![]() |
يوميات مدرس : تلقائية
[align=justify]يوميات مدرس : تلقائية
حصة التعبير الشفوي الأخيرة أردتها مغايرة للانطباع الذي يميز آراء تلامذتي حول نمط عيشهم وآفاق دراستهم ، لهذا كان السؤال : ما الشيء الجميل الذي تلمسونه حولكم سواء في المؤسسة أو الحي أو البيت ؟ في البداية ندت عنهم همهمة فهمت من بعضها ألا شيء يطاق هنا وهناك .. بل وسمعت أحدهم يغمغم متهكما : - وهل بقي شيء جميل في هذا العالم ؟ لكني بدأت بمثال واقعي مشيرا إلى شيئين اثنين جعلاني أعود إلى بيتي سعيدا بعد خروجي أمس في السادسة .. وردة أهديت لي من تلميذة وتحية نفر من التلاميذ وأنا في طريق العودة إلى بيتي . أحسست أن المثال فتح قريحتهم للنبش في ذاكرتهم عن شيء جميل يحسونه في هذا الوسط المفعم يأسا وقنوطا .. رفع أحدهم يده باحتشام قائل :" أنا أفرح حين اعود إلى المنزل وأجد جدتي جاءت لزيارتنا ." ابتسمت له وأنا أهز رأسي مشجعا فبدأت الأيادي ترتفع ويزيد عددها .. - أجمل شيء أحسه هو حين نكون جالسين وتقول أمي : "جاء أبوكم .." فنجري إلى الباب لنفتحه ونتسابق للارتماء في حضنه . أشرت إلى أحدهم فأجاب : - أجمل شيء أستاذ هو حين أخرج من البيت قادما إلى المؤسسة وأعلم أنك لن تعاقبنا على تمرين لم نفهم طريقة إنجازه .. - أنا أحب أن أصل إلى الحي وأجد أمي وجاراتها يتبادلن الحديث وهن جالسات على عتبات البيوت . اشتد اللغط واضطررت إلى وضع حد للمشاركات مؤقتا ريثما يعود الهدوء ، ثم أشرت من جديد .. - لا شيء أجمل اللعب مع الرفاق في الحي تحت أنظار أمهاتنا . - بل هناك ما هو أجمل .. أن تتفق نسوة الحي على تنظيفه وتجميله بأصص من النباتات والأزهار . قطعت المشاركة لحظة وأنا أقول : - أرأيتم ؟.. لا بد أن نتلمس كل ما هو جميل من حولنا ، وإن لم يوجد نخلقه .. وأنت ؟ ماذا تقول ؟ رفع إلي المعني بكلامي عينيه وهما تلمعان خبثا ومكرا ثم قال : - أنا أفرح حين نغادر القسم بدون أن نطالب بإنجاز تمرينات .. أما زميله الذي لا يقل عنه مكرا فقال مبتسما : - أحيانا يكون تغيب المدرس شيئا جميلا .. خاصة إذا كان دائم الحضور .. ساد الصمت وفي العيون توجس .. تأملته قليلا ثم علت محياي ابتسامة ، فانفجر القسم ضحكا .. ودق الجرس .[/align] |
رد: يوميات مدرس : تلقائية
جميل ان يكون المدرس صديق للطلبة لأن الطالب الذى يحب معلمه يحب مادته أيضا وهذا مطلوب نتمنى لك يا استاذ رشيد مزيد من التوفيق وحب الطلبة لك
|
رد: يوميات مدرس : تلقائية
اقتباس:
في الإصغاء إليهم متعة واستفادة وإلمام بصغائر الأمور ودقائقها وما تحويه قلوبهم الصغيرة من آلام وآمال .. شكرا أختي على تجاوبك . لك خالص المودة والتقدير . |
رد: يوميات مدرس : تلقائية
رغم سواد الأجواء ينبثق نبراس الأمل في الأفق.
يحق لنا أن نفخر بأمثالكم ابن العم...ونرفع قبعاتنا احتراما واجلالا لمن بنوا أفكارنا لبنة لبنة...وما زالوا يغرسون في أبنائنا القيم والمبادئ. شكرا لكم يا من تغرسون البذور لنجني نحن الثمار. كل التقدير والاحترام لصانعي الأجيال. |
رد: يوميات مدرس : تلقائية
اقتباس:
أرجو أن أبقى دائما عند حسن ظنك . مودتي . |
رد: يوميات مدرس : تلقائية
كثيرة هي هذه الأجواء التي نعيشها مع تلامذتنا...والأجمل حين تشعر بحبهم لك..يفصحون عنه بنظراتهم، باحترامهم، وأحيانا بالتجائهم دون غيرك كأنك الأم أو الأب أو الأخ الأكبر...
وجميل أيضا حين ينقضي الموسم الدراسي فتمر شهور أو أكثر ليأتي أحد تلامذتك المشاغبين قديما: يقول لك؛" اشتقت إليك أستاذي كثيرا وما أتيت إلى هنا إلا للسؤال عنك والاعتذار منك على ما كنت أقوم به مت قبل وكنت مع ذلك تحبني وتنصحني.... |
رد: يوميات مدرس : تلقائية
اقتباس:
شكرا لتجاوبك الجميل ولك مني بارقة ورد ومودة لا تبور . |
رد: يوميات مدرس : تلقائية
معلم مثالي معاصر , وهذا ليس غريباً عنك أستاذ رشيد , لك التحايا وباقات الورد .
|
رد: يوميات مدرس : تلقائية
اقتباس:
ربي يوفق الكل . شكرا لك وتقبل مودتي |
الساعة الآن 20 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية