منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   نسيت عندكم أسناني (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=34738)

حسن الحاجبي 20 / 03 / 2022 53 : 10 PM

نسيت عندكم أسناني
 
من عادتي ألا أستجيب لدعوات الضيافة الليلية و مآدب العشاء إلا فيما ندر,لكن المضيف في تلك الليلة كان رجلا شهما وصديقا عزيزا فرقت بيني وبينه عوادي الزمن لأعوام كثيرة, وحين عاد إلى أرض الوطن بعد غربة طويلة,كلف نفسه عناء دعوتي وأم العيال للتسامر وتناول طعام العشاء. إجتهدت زوجته مشكورة رفقة خادمتها في تحضير مائدة حوت من الأصناف مالذ وطاب,وبعد تذكر الأيام الخوالي بين ارتشافة شاي وأخرى,حان وقت الأكل, فكان من الطبيعي أن أنزع طقم أسناني الفوقي حتى أستطيع الأكل,لأنني لم أكن أقوى على المضغ به رغم محاولاتي المتكررة. نزعت الطقم برفق ومددت يدي إلى ورق كلينكس لممته فيه ثم دسسته تحت جلبابي ظنا مني أنني قد وضعته في جيبي. أحاطنا الرجل وزوجته ببالغ الحفاوة والكرم,وأكثر من ذلك, أوصلنا بسيارته إلى البيت فشكرنا له ممتنين. وقبل أن آوي إلى فراشي, بحثت عن طقم أسناني لأغسله بالفرشاة فلم أجده. تكدرت وأنا أفتقد أسناني,وغشيتني كآبة من غم أفسدت علي لذة ليلة ممتعة.. كيف سأقف غدا أمام تلامذتي بفم متهدل؟ وكيف لي أن ألقي خطبة الجمعة من فوق المنبر بلا أسنان؟؟ إشتدت علي وطأة السؤال فلم أذق للنوم طعما,أما زوجتي فقد اندست تحت اللحاف تداري ضحكة ماكرة لم تفلح في مغالبتها. على مائدة الفطور,كان الخبر قد نبأ إلى مسمع الأولاد ,ليستهلوا يومهم بنكتة يتندرون بها في مرح طفولي. وقبل أن ينفرط الجمع رن الهاتف في جيبي, وإذا بمضيف الأمس على الخط: ألو ,,صباح الخير سي حسن, كيف أمضيتم ليلتكم؟ ألو,,صباح الخير سي الحاج, شكرا مرة أخرى على كرم ضيافتكم. قل لي,,ألم تنس عندنا شيئا بالأمس؟ بلى, أظن أنني نسيت عندكم أسناني. أسنانك في الحفظ والصون,إنتظرني فأنا في طريقي إلى بيتكم. شكرا جزيلا أيها الصديق العزيز. تقافز الأولاد ضاحكين,وهم يحمدون لأبيهم سلامة عودة أسنانه,غيرآبهين بغضبة إصطنعتها وأنا أنهرهم كي يسكتوا. وبعد حين وصل الرجل وفي يده علبة مخملية جميلة, قدمها لي في أدب جم وانصرف. تحلق الجميع حول العلبة العجيبة. فتحناها فإذا بها طقم أسناني ملفوفا في منديل حريري ومعه قطع من الحلوى والشوكولاطة الفرنسية الفاخرة. تخاطف الأولاد قطع الحلوى والشوكولاطة, بينما استفردت أمهم بالمنديل.أما أنا فيكفيني غبطة أن عادت لي أسناني.

خولة السعيد 21 / 03 / 2022 32 : 01 PM

رد: نسيت عندكم أسناني
 
الحمد لله على سلامتك إذ عدت لنور الأدب أستاذ حسن..
والحمد لله أن حسن القصة لم يقف أمام تلامذته بفم متهدل ، وعادت له أسنانه سريعا...
قصة ممتعة ببساطة جميلة

ليلى مرجان 22 / 03 / 2022 27 : 06 PM

رد: نسيت عندكم أسناني
 
عودة ميمونة السي حسن، وشكرا على مشاركتنا هذه القصة السلسة الممتعة.
تقديري واحترامي

حسن الحاجبي 29 / 03 / 2022 56 : 11 PM

رد: نسيت عندكم أسناني
 
الكريمة الفاضلة : خولة السعيد
شكرا جزيلا على التهنئة وأدام الله حسكم وإشراقتكم البهية بنور الأدب أنتم وباقي الرواد

حسن الحاجبي 29 / 03 / 2022 58 : 11 PM

رد: نسيت عندكم أسناني
 
الفاضلة المحترمة : ليلى مرجان
من دوافع سروري أن تمهروا صفحتي بتوقيعكم وإطرائكم الجميل
دمتم ودام لكم التألق والإبداع


الساعة الآن 14 : 06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية