![]() |
كيفك اليوم؟
كيفك اليوم؟ سألتكَ مراراً "كيفك اليوم؟"، وأجبتني مراراً "بخير". لكنّي عندما كنتُ أسألكَ هذا السؤال، لم أكُن أريدك أنْ تجيبني "بخير"، ولم أكنْ أنتظر أن تقولَ لي "صرتُ أفضل عندما رأيتكِ أو عندما سمعتُ صوتكِ" . عندما كنتُ أسألكَ "كيفك اليوم؟" لم أكن أقصد أنْ أسألك عن أحوالك العامة. قد تستغرب، لأنه لربما سألتُ غيركَ السؤال ذاته! سؤالي لهم لم يكن سوى اطمئنان عن حالة اليوم مقارنة بالبارحة. حينما كنتُ أسألكَ أنت "كيفك اليوم؟" كنتُ أريدكَ أنْ تخبرني تلك التفاصيل التي –أنتَ نفسُك- قد لا تأبه بها! كنتُ أريدُ أن تخبرني ماذا شعرتَ لحظة استيقاظكَ من نومك، مَنْ أول من خطر ببالك، هلْ ابتسمتَ وقتئذٍ، هل ضحكتَ أم تأفأفت! كنتُ أريدكَ أن تقول لي ماذا شعرتَ عندما رأيتني -قبل قليل- متجهةً صوبك، عندما صافحتك، عندما ابتسمتُ لك، عندما لامستك. كنتُ أريد أن تخبرني بماذا أحسسْتَ عندما رأيتَ اسمي على هاتفك المحمول، حينما سمعتني أقول لك "مرحبا". حينما كنتُ أسألك "كيفك اليوم؟" كنتُ أريدكَ أن تروي لي تفاصيل اشتياقك، عن ولهك، عن كلّ مشاعركَ بين لقائنا هذا ولقائنا السابق، بين اتّصالي هذا واتّصالكَ الفائت... كنتُ أريدكَ أن تحدثني عن تفاصيل أحاسيسك المتداخلة، وعنْ مشاعرك المختلطة الراغبة بعودتك طفلاً وأخرى رجلاً ناضجاً أو مراهقاً مشاكساً. عن غضبك من أحدهم، عن شتمه، كيف هَدَأت؟ هلْ أخذتَ شهقة أم أطلقتَ زفرة ... كنتُ أريدكَ أنْ تخبرني عن نظراتك، وعن تفاصيل عينيكَ في كلّ حالاتك، عن انفعالاتك، عن حركاتك .... كنتُ أريدكَ أنْ تروي لي رواية، أنْ تحكي لي حلقات مسلسل لا ينتهي ... ولأنكَ ما عرفتَ مُرادي قبْلاً، ولأنني أخبرتك ما أريد فِعلاً، لم يعُدْ لـِ "كيفك اليوم؟" أيّ معنى ! فاطمة البشر |
رد: كيفك اليوم؟
إن قلت إن هذا أجمل ما قرأت لك فاطمة فسوف أبخس خواطرك الأخرى حقها لأنها تضاهيها جمالا ووهجا ، وكأنها استمرارا لإيقاعها الرائع .
وحتى أكون منصفا ساقول إن هذا النص من أجمل ما قرأت لك حتى لا تغار النصوص الأخرى .. (ابتسامة) دمت متألقة |
رد: كيفك اليوم؟
نعم صديقتي ، هي أسئلة عادية ونجاوب دائماً بتلقائية ولكنك أنت أعطيت للسؤال بُعداً آخر
هي لحظات تأمل نشتاقها ومثل هذه المقالات نحتاجها في هذا الوقت حقاً نحتاجها شكراً لك أيتها السمراء التي ستقتحم عالم الأدب بأرض كنعان إني أراكِ قامة وهامة بحروفكِ الشامخة |
رد: كيفك اليوم؟
اقتباس:
شكرا لتواجدك الجميل أ. رشيد ودي ووردي |
رد: كيفك اليوم؟
اقتباس:
هذا البعد دوماً نعطيه لهذا السؤال عندما نسأله لحبيب أو لصديق مقرب... وشكراً لكلماتك التي شحنتني بالمزيد من التصميم والإصرار .. أنت أيها الرائع لقلبك الفرح دومــاً .. |
الساعة الآن 40 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية