![]() |
نور الذي وهبني النور
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/61.gif');border:6px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
ترددت طويلاً في كتابة شيء من سيرة نـور الدين الـخطيب و أجّلت و سوفت.. و التساؤل ما زال قائماً، هل يصلح الأبناء لكتابة سيرة آبائهم؟! و إلى أي حد تكون المصداقية هنا أمام القرّاء؟ كيف لا أتردد و حين مات كنت طفلةً صغيرةً لم تعِ و تدرك منه شيئاً غير صورة الأب الحبيب التي اتسمت بشيءٍ من القداسة و بكثير جداً من العشق و الوله، أكبر حبٍ في حياتي و أوجع ألم، كيف وهو جرح عمري و عطش روحي الأزلي؟!! الآن.. وجدت نفسي أحزم أمري و أقول: " و هل الحبّ الكبير عائقا؟ " الذي يكتب عن شاعر و أديب مسكون بالحب لا بدّ أن يكون إنسانا يتنفس الحب و يعيش الحب و لا يجيد غير الحبّ لغةً، و نـور الدين الـخطيب كان شاعراً و أديباً و مفكرا قومياً و وطنياً مليئاً بالحب، عاش بالحب و مات من الحب... في كلّ الأحوال معلوماتي البسيطة حول الجانب الفكري و الوطني لهذا الرجل مستقاة من الذين عرفوه و عايشوه بعيدهم و قريبهم، خاصةً حين عملت بمجال الصحافة في لبنان و تعرفت عن قرب على بعض الذين عاصروه... في مجال الصحافة و العمل: عمل في التدريس وكتب في معظم المجلات و الصحف اللبنانية ( القائمة طويلة) اعتمدت بعضها على جهوده مثل جريدة لسان الحال التي وصلت بجهده و بفترة قياسية لثاني جريدة في لبنان وتأخرت بعد وفاته إلى أن توقفت تماماً، وكان له كذلك برنامج إذاعي أسبوعي، كان عضواً كذلك في بعض الروابط الأدبية والجمعيات الثقافية كما عمل مفتشاً في بعض المدارس الخاصّة، كذلك كان مديراً لمعهد متخصص في تعليم الدبلوماسيين اللغة العربية وكان لهذا المعهد أيضاً ( مجلّة تصدر باللغة الانكليزية التي أشرف عليها و رأس تحريرها) و هذا المعهد جعله يسكن في ضواحي بيروت الجبلية مما اضطرّه الاعتذار بعد حين للعودة و والدتي إلى طرابلس ( كان شديد التعلق بوالدته) فمنح منصب مدير فخري وبقي يكتب ويترجم للمجلّة، وكما علمت أنه كان لديه الكثير من الكتابات باللغة الانكليزية أيضاً. في النشاط الوطني: إن كانت ترجمة سيرته تتسم ببعض الصعوبة لقلّة المعلومات و قلّة الوثائق، فهذا الجانب يبقى الأكثر صعوبة، الجانب الذي كان يمثل قضيته، كان شديد الوطنية مؤمن كمعظم بني جيله بالقومية والعروبة و القدرة على ترجمة الأحلام إلى واقع، كان صديقاً لمعظم السياسيين في لبنان آنذاك. و الجانب الذي أودّ التطرق إليه هنا هو الجانب الذي حدثتني عنه والدتي كشاهدة عليه حتّى حفظت منها أسماء، ووقائع و ظروفا وهذا ما أكده لي كذلك عمّي حين سألته وهو كالتالي: كان نـور الدين الخطيب واحداً من أهمّ مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية و من قبل ظهور المرحوم ياسر عرفات في الصورة و بعض الأسماء الأخرى، و كان يعمل ليل نهار لتحقيق هذا الأمر وينتقل من مكان إلى آخر حتّى أنه كثيراً ما كان يصل الليل بالنهار ويبقى أحياناً لمدّة يومين بلا نوم و يجتمع بالسياسيين، كذلك كثرت اجتماعاتهم في منزلنا، في الفترة الأخيرة قبل وفاته بدت عليه مظاهر الإحباط و الاكتئاب الشديد، وكل ما قاله لوالدتي حين سألته: ( تعرضت لخيانة و سرقة)، لا غير، كان شريكه في الاكتئاب و كاتم أسراره صديقه المرحوم عفيف الطيبي و الغريب بالأمر أنّ عفيف الطيبي توفي بالسكتة القلبية وبعده والدي بستّة أيام كذلك بالسكتة القلبية!!! الشعر و الأدب والخطابة: لتكتمل زهوة المناسبات كان لا بدّ أن يقف نـور خطيباً مفوهاً عذب الصوت بالغ التأثير، من الجامعة العربية التي كان أحد خريجيها إلى المناسبات القومية و الوطنية. تميز شعره العاطفي بلغة عذرية روحية كما تميز بالشفافية الشديدة حتّى في شعره الوطني و قدرته الفائقة على الإمساك بزمام اللغة، الجميع أكدوا لي ذكاءه الوقّاد، ذاكرته القوية و سرعة الخاطر و البديهة الحاضرة كما لُقِّّب بالشاعر الارتجالي و أنه كان نوعاً من الشعراء يعشقه المنبر ، كان معروفاً عنه أنه لا يكتب قصائده وخطاباته مسبقاً، وكان يرتجل شعره وهذه كانت إحدى أهم نقاط تميزه في هذا المجال و إن تكن ربما إحدى أسباب ضياع معظم شعره و أدبه يضاف إليها بالتأكيد أسباب أخرى.. كان هول صدمة رحيله المفاجئ على كلّ من حوله مزلزلاً، الأمّ المفجعة و الإخوة المكلومين و الأرملة الثكلى و الطفلتين اليتيمتين، حتّى جدّتي لأمّي وقعت قبل نهاية اليوم الأول لرحيله فاقدة النطق و القدرة على الحركة و لحقت به بعد أقل من شهرين.. كان النجم الذي يدور من حوله في فلكه و الصخرة التي يستندون إليها مطمئنين، كلهم من الصدمة سكارى، و الصحافة في لبنان تنعي واحداً من أركانها، كثرة معارفه و محبيه و أصدقائه الوافدين من كلّ مكان، و كلّ الأماكن مفتوحة للمعزين، منزله و منزل والدته و إخوته و مكتبه نقابة المحررين، الجمعيات التي كان عضواً بها والرابطة الثقافية إلخ.. إلى أن انفضّ المولد و فكرّت والدتي و بحثت! و لم تجد شيئا أي شيء! و لا قصيدة واحدة !! كانت الأدراج و خزانة الأرشيف نظيفة...... من أخذ كل ما كان في المكتب و البيت و أين أصبح الآن و هل ظهر بعد حين تحت اسم آخر أو ربما ما زال ينتظر؟؟؟؟ لا أحد يستغلّ الظروف و تمتدّ يده ليأخذ كل تلك الكنوز الأدبية فقط ليتلفها!!! و إلى هذا الحد كان هناك من يكرهه و يغار منه حتّى بعد رحيله؟! و أكملت الحرب اللبنانية على ما تبقى من أمل، أحرقت المباني و ضاع كلّ أرشيف الصحف و المجلاّت. بعد الحرب و حين كبرت و وعيت بحثت طويلاً وزرت العديد من الصحف و المجلات بلا طائل، و كذلك حاول ابن عمتي الشاعر طلعت سقيرق أن يجمع شيء من شعر خاله بلا طائل، و تفرقت العائلة و الناس، سافر البعض كلّ في اتجاه و مات البعض، عمتي الحبيبة تحفظ بعض الشعر وتقول أنه من شعر شقيقها نـور، لكنّ ابنها طلعت ولأنه شاعر نبيل الأخلاق و يقدّر خاله و يحبه فهو يخاف الاعتماد على الذاكرة فقط، خاصةً أنّ نـور لم يكن الشاعر الأول في العائلة فالأخ الأكبر غير الشقيق بدر الدين الـخطيب كان أيضاً شاعراً. حياته: كان كبيراً و موهوباً إلى حدّ أن تُعرض عليه الجنسية اللبنانية عرضاً و من أرفع مقامٍ، و الذي يعرف لبنان يعرف قدر أن تعرض الجنسية على مسلم فلسطيني ليحمل اسم لبنان! وطنيته الشديدة تجاه فلسطين جعلته يتملص من الأمر بقدر كبير من الحنكة و الدبلوماسية لأنه كان مصراً أن يكبر و هو يحمل اسم فلسطين. بقدر ما كان نـور الدين محبوباً و بقدر ما كان يصعد بسرعة و تمكّن و يسطع نجمه، بقدر ما اجتمع من حوله الحسّاد و الذين تمنوا له أن يكبو و يسقط في تلك الحفرة، وكثر الذين كانوا يقولون كيف لهذا الفلسطيني أن يتميز علينا في بلدنا و يسرق منّا القلوب و الأضواء و المواقع التي نحن أحق بها و هذا للأسف كان و ما زال موجوداً في مجتمعاتنا.. كثيرون هم الذين يغيظهم النجاح و التميز و الإبداع أحياناً إلى حد الكراهية و الأذى، كان بعضهم يقول: " نـوره من النوع الذي يغشي العيون حتّى يأخذ الساحة وحده و لا يبدو بجانبه أحد، فقد اجتمعت فيه كلّ صفات النجومية و توجتها وسامته الحالمة وطوله و صوته العذب و أسلوبه الراقي في التعامل مع الناس، تهذيبه الأصيل وقدرته الفائقة على حبّ الناس بنبلٍ كان طبعه، و نـور الدين الـخطيب كان شديد التسامح مع هذا النوع، يحاول أن يأخذ بالحب و الاحتواء من لا يعرفون الحب فكانوا كما سمتهم والدتي وكرره أحد الصحفيين المخضرمين حين حدثني عنهم: ( بأصدقائه اللدودين ) و بالرغم منه لو عاش- نـور- بضع سنوات إضافية لبات اسمه مضيئاً و من أكبر الأسماء في شتّى أنحاء الوطن العربي، و قد كان يستحق ليس لأنه أبي بل لأنه أديب و شاعر موهوب و خلوق متميز جداً وطننا و قضيانا تحتاج أمثاله. إلى أي حد كان الشاعر شاعرياً: في ذلك الزمن القصير جداً و الساذج الذي عاصرته به، كنت شديدة التعلّق به و الغيرة عليه و الالتصاق به، أرفض الذهاب أو البقاء مع أمّي، و كان ينصاع لهذا التعلق و يفرح به حتّى في المواقف الحرجة، يقف خطيباً أو شاعراً على المنصّة وأظلّ اصرخ و أبكي، حتّى يعتذر لحظة و يتناولني بين ذراعية قائلاً: " ابنتي هـدى لا تطيق البعد عنّي" ثمّ يتابع ما كان قد بدأه و أنا فوق ذراعيه ساكنة مطمئنة، يوقفني فوق الطاولة.. متى تصبحين بهذا الطول و آخذ ذراعك في ذراعي و أعلمك الشعر والحب و تحبّين، ويقول لأمّي الآباء يمنعون بناتهم أمّا أنا فسأعلّم بناتي الحب بمعناه الإنساني الناصع.... قبل رحيله عن عالمنا بفترة وجيزة كان يتهيأ للسفر و أمّي في إجازة إلى مصر و اتفقا أن يبقياني أختي وأنا عند جدتي، سمعت و غضبت منه ( لا من أمّي) و خاصمته، قلت له: " أنا لا أحبّ نـور لأنه يحب بهية(أمّي) أكثر منّي تريد أن تأخذها في رحلة و تتركني" ( و جاء العلاج شاعرياً )، حملني بين ذراعيه إلى الشرفة و كان القمر بدراً و قال لي: " أنتِ روحي، أنظري هناك إلى القمر، لقد وصل البعض إليه و أنا أودّ أن نذهب معاً إليه لنكون أوّل أب و ابنته يقفان معاً فوق سطح القمر نطلّ منه على العالم ما رأيك؟ موافقة، مع أمك إلى مصر و معك إلى القمر " فرحت! و رحل نـور وحده.... كلّما أصبح القمر بدراً ترتسم عليه صورة وجهه الحبيب و مع الأشعّة تمتدّ يده تدعوني.. و ما زلت أنتظر.... في يومٍ من الأيام حين ترق يدي إلى مثل أشعّة و شفافية يده و.... أطير إليه.. إلى الحب الذي لا يبهت و لا يغيب و يبقى في عالم نفسي و عمري و آفاق روحي الملك الوحيد المتوج دائماً و أبداً.... نــــور .... نــور وهبني النور............. http://www.maktoobblog.com/userFiles.../8350image.gifhttp://www.maktoobblog.com/userFiles.../8350image.gifhttp://www.maktoobblog.com/userFiles.../8350image.gif [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] |
رد: نور الذي وهبني النور
اختي الحبيبة الاستاذه هدى آه يا هدى والف آه وهل ينتسى الوالد ؟ فكيف إن كان الوالد والحبيب والصديق وكل من لنا في هذا الكون نعم يا غاليتي تستطيعين الكتابة عنه وانت أجدر من يقوم بهذا ألم يقولوا ليس خيرا ً للمؤمن من ولد صالح يدعوا له فكيف إن كانت أديبة عظيمة مثلك سخرت قلمها الفذ وعصرت كل الذاكرة لتختزل حياة أغلى انسان على قلبها في سطور . أسال الله له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء وتظلي بخير يا غالية . |
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 98"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذتي اكتبي فان فيك من ابيك كلمات تجري مجرى الدم في العروق وانك وهو رحمه الله خلقتم لتكتبوا فاكتبي سيدتي [/frame] [motr1] حفظكم الله ال الخطيب [/motr1] |
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 10"]
أختي الغالية أستاذة ميساء.. تحياتي و عميق محبتي الأخوية لك حقاً يا صديقتي الوالد لا ينتسى و لكن يا صديقتي للأسف لم أقض معه زمناً كافياً أتزود فيه منه أنا أعرفه بما روي لي عنه وبالفطرة خصوصاً وقد اتفق الجميع أني ورثت الكثير من طباعه كما ورثت شكله الخارجي أما يا غاليتي ما وصفتني به فهو فقط من كرم أخلاقك و نبيل صفاتك شكراًً لك على كل هذه الروعة و الدعاء فقد أسرتني والله بارك الله بك و تفضلي بقبول فائق مودتي و تقديري و احترامي [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="15 10"]
الأستاذ أبو جهاد سيف الدين و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته جميلة سيّدي كلماتك و نبيلٌ وصفك و ما هذا إلا خير دليل على حسن أخلاقك أشكرك من كل قلبي.. أشكرك جداً و بارك الله لك و بك و تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="15 98"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم أسكن والد الأستاذة هدى فسيح جناتك يا رب العالمين . [/frame] |
رد : نور الدين وهبني النور
إلى عاشقة فلسطين , إلى إبنة الإنسان الفذ الذي كتب فلسطين بمداد القلب والروح , إلى إبنة حيفا
لقد فقدت العروبة شاعراً أديباً وقطباً من أقطابها فهذا الإنسا ن الفذ فقده الأدب وفقدته اللغة وفقده الوطن ولو بقيت العروبة تذرف الدمع الثخين عليه على مدى السنين لن يفوه حقه . أيها الغائب القادم هاجسنا يقف الآن على منصة الوقت طول الوقت ليرثيك وليكن هذا الرثاء رداء لملائكة العشب الأخضر كي تنعم به وتتمدد عليه قرير العين ولو تعلم أيها الفذ أن قناديل الحقيقة والنور قد اُطفئت منذ رحيلك ولم تبق في دروب الطين من البشر إلا عتمة الليل وبصيص أمل تائه . مع علمنا الأكيد أن الحقيقة مثل الفلين تطفو دوماً على سطح البحر ولا يمكن لأحد أن يحجب شمس الحقيقة الساطعة بالغربال , ففلسطين هي للشعب الفلسطيني ولن نتزحزح عن هذه الحقيقة وإن شاء الله نعمل على ذلك ونستمد النور من نورك الذي تركته , من نور الحقيقة التي استشهدت من أجلها لقد قضيت نحبك تحت وطأة انفعالك وتأثرك الشديد وحزنك على وطنك المسلوب لقد مت , كما عشت مخلصاً لوطنك ولشعبك فرحمة الله عليك , رحمة الله على الفذ نور الدين الخطيب بأخلاقه وشمائله وأدبه وغيرته على وطنه . اللهم اجعله من الشهداء المخلصين اللهم ثبته عند السؤال اللهم نَوِرْ له قبره اللهم وَسِعْ له مدخله اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين |
رد: نور الذي وهبني النور
[frame="1 10"]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الغالية الأستاذة وفاء بارك الله بك و لك و رحم والدتك و أسكنها فسيح جنانه أنت أخت غالية و عزيزة عليّ جداً لك مني كل المحبة الأخوية و الشكر والتقدير [/frame] اقتباس:
|
رد: نور الذي وهبني النور
رحم الله والدك الغالية هدى
وحسبه أن عمله لم ينقطع يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ذكر منها ولد صالح يدعو له( ولا أراك الا غصن اللوز الذي تغنى به عبد الرحمن العشماوي: هزي جذوعك يا غصون اللوز في وطني الحبيب فلربما صار البعيد لنا قريب ولربما غنت عصافير الصفاء وغرد القمري وابتسم الكئيب هزي غصونك وانثري في الأرض لوزك يا جذوع ودعي النسيم يثير أشجان الفروع ودعي شموخك يا جذوع اللوز يهزأُ بالخضوع هزي غصونك ربما سمع الزمان صدى الحفيف ولربما وصل الفقير إلى رغيف ولربما لثم الربيع فم الخريف هزي غصونك ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا بريدَهْ ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى ظل القصيدة أنا يا جذوع اللوزِ أغنيةٌ على ثغر اليقين أنا طفلة نظرت إلى الأفاق رافعة الجبين أنا من ربا المرزوق تعرفني ربوع بني كبير أملي يغرد يا جذوع اللوز في قلبي الصغير وأبي الحبيب يكادُ بي من فرط لهفته يطير أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة مركبةً صغيرة أنا مَنْ قدحْتُ على مدى الأحلام ذاكرة البصيرة لأرى خيال أبي وكان رعيتي وأنا الأميرة كم كنت أمشط رأسهُ وأجر أطراف العمامةْ وأريه من فرحي رُباً خضراً ومن أملي غمامةْ كم كنت أصنع من تجهمه إذا غضب، ابتسامهْ أنا ياجذوع اللوز بنت فقيد واجبه مساعد أنا مَنْ تدانى الحزن من قلبي وصبري عن حمى قلبي تباعدْ أنا طفلة تُدعى عهود أنا صرخةٌ للجرح تلطم وجه من خان العهودْ أنا بسمةٌ في ثغر هذا الكونِ خالطها الألمْ صوتي يردد في شمم عفواً أبي الغالي ، إذا أسرجت خيل الذكرياتْ فهي التي تُدني إلى الأحياء صورة من نأى عنهم وماتْ عفواً إذا بلغت بي الكلماتُ حدَّ اليأس واحترق الأملْ فأنا أرى في وجه أحلامي خجلْ وأنا أرددُ في وجلْ يا ويل عباد الإمامة والإمامْ أو ما يصونون الذِّمامْ كم روعوا من طفلةٍ مثلي وكم قتلوا غلامْ ولكم جنوا باسم السلامِ على قوانين السلامْ ياويل عُبَّاد القبورْ هُمْ في فؤاد الأمة الغراء آلامٌ وفي وجه الكرامة كالبثور هُمْ - يا أبي الغالي - قذىً في عين أمتنا وضيقٌ في الصدور يا ويل أرباب الفتنْ كم أوقدوا ناراً وكم نسجوا كفنْ كم أنبتوا شوكاً على طرقات أمتنا وكم قطعوا فَنَنْ كنا نظن بأنهم يدعون للإسلام حقاً يا أبي فإذا بهم يدعون للبغضاءِ فينا والإِحنْ عفوا أبي الغالي أراك تُشيح عني ناظريكْ وأنا التي نثرتْ خُطاها في دروب الشوق ساعيةً إليك ألبستنا ثوب الوقار ورفعتَ فوق رؤوسنا تاج افتخارْ إني لأطرب حين أسمع من يقول هذا شهيد أمانته بذل الحياة صيانةً لكرامته أواهُ لو أبصرتَ زهوَ الدَّمع في أجفان غامدْ ورأيت - يا أبتاه - كيف يكون إحساس الأماجدْ أواه لو أبصرت ما فعل الأسى ببني كبير كل القلوب بكتْ عليك وأنت يا أبتي جدير أنا يا أبي الغالي عهود أنسيتَ يا أبتي عهود أنا طفلةٌُ عزفتْ على أوتار بسمتها ترانيم الفرح رسمتْ جدائلُها لعين الشمس خارطة المرَحْ كم ليلةٍ أسرجتَ لي فيها قناديل ابتسامتك الحبيبهْ فصفا فؤادي وانشرحْ أختايَ يا أبتي وأمي الغاليهْ يسألنَ عنك رحاب قريتنا وصوت الساقيهْ أرحلت يا أبتي الحبيب؟؟ كلُّ النجوم تسابقت نحوي تزفُّ لي العزاءْ والبدر مدَّ إليَّ كفاً من ضياءْ والليل هزَّ ثيابه فانهلَّ من أطرافها حزنُ المساء تتساءل المرزوق يا أبتي الحبيب ما بال عينِ الشمس ترمقنا بأجفان الغروبْ وإلى متى تمتدُّ رحلتك الطويلةُ يا أبي ومتى تؤوب؟؟ وإلى متى تجتثُّ فرحتنا أعاصير الخطوب هذا لسان الطَّلِّ يُنشِدُ للربا لحن البكاءْ هذي سواقي الماء في وديان قريتنا على جنباتها انتحر الغُثاءْ هذا المساءْ يُفضي إلى آفاق قريتنا بأسرار الشَّقاء يتساءل الرمان يا أبتي ودالية العنب والخوخ والتفاح يسألُ والرطبْ وزهور وادينا تشارك في السؤالْ ويضجُّ وادينا بأسئلةٍ تنمُّ عن انفعالْ ماذا أصاب حبيبنا الغالي مساعد كيف غابْ؟ ومتى تحركت الذئابْ؟ ومتى اختفى صوتُ البلابلِ وانتشى صوتُ الغراب؟ يا ويح قلبي من سؤالٍ لا أطيق له جوابْ ما زلتُ - يا أبتي - أصارع حسرتي وأسد ساقية الدموعْ أهوى رجوعك يا أبي الغالي ولكنْ لا رجوعْ إن مُتَّ يا أبتي وفارقت الوجودْ فالموتُ فاتحة الخلودْ ما مُتَّ في درب الخيانة والخنى بل مت صوناً للعهود يا حزنُ لا تثبتْ على قدمٍ ولا تهجر فؤادْ فأنا أراك لفرحتي الكبرى امتدادْ إن ماتَ - يا حزني - أبي فالله حيٌّ لايموتْ الله حيٌّ لايموتْ |
رد: رد : نور الدين وهبني النور
[frame="1 10"]
الأخت و الصديقة الغالية أستاذة ناهد.. تحياتي من عاشقة لفلسطين إلى عاشقة لفلسطين و كلنا هنا لها عشاق و على مائدة عشق فلسطين و التشبث بفلسطينيتنا نجتمع... صديقتي بالإضافة لنبل و كرم و رقة ما كتبت و أضفت عن والدي جزاك الله كل خير و دعواتك و كل الأخوة و الأخوات جعلها الله من نصيب روح نور الحبيب، بالإضافة لهذه الشفافية و القلب الكبير الذي تجلى واضحاً و بالإضافة لامتناني و تقديري و شدة تأثري بما كتبت... أقول لك فعلاً ما كتبته لا يصدر إلا عن أديبة حقيقة قلماً و شعوراً و أخلاقاً فما كتبته قطعة أدبية مؤثرة و صادقة نبيلة و رائعة... شكراً لك ألف شكر يا غالية أدام الله عليّ صداقتك و أخوتك لأني بالفعل أعتز بك [/frame] اقتباس:
|
الساعة الآن 45 : 02 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية