![]() |
(((جَسَدِي نَازِحٌ)))
(((جَسَدِي نَازِحٌ)))
جَسَدِي نَازِحٌ فِي غَيَابَةِ جُبٍّ سَحِيقِ الْقَرَارِغَرِيبٌ أَشُدُّ عَلَى الرَّمْلِ قَبْضَةَ كَفِّي وَأَرْسُمُ آلَ الْجَفَافِ الْأَبِيدِ عَسَى تَسْتَفِيقُ الرِّيَّاحُ وَتُعْوِلُ فَي مَهْمَهِ الْعُمْرِ تَذْرُو جَبِينَ الرِّمَالِ تُشَكْلِنُنِي مِنْ جَفَافِي وَتَسْبَحُ فَوْقَ مَسامَاتِ بَحْرِ الْجَنُوبِ وَتُثْقِلُ خَطْوِي وَتَملَؤُ قَبْرَ الْوُجُودِ؛دَلَالَاتُ تَيْهِي اشْرَأَبَّتْ لَمَاثُولِهَا وَالْعَلَامَاتُ شَحَّتْ وَهَذِي عَصَايَ ؛عَصَا الْعَاتِرِيِّ الْقَدِيمِ تُشِيحُ بِيمْنَايَ حِينَ أَهُشُّ عَلَى جَسِدِي فِي غَيَابَةِ حُبٍّ مَطِيرٍ لِيَنْهَضَ قَلْبِي التَّمَزْغِيُّ مِنْ مَوْتِهِ الْقَدَرِيِّ أَهُبُّ كَمَا عَاصِفَاتِ الْجَنُوبِ الشَّقِيِّةِ لَحْظَةَ مِيلَادِ مَوْعِدِهَا الرُّؤْيَوِيِّ وَأَلْحَانُ سِرْتِسَ تَعْزِفُنِي فِي سُكُونٍ مَطِيرٍعَلَى دَوْزَنَاتِ الْجَمَالِ وَهَا حَجَرِيَّةُ كُلِّ الْفُصُولِ تُسْنْدِسُ لَيْلَ الْمَقَامِ الضَّرِيحِ بِشُقْرَةِ عَيْنَيْنِ شَفَّافَتَيْنِ تَبُثَّانِ لَوْنَ الزُّمُرُّدِ فِي شَفَقٍ حَجَرِِيِّ الْغُرُوبِ وَتُسْدِلُ حَوْلِي جَدَائِلَهَا فِي سُكُونِ وَئِيدِ؛جَدَائِلُهَا الْعَاشِقَاتُ تُرَمِّمُ كُلَّ الْخَرَابِ الْيَبَابِ يُمَسْرِحُنِي الْحُزْنُ يَلْعَبُ دَورَ الْبُطُولَةِ فِي عَصْرِ عَوْلَمَةٍ سَطَّحَتْنِي لِتَعْبُرَ قَلْبِي تُشَبِّكُنِي عَبْرَ شَاشَاتِهَا وَلَكِنَّنِي لَمْ أُطِقْهَا بَتَاتًا يُشَكْلِنُنِي الرَّمْلُ يَسْكُبُنِي فَوْقَ آلِ الْوُجُودِ وَشَاشَاتُهُ مِلْءَ كُلِّ السَّمَاءِ وَلَا شَيْءَ إِلَّايَ فِي عَطَشِي الْحَجَرِيِّ وَلَاشَيْءَ يَغْفُو عَلَى سَاعِدَيَّ سِوَى خُصُلَاتٍ مِنَ التِّبْرِ تَمْلَؤُ شُقْرَتُهَا كُلَّ هَذَا الْكَيَانِ الْغَرِيبِ الْعَجِيبِ أَنَا جَسَدٌ نَازِحٌ لِلْغُرُوبِ السَّحِيقِ وَلَاشَيْءَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَعِيدَ خُطَى الرَّمْلِ فِي جُرْحِ هَذَا الْقَمِيصِ الَّذِي قَدَّهُ الشَّوْقُ نِصْفَيْنِ حَتَّى تَفِيءَ إِلَيَّ الذِّئَابُ وَلَاشَيْءَ يَحْمِلُنِي غَيْرَ حَرْفٍ يُطِيقُ النُّزُوحَ وَيَمْلَؤُنِي حِينَ صْلْصَلَ طِينُ الْفَرَاغِ وَهَا حَمْأَةُ الْآدَمِيِّ استَوَتْ فِي فَرَاغِي وَهَا جَسَدِي نَازِحٌ فِي غَيَابَةِ جُبٍّ سَحِيقِ الْقَرَارْ **** عادل سلطاني ، بئر العاتر يوم 29 جوان 2020 على المباشر |
رد: (((جَسَدِي نَازِحٌ)))
الجسد الطيني نازح ..أما الروح فهي خالدة..ما أروع أن تقرأ السلطانيات وتضمّ حروفها بقوة ! أبدعت أيهذا النّحّات الخالد..شكرا لك ألف شكر.. |
رد: (((جَسَدِي نَازِحٌ)))
شكرا على ردك الراقي أيهذا المعلق بيني وبيني كيف لا وأنت الجراوي روح الجدة الملكة يا من تحضن خربشات أخيك بقلب دافئ
تحياتي لك |
رد: (((جَسَدِي نَازِحٌ)))
نزوح جميل يشكل كلمات منتقاة بعناية لتتمسرح بنور الأدب فتكون أكثر ألقا
|
رد: (((جَسَدِي نَازِحٌ)))
شكرا على ردك الراقي مبدعتنا الفاضلة الأستاذة خولة السعيد
تحياتي |
رد: (((جَسَدِي نَازِحٌ)))
عانق النور حبيبا ولى وهجر، وفي عودته الندية اخضرار لمروجه المتلهفة من طول انتظار. عاد ليحكي عن سويداء الوجدان؛ الثاوي رعشة النزوح بفيض الجمال بسحر الألق، من شغاف حرف مغموس في واد عبقر، يرسم الإبداع على وجه الغروب بلغة ساحرة حد الانبهار.
شكرا لك أخي الأديب الشاعر المقتدر أ. عادل سلطاني على الإمتاع لك تحياتي وتقديري |
الساعة الآن 19 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية