![]() |
ظبية ثائرة
كانت تمشي بالشارع سريعة الخطوات كعادتها بعدما خرجت من أحد المحلات التجارية الذي ابتاعت منه بعض الحلوى لصغيرتها ولها كذلك، لكنها هذه الأيام تشعر أن أشياء كثيرة فيها قد تغيرت؛ لقد أصبحت تحس بآلام داخلية لا تعرف مصدرها، صارت تبتعد عنها ابتسامتها شيئا فشيئا، وتحولت من نحلة نشيطة إلى تنين متوحش؛ غاضبة دائما، لا يفارقها الشعور بالكآبة ..
وهي عاقدة حاجبيها في طريقها للبيت يشاكسها أحد المارين الذي بدا له أن الحزينات سهل صيدهن بكلمة. اعتادت هي ألا ترد على أمثاله، وألا تعيرهم أدنى انتباه او اهتمام، لكنها الآن لديها رغبة جامحة في إخراج الغضب من داخلها، أحبت ضربه بكل قواها، تخيلت ذلك، رأت نفسها تضربه بحقيبتها، تلكمه، تركله، وسارت بخطواتها سريعة أكثر لكن النذل ساير سرعتها وأضاف سكرا مرّا على كلماته السابقة، كادت تطبق ما تخيلته قبل لحظة لولا أن تمالكت أنفاسها ونفسها، وبخلاف عادتها لم تطع صمتها هذه المرة، ولا سرعة خطواتها، بل توقفت فجأة، وحدجته بنظرة، ثم خاطبته بحدة: "إما أن تبتعد الآن أو ستنزل عليك صاعقه لن تدري من أي سماء هبطت عليك ".بدت على ملامحه الدهشة، وما إن حاولت هي أن تكمل مسيرها حتى رد عليها: " يا الله ما أحلاه الظبي حين يتحدث بلباقة!!" وخوفا من أن تنزل عليه الصاعقه اتجه سريعا نحو الرصيف الآخر وسار مهرولا.. أما هي؛ فلعل هذا الحدث كان عابرا لينسيها لحظة بعض ما صار يشغل بالها حد الاختناق... |
رد: ظبية ثائرة
قصة واقعية .. أكاد أرى بأم عيني تلك الظبية منتفخة الاوداج ، متسعة الأحداق ، تكاد تنقض على وغد من الاوغاد ، لكي تنزل عليه صاعقة كصاعقة قوم عاد ، ثم تعود إلى بيتها منشرحة الصدر والضمير والنبضات....
|
رد: ظبية ثائرة
جميل مرورك عزة.. شكرا فقد أضحكتني
|
رد: ظبية ثائرة
اقتباس:
|
رد: ظبية ثائرة
تخيلتني أنا ؟! هيهههيهه
|
رد: ظبية ثائرة
كان يمكن لهذا الحادث أن يجعل الظبية تطلق ضحكة مجلجلة رغم ما كان ينتابها من شعور بالضيق والقلق .
كثيرا ما تعترضنا أحداث تضع حدا ، ولو مؤقتا ، لما نشعر به . جميل سردك ووصفك للأحاسيس خولة . دمت مبدعة |
رد: ظبية ثائرة
يكفي أن ترسم كلمات ردك ابتسامة أستاذ رشيد... نستغني حينها عن الضحكة المجلجلة.... شكرا لك
|
الساعة الآن 34 : 09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية