منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   إعترافات امرأة مهزومة (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3311)

سلوى حماد 04 / 04 / 2008 51 : 09 PM

إعترافات امرأة مهزومة
 


في كثير من الاحيان كنت احب ان اثبت للحب بأنني اكثر سخاءً منه في محاولة مني لرشوة القدر، حتى يسجلني في التاريخ الأكثر تطرفاً في مخالفة قوانين الطبيعة والبشر ، فأغدق مشاعري عليك بسخاء وارهق انوثتي بجنون عطائي اللامحدود لك ، كنت افضل ان اتبع مقياس ريختر العاطفي في قياس درجة حبي لك ولكنك كنت نوعاً من الزلازل التى لم يتم اختراع مقياس لها بعد.

احب ان اعابث الذاكرة الملبدة بغيوم الماضي وابحث عنك في غيمة شاردة تنأى بعيداً عن السرب ، اعلم بأنك تحب التميز واعلم بأن تميزك خطفك من مدار بصري فكلانا يحب التميز واصبح وجودنا بنفس المدار حدث فيزيائ لا يتكرر ينذر بكارثة عاطفية لا تحدث الا نادراً.

كنت تمارس الخطيئة مع الحروف عندما تكتب لي قصائد عارية الا من بعض المجاملات التى تصيبني بدوار الحيرة وغثيان التساؤل، أأنت انت؟ أأنا من كتبت لها هذا الهذيان السافر؟ كنت اتواطأ مع حواسي حتى لا أقرأ خطاياك المغموسة بحبر اللامبالاة.

كنت احب السهر الطويل معك لنعاند تعب الأسئلة ونغالب تثاؤب الأفكار ونعاس الأجوبة وفي نهاية المطاف وبعد ان نستنفذ مخزون الكلمات نستسلم على سرير الصبر ونؤجل ما تبقى من أبجدية التساؤل لندغدغ به سهرة جديدة.

سمحت لك بإحتوائي حت اصبح كل ما في يشعر باليتم في غيابك ، خلاياي ، جدائل شعري، وكحل عيناي ، حتى اقلامي وأوراقي بعثرها الغياب ، غريب كيف استطعت ان تخترق بصماتك خصوصيتي الى هذا الحد!!

لا انكر بأنني كنت استمتع بممارسة طقوس انوثتي في حضرة رجولتك المتميزة ، فتارة اكون الطفلة البريئة التى تنزع فتيل الطغيان الانثوي لتستحوذ على كل مشاعر الابوة الكامنة في اعماقك ، وتارة اخرى المرأة الشقية التى تشاطرك جنون المغامرة في رحلة لعالم مجهول المعالم ،دعني اكشف لك سراً، لقد كنت استمتع بلهاثك وانت تبحث عن ركن آمن في قبيلتي المخضبة بفوضى التناقضات لتحط فيه رحالك ، وسرعان ما تتهاوى نشوتي بحيرتك عندما تخطفني عيناك في رحلة عتب مبتلة برحيق عيونك، فأفجأك بقبلة بين حاجبيك لأوقع بها اعتذاري.

كنت اعيث فيك عشقاً وكرماً ، دللتك حتى حافة الإفساد ، كنت ابعثرك لأشكلك من جديدعلى مقاييسي حتى لا تعود تصلح لإمرأة بعدي ، قررت ان استوطنك دون قوانين ، ولكنك كنت دائماً مشغول بترتيب ذاكرتك وافكارك وكنت انا دوماً في حالة ذعر من تسربك من شقوق ايامي ، كنت مشتعلاً بقضايا كثيرة ، وكنت مشتعلة بإنشغالك عني، رعبي من فقدك كان يسلبني جواز سفري لأحط في اول محطة على رصيف تفكيرك.

إن لقائي معك سعادة كنت أستشعر بعدها فاجعة، كالناس الذين تلتقيهم فيولدون فيك شعوراً مسبقاً بالفقدان لأنك جئتهم في الوقت الخطأ. كنت اتمنى ان لا يفصلني عنك مطر، و لا شمس ، و لا رمل، و لا بحر و لا ذعر.معك كنت أشعر أنني أعيش في مدينة شاطئية جميلة تولي ظهرها للبحر، و يبادلها البحر عدم الاكتراث. ربما كنت أنا البحر وأنا لا أعلم. اعترف بأنك هزمتني وعبرت جسوري بلا مبالاة ولكنني احب الهزائم الكبيرة اكثر من الأنتصارات المزيفة الصغيرة.

سأكون كريمة معك حتى نهاية السطر، وسألخص لك الحكاية قبل ان ينضب الحبر، أنا على عكس العشاق الذين يستميتون دفاعاً عن مواقعهم و مكاسبهم العاطفية، عندما تتصاعد موجات عذابي أنسحب، و أترك لمن أحب فرصة اختياري من جديد ، وكن على يقين بأنني لن اطلب اللجوء العاطفي لقلبك حتى لو انهيت عمري وحيدة على بساط الشتات.

سلوى حماد

ميساء البشيتي 04 / 04 / 2008 42 : 10 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 

رائعة

لي عودة بالتفصيل

خيري حمدان 04 / 04 / 2008 36 : 11 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
[frame="8 98"]

عزيزتي سلوى
كلمات خطّت بأصابع مجنونة .. كتلة ملتهبة من المشاعر المتدفقة عند حدود الوعي والألم. أشعر بوجود مكائد وأفخاخ لا تنتهي في هذا النصّ. وكأنّك تكتبين نفسك مجدّداً بقلمٍ أجنبي. محاولة للقراءة عبر المرآة. انفجار هائل في محيط زجاجة.
أعتقد بأنّ الكتابة لدى سلوى حالة من الطقوس والوحدة القاتلة ومصير لا يمكن التخلّي عنه او تجاوزه ذات الوقت.
وكأنّك تواجهين قبيلة من الرجال .. جميعهم يذوبون عند خطاك وعند حدود هذا النصّ الملتهب شعراً ومشاعر متباينة. أحلى الخيارات مرّ عزيزتي سلوى. والشرق يستعصي على حملة السلاح وفرسان الليل الذين لا يميّزون سراب الصحراء.
يا له من نصّ!
دمت مبدعة ومتميّزة
[/frame]:sm154:

رشيد الميموني 05 / 04 / 2008 38 : 04 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
أجد نفسي أمام خاطرة .. بل خواطر عدة .. اختزلت ما سبقها فانحدرت ككرة الثلج ..تكبر وتكبر جارفة معها كل ما بقف في طرقها .. شعلة ملتهبة .. انتهت مرحلة الدلال و الغنج و الاستسلام للحب .. كيفما كان هذا الحب . انتهت مرحلة كانت تتسم بالمشاكسة و السير ضد التيار المعتاد في مجال العواطف .. هنا وقفة للتأمل والتساؤل .. وكأني بالسؤال يقول .. أعطيت كل شيء..فماذا أعطيتني ؟.. شعوربخيبة الأمل يطغى و يعم كل السطور ..
يكفي .. هذه الصرخة التي تنبعث مع كل كلمة .. تعابير كثيفة مشحونة بخيبة أمل .. بغضب مكبوت مغلف بكلمات تريد أن تكون هادئة ...
و كملاحظة أولية ،أرى استعمال الزمن منظما اللهم فيما عدا المقطع الثاني الذي بدا لي كأنه وقفة استدراكية قبل مواصلة الغوص في الماضي الذي ابتدأ في المقطع الأول : "كنت أحب ..." ..إنها كلمات جارفة تمني على الآخركل التضحيات وكل الممارسات الجنونية التي لم تكن تروم من ورائها سوى إغداق الحب دون مقابل .. أو قل إن المقابل المطلوب لم يكن سوى الحب نفسه .
في المقطع ما قبل الأخير ألاحظ تغيرالزمن من الماضي إلى الحاضر .. ولكن دون أن نشعر .. "كنت أستشعر...".. ثم إذا بنا أمام "أعترف أنك هزمتني.." .. الهزيمة ؟ .. يعني أننا كنا أمام معركة .. معركة عاطفية .. ففي الوقت الذي كانت فيه سهام الحب تتقاطر شآبيب ، كان الطرف الآخرفي واد آخر:
ولكنك كنت دائماً مشغول بترتيب ذاكرتك وافكارك وكنت انا دوماً في حالة ذعر من تسربك من شقوق ايامي ، كنت مشتعلاً بقضايا كثيرة ، وكنت مشتعلة بإنشغالك عني، رعبي من فقدك كان يسلبني جواز سفري لأحط في اول محطة على رصيف تفكيرك.
ويأتي المقطع الأخير لتكون وجهته المستقبل .. الأمور واضحة .. من يختارني عليه أن يقبل هو .. أما أنا فأفضل أن يبقى قلبي فارغا من العواطف على أن أكرر نفس الخطإ .
و أترك لمن أحب فرصة اختياري من جديد ، وكن على يقين بأنني لن اطلب اللجوء العاطفي لقلبك حتى لو انهيت عمري وحيدة على بساط الشتات.
ربما تكون كلمة "مهزومة" قاسية .. لأني أعلم أن كل ما قدمته هي من حب وما أضفته من عشق، وما رمته من سهام - ومن ضمنها هذه السهام - لابد وأن يصيب الهدف..هي مسألة وقت فقط .. وعندها تدوي طبول الانتصار .
كنت أود لو استمر إيقاع الخواطر كما كان .. سنفونيات عشق أنثوي رائع ومشاكس .. لكني أعترف أن هذه النقلة النوعية قد ضخت دما جديدا لتعطينا حتما - والله أعلم - خواطرأخرى متأججة ، تضاهي هذه توهجا واتقادا ..

خاطرة رائعة .. والأروع فيها تغيروجهتها .
لك كل المودة .. ودام إبداعك

رشيد الميموني 05 / 04 / 2008 44 : 05 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
إضافة صغيرة فقط : ماذا لو صارت كل الخواطرالسابقة لتكون مع هذه رسائل أدبية / عاطفية ؟ ستكون روعة .
تحياتي

ميساء البشيتي 05 / 04 / 2008 06 : 07 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
غاليتي استاذة سلوى

عدت والعود احمد

لا بد أن أعترف ان صفحتك تشكل لي فضاء ً رحبا ً للبوح

ثانيا اريدك ان تردي على اقتراحي بمناقشة ابداعات البعض في صفحة المشرفين

طبعا بعد ما تخلصي من مؤتمرك وتفضي لنا شوي لأني بصراحة

اتوق الى مناقشة ابداعاتك وليس مجرد ابدا تعليق ابكم لا يسمن ولا يغني من جوع

نعود الى خاطرتك عزيزتي وهذه العصف الروحاني الذي عصفت به قلوبنا

من الطفولة الى الشقاوة الى المشاكسة الى الانوثة

ومع كل هذا لم تجد الطريق الى قلبه

كريمة جدا ولم تضعي مقياس لكرمك وحبك واندفاعك ولم تجدي الطريق الى قلبه

ان كان هو صخرة فاي نوع من الموج ممكن ان يفتتها ؟ عبث

ولكن في قمة الحب والكرم والطفولة والشقاوة والأنوثة

انسحاب اكيد لأن الكرامة فوق أي اعتبار

فوق الانوثة والطفولة والشقاوة وكل الدلع اللي في الدنيا

فوق كل الحب ... الكرامة

رائعة بكل ما في الكلمة من معنى

اتمنى لك مزيدا من التألق والأبداع

سلوى حماد 11 / 04 / 2008 53 : 06 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان (المشاركة 12341)
[frame="8 98"]

عزيزتي سلوى
كلمات خطّت بأصابع مجنونة .. كتلة ملتهبة من المشاعر المتدفقة عند حدود الوعي والألم. أشعر بوجود مكائد وأفخاخ لا تنتهي في هذا النصّ. وكأنّك تكتبين نفسك مجدّداً بقلمٍ أجنبي. محاولة للقراءة عبر المرآة. انفجار هائل في محيط زجاجة.
أعتقد بأنّ الكتابة لدى سلوى حالة من الطقوس والوحدة القاتلة ومصير لا يمكن التخلّي عنه او تجاوزه ذات الوقت.
وكأنّك تواجهين قبيلة من الرجال .. جميعهم يذوبون عند خطاك وعند حدود هذا النصّ الملتهب شعراً ومشاعر متباينة. أحلى الخيارات مرّ عزيزتي سلوى. والشرق يستعصي على حملة السلاح وفرسان الليل الذين لا يميّزون سراب الصحراء.
يا له من نصّ!
دمت مبدعة ومتميّزة
[/frame]:sm154:

عزيزي خيري،
الكتابة هي حالة تشبه الثورات البركانية ، عندما تضج المشاعر تتحرر وتلقي بحمم البوح .

عندما تتزاحم الأفكار لا يسعنا الا ان نجمعها في عقد ، حتى يحين الوقت لينفرط هذا العقد ناثراً كلماتنا لتحتضنه اوراقنا العطشى.

عندما اخاطب الرجل في كتاباتي اتوشح بالحذر كمن يسير في حقل ملغوم، ولكن اجد انه من الطبيعي ان تخاطب المرأة الرجل في كتاباتها والعكس ، انها سنة الطبيعة.

اشكرك على تحليلك الجميل ومرورك الأجمل،

دمت بود،

سلوى حماد




سلوى حماد 11 / 04 / 2008 05 : 07 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد حسن (المشاركة 12380)
ربما تكون كلمة "مهزومة" قاسية .. لأني أعلم أن كل ما قدمته هي من حب وما أضفته من عشق، وما رمته من سهام - ومن ضمنها هذه السهام - لابد وأن يصيب الهدف..هي مسألة وقت فقط .. وعندها تدوي طبول الانتصار .
كنت أود لو استمر إيقاع الخواطر كما كان .. سنفونيات عشق أنثوي رائع ومشاكس .. لكني أعترف أن هذه النقلة النوعية قد ضخت دما جديدا لتعطينا حتما - والله أعلم - خواطرأخرى متأججة ، تضاهي هذه توهجا واتقادا ..
خاطرة رائعة .. والأروع فيها تغيروجهتها .
لك كل المودة .. ودام إبداعك

الهزيمة هنا تختلف عن الهزائم المتعارف عليها، هزيمة المشاعر لا تهزم طرف واحد فقط بمعنى ان بطلة هذه النثرية امرأة عاشت حالة حب مع شخص احبها ايضاً ، تعودت هي على عطاء بحجم معين ولكن لظروف تغير عطائه لها الأمر الذي لم تحتمله،
اخذته مشاغل الدنيا ولم تستطع هي ان تعيده الى ما كان عليه ربما لأنها لم تحسن الطريقة لإعادته ، وربما لأن الضغوط كانت اقوى منه
في النهاية انهزم الأثنان امام ضغوط القدر
الا تظن بأنه مهزوم ايضاً؟ لقد غلبه القدر

المشاعر مد وجزر يا رشيد ولذلك لا يمكن ان تسير على نفس الوتيرة.

مرورك يسعدني ، فكن دوماً بالجوار

كل الود،

سلوى حماد


... جرح بلاد ... 12 / 04 / 2008 37 : 02 PM

رد: إعترافات امرأة مهزومة
 
روعة ، مشاء الله

كلمات مؤثرة وبوح صادق

نزيف <<<<


الساعة الآن 01 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية