منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   نقد (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=256)
-   -   فضيلة الشـيخ الشاعر عـمر الرافعي / هدى نورالدين الخطيب (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=32002)

هدى نورالدين الخطيب 15 / 12 / 2007 10 : 01 AM

فضيلة الشـيخ الشاعر عـمر الرافعي / هدى نورالدين الخطيب
 
1 مرفق
[align=right]
[frame="4 10"]
[align=right]
هناك من يغيبوا أو يغيبهم الموت ومع هذا يعيشـون فينا حتّى نكاد أن نلمسـهم، هذا واحدٌ من قلّةٍ تعيـش في أعماق ذاتي، في هذا المجتمع الباطني الذي يـشـكل بمجمله سـلبـاً و إيجاباً قيمي و مبادئي و معتقداتي، يـشـكّل شـخـصيتي.
تعلمت و حفظت عنه الكثير. . ما زلت أذكر ملمس يديه و رائحته والنور الذي يشـع من وجهه وذلك الإحسـاس بالدفء والأمان في حضنه مع أنه رحل حين كان عمري سـت سـنوات..
وهو الذي أطلق عليّ اسـم هـدى .
كان أبي يودّ أن يسـميني (حَيْـفا ) وأمّي (هـيا) فاحتكما إلى قرعة اختارت لهما هـَيـا، وهذا ما كان.
في تلك الأثناء كان الشـيخ عمر في منزوله (غرفة مخصصة للعبادة) يصلّي و يقرأ القرآن متضرعاً لسـلامة الوالدة و الوليد فأخذته سـهوة خرج بعدها مسـتبشـراً يقول: (الحمد لله ولدت بنت وانّي سـميتها هدى) فما كان من أبي حين علم إلاّ أن غّير الاسـم نزولاً على رغبة الشـيخ مسـتبشـراً برؤاه .
في صباح رحيله عن عالمنا دار بيني و بين أبي الحوار التالي:
{ كيف يموت جدّي و أمي تحبه؟
- كلنا نحبه ولكن الله أيضاً يحبه لذلك أخذه إليه في الجنة
وماذا لو أحبك الله أنت أيضاً وأخذك إلى الجنّة ؟
- ليس الآن، حين تكبرين ويصبح عندك هدى صغيرة، يأخذني
إذاً لن أكبر أبـــــــــداً !
ولم أكـبــــــر ! لقد مات أبـي بعده بأقل من سـنتـين!

نبذة عن سـيرته

من أعلام طرابلس الشـام (شـمال لبـنان) و أدبائها و شـعرائها المعروفين و من رجال القضاء، مفتي طرابـلـس.
ينـتـسب من جهة الأب لأسـرة الرافعي (الفاروقي) التي يعود نسـبها إلى زين الدين عمر المكّي بن عبد الله الصحابي الجليل بن عمر بن الخطّاب (رضى الله عنه)، وآل الرافعي أسـرة واحدة في مصر وبلاد الشـام تضمهم رابطة مسجلة ويجتمعون مرّة سـنوياً في موطنهم طـرابلس.
ويـنـتـسـب من جهة الأم لآل الكيالي في حلب من العترة الهاشـمية.
ولد في في صنعاء اليمن حيث كان والده يعمل قاضياً.
تلقّى علومه في طرابلس ثمّ درس الحقوق في اسـطنبول وبعدها توجّه إلى الأزهر حيث تلقّى علومه الشـرعية على يد كل من الشـيخ محمد عبده و الشـيخ بخيت و الشـيخ حسـين المرصفي و غيرهم.
أنـشـأ جريدة باسـم "بـاب النصر" في مدينة حـلب، زاول مهنة المحاماة في طرابلـس و في دمـشـق، عيّن مسـتنطقاً و مدّعي عام في صافيتا ثمّ قاضياً في محكمة بداية نابلـس ثمّ في بيروت وحين نقل إلى طرابلـس خاف أن يتأثر وجدانه في مدينته فعاد إلى بيروت ثمّ إلى دمـشـق، زاول أيضاً مهنة تدريـس آداب اللغة العربية في بيروت و دمشـق. انتخب مـفتياً لطرابلس بإجماع شـعبي وحين حاول أحد الزعماء السـياسـيين (دون ذكر الأسـماء والتفاصيل) تغيير النتيجة لصالح أحد أقاربه خرج أهل المدينة يهتفون: مفتينا عـمر لا مفتي إلاّ عمر وأضربت المدينة وأغلقت المحال أبوابها لمدّة أسـبوع.

اضطهاده و سـجنه:
نسـب إلى الرافعي إعداده داره بدمشـق لاجتماع الجمعية الثورية العربية و انّه هو الذي كتب بيان الثورة، وقامت قيامة جمال باشـا السـفاح وتمّ اعتقاله وقاسـى على يديه من آلام السـجن و التعذيب فيه ما لا يطاق... و أخيـراً حكم عليه بالموت وقبل التنفيذ اسـتبدل القرار بالسـجن المؤبد في القلعة له ولاثنين من رفاقه (بنفحة ربّانية كما كان يـسـميها) وبعد بضعة أشـهر قضي الأمر بانكسـار الجيـش العثماني وتقسـيم سـوريا: فلسـطين تحت الانتداب البريطاني و لبنان و سـوريـا للفرنسـي.
عاد قاضياً في بيروت إلى أن حكم على مجرم فرنسـي يدعى جورج دبران وكانت النتيجة في معركة انتصاره للحق أن أحيل إلى التقاعد بسـببها.

له مؤلفات عديدة منها: (أسـاليب العرب في الشـعر و الرسـائل و الخطب)ويقع في 800 صفحة وكتاب (الغضبة المضربة في القضية العربية) وله شـعر جيد كثير في موضوعات مختلفة ينيف على سـتة آلاف بيت وله قصيدة بلغت 131 بيت عنوانها: (الحرب العامّة أو اليتامى و الأيامى). وله كتابات كثـيرة تدعو إلى تآلف المسـلمين من السـنّة و الشـيعة وله شـعر كثـير في مدح النبي(ص). وشـعره سـلـس منسـجم سـهل ممتنع لم يصرفه يوماً في مدح ولا في هجاء و لا رثاء باسـتثناء مدح الرسـول(ص) وهو صورة جُلّى من صور أدبه و أخلاقه العالية.

هذا هو الفاروقي الرافعي الداعي إلى الألفة الإسـلامية والغيور على ضم شـتاتها واسـتعادة خلافتها
كجده لم يكن داعية تعصّب ضدّ أبناء الديانات الأخرى بل هو داعية ألفة وطنية ينضوي تحت لوائها المسـلم والمسـيحي كما هو داعية (الوحدة الإسـلامية) التي ليـسـت في الواقع إلاّ وسـيلة من وسـائل نهوض الشـرق يجني ثمارها أبناء أديانه وملله، كان يـقول: التعصب والتديّن ضدان لا يجتمعان كذلك هو الإيمان من التزمت و الغلو ولزهده وشـدة إيمانه وحبّه الشـديد للرسـول و ورعه قصص و حكايا يضيق المجال عن ذكرها، هذا قليل من كثير، المسـلم الحقيـقي هو عمر الرافعي العربي الوطني الصميم ودينه دين الحب
و كما يقول ابن عربي:

أدين بدين الحب أنّى توجهت
--------ركائبه فالحب ديني و إيماني

يوم رحل بكاه أهل طرابلس و خرجوا خلف نعشـه شـيبة وشـبانا ,رجالاً ونسـاء وحزنت المدينة بأسـرها عليه مع أنه كان في الثمانين،ومن يزور طرابلـس يسـمع تـسـجيلات عبر المآذن و في الأسـواق الشـعبـية بصوت الشـيخ محمد صلاح الدين كبّارة (الذي اختص بإنشـاد قصائد الشـيخ) ومجموعة المشـايخ ينشـدون قصائده في التوحيد والمديح وعلى عادة شـعبنا الطيب في كلّ موسـم حج ترى من يروي و يقسـم من حجاج طرابلـس أنهم رأوه حول الكعبة يطوف.
وبـعـد
زيـنتَ يا بـن الـرافعي الأدبــا
--------بـمدح خيــر الخـلـق أمـاً و أبـــا
وفي مناجاة الحبـيب المصطفى
--------حـرّكـت أوتار الـقـلـوب طـربـا
ما زلت في مدح الرسـول واقفاً
-------بـبـابــه حـتى بــلغــت الأربــــا
أبـدعـت في أوصافـه يـا عـمـر
--------حـتّى عـليـه بـايـعـتـك الأدبـــا
سـُرّ بـك الفاروق في مضجعـه
--------إذ كنت من حبـيـبه مقـرّبــــــا
وأنـعُــم الله عـليــك لـم تـزل
-------يا بن أبي حفص تجاري السحُبا
حدّث بها عن ربك الأعلى الذي
------أولاكـهـا و أســـجـد و اقـتـربــا

له قصيدة جميلة جداً تحدث فيها عن معجزات الرسـول(ص)الحسي مطلعها:

إحملوني إلى الحبيب ورُوحوا
-------واطرحوني في بابه و اسـتريحوا
يا رفـاقي أما بـكم من رفـيـقٍ
--------يَحمـلُ الصَبّ و هو صَبٌ طَريحُ

يقول فيها أيضاً:
بـرَّحَ الوجـدُ بي فقلبي عليلُ
-------و غرامي ذاكَ الغَـرامُ الصـحـيحُ
وأيضاً:
مـلأ الـكـونَ نـُورُه فَـهُـوَ ماحٍ
------ظُلـمَـة الجـهـلِ بالـهدى و مُـزيـحُ
[/align]
ملف مرفق 4538[/frame][/align]

هشام البرجاوي 01 / 01 / 2008 48 : 01 PM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
مسيرة علم و ثقافة و مبادىء، يمثل السيد الرافعي أنموذجا لرجل الدين المائل إلى الجماهير المسلمة، المنادي بالإصلاح و اسقاط الأنظمة السياسية المناقضة للديانة الإسلامية الحامية لمصالح الشعب قبل كل شيء. عندما يلتزم رجل الدين و المثقف و الأديب بالمصحة العامة و يضحي من أجلها فإن مجتمعا إسلاميا مستنيرا يتكون.
رحم الله الشيخ الرافعي و كل من نذر حياته و فكره للحق.

نصيرة تختوخ 30 / 04 / 2010 46 : 07 PM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
فخر و شرف أكيد لك أستاذة هدى أن تكون سيرة جدك مشرقة و منيرة و جميل أن تكرم الحفيدة الجد بالكتابة عنه وأن تسير على خطاه و تستمد منه الثبات على الحق و الفضيلة.
تحيتي

عبد الحافظ بخيت متولى 01 / 05 / 2010 47 : 12 PM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
سيرة عطرة وجميلة تؤرخ لرجل من ا لرجال الذين قادوا الأمة الى فيلق الرشاد وأخلصوا لله وللوطن فحق للتاريخ أن يحفظ سيرتهم وينتهج نهجهم , وأظن أن طه حسين فى كتابه " الأيام" أشار إلى أن اخاه الفتى الأزهرى كان يتركه وحيدا ويذهب إلى صديقه السورى الذى يدرس فى الأزهر معه على يد الإمام محمد عبده والشيخ بخيت , وتبدوا الإشارة هنا إلى الشيخ عمر
رحم الله الشيخ التقى النقى المجاهد الإنسان

محمد نحال 02 / 01 / 2013 01 : 10 PM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
***/ بسم الله الرّحمن الرّحيم /***
////




صفحات ناصعة في حياة هذا الرجل الراحل بجسده...الباقي بآثاره ومآثره..رحمة الله عليه ...
.

سلمان الراجحي 03 / 01 / 2013 28 : 12 AM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
رحم الله جدك وأباك..أ.هدى

فأنهم من أسرة عرفت بأعتدالها

الديني والادبي...ونبذها للتناحر الطائفي

شكرا للمعلومات القيمه

محمد الصالح الجزائري 03 / 01 / 2013 06 : 02 AM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
[frame="1 10"]...كُتب النص ولم نكن من أهل النور بعدُ..وتشاء الأقدار أن نعرف من لم نرهم قط..فعلا كما ذكرتِ :
[gdwl]هناك من يغيبوا أو يغيبهم الموت ومع هذا يعيشـون فينا حتّى نكاد نلمسـهم[/gdwl]
رحم الله جميع موتى المسلمين...
[/frame]

فتيحة الدرابي 09 / 01 / 2013 30 : 01 PM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
أستاذة هدى أنت الغصن الغض الطري من تلك الشجرة المباركة ، حفظك الله ورعاك وسدد خطاك لما فيه كل الخير ورحم الله جدك وجدنا الذي نتشرف به تحياتي.

هدى نورالدين الخطيب 12 / 01 / 2013 27 : 11 PM

رد: الشـيخ عـمر الرافعي
 
[align=justify]
تحياتي وكل الشكر والتقدير لقراءاتكم الجميلة وآسفة على التأخر بالرد

الأستاذة الحبيبة نصيرة تختوخ
أشكرك جزيل الشكر، حقيقة ما تفضلت به فجدي الشيخ عمر رحمه الله قامة عالية في مختلف المجالات ولسنا نحن فحسب بل كل طرابلس تعتز وتفخر به.
لك عميق تقديري

الأديب الأستاذ عبد الحافظ بخيت متولي
أشكرك من كل قلبي، معك كل الحق في ما تفضلت به وجميلة جداً هذه المعلومة التي أسعدتني
لك مني أعمق آيات التقدير

الشاعر الأستاذ محمد نحال
أشكرك على شهادتك التي أعتز بها
لك مني أعمق آيات التقدير

الأستاذ الفاضل سلمان الراجحي
أشكرك من كل قلبي ولجدي الشيخ الشاعر مقولة بما معناه: " التدين والتعصب ضدان لا يجتمعان، فالدين محبة وسلام والتعصب كراهية وظلام "
لك مني أعمق آيات التقدير

الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية ( الجزائري)
أشكرك من كل قلبي، وهذا النص فعلاً كتبته قبل ميلاد نور الأدب ونشرته بعض الصحف ونقله عدد من المواقع العامة والشخصية في حينه عن موقع أوراق99، المواقع المحترمة أضافته كاملا باسمي والبعض الآخر نقله مسقطاً الاسم.
لك مني أعمق آيات التقدير

الأديبة العزيزة الأستاذة فتيحة الدرابي
أشكرك من كل قلبي ، يسعدني بالتأكيد ويشرفني أني بعض من هذا الرجل وأني قبس هدى من تلك المشكاة، أشكرك فعلاعلى مشاعرك النبيلة وكلماتك التي تفيض بالمحبة
لك مني أعمق آيات التقدير
[/align]


الساعة الآن 29 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية