![]() |
رصاصة الرحمة
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . رُبَّ كارثة أصابتْ من المقلة ونالت من المهجة فحرّكت القلم ... لكن جاءت بالمُنى كلَّ المُنى حيث كان بصيصُ الأمل مُضمحـِّـل ... رُبَّ مصيبة أصابتِ القلب والفـِكر وضيقتِ الصدر وخيَّبتِ الأملْْ... لكنها ريحٌ تـُخـَلـِّفُ وراءَها رائحة الزهر وعبق الورد وتغريد العصفور بعد هطول المطرْ.. رُبَّ نازلة ٍحرَّكت جُـدران المدينة وأصابت جمالـَها ونالت من الإنسان وحتى من الطير ومن الشجر ....لكنها أحْيَتْ هِممًا فأوْصلتها إلى القمم... رُبّ نحلة أصابت بلسعةٍ فصار الصبر عن اللـَّسْعـَةِ تطعيماً يُعطي مناعة ضد بعض النـِّـقـَمْ ... رُبَّ مـُصابٍ آلمَ الفؤادَ وأصابَ منَ الفِكـْرِ ونال من الوقت و الصحة فاشتدَّ الألم.. لكن كان عاصفة بعد هدوئها , تـَغـْريدُ العصفور باللحن الشذي يـُنسيك الألم .. رُبَّ ضـُرّ نزل بالعبد فنال ثم نال منه حتى أظلم الكونُ فانفلق الصبح وبدا النور ساطعاً من بعد ظلمة الكون فتطايرت من حوله النـِّعم .. رُبَّ نازلةٍ أيقظتْ صاحبها في آخر الليل ليُناجيَ ربَّه منيباً له , مستسلماً وراجيًا ما عنده رُبَّ بلاء ٍدفع لزيادة الخوف والحب والرجاء فلملم الجراح بضمَّاد الأمل ... رب َّ مصيبة تـُضيـِّقُ الصَّدْرَ لكن تجمع الأحبة بعد شتاتٍ بين التلال ... رُبَّ حبيب غاب عنكَ بل فقدتـَه فكان الفقدانُ له سِرّ ٌ لمجموعة من البشر... رُب َّ همزة أو لمزة من طاغية أصابتِ منك يا صاح ! وبعد الصبر على المُرِّ انفضح الأمر وظهر الحقّ ُ فصار صاحبُها ذليلا مُحـْتـَقــَرْ... رُبَّ رَعـْدَة ٍ هزَّتْ أركانَ البيت وحرَّكتْ أغصانَ الشـَّجَر ... تطاير من جرائها الشوك من الورد فأصاب من أصاب واندَثـَرْ ... ثم تلتها قطراتٌ من مطر سقت الورد والزهر وفروعَ الشَّجـَرْ.... أينعَ الكلّ ُ حين أشرقَ ضوءُ الشمس الجميلةِ بعد هطول المطرْ... رُبَّ طاغية صال وجال ثم دبَّر المكائد فجفَّ الدمْعُ واندَثـَرْ .. ضاقَ الصَّدْرُ لكـِنَّ القلبَ قد صبر..... ولما طال الظـّـُلـْمُ واسـْتـَمـَر حتى رأيتـَه لأوْجـِهِ قدْ وصلْْ... عرَفَ الطـّاغية ُ معنى النزول ِ مِنَ القـِمَمْ .... وأي قـِمَـمٍ خاليةٍ هي من سـُمـُو ِّ الـْهـِمَمْ !! . رُبَّ كأس من حنظل ٍ سُـقِـيتَ سـُمَّه فصار الساقي مغطوساً في النقم.. وانتقلتَ يا من سُقِـيتَ إلى برِّ السلامة ونيل الشهادة و لربما شُفـِّعـْتَ في الأحبة يوم يُحشر البشر .. فصبرًًا صبراً يا صاح ! إن الرصاصَ ليس كلـَّه قاتلٌ بل منه ما يُحـْيي الهـِمـَم... صبراً صبراً يا صاح ! إذا جفَّ الدمع وسطرتِ الجفنتين هالاتِ الألم... صبرًا صبرًا يا صاح ! إذا اشتد الحزن وقلَّ الرفيق في درب المِحن... فذاك بـُشرى لبلاءٍ زائل ٍ مهما طال الزمان ومهما اشتد الألم...... صبرًا صبرًا يا صاح ! فقلَّ من البشر من يشعر بالمِحن.... إذا نـُقشت على قلبكَ واشتد الأنين وزاد الألم..... منهم من يظل ينتظر النهاية وكأنك يا صاح ! رواية ً خـُطـَّتْ بالقلم ... مهلا مهلا يا صاح ! فإن البعض يظل يرقبُ بمنظاره ليرى ما خلـَّفتْ منك المِحن.... صبرًا صبرًا يا صاح ! فإن الرَّب قادرٌ أليس هو من أبدع الكون وخلق القلم ؟ صبرًا صبرًا يا صاح ! فإن الناس تنظر بمنظار البشر .... ....................... ....................... ....................... صبراً صبرًا يا صاح ! فإن الفجر آتٍ... آتٍ...آتٍ .... ! رغم أنف البشر... صبراً صبرًا يا صاح ! فالنصر آت... آت...آت...! ورفع ُ راية عـِزِّ الأمة قريب... قريب ...قريب...! ومعه تضمحـِل كل المحن....! أبشر يا صاح ! إن وعد الله حق وهو الحق رغم أنف البشر) قال جل في علاه : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) سورة الشرح وفاء النجار [/frame] |
رد: رصاصة الرحمة
غاليتي استاذة وفاء اشتقت جدا لمواضيعك التي تبعث الطمأنينة في النفس بارك الله فيك وجزاك كل خير |
رد: رصاصة الرحمة
[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأديبة والصديقة الغالية ميساء شكر الله لك و كما يقال القلوب عند بعضها مشتاقة أنا للقراءة لك ولكل قلم رائع هادف . شكر الله لك أخيتي و أسعدك بالدارين إنه جواد كريم . [/frame] اقتباس:
|
الساعة الآن 47 : 07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية