![]() |
حمامة تستغيثكم
كانت حمامة تحلق مرفرفة بجناحيها في كل ركن، سعيدة، تطلق البهجة والمرح بأي مكان حلته، وإذا بها تخطف انتباهات، لم تنتبه إليها هي هذه المرة على غير عادتها، كأنها كانت مستهدفة للصيد، فجرها مغناطيس إلى ناحية تجهلها، خفة المغناطيس لم تحسها، بل إنها لم تشعر بها بداية الأمر، فحبات الزرع بكل مكان تحيطها، تقتات عليها وتنعم بها وتستأنس بنسيم عليل ، وصوت الريح والشجر وصوت الماء وصدى الجبل، موسيقى تعزفها الطبيعة وترقص عليها، وفي لحظة صار المغناطيس أقوى مما اعتادته، لم تدرك أنه لم يكن إلا فخا ..طعما ..لتدخل سجن قلب، لا تدرك إن كانت ستخرج منه أم لا، حتى إنها لم تنتبه لظلمته ، ولم تلحظ أنها بمكان وزمان غير مألوفين، رغم أن بهذا القلب حمامات كثيرة سبقنها، بدأت ترفرف بجناحيها محاولة الهروب، ولكن ريشها يتطاير وجناحيها يكبران أكثر، فيصبح أولئك كأنهن غبار تنفضه من جديد بما يتطاير من ريشها، حنت إلى ذلك الزرع الذي قادها دونما شعور إلى هذا السجن، وإذا بها تتفاجأ أنه لم يكن إلا بضع حبات منثورة أما البقية فلم يكن إلا رسما لحبات مغرية لا يحركها الريح ولا الماء ولا الهواء ... تلك الحبات المنحوتة هي المغناطيس الذي اقتفت آثاره أو هو جذبها سريعا... نامت هناك، واستقرت، استلذت السجن واستطابته، لتفيق على موسيقى الوداع، تفتح عينيها فتجد أن كل فُتات قد عاد للتكون، لكنها مازالت بمكانها، هدهدها حارس القلب - السجن - لتعود لنومها، فلما استفاقت وجدت نفسها في مكان خال لا شجر فيه ولا بحر، لا جبل فيه ولا نهر لا قلب فيه ولا صاحب القلب |
رد: حمامة تستغيثكم
ومم تستغيث إذن ؟؟! مادامت قد عادت لما كانت عليه من قبل ، تلك الحمامة الحديدية (ابتسامة)
ومع ذلك فأجمل ما بالوجود الأحلام ، ولو كانت واقع لما كانت أجمل من كونها أحلاما ، فكم من روائع مشاعر ، وأناس وأحداث بين الجفون ، نراهم وترفض أعيننا إلا أن تنام لتظل محتفظة بذلك العالم الجميل الذي أسقطت فيه الروح نفسها ، وأبت إلا أن تظل ، غير أن الواقع فرض ذاته واجترها منه اجترارا .. |
رد: حمامة تستغيثكم
لم تعد إلى ما كانت إليه يا عزة..
هي كانت ترقص بين الحقول والوديان لكنها أخيرا وجدت نفسها في مكان لا شجر فيه ولا حتى حجر ليس لأن المغناطيس جذبها فهي حديدية.. حمامتي رخوة جدا.. حبات زرع كانت هي المغناطيس، حتى حبات الزرع المرسومة بإتقان اقتفتها لتجد أنها ظلت تتبعها إلى أن أغلق عليها باب السجن |
رد: حمامة تستغيثكم
لم أقل حديدية ليقيني بذلك ، أعلم أنها رخوة ، بل ابتغيت مزاحك لتبتسمي .
وتعالي وأنتصتي إلي :- ليس هناك سجن أقدر على كبت أنفسنا وتوثيقها بأغلال عاتية ، صنعتها هي لذاتها واستعذبتها ! نحن لا نفعل إلا ما نستحبه ويسعدنا ، وإن كانت حبات الزرع المرسومة مغناطيسا جذبتها ، فلربما كانت تلك الحبات أجمل بكثير من حبات حقيقية لكنها معطوبة لا تصلح ، ولو كان ذلك السجن الوهمي بجحود البراح الخارجي , لما ظلت فيه ، ولنفضت الخيال نفضة الرافض وحلقت بعيدا ، لكن البعيد ربما لم يكن أجمل ! حلقي ودعيني أحلق معك ، قصيرة تلك الحياة ، وقصيرة جدا دروبها ، غدا سوف تنتهي ، فلا يعود الزمان للخلف مهما عاد الخيال والتمني !! |
رد: حمامة تستغيثكم
شكرا عزة على تفاؤلك بأن تكون حمامتي بكل خير وسعادة ( ابتسامة)
|
رد: حمامة تستغيثكم
عفوا لك خولة ، منذ البداية وهي بأمان لا تقلقي عليها أبدا ..
|
رد: حمامة تستغيثكم
وتعودين إلى حمامتي عزة..
شكرا لكن؛ اليس هي من صاحت " ما تنتفنيش" |
رد: حمامة تستغيثكم
هي هي نفسها ؟؟!! والله ما كنت أعرف !! ولا ريشة لمستها والله روحي عديهم
|
رد: حمامة تستغيثكم
اقتباس:
|
الساعة الآن 07 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية