منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   متفرقات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=555)
-   -   همسات دمشقية (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=31423)

محمد توفيق الصواف 16 / 05 / 2017 09 : 12 AM

همسات دمشقية
 
همسات دمشقية

الهمسة (1)..
[align=justify]بعد بضع أَنَّاتٍ ودمعتين، سيُغلِقُ هذا القلبُ بابه ويُسْدِلُ ستائرَ وجعه اليومي، كي يُخلِدَ لفرحٍ عميق وُعِد به، منذ أن استقرَّت، على الجودي، سفينةُ نوح (عليه السلام).. صحيحٌ أنَّه فرحٌ مقصوصُ الجناحين أبكم، لكنه فرحٌ فريدٌ رائع.. وروعتُه من كونه يتدفَّقُ، بسرعة اللهفة المشحونة بالشوق واللوعة، صوراً تنبض كلٌّ منها بلحظة حياة لمُحبٍّ قضى حزناً، أو هاجرَ خوفاً وأملاً، أو صارَ رقماً مجهولاً في قائمة الضياع السورية الطويلة...
وكلَّ ليلةٍ، يتدَفَّقُ الفرح نقياً، في هذا القلب، حَالَمَا يبدأ أصحاب تلك الصور بمغادرة حضورهم الساكن على ورقها، ويهرعون كائناتٍ مشتاقة ًإلى عناق حياتهم الماضية التي تركوها مُكرهِين..
يهرعون طائرِين على جناحَي رغبتهم الجامحة إلى الخلاص من الإحساس بتلك اللوعة التي ذاقوها مُجَرَّحَةً بكلِّ مُدَى الأخوة العربية والإسلامية والانسانية..
يهرعون مشتاقين إلى وسائدهم التي مازالوا مُتأكِّدين بأنَّها، حتى أثناء غيابهم عنها، ظلَّت تفوح وطناً بطعم الحب، يُدعى (سوريا)..
[/align]

محمد الصالح الجزائري 17 / 05 / 2017 22 : 01 AM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الله الله الله ! الحرف الذي أعشقه..ما أروع هذه الهمسة وما أبلغها ! حمدا لله على عودتك أخي الأكبر الدكتور توفيق..أنتظر بقية الهمس..محبتي وشوقي..[/align]

Arouba Shankan 17 / 05 / 2017 28 : 01 AM

رد: همسات دمشقية
 
وتتفوق على همس كل خاطر، نغمٌ شجيٌّ، سطورٌ حزينة، وحكاياتُ حبٌ طويلة
بانتظار دمشقيات الهمس، والياسمينُ أوج ريحانه
تحيتي

د. رجاء بنحيدا 17 / 05 / 2017 22 : 10 AM

رد: همسات دمشقية
 
رائع ... ومختلف هذا التدفق النقي الصادق .. لهمسات يلفها عبير وطن ويميزها قلم متمكن .. مبدع .. مع احترامي وتقديري

رياض محمد سليم حلايقه 17 / 05 / 2017 37 : 12 PM

رد: همسات دمشقية
 
بوح شفيف وراق
دمت مبدعا سيي

محمد توفيق الصواف 17 / 05 / 2017 25 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الله الله يا أخي محمد يا صالح.. كم اشتقت أنا أيضاً لعَبَقِ كلماتك وحلاوتها ذات النكهة الودودة الخاصة..
عوداً حميداً ورجعة ميمونة إلى هذا الموقع الرائع بأعضائه وسيدته، بأجوائه وما يُنشَر فيه من إبداعات..[/align]
دمت أخاً..

محمد توفيق الصواف 17 / 05 / 2017 34 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]المبدعة الرائعة عروبة..
سأهمس في أذنك همسة خاصة جداً:
(إن كان في همساتي الدمشقية ما يبدو جمالاً مختلفاً، فهو نتاجُ محاولتي لتقليدك في صياغة الجمال إبداعاً..)..
أنا لا أمزح ولا أُبالغ.. فأنا معجبٌ بما تكتبين حقاً، وأتأثرُ به.. صَدِّقي أولا تُصدِّقي..
لكن أرجوك أبقي هذه الحقيقة بيني وبينك، حتى لا ينفضح أمري.. اتفقنا؟ (ابتسامة)..
دمتِ تلك المبدعة الرائعة..[/align]

محمد توفيق الصواف 17 / 05 / 2017 39 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الأخت الغالية د. رجاء..
اشتقتُ لكلماتك الطيبة، ولهذا التعبير الصادق الشفيف عن رأيكِ بما أكتب.. التعبير المنسوج بحروف من وُدٍّ ولطف..
الحمد لله أن بدأ شمل أسرة نور الأدب يلتئم من جديد..
تحياتي ومحبتي وتقديري لشخصك الكريم إنسانةً ومبدعة..[/align]

محمد توفيق الصواف 17 / 05 / 2017 40 : 06 PM

رد: همسات دمشقية
 
شكراً لمرورك أخي الأستاذ رياض، وللطيف تعليقك على مادتي..
مع محبتي وتقديري..

محمد توفيق الصواف 17 / 05 / 2017 23 : 07 PM

رد: همسات دمشقية
 
[align=justify]الهمسة (2)..
أهيمُ في صبوة عشق دمشقية تمتدُّ، في البال المشتعل بحرائق القلق والخوف، حَارَةً طينيةً قديمة تغفو وادعةً على ذراع طفلةٍ أبدية اسمها (دمشق)..
حارَةٌ... وأيُّ حارَة تلك التي ما زلتُ أهيمُ عشقاً بها.. إنَّها ذاكرةُ انتمائي الدمشقية التي مازال يسري في جدرانها الرطبة حنينُ التراب إلى التراب؛ ومازالت تفوح، من أطراف حدائقها المُخبَّأة وراء الجدران العالية لبيوتها، روائح كثيرة تأبى أن تُمحى من الذاكرة:
أولاها، رائحة أبي وهو يخطُرُ، في باحة الدار، مُتألِّقاً بنخوته وكَرَمِه، وبدفء ذلك الحبِّ الخاص الذي يتسعُ للجميع، الحبُّ الذي امتاز به الإنسان السوري على مرِّ الدهور..
وثانيتُها، رائحة أمي التي امتزجَت فيها، على نحو غريب رائع، روائح خبزها التنُّوري وقهوتها المُطيَّبةِ بالحبِّ وغسيلها المعطَّر بالحنان..
وثالثتُها، روائح المكان الدمشقي المُمَيَّزَة التي يستحيلُ أن تُغادر أيَّ ذاكرةٍ دخلَتْها.. إنها روائح زهر النارنج والكبَّاد والياسمين البلدي والورد الجوري، ممتزجةً ومُعَتَّقةً معاً، في وطنٍ اسمه سوريا، يرتسمُ ابتسامة حبٍّ صادقة اعتاد أبناؤه أن يُطوِّقوا بها كلَّ مَن دقَّ بابهم ضيفاً أو لاجئاً أو خائفاً أو طالبَ حاجة..
ولسبب ما، مازال غامضاً، اتهمَ العالم الماديُّ القاسي كلَّ هذه الروائح بالإرهاب، خصوصاً بعدما تأكَّد له أنَّ كلَّ مكوناتها طبيعية..
ولسبب ما، ما يزال غامضاً أيضاً، اتخذ قراره الظالم بإحراق مُوَلِّدات كل تلك الروائح بنار الكراهية والحقد والفتن..
فهل ثمة من يأتي ليُصحِّحَ مسار النظر الخاطئ هذا، ويؤكد لهذا العالَم المادي الأبله أنَّه حين يُحرِق بلدَ تلك الروائح الرائعة، فإنَّه يُحرق ذاكرة العطر الأسمى والأقدم لإنسانية الإنسان وحبِّه لأخيه الإنسان؟![/align]


الساعة الآن 01 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية