منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   القرآن الكريم (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=430)
-   -   صفات الصدر في القرآن الكريم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=34844)

عوني القرمة 20 / 05 / 2022 26 : 03 PM

صفات الصدر في القرآن الكريم
 
من صفات الصدر في القرآن الكريم:
- الانشراح: ﴿وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً النحل106، والانشراح هو التوسعة والفتح والفهْم والكشف. ولم يقرن الشَّرْح بالقلب قطّ؛لأنَّ محلَّ الوسوسة هو الصدر على ما قال: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ 5الناس فالصدور بحاجة إلى القوَّة والتوسعة لتكون حصنًا للقلب من أهواء الشياطين. أمَّا القلب فوصف بالهداية، والإنابة، والكتابة عليه، والتطهير، والتزيين وغيرها مما يقارب الشرح.
- الإسلام: ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِالأنعام125ومن انشرح صدره للإسلام اتسع وانفسح واستنار بنور الإيمان؛ فاطمأنَّت نفسه بذلك وأحبَّ الخير، وطابت نفسه لفعله متلذذًا غير مستثقل. والإسلام محلّه الصدر، والإيمان فمحلّه القلب: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْالحجرات 7، وكذلك الهداية: ﴿وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُالتغابن 11 لذلك كان شرحالصدر مقدمة لسطوع الهداية في القلب، وهداية القلب تكون بالإيمان.
- الكفر: ﴿وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ النحل 106 أي: وسع صدره ليستقبل الكفر مختاراً مستحباً.
- الضيق: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً الأنعام125أما هذا فقد ضاق صدره عن الإيمان، والضيق ضد الاتساع والانشراح، فلما ضاق صدره عن الهدى شغل الضلال قلبه، وإنما يكون القلب محل الضلال والهداية.
- الحرج: ﴿كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ الأعراف 2 والمعنى: لا يضيق صدرك بالبلاغ، والحرج هو شدة الضيق، وأصله في اللسان العربي: غيضة الشجر الملتفَّة لا يقدر أَحدٌ أن يَنْفُذَ فيها.ولما يصيب الصدر وهو وعاء القلب حرج وضيق وحصر، يمتنع المدد الإيماني عن القلب حتى يمنى بالغلف أو القفل أو الختم.
- الصدر مخزن العلم والأسرار: أما العلم ففي مثل قوله: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ العنكبوت49وأما ما تكن الصدور، ففي مثل قوله: ﴿أَوَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ العنكبوت 10 .
- وصف الصدر بأنه محل الوساوس: والوسواس هو الصوت الخفي الهامس، وقوله: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ الناس 5 عن إلقاء الشيطان، يقابل وصف القلب بإنزال الوحي عليه: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ193 عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ 194 الشعراء. ومع وسوسة الشيطان في الصدور يأتي حديث النفس الأمارة في مقابل الطمأنينة في القلوب.
- الصدر محل الرغبات:﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ غافر 80 وأمَّا القلب فمحل المشاعر.
- وصف الصَّدر بالكبر: ﴿إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ غافر56 وهو الاستعلاء، وهو ما ينتج الغلّ الذي هو من أمراض القلب، ووروده في: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ الأعراف 42 من باب ذكر الكل وإرادة الجزء.
- وصف الصَّدر بالابتلاء: ﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ آل عمران154 والبلاء هو الامتحان بالخير والشر، وهو شأن الصدور، بينما الابتِلاء يكون سببًا في تمحيص ما في القلوب. فالابتلاء لا يكون إلاَّ للظَّاهر، والتَّمحيص لِلباطن، يقول تعالى: ﴿أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُورِ 9 وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ 10 العاديات والتَّحصيل: إخراج المحتوى من بين الحاوي، ليكون الحساب على ما حوَتِ الصُّدور.
- وصف الصَّدر بالرهبة:﴿لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ الحشر 13 والرهبة هي طول واستِمْرار الخوف، ومنه اشتق: الراهب لأنه دائم الخوف. والخوف في القلب إذا اشتد نفذ من القلب للصدر ولسائر الجسم.
- وصف الصدْر بالشِّفاء: ﴿قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ يونس 57 وهو القرآن يشْفي منأمراض الشهوات الصادّة عن الانقياد للشرع، ومن أمراض الشبهات القادحة في العلم اليقيني. فالقلب محل المرَضوأعراضه، بينما الصدر محل الشفاء. والمرض هنا قد يدل على النفاق وهو مرض خفي يصيب القلب، وشفاؤه ظاهر في الطاعة وصالح الأعمال، وهذا من مقتضيات الإسلام. تلك الأمراض إذاً شعورية محلها القلب، وعلاجها في الصدر عبر الجوارح. وقوله: ﴿وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ التوبة 14 يشير إلى غيظ المؤمنين وحنقهم على الأعداء مما يصيبهم بالهَمّ والغمّ وهي أمور قلبية، ولا يذهب غيظ قلوبهم إلا كسرهم لشأفة الكافرين، فترتاح صدورهم.
العلاقة إذاً بين القلب والصدر علاقة تكامل من ناحية، وعلاقة الجزء بالكل من ناحية أخرى.


الساعة الآن 45 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية