منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   ملف القصة / خيري حمدان (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=281)
-   -   مراكبي \\ المجتمعات المهزومة -4- (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3128)

خيري حمدان 26 / 03 / 2008 03 : 11 AM

مراكبي \\ المجتمعات المهزومة -4-
 
بدأ الفضوليون يتجّمعون عند مركبي
وأخذ الباعة المتوجوّلون يقضون ساعاتٍ طويلة هناك
حتّى العشّاق أخذوا يحدّدون المواعيد عند أطراف مركبي.
وما زالت الراقصة تهزّ جسدها من شدّة الفرح
كانت روحها تتوق للمضيّ في أعماق البحار
وسرعان ما انضمّت الى مركبي غجريّة سمرلء تغري وجه القمر
قالت: سأقرأ كفّك طِوال حياتي يا ربّان
دَعني أستدعي ملائكة الرحمن يحرسون مركبك
يَحْمون روحك من عبث الزمان.
كنت حزيناً
توارت عن عينيّ نورا
وكان لها في قلبي مودّة
كان لها في قلبي مكان
جلست قِبالة الشاطئ على صخرة
وأخذت أضرب بالحصى عيون البحر المندلقة
عند أطراف الرمل الدافئ
كانت الطيور في الأعلى تحدّق تنتظر فريسة
كان النهار يمضي والحياة تصيح عند مركبي
واثنان جلسا ليس بعيداً عن صومعتي
كانت عيونهما تتحدّث
قالت الفتاة: بارك حبّنا
خذنا بعيداً عن هذا الزمان
خذنا بعيداً عن هذا الزمان!
صعد العاشقان الى مركبي
ومن بعيد لاح لي وجه صاحبي سليمان
لقد حسمت أمري، أنا صاعد الى المركب
أحضرت ما يكفي من الطعام والشراب ما يكفي
للسفر حول الدنيا
غداً سأفرغ حمولتي الى المركب.
لا مكان للتجارة على مركبي يا سليمان
أنا الآن لست تاجراً
أنا الآن مجرّد إنسان.
ازداد الحزن في قلبي
كنت أرغب الإبحار وحيداً
أطوف عالماً محته ذاكرة الزمان
أمواج البحر تطول حتى الغربة
والوحدة تحدّق بأعينها الواعدة
من يقدر احتمال كلّ هذه الحرقة؟
كلّ هذه الحرقة.

ميساء البشيتي 27 / 03 / 2008 50 : 08 PM

رد: مراكبي \\ المجتمعات المهزومة -4-
 
[frame="1 98"]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 11671)




حتّى العشّاق أخذوا يحدّدون المواعيد عند أطراف مركبي.


وما زالت الراقصة تهزّ جسدها من شدّة الفرح


كانت روحها تتوق للمضيّ في أعماق البحار



تعطش شديد للتغيير ورغبة برؤية عالم اخر

على امل ان يكون أفضل من عالمهم هذا


:sm281: :sm281: :sm281:


كنت حزيناً


توارت عن عينيّ نورا


وكان لها في قلبي مودّة


كان لها في قلبي مكان


بداية الوداع لنورا والتمهيد للنفس لنسيانها



:sm215:


كانت عيونهما تتحدّث


قالت الفتاة: بارك حبّنا


خذنا بعيداً عن هذا الزمان


خذنا بعيداً عن هذا الزمان!



الكل متوسم في هذا المراكبي الخير


:sm57:



ازداد الحزن في قلبي


كنت أرغب الإبحار وحيداً


أطوف عالماً محته ذاكرة الزمان


أمواج البحر تطول حتى الغربة


والوحدة تحدّق بأعينها الواعدة


من يقدر احتمال كلّ هذه الحرقة؟



كلّ هذه الحرقة.


الوحدة تحدق بأعينها الواعدة

رائع ... رائع

مذهلة مراكبي

استمتع جدا ً بقرائتها

شكرا لك ودمت بالف خير .


[/frame]

سلوى حماد 27 / 03 / 2008 16 : 11 PM

رد: مراكبي \\ المجتمعات المهزومة -4-
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 11671)
أنا الآن لست تاجراً
أنا الآن مجرّد إنسان.
ازداد الحزن في قلبي
كنت أرغب الإبحار وحيداً
أطوف عالماً محته ذاكرة الزمان
أمواج البحر تطول حتى الغربة
والوحدة تحدّق بأعينها الواعدة
من يقدر احتمال كلّ هذه الحرقة؟
كلّ هذه الحرقة.



تضطرنا الظروف احياناً لأن نتاجر ، نتاجر في المبادئ ، نتاجر بالكلمات ، نتاجر حتى في رغباتنا ، انها الحياة المادية التى تخضع كل شئ لقوانين الربح والخسارة
وعندها تضطر انسانيتنا الى الانزواء في ركن بدائي لا تطاله الماديات

ربان هذا المركت احب ان يتجرد من كل الماديات ، ان يصبح انساناً فقط ، ان يخرج لعالم جديد ربما بدائي لم يفقد عذريته بعد ، ولكن ....

تترصدنا عيون الوحدة الشامتة لتذكرنا بغربتنا فتشعل فينا فتيل الحنين الذي لا ينطفئ .

عزيزي خيري حمدان،

نحتاج لرحلة نغسل فيها انفسنا من لوثة الحضارة الزائفة ، رحلة تأخذنا الى الزمن الجميل حتى لو بأثر رجعي، فهل مازال في مركبك مكان؟

رائعة بكل المعاني هذه السلسلة اخي خيري،

كل الود والتقدير،

سلوى حماد


خيري حمدان 28 / 03 / 2008 05 : 02 AM

رد: مراكبي \\ المجتمعات المهزومة -4-
 
[frame="4 98"]

الغالية ميساء
صدّقيني لنورا دورٌ كبيرٌ جدّاً. هذا الرجل يبحث عن المطلق المجرّد. لا يمكن لي أن أنسى امرأة بحجم نورا.
هناك فلسفة ورغبة هائلة للهرب من روتين الحياة. هناك خيال واسع وقريباً سنأتي على جزء ((عدالة زِنّار)) ويمضي القارب ويتوقّف ولكلّ شخصية ذكرتها حكايتها التي قد تطول أو تقصر والمتعة في التجوّل والترحال لنا جميعاً. ليتني أقترب من رائعة ألف ليلة وليلة. ليتني أتجاوز (هاري بوتر) لأنّ حدّوتهي شرقية مليئة بالسحر الحقيقي والحكمة.
أنت لا تدركين مدى فرحي بنجاح هذه السلسلة واستمدّ الرغبة بالاستمرار من أقلامكم وتشجيعكم وباقات الورود التي لا تفتأ الكريمة ميساء بإرسالها.
كلّ المحبّة والى لقاء قريب جدّاً على ظهر المركب.
[/frame]:sm212:


الساعة الآن 24 : 04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية