منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الخاطـرة (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   صباح دافئ و حديث لا ينتهي... د. نوال بكيز (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=35270)

د. نوال بكيز 16 / 07 / 2025 23 : 05 AM

صباح دافئ و حديث لا ينتهي... د. نوال بكيز
 
كان لقاؤنا الأخير يا صديقتي متعبا مثقلا بالاهات و الجراحات.
كنا نتثاءب و كأننا لم ننم ليالي طويلة.
جلسنا جنبا إلى جنب نتقاسم صمت الراحة كرفيقتين جمعهما التعب و الحنين إلى دفء بسيط، و ثقل الزمن الذي لا ينتهي بدا واضحا على ذواتنا المنهكة.
كان الفطور لذيذا و شهيتنا مفتوحة و كأننا لم ناكل منذ زمن بعيد.
رائحة جميلة..
خبز ساخن، جبن و زيتون اسود لامع مع عجة بيض ذهبية.
وطبق السلطة مع حبات الذرى بدا متناغما مع ثوبك الأخضر المزركش بالوان الربيع البهية.
وكأس شاي يعبق برائحة النعناع الزكية.
جلسنا جنبا إلى جنب نتقاسم اللقمة الهنية و الضحكة البريئة؛ كأن التعب ذاب بيننا في سكينة ألفة ابدية.
امتدت ايدينا إلى عجة البيض و كان لنا في كل لقمة عزاء و في كل رشفة شاي دفء حكاية قديمة.
كانت المائدة بسيطة لكن طعمها كان يفوح راحة و طمأنينة.
وصوت فيروز يعزف بنعومة على أوتار التعب يواسي القلب الماتع بجمال المشاركة النجية. وبين كل تنهيدة وابتسامة استعدنا شيئا من الحياة، من الذكريات الجميلة.
لم تكن الكلمات كثيرة لكنها نطقت عن سعادة دفينة، عن صداقة لا تحتاج إلى شرح.
ثم متأبطة ذراعك عزيزتي قطعنا الشارع بثبات و مضى كل إلى سبيله والنفس تحلق عاليا والأحلام وردية دمت لي صديقتي نورا يشع أبدا بالطاقة الإيجابية.

خولة السعيد 16 / 07 / 2025 09 : 02 PM

رد: صباح دافئ و حديث لا ينتهي... د. نوال بكيز
 
رائعة جدا!
تعجبني هذه الصداقة التي تصور كثيرا من الحب والأمل والتفاؤل....
شكرا على كلماتك الجميلة أستاذة نوال

د. نوال بكيز 16 / 07 / 2025 45 : 04 PM

رد: صباح دافئ و حديث لا ينتهي... د. نوال بكيز
 
رد على الأستاذة خولة
بل شكرا لقلبك النقي و حسك المرهف عزيزتي الذي يتذوق كل ما هو جميل.

د. رجاء بنحيدا 17 / 07 / 2025 45 : 11 AM

رد: صباح دافئ و حديث لا ينتهي... د. نوال بكيز
 
وصلت قبلك بقليل، فوجدتني أغرق في تأملات لا تنتهي، كأن الزمن يتقلص ويتمدد في آن، فيجمع بين الأمس واليوم. هذا المكان، مقعدي المعهود، ليس مجرد مكان أجلس فيه، بل هو عهد على الثبات، على وفاء الروح لما ألفته.
أتعجب في بعض الأحيان من إصرارك على تغيير مقهانا المألوفة، وكأنك لا تعلمين أن الراحة أحيانا تكمن في تكرار المألوف، في رسوخ الطمأنينة التي يمنحها الاعتياد… ألا تجدين في ثباتنا هنا عزاء لا تضاهيه مغامرات التغيير؟
ارتديت اليوم لوني الأخضر، نعم، هو لون لا أمل منه، لون يعكس الجمال والأمل، كنسيم الفجر الذي يداعب الروح. وقد خطرت في بالي لتوّي صورة جلبابك التقليدي الأزرق السماوي، ذاك الذي أضاء لحظاتنا، تماما كما أشرقت شمس ذاك الصباح التي كانت محتشمة في بدايتها، لتنبعث منها ذاك الوهج الدافئ مع الظهيرة، حين كنا نودع بعضنا، تاركات أثرا من نور ودفء لا يمحى.
لقد كان لقاؤنا، كما هو دائما، بلسمًا لندوب الروح، ورشفة من ماء الحياة تروي عطش الأيام. وكأن كل تعب، وكل آهة، قد ذاب في صمتنا المتبادل، في تلك الألفة الأبدية التي تجمعنا. كانت كل لقمة من ذاك الفطور الساحر، وكل رشفة من الشاي المعطر بالنعناع، حكاية قديمة تروى، تقدم عزاء وسكينة للقلب المتعب.
أما فيروز،فكان صوتها مواساة لقلب أرهقه الزمن، لكنه ازداد ح بجمال مشاركتك النقية. لم نكن بحاجة لكلمات كثيرة، فالصداقة الحقيقية تتحدث بلغة الأرواح، تنطق عن سعادة دفينة لا تحتاج إلى ترجمان.
ياله له من يوم مبارك صديقتي ، وقد أتيت فيه بلا سيارة، لأنني، كما تعلمين، بعتها. وكم كان ذلك من جميل الأقدار، إذ سمح لي بأن أحظى بتلك اللحظات النادرة، وذراعك متأبطة ذراعي، نقطع الشارع بثبات، كأننا نقطع دروب العمر. مضى كل منا إلى سبيله، لكن النفس حلقت عاليا، والأحلام تفتحت وردية كفجر جديد.
يا نوال ، يا غالية ، دمت لي نورا ، ودليلا لا يضل، ورفيقة لا تتبدل.


الساعة الآن 05 : 10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية