هذا فقد أحب السينما والصحافة وكان شغوفا بهما، انتقل بعدها إلى تونس وإلى جامع الزيتونة ودرس به، لكنه ورث حب الجزائر ونبذ الاستعمار فانضم الى جبهة التحرير الوطني سنة 1956. بدأ حياته الفكرية والأدبية بنشر مجموعة من القصص في السرد الملحمي في جريدة "الصباح" التونسية وجريدة "العمل"، وأسبوعية "النداء"، ومجلة "الفكر"، وكان صحفيا في "لواء البرلمان" التونسي" و"النداء". سنة 1962 أسس أسبوعية "الأحرار" في قسنطينة التي تعتبر أول أسبوعية مستقلة في الجزائر، و"الجماهير" سنة 1963، كما كان مؤسس "الشعب الثقافي" سنة 1973 بجريدة "الشعب". لم يقف عند هذه النشاطات فحسب، بل عمل ولمدة عشريتين تقريبا بعد الاستقلال الى سنة 1984 في حزب جبهة التحرير الوطني عضوا للإعلام، ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على التقاعد، بالإضافة إلى هذا شغل منصب مدير عام الاذاعة الجزائرية، توفي سنة 2010م. يعتبر الطاهر وطار من الأدباء والروائيين الذين أسسوا اللبنات الأولى للأدب العربي، بل من المدافعين عن لغة الضاد، كان مثل السيل الغزير في تقديم أجود الأعمال التي صنفت ضمن الإبداعات الأدبية في العصر الحديث، وتنوعت بين القصصية والمسرحية، وهو ما سمح له بأن يكون في المرتبة الأولى في هذه الفنون، حيث قدم العديد من الأعمال التي كانت بحق مجالا واسعا للإبداع الفكري، ونموذجا للعطاء، فقد ترجمت الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات، وكانت كذلك مثالا للدراسات الأكاديمية والجامعية سواء في الجزائر أو في الوطن العربي ككل. لا يمكن أن نحصر كل ما قدمه "الطاهر وطار" في مجموعة سطور، فقد تنوعت كتاباته في الكثير من المجالات وأبدع في تقديم مادة أدبية رفيعة منها: تجربة في العشق، عرس بغل، الحوات والقصر، الشمعة والدهاليز، الشهداء يعودون هذا الأسبوع، العشق والموت في الزمان الحراشي، الطعنات، اللاز، الولي الطاهر، رمانة، وغيرها من الاجتهادات التي أثرت المكتبة الجزائرية والعربية ومازالت إلى حد الساعة مرجعا للأدب والرواية الحديثة. [/align] |
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
[frame="1 98"][align=justify]فقرة من روايته الأشهر: اللاّز:
(((- يوم حضر أجله. كان المرحوم يهجم ويعيط "زغردي أمي حليمة زغردي" إنهم كعادتهم، كلما تجمعوا في الصف الطويل، أمـام مكتب المنح، لا يتحدثون إلا عن شهدائهم، والحق إنه ليست هناك، غير هذه الفرصة، لتذكرهم، والترحم على أرواحهم، والتغني بمفاخرهم.. فهم ككل ماضي يسيرون إلى الخلف، ونحن ككل حاضر، نسير إلى الأمام.. لعل هذا اليأس المطبق من التقاء الزمانين، ما يجعلنا لا نهتم إِلا بأنفسنا، أنانيين نرضى أن يتحول شهداؤنا الأعزاء إِلي مجرد بطاقات في جيوبنا، نستظهرها أمام مكتب المنح، مرة كل ثلاثة أشهر… ثم نطويها مع دريهمات في انتظار المنحة القادمة... علق الشيخ الربيعي في نفسه، على ما التقطت أذناه، من تأوهات شيخين يقفان أمامه، وعجوز وأرمل، تقفان إلى جنبه، ثم سرح بصره الذابل في الصف الطويل أمامه... إننا، كما عرفنا أنفسنا، مند خلقنا، "الشيشان" على رؤوسنا تكاد تقطر وسخاً، "البرانس" مهلهلة، رثة، متداعية، والأحذية مجرد قطع من الجلد أو المطاط، تشدها أسلاك صدئة، والأوجه زرقاء جافة.. ليس لنـا من الماضي إِلا المآسي.. وليس لنا من الحاضر إِلا الانتظار.. وليس لنا من المستقبل إِلا الموت.. نتآكل كالجراثيم، وليس غير...)))[/align][/frame] |
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
[align=justify]أخي الحبيب محمد الصالح.. أسعد الله أوقاتك بكل خير..
رحم الله الطاهر وطار وأمثاله من أعلام الأدب العربي الحديث.. قرأتُه وأنا في مقتبل الشباب وأعجبتُ به أيما إعجاب، وتابعتُ غيره من الأدباء الجزائريين، ولي قصص مع بعضهم، قد أذكرها يوماً ما، فأنا عرفتُ بعضهم شخصياً، ودرستُ في مرحلة الدبلوم مع بعضهم أيضاً، ومنهم الزاوي أحمد أمين.. وكان لي أخٌ وصديق من الجزائر كان أديباً أيضاً وشغل منصب السفير الجزائري في دمشق وحضر حفل زفافي، هو المرحوم الدكتور عبد الله الركيبي.. على أي حال الطاهر علمٌ كبير، وحبَّذا الكتابة عنه أكثر وعن نتاجاته العظيمة.. رحمه الله ورحم أمثاله من الأدباء النجباء الذين أغنوا المكتبة العربية بإبداعاتهم ولم يخلفهم في عظمتهم إلا قليلٌ من أبناء الأجيال التي تلتهم.. وهذه لفتةٌ معرفية ولطيفة منك للتعريف بأعلام الأدب الجزائري، وأرجو أن يحذو حذوك آخرون فيخصصوا مثل هذه الصفحات للتعريف بأدباء آخرين في أقطار عربية أخرى.. محبتي وتحياتي لك ولكل أهل الجزائر الكرام..[/align] |
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
[align=justify]بادرة طيبة منك أخي العزيز محمد الصالح لإثراء مكتبة نور الأدب والتعريف بأهرام الأدب العربي والمغاربي بصفة خاصة .
أسعدني اني اطلعت على اسم بارز من أسماء الأدباء بالجزائر الشقيقة وأمني نفسي من الآن باقتناء بعض من رواياته . شكرا من كل قلبي [/align] |
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
عمل كالعادة كبير؛ أتمنى لك التوفيق والنجاح
فيه. هذه نافذة مفتوحة على الأدباء المغاربيين وانتاجاتهم ، وهي لنا فرصة لمعرفتهم. رحم الله الموتى منهم وأطال في عمر الأحياء. تحية وتقدير. |
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
اقتباس:
|
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
اقتباس:
|
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
اقتباس:
|
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
كانت مبادرة جميلة.. شكرا على التعريف يشخصية " الطاهر وطار"
|
رد: أدباء من المغرب العربي (1)
اقتباس:
تلاحظين فراشة المنتدى..أنا أشبه كثيرا دافينشي (ابتسامة) أبدأ عملا ولا أكمله لأنتقل إلى آخر..وهكذا..لاحظتِ كم من عمل أردتُ أن أتمّه وخانتني الظروف..شكرا لك فراشة المنتدى..سأكمل بعض أعمالي إن شاء الله.. |
الساعة الآن 20 : 01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية