تحية أدبية طيبة
تحية لكل من افتقد نور الأدب ونشاطاته.. لكل من تساءل عن غيابنا الطويل..
شكراً لكل مهتم ولكل من سأل ويسأل ولكل من ستسعده عودتنا لتنشيط هذا الصرح بإذن الله..
كيف أبدأ ومن أين؟!
لا شك أن الغياب طال؛ وليس غيابي وحدي بل هو غيابنا بشكل جماعي وكأننا اتفقنا على الغياب .. لم نتفق على الغياب لكن قسوة الأيام تجعل كل منا يتعرض لما يبعده قسراً في تزامن عجيب..!
سبحان الله ولا قوة إلا به..
السنوات الأخيرة، من جهتي غبتُ فيها كثيراً ، واعتذرت عن الغياب أكثر من مرة على أمل تحسن صحتي من جهة وظروف شخصية من جهة أخرى، وقفتا لي بالمرصاد في كل مرة .. وكله أولاً وأخيراً بأمر الله.. (أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد)
بالإضافة لهذا وذاك ومما زاد الطين بلّة عليّ صحياً ونفسياً، شاء الله سبحانه ، أن أمرّ بتجربة مريرة ، ربما من النادر جداً أن تحدث لأحد، سوى أهلنا في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، وما يكابدونه من أهوال أصعب وأمر من الوصف وكل مفردات اللغة، كان الله بعونهم..
تشاورنا وقررنا الانتقال من المنزل الذي كنا نسكنه، ( من جهتي قبلت على مضض بسبب كبر حجم البيت ورخصه مقارنة بالأسعار الجديدة) وأخذنا منزل آخر ، على أساس نستلمه قبل عدة أيام من بداية الشهر السابع لنسلم البيت للسكان الجدد، وحين حان الوقت بقيت الساكنة تؤجل بنا ولا أحد يجدها ولا ترد على هاتف حتى آخر ليلة وفي المساء قبل بداية الشهر، لنجد البيت الذي يفترض أن ننتقل له غارق بالمياه والعفن يملأ الطابق السفلي إلخ.. مما جعله غير صالح بتاتاً للسكن الآدمي أو حتى دون ذلك.. في الثامنة صباحاً كان شحن السكان الجدد وصل بأثاثهم ومتاعهم ونحن ما زلنا لم ننم ولا نعرف ماذا نفعل وإلى أين، أقله بكل ما لدينا من أثاث ومتاع ، وكان لا بد من الاستغناء عن الكثير واستئجار عدة حاويات لحفظ الأثاث، كل واحدة منها بسبعمائة دولار شهرياً ، وشاحنتين واحدة لنقل ما نود الاحتفاظ به إلى الحاويات التي استأجرناها والثانية لرمي ما سنضطر لرميه بعد ترك الكثير للسكان الجدد، واحتاجت العملية لعشرين شخصاً يتقاضون على الساعة في عملية النقل، وعليه حدثت فوضى عارمة، رموا ما لا يفترض أن يرمى بأي حال وكسروا الكثير وخلطوا الصناديق والحقائب الشخصية التي كانت جانباً ونقلوها إلى الحاويات في الخلف إلخ.. كانت كارثة فعلاً إلى حد أني فقدت حتى أوراقي الثبوتية وجوازات السفر ومعظم ملابسنا وطبعاً كلمات السر والأجهزة وكل ما يتعلق بالموقع، واستأجرت شقة مفروشة بقيت فيها حتى أخذنا من قريب هذا البيت الأغلى بمرتين ونصف عما كنا ندفع والأصغر والبعيد عن المدينة ساعة في السيارة وبمنطقة ليس فيها عرب، أرجو الله أن يجعل ما مررنا به طهوراً.. طبعاً حالتي النفسية كانت أسوأ مما يتصور أحد وحالتي الصحية انهارت تقريباً، ووالله حين عثرت منذ أيام على أوراقي وجوازات السفر وكلمات السر، شعرت كأني عثرت على كنز ..!

بالعودة لموضوعنا..
عملنا أساساً هو عمل جماعي لا يستطيع القيام به فردٌ واحد مهما حاول،لأننا جميعاً بالأساس تحت ألطاف الله ..
تشاء الصدف والأقدار أن نتعرض بشكل جماعي لآلام وأقدار وأمراض .. !
الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية وهو الذي ما دأب يسهر على شؤون هذا الصرح ولا يغيب عنه يوماً طوال سنوات طويلة، شاء القدر أن يتعرض أيضاً لمرضٍ طويل، نحمد الله على نجاته منه..
تشاء الظروف أن يصفع القدر دكتورة رجاء بنحيدا ، ويتركها تعاني ما تعانيه..
تشاء الظروف والأقدار أن يتعرض الدكتور منذر أبو شعر لمرض قاسٍ، أجاره الله وقواه وأعاده لنا سالماً معافى..
أما الأديب أخي رشيد الميموني، لم نتواصل منذ فترة طويلة .. لكني متأكدة أن لغيابه الجزئي سبب قاهر..
الأديب العزيز الأستاذ محمد توفيق الصواف، وهو أول من تعرض لمحنة صحية صعبة جداً، وباتت صحته ليست كالسابق ..
الشاعر الأستاذ غالب الغول، انقطعت عنا أخباره بعد هجرته إلى بلد آخر غير الذي كان يقيم فيه، أرجو أن يكون بخير ويطمئننا أحد عنه.
الأديبة عروبة شنكان، سمعت أنها أجرت عملية في عينيها ، شفاها الله وعافاها.
وأخيراً الوجع الشديد الجديد لمن دأبت تسهر على الموقع رغم غيابنا وتنشط بكل ما تستطيع، وتتواصل وتطمئن على كل فرد من أفراد الأسرة النور أدبية .. الحبيبة الغالية علينا جميعاً وعلى كل من عرفها " الأديبة خولة السعيد " التي تمر بأزمة صحية شديدة، شفاها الله وعافاها وردها لبناتها وأسرتها وأهلها وتلميذاتها اللاتي يعشقنها، ولعائلتها الثانية النور أدبية ولنا جميعاً، نرجو الله سبحانه أن يقف بجانبها ويشفيها من كل داء ، اللهم آمين..
ماذا بعد؟
لن أتعهد وأجزم، ونحن جميعاً تحت ألطاف الله كما أوجزت أعلاه..!
سأجاهد حتى لا أخذل هذا الصرح وتاريخه العريق، وأدعو كل مخلصة ومخلص لهذا الصرح أن تـ/ يجاهد ويقف حتى نتمكن معاً من استعادة صرحنا بما يليق به وبتاريخه.. أنا وحدي لا أستطيع ولا أنت ولا هي وهو.. جميعنا معاً نستطيع بإذن الله، وإذا أصاب أحدنا سوء يسدّ الآخر مكانه، وإن كنا ندعو الله السلامة للجميع وفرحاً وإبداعاً وتألقاً، تيمناً بدعاء رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم: (( إن لم يكن بك غضب علينا لا نبالي لكنّ عافيتك أوسع لنا.. )) اللهم منّ علينا جميعاً بالعافية والمعافاة، إنك على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة لنا إلا بك..
الآن ..
أود أن نبدأ بإنجاز كل ما تأخر، شهادات التقدير والتكريم والكتاب الالكتروني.. وهناك درع سيسلم باليد ، ستقوم الدكتورة "رجاء بن حيدا" بتسليمه وتصوير تسليمه للمكرمة في أقرب وقت إن شاء الله
لكن أولاً أطلب إثبات الحضور والمؤازرة من أسرتنا النور أدبية ومن أعضاء ومحبي هذا الصرح
وعليه، سأترك هذا الملف لمداخلاتكم ، كلٌ بكلمته ورسالته التي يود تركها ، حتى أعرف كيف ومع من نبدأ العمل
كل الشكر والتقدير والمحبة للجميع

هدى نورالدين الخطيب