منتديات نور الأدب - حُزن كانون

حُزن كانون
ـ بدا الفجر جميلاُ وهو يتسلل من شرفتها المطلة على حديقة منزلها الصغيرة، أيقظها مواء هِرة
كانت تئن من البردِ، تحت نُدف الثلج الأبيض، وعبثاً تحاول أن تجد لها مأوىً، نهضت من سريرها
بكل تأنٍ، أطلت من نافذتها على الحديقة التي غابت ملامحها تحت الرداء الأبيض الجليدي، لكنها لم
تشاهد أي أثرٍ للهرة، كانت غرفتها دافئة جداً، كما عيناها اللتان بقيتا غارقتين في حلمها الذي اِغتاله
مواء الهِرة! عادت لتتفقد مصدر الصوت الذي بدا كما لو أنه محصورٌ في بئر عميق ثم أسدلت الستائر
لتعود إلى البحث عن شخصية حلمها بين عينيها! كان راقداً ينتظر عودتها إليه وكانت متشوقة لتحكي
لهُ ألمها.ما إن وضعت رأسها الصغيرفوق وسادتها حتى ضجت بذكراه، أغمضت عينيها وهي
تعيد سرد ماحدث همساً، حتى غرقت في النوم من جديد.
ـ كان كل شيء ساكناً، عندما استيقظت من جديد، وهي تشعر بكمٍ وافرٍ من السعادة لم تشعر به من
قبل، أزاحت ستائر نافذتها واقتربت من زجاجها، أبهجها اللون الأبيض وأدخل على نفسيتها مزيداً
من السرور، الساعة تقتربُ من الحادية عشر، بينما تتسلل أشعةٌ باهتة إلى الحجرات الدافئة من
شمس كانون المختبئة خلف جليد الغيم السارح.تناولت معطفها الصوفي واتجهت إلى الحديقة المتجمدة
فتحت بابها المتجلد بكل تأنٍ، كانت القطة مستلقية فوق كوم ثلجٍ تجمد قساوةً، وكانت الأشياء ساكنةً
وكانت تقف حائرة ً، عادت لغرفتها عابسةً، تتمنى لو يغفو بعينيها من جديد، أغمضت جفنيها دامِعةً
وهي تنتظر زيارته حلمها ليشاركها حُزنها !