![]() |
العناق الأخير
تتضائل في عيني كل الجماليات عندما لا تحتوي شيئاً منك ، وعندما لا يطرق حضورك باب ايامي اشعر بحالة من اليتم ، فأنتعل صبري واقف اياماً طويلة خلف باب احلامي في انتظار صوتك الهادر ليلملم احلامي المتفرقة ويجمعها في باقة يقدمها لي في ليلة هطولك على شرفات انتظاري. تجتاح دنياي حالة من الصقيع التى لا تجدي معها الا دفء انفاسك ويبقى قلبي في حالة ظمأ دائم عندما تجف انهار وصلك، وتختلط الأمكنة في ذاكرتي ، فانت في كل الأماكن ، وكل الأماكن تميزت بحضورك فيها. حضورك الاخير كان مختلفاً ، خلف لي غصة لأنه كان متوشحاً بلون الغياب ، احسست بشعور جديد حينذاك يتسلل الى اركان جسدي الشاخص دوماً صوبك عندما عانقتني، شعور استشعرته ولكنني اغمضت فكري عن التفسيروامسكت قلبي ، عصرته وكأنني كنت اعزيه مسبقاً بقرب رحيلك وهجره تاركاً اياه كأطلال تشكو الرحيل. يا ألهي ، كيف يحين الوداع قبل أوانه، كيف تغادر النوارس الشطأن في غير موسم الهجرة، كيف تغيب الشمس قبل الموعد الذي اعتدنا على اللقاء فيه؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف تليها كيف ، والاف الاسئلة المبهمة التى تدق رأسي بقسوة. كيف للحب ان ينتهي ويختزل في مجموعة من الاحداث التى تترسب بين ثنايا الذاكرة وتصبح حياتنا رحلة سفر ، رحلة هروب وامعان في الاغتراب حتى نقطة اللالقاء. تذكري لك كوميض خاطف ، يخطف القلب قبل البصر، وطيفك ضيفي الذي يزورني في كل آه ، وكل الأفكار تؤدي اليك في نهاية الطريق. ابدأ يومي بقرار البعد واعتزال كل طقوس الحب، فلا شوق ولا انتظار ولا دموع ولا عتاب وفي منتصف اليوم اجد نفسي ابحث بين اوراقي عن بعض من قصاصات الحب التى كنت تغدق علي بها ، او ابحث بين قوارير عطري على بصمة من بصماتك . يمضي الوقت وانا ابحث في الاركان ، فعلى هذه الاريكة كان يأخذ قهوته ومن خلف زجاج هذه الشرفة كنا نودع الشمس عند الغروب وهذا هواخر كتاب قرأناه سوياً وما ان يأتي المساء حتى اجدني ادير اسطوانة موسيقية احضرتها لي واقوم بسعادة أنسق بعض الزهور في مزهرية فتسري رائحتها الى اعماقي وتمدني بشعور غريب فأركض الى شرفتي مسرعة واتجول ببصري في كل مكان باحثة عنك ، فتصدمني الطرقات الخالية، فأعود ادراجي لأرتمي على الاريكة ابكي وحدي كطفلة ضائعة وبرغم اشتياقي لهمسك الذي يشعل فتيل قلمي ، الا انني كرهت شرفات الوهم وانتظار المجهول ومواعيد الصمت والأحزان. اقنعت عقلي الباطن المتفاني في خدمة وجعي بأن يبدأ رحلة النسيان حتى تتلاشى من افقي كل الاحداث التى جمعتنا في عمق حزني ويكفيني ان اذكر العناق الاخير. سلوى حماد http://nihalelmohandes.jeeran.com/photos/462872_l.jpg |
رد: العناق الأخير
أختي العزيزة الأستاذة سلوى:
[align=justify] سفرك في أغوار الذات يفتح الفرص أمام كل الإحتمالات الممتدة، عندما تسمح الهمسات الروحية في الكلمات النابعة من القلب الإنسي بتخيل الحالة العاطفية الدقيقة التي يجتازها الأديب فإن نشوة لا توصف تغمر وجدان القارى، لأنه يحس بأنه يشارك و يتحرك في كلمات و أيحاءات و رموز النص الذي يتفحصه. إنه يحس بنشوء حوار نقي مع الانتقاءات المتكررة التي يمارسها الذهن لدى استدماجه للكتابات الوجدانية الصافية. كنت رائعة في تقريبنا من ذلك الكائن الغريب، أحيانا الهلامي و المبهم، الذي يسمى الحب. منحته حدود حياة في مقالتك تقينا من الـتأويلات الغامضة التي تحيط به في العديد من حوارتنا الذاتية و الإجتماعية. و لا أملك إلا أن أقول إن هذا الغائب محظوظ، فله من يتذكره و يرسم مساره الحي مجددا. لقد سيطر على هيبة مكان فردوسي لا يحلم به إلا المطهرون و لا يصل إليه إلا أكثرهم طهرا و نقاء و رونقا، إنه قلب الأنثى الذي لا يغتال العقل. كل النص جميل و لا يتيح المفاضلة، غير أن مركز البوح و فردانية الأسلوب ظهرا في: وبرغم اشتياقي لهمسك الذي يشعل فتيل قلمي ، الا انني كرهت شرفات الوهم وانتظار المجهول ومواعيد الصمت والأحزان اقنعت عقلي الباطن المتفاني في خدمة وجعي بأن يبدأ رحلة النسيان حتى تتلاشى من افقي كل الاحداث التى جمعتنا في عمق حزني ويكفيني ان اذكر العناق الاخير. يبقى أن أتساءل أستاذة سلوى: هل أجهز العقل على أطلال الذكرى؟ أ لن تظل مرجعا لأركيولوجيا الذات و الآخر على الأقل؟ [/align] |
رد: العناق الأخير
هي حالة فراق أجد نفسي أمامها و قد ألقت بظلالها على النفس .. لكن القلب لايزال يعيش على ذكرى اللقاء والعناق الأخير وكأنه لم يفق بعد من هول الصدمة .. أولنقل إنه لا زال غافيا مستمتعا بلذة العناق ، لا يريد أن يعترف أن ما حصل قد حصل .. وأن الفراق صار واقعا ..
يبدأ الإحساس بالندم والحسرة .. فتمتد يد النفس متعلقة بأهذاب الصبر و الأحلام .. يغيب الدفء ويصيب النفس ظمأ وتختلط الأمور على الذاكرة فلاتعود تميز شيئا .. وهو وصف دقيق لحالة تشرذم الأفكار . أرى فيما تلا كل هذا ، تبريرا لما حصل ولوما للآخر على ماأحدثه حضوره الأخير من خيبة أمل ..( هل كانت عواطفه باردة إلى أقصى حد فلم يعط ذاك الدفء المرجو للنفس والقلب والجسد؟ ) .. تأخذني الخاطرة إلى آفاق ممتعة وهي تقترب من نهايتها ، مهدهدة خيالاتي بلقاء مرتقب مادامت تستعيد كل الذكريات بكل التوهج الذي قد يضرم نارالحب من جديد : ابحث بين اوراقي عن بعض من قصاصات الحب التى كنت تغدق علي بها ، او ابحث بين قوارير عطري على بصمة من بصماتك . يمضي الوقت وانا ابحث في الاركان ، فعلى هذه الاريكة كان يأخذ قهوته ومن خلف زجاج هذه الشرفة كنا نودع الشمس عند الغروب وهذا هواخر كتاب قرأناه سوياً وما ان يأتي المساء حتى اجدني ادير اسطوانة موسيقية احضرتها لي واقوم بسعادة أنسق بعض الزهور في مزهرية فتسري رائحتها الى اعماقي وتمدني بشعور غريب فأركض الى شرفتي مسرعة واتجول ببصري في كل مكان باحثة عنك ، فتصدمني الطرقات الخالية، فأعود ادراجي لأرتمي على الاريكة ابكي وحدي كطفلة ضائعة اقنعت عقلي الباطن المتفاني في خدمة وجعي بأن يبدأ رحلة النسيان حتى تتلاشى من افقي كل الاحداث التى جمعتنا في عمق حزني ..لكن رجة عنيفة توقظني من حلمي لتعلن : وبرغم اشتياقي لهمسك الذي يشعل فتيل قلمي ، الا انني كرهت شرفات الوهم وانتظار المجهول ومواعيد الصمت والأحزان. قبل أن تجيء الضربة القاضية لتقول لي إني ذهبت بعيدا في تخيلاتي : الأمل لا بد له من البقاء ولو كطيف : ويكفيني ان اذكر العناق الاخير. نص رائع جمع بين أحاسيس شتى .. من حزن وأمل ويأس وقنوط .. زاوج بين العتاب واللوم والشكوى والأنين .. والغريب أن هذا الحب الذي يبدو جليا بين السطورلم يذكر في المرات الثلاث إلا : 1- وهو متبوع بمعاني االنهاية والاختزال . 2-وهو محاط بكلمات البعد و الاعتزال ثم ، لا شوق ولا انتظار ولا دموع ولا عتاب . 3-وهو عبارة عن قصاصات تائهة ضائعة . شكرا لك سلوى على هذه اللحظات الممتعة التي عشناها مع خاطرتك .. دام يراعك سيالا وقريحتك متقدة |
رد: العناق الأخير
اقتباس:
اخي العزيز هشام، مرور جميل وتعليق اجمل ، قراءة فريدة في اعماق كلماتي جعلتني اعيد قراءتها مرة اخرى في حياتنا محطات ومفترق طرق ، تضطرنا الظروف احياناً الى التوقف واختيار الاتجاه المناسب، وعندها نستعين بالعقل والمنطق. الذاكرة التى تختزن ذكرياتنا هي جزء من عقلنا، هي الأرشيف الذي يحتفظ بكل ما يمر بنا في غرفة من غرف عقلنا ، نهجرها لفترات ربما تطول او تقصر ولكن لا غنى عنها ، نزورها من فترة لفترة لننبش فيها باحثين عن شيئاً ما. اذن تظل الذكريات باقية حتى لو كانت اطلال ، وتبقى مرجعاً ثرياً لأركيولوجيا الذات نرجع له عندما نحتاج لأن نخطط منهاج للمستقبل المجهول. مرورك اسعدني ، دمت بود، سلوى حماد |
رد: العناق الأخير
[frame="5 98"]
العزيزة سلوى تصورت خلال قراءتي لنصّك التصوير البياني للقلب في حالة اهتياج. تبدو الذبذبات متسارعة .. تتفّق مع المحطّات الاعديدة التي يمرّ بها الفؤاد. فتارة تبقى الذكرى سوطاً يؤرّق الذات، وتارة يطغى الشوق مجدّداً لتطلق العنان لمشاعر قويّة وأخّاذة. لوحات متباينة تشير الى الرغبة في اتّخاذ قرارٍ ما عند حدود دفق الدم المتصاعد من الشريان التاجي نحو خلايا الروح الحائرة. وبرغم الاشتياق ترفضين البقاء عند حدود الوهم. كثيراً ما يقع الإنسان أسير تصوّراته وأوهامه بل ويتّفق، يتآمر معها حتّى يبقى بعيداً عن الواقع. الحقيقة أجدها في منطقة متوسّطة ما بين الواقع والوهم. نًص صعبٌ للغاية، بستحقّ التأمل والوقوف عليه مطوّلاً دمت بخير [/frame] |
رد: العناق الأخير
كنت بحاجة إلى الأكسجين
حتى قرأتك طوق من الياسمين يعانق رائعتك سلوى حماد:sm128: |
الساعة الآن 43 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية