![]() |
كنت ظالما وأعترف
أكره شعوري بالظلم ، وأن أظلم الناس أشد كرها في نفسي ، كما ظلم الناس لي ، لكنني وفي ذلك اليوم ، ومنذ تلك اللحظة وأنا أشعر أني كارهة لنفسي أكثر من كراهتي للظلم ذاته ، عندما أحكم على ظاهر أحدهم ، وليست من عادتي أبدا ، لكنني فعلت فهل يسامحني الله ؟؟ ومتى أسامح نفسي ؟؟
مررت بجانب سيارته الأجرة ، تسرعت وفتحت باب السيارة ثم ارتادتها ، ثم أخبرته عن المكان الذي أردته ، وكان ذلك عبر المرآة الأمامية ، حيث رفعت بصري وأنا أتحدث إليه ، وإذا بي أشعر بقبضة في قلبي من هول ملامحة ، قلت في نفسي ما الذي جعلني أتسرع ، وأرتاد سيارته دون أن أنظر إليه ؟؟! يبدو كسفاح أو مختطف !! حدثت نفسي كثيرا ولمتها ، كان يجب علي النظر إليه قبل أن أقحم نفسي في ذاك القلق .. ساد الصمت بعد أن أغلق المذياع ، إحتراما لرفع الآذان ، ردد معه ثم نظر لي في المرآة ، وقال : كلاما لم أسمعه ، قلت نعم متحققة مما قال لأرد عليه بما يتناسب معه ، أعاد الكلام ثم قال : في مثل هذا اليوم من الإسبوع الماضي ماتت رحمها الله ، ويكاد يختنق صوته بالبكاء ، قلت منه هي ؟ قال والدتي ! كانت كفيفة لا ترى ، أهملوها إخوتي ولم يعتنوا بصحتها ، فأخذتها عندي واعتنيت بها ، كنت أحممها وأطببها وأصنع طعامها ، حيث أن زوجتي هي الأخرى تعاني من المرض ، وكنت أقوم على بخدمتهما ، وقد غبت عن البيت لساعات طويلة بسبب عطل بسيارتي ، ثم عدت إلى المنزل وجدت أمي نائمة ، ناديتها كثيرا فلم ترد علي ، اتصلت بأخي ، فجاء مسرعا إلي وحاول إيقاظها فلم تستيقظ فقال لي : كلمات أمك ، فجلست أقطع في شعري وأبكي ، وبكى أمامي بحرقة كالطفل ،،،،، كم تألمت له ، ونقمت على نفسي من حكمي على ملامحه الغليظة وتسرعي ، وعلمت أنه قد يكون لملامح الشخص قسوة وغلظة ، وقلبه من الداخل كالطفل البريء ، نزلت من السيارة وكلي أسى من ظلمي ، وما فتئت دموعي الإنهمار حتى منتصف الليل ، مرت بضعة أيام ، ولا زال قلبي في حرج وكسرة مما فعلت ، وأعترف أني كنت ظالمة في حكمي وأعتذر له الآن ، وفي كل لحظة يأتي ببالي ، عسى أن يسامحني ربي ، وأسامح نفسي .. آسفة على الإطالة لكن شعوري بالذنب جعلني حزينة جدا .. |
الساعة الآن 31 : 09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية