![]() |
دمــــــــــاءٌ عـــــلى عــــــتبـــــاتِ القُــــــــــدسِ
بسم اللهِ الرّحمنِ الرّحيم دخلتُ على المروءةِ و هيَ تبكي فقلتُ: علامَ تنتَحــــــــبُ الفتـاةُ ؟ فقالت: كيفَ لا أبكي و أهــــــلي جميعاً دونَ خلقِ اللهِ ماتـــــــوا ؟! الإهداء إلى كلّ شابٍ و فتاةٍ إلى كلّ أبٍ و أمّ إلى أهل الشّام و جزيرة العرب و العراق و أرض الكنانةِ و المغرب الإسلاميّ إلى أهلنا المحاصرين في قطاعِ غزّة … إلى من لا زالت أيديهم على الزّنادِ هناك نُهدي … الفيلم الجريء و الرّائع و المميّز (دمــــــــــاءٌ عـــــلى عــــــتبـــــاتِ القُــــــــــدسِ) المُبْعَد ! - عَبِدْ …. إنتَ مشتاقْ لأبُوك كثير ؟ - هَا .. مِشْ مِشتاقِلُّه ؟ - طَبْ لَمّا تشوفه بالتّلفزيون إيش بتقول ؟ - أنا بقول: لا حولَ ولاَ قُوّةَ إلاّ بالله و بَسْ … زَيّه زيّ اخوانُه .. أربَعْمِيِّه هَذُول .. مِشْ وَاحَدْ ولاّ اثنين ! أكثرُ من خمسة عشر عاماً قد مضت على هذا الحِوار و ذاكَ الكلامُ العفويُّ الصّادقُ الّذي امتزجت حروفُهُ بالدّموعِ لم يخرُجْ إلاّ من فَمِ الطّفل -حينها-عَبد السّلام اسماعيل هنيّة ! http://s13.divshare.com/files/2008/0...040214/U17.jpg ابنتُكُمْ … الشّهيدة الحيّة ! - قلتلها: لا تحرِقي قَلبي عليكِي يمّه - قالت: خلّي إيمانِك بالله قوي … إلاّ هيّ إذاعة إسرائيل بِتجيبْ, بتقولْ: نَفَّذت عمليّة انتحاريّة امرأة فلسطينيّة على حاجز (بيت صيرة) … لمّا قالوا هيكْ قُلتْ خَلَصْ هي بنتي ! لا يا أمّنا .. (دارين أبو عيشة) ليستِ ابنتكِ وحدَكِ, بل هيَ الابنةُ البارّة للأمّة المسلمة الّتي لا تنامُ على الضّيم و لا تعدلُ عن دربِ الفداءِ إذا احتلّت أرضها … هيَ أمّ اليتامى, كانتْ تعلّمهم و تعطف عليهم, و كانت –كما يقولونَ- تعوّضهم عن الحنانِ الّذي فقدوهُ من أمّهاتِهم … هي أختُ كلّ شريفٍ حُرٍّ لم ينزلق في دروبِ التّخاذل و التّثبيط و الاستجداء … هي رفيقة دربِ (ريم الرّياشي) و (حوّاء براييف) و (فاطمة) الّتي ما زال صدى صرخاتها يتردّد في أبي غريب ! http://s15.divshare.com/files/2008/03/16/4040200/U9.jpg بقدرش أفسّر اللّي صار كثير صار … مدمّرين الدّنيا هان, و مجرّفين, و قاتلين … باللّيل جايين عالنّاس, و خاشّين عالدّار تبعتهم … هذا ما جادَ به قاموسُ الطّفلِ الّذي لم يتخطّ العقدَ الأوّل من العُمر, لكنّه بكلامهِ هذا أمامَ الجريمةِ البشعةِ قد حازَ البلاغة من أطرافِها و اختزَلَ كلّ المعاجم http://s14.divshare.com/files/2008/0...040216/ud4.jpg جواسيس جدعون بعضُهُم في يده مقاليدُ البلادِ و العباد ! و لم تنزل سورةُ التّوبةِ إلاّ في أمثالِهِم يدفعُ المحتلُّ لِبَعضِهم دولاراً واحداً مُقابلَ الإخبارِ عن أماكن تواجد المقاومينَ فخرِ الأمّة و مجدِها, فعلى يدِهم قضى (شهيدُ الفجرِ) و (الرّنتيسي) و (المهندس) و خيرةُ شبابِ الأمّة … و هُمْ ذاتُهم ما زالوا أبطالَ مُسلسلِ الخيانةِ في كلّ أرض ارتفعت فيها رايةُ العزّة و الفخار نقاطٌ و حروفٌ الصّور في الأعلى ربّما تكون مختلطة و ضبابيّة .. لكنَّ القِصَّةَ كَامِلةً مَوجُودةٌ في هذا الفيلم, هي قِصّةُ الشّعب الفلسطينّي الصّابر.. هيَ قصّة شعبِ العراقِ تتكرّر على أيدي دُعاةِ الحرّيةِ و المبادئ .. هيَ قصّة شعبِ أفغانستانَ و شعبِ الصّومال و شعبِ إندونيسيا و شعبِ الفلبّينَ و شعبِ الشّيشانِ العظيم هيَ قصّتنا -نحنُ- إن لم نتحرّك الآنَ و نصنع الأمجاد بأيدينا هي قصّةُ (آيات الأخرس) و (ريم الرّياشي) و (هدى غالية) و (إيمان حجّو) و (طارق ذياب) و ( مهنّد الطّاهر) … هيَ قصّة (عبدِ الرّحمن الدّوسري) و (خطيب فاطمة) و (ممدوح محمود سالم) … و الأخيرُ لهُ قصّةٌ نأتيها -إن شاءَ اللهُ- لاحقاً http://s13.divshare.com/files/2008/0...040202/u13.jpg هيَ صيحةٌ ما أطلقناها إلاّ غيرةً على هذه الأمّة و تضحياتِها فنرجو من اللهِ أن يصلَ صداها لكلّ من يطّلع على هذا الفيلم مخطئٌ من يخوضُ حرباً يُمكنُ تفاديها بينما مخطئٌ أكثرَ من لا يخوضُ حرباً مفروضةً عليهِ … و لا يمكنُ تفاديها |
الساعة الآن 12 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية