منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   خدوش وجراح على زجاج العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=431)
-   -   بيروت يا عشقاً لا يموت / هدى الخطيب (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=33943)

هدى نورالدين الخطيب 08 / 08 / 2020 23 : 10 AM

بيروت يا عشقاً لا يموت / هدى الخطيب
 
1 مرفق
شهور مرّت عليّ وأنا مغيبة.. واجمة.. ذاهلة كصخرة جامدة عاجزة عن التحرك والتفكير .. خارج الزمان والمكان ، أشغل نفسي بحديقة منزلي رغم المرض حتى الإجهاد بلا حاجة ولا سبب .. فلحت التراب مرّات وقضيت ساعاتي فيها في كل الأوقات تحت الشمس الحارقة وتحت المطر.. وجلدي فريسة لحشراتها ، لا يشاركني فيها غير السناجب والغربان وحين تأت العصافير تغرد وتشدو ألحانها كنت لا أحفل بها ، لأن نعيب الغربان كان أكثر شبها بذلك الصوت الذي أسمعه في أعماق ذاتي .. لعلّي كنت أعاقب نفسي وجسدي المنهك..!
لم أقترب من الشبكة العنكبوتية .. حتى موقعي نور الأدب هجرته والمجلة أهملت متابعة تطويرها وتركت كل منهما على سيرفر ودومين مستقل عن الآخر، والتكاليف تتراكم عليّ ولم تزل ..أغلقت الجهاز تماما ولم أكن أرد حتى على الهاتف .. الجوال فرغ شحنه ومات أو كاد طوال الأشهر الماضية وهاتف البيت إن لم يجد غيري في البيت فلن يجد رداً..!
منذ أن خنقتني صدمة الحرب الجديدة على البشرية والاتجار بها، وداست بشراسة على إنسانيتي واحترامي لانسانية الإنسان وقيمة الحياة وحرمتها، بتّ يائسة ذاهلة من أي بصيص نور لهذا العالم ، ربما لأني لم أصغ لكل ما تناقلته وسائل الإعلام ولأن ما ترسخ في ذهني هو ما قرأته منذ سنوات عن خطة التخلص من الفائض البشري في الكرة الأرضية بفايروس ما يعد ويعد معه لقاح سري خاص بالنخبة فقط – نخبتهم - ربما ..!
ما علينا .. فهذا موضوع يطول الحديث به وفتح ملفاته وتناولها..!
حاولت أن أستعيد نفسي مرات وكنت أفشل .. حتى آخر محاولة باهتة فاشلة في العيد...
وسط هذا الموت صاعقة كهربائية هائلة اخترقتني من رأسي وحتى أخمص قدمي ورمتني على قارعة العشق التي تحترق..!
زلزال هائل تخلخل له كياني وكل ما تبقى من ذاتي التي تذرف ذاتها وهي تدور في دوامة الأسئلة البديهية لما تعلمناه أطفالاً وفقدناه كباراً ....
إنه لبنان مسقط الرأس .. الكلمة الأولى والخطوة الأولى.. الضحكة والدمعة والمدرسة .. ملعب الطفولة والخطوات الصاخبة فوق الأرصفة وووو.. لبنان الذي أعشق مهما أطفؤوا أنواره ومهما طال أمد الفراق ..
فاجعة إسمها: "هيروشيما بيروت " ..!
آه بيــــــــــــروت يا درّة الشرق الذبيحة..!
صدمة تشل وصدمة تصعق بألف تيار كهربائي يشعل فينا براكين الجنون..!
بيروت منارة الأمس وأول مدرسة للحقوق في التاريخ..
بيروت مأوى الثوار من كل حدب ومقهى المثقفين وملجأ الأحرار والمرآة التي كانت تتفاعل مع كل مواجع العرب من الجزائر إلى فلسطين.. عاصمة الطبابة والأزياء والجمال.. سويسرا الشرق وجسر الحضارة بين الشرق والغرب..
بيروت مدينة القبضايات الذين دوخوا المستعمر وأمام حبل المشنقة كان يقف البيروتي بقمبازه قائلا: " المشنقة أرجوحة الأبطال "
اجتاحها الاسرائيلي وحين تجرأ بالتجول في شوارعها رشوه بالرصاص ..
كبريائها .. شموخها.. وعيها.. ثقافتها..مسارحها.. منتدياتها الثقافية.. مطابعها....
ما زلت أذكر منذ سنوات طويلة وفي أول زيارة إلى لبنان بعد غياب دام ثلاث سنوات .. حين حلقت الطائرة فوق بيروت ورأيتها من الجو أصابتني نوبة عصبية لم أستطع تمالكها، فكنت أبكي كالأطفال وأنشج وأرتجف بشدّة إلى حد لم أستطع السيطرة فيه على نفسي وكل من حولي في الطائرة يحاول تهدئتي والبعض أصابته العدوى وأخذ يبكي ..
آه بيروت..
منذ خُطفت بيروت من أهلها .. منذ أرادوا تغيير ملامحها وتقزيمها..
منذ تسلمها الفساد وساد عليها أمراء الحرب ...!!
آه
منذ ثورة تشرين على الطائفية والفساد وأنا أتوقع مصيبة ..!
لكني أبداً لم أتوقع أن تذبح بيروت وأهلها وتحرق بهذا الشكل
الذي حدث أكبر من إهمال وأقذر .. الذي حدث لا يتوقعن أحد أن يكشفه أرباب الفساد..!
صبراً بيروت .. مرّت بك الكثير من الأوجاع .. هذه النيران التي أحرقتك ستحرق كل متآمر عليك ومتستر، وأنوارك لا بد أن تشرق من جديد وتعودين منارة الشرق.

هدى نورالدين الخطيب

Arouba Shankan 09 / 08 / 2020 53 : 01 AM

رد: بيروت يا عشقاً لا يموت / هدى الخطيب
 
من قلوبنا سلام لبيروت العنيدة حاضنة الحضارات العريقة"هيروشيما"أشبعتها غضبا، ولبدت سماءها ضبابية نار الحقد خانقة والغليان يجتاح الشواراع، هي بيروت"ست الكل"اجتاحتها محن فصبراً على المحن ستنهض وستتمرد على البلوى إنها "بيروت"
شعرت دمشق بالاختناق "ياست الدنيا"نهضنا نطفئ لهب آب بالدموع، أرسلنا من متوسط اللاذقية وطرطوس بردُ الشام فيانار كوني بردا وسلاماً على مرافئ لبنان!
نشاطرك الأحزان والعزاء أ. هدى الخطيب، قلوبنا مع الجميع لاجئين ومحطمين، ثكالى ومحزونين، ستعود بيروت ومحال أن يغفل عندليب ـ غنى فوق روابيها ـ عن العودة وترميم أعشاش الحمام لبيروت من قلوبنا سلام.

د. رجاء بنحيدا 09 / 08 / 2020 19 : 05 AM

رد: بيروت يا عشقاً لا يموت / هدى الخطيب
 
بيروت ذا شعري إليك حزين
... يبكيك قلبي والجوارح طين
عين المكائد تقتفي مسعاك
.... حسدًا تفيض بغِلّها وتخون


صبرا بيروت ... صبرا صديقتي
إنها بيروت جوهرة الليل وزنبقة البلدان .. وجعها وجعنا .. ومصابها مصابنا
ستظل صامدة مضيئة
وسيبقى لبنان شامخا عتيدا
#من قلبي سلام لبيروت .. وقُبل للبحر والبيوت#
محبتي وحبي لكما

خولة السعيد 10 / 08 / 2020 24 : 03 AM

رد: بيروت يا عشقاً لا يموت / هدى الخطيب
 
ماذا بقي من القول والألم يعتصر القلب...؟
القضاء على البشرية كان هم أمريكا فإما أن يوقفوا حركة التوالد أو يقتلوا الإنسانية بالحروب وخلق الفيروسات فتأتي الكوارث المباغتة فجأة فتلتحم مع خلق الألام والأوجاع..
ويأتي الزلزال ويأتي... ويأتي... ويأتي... ويفاجئنا انفجار المرفإ .. يباغتنا الظلم من كل ركن.. تباغتنا الصدمات... وتظلين يا بيروت ست الدنيا فصبر جميل يا أحباب.. بيروت سلام من القلب لك تغنيه فيروز
بيروت خيمتنا بيروت نجمتنا..
https://youtu.be/Tw3cPHEQ0mM


الساعة الآن 36 : 12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية