![]() |
العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[frame="2 10"]
ما يجري في وطننا العربي من المحيط إلى الخليج يحتاج وقفة طويلة و فتح كثير جداً من الملفات و مناقشة القضايا بشكل متأن .. و أهم و أخطر هذه الملفات أو الثغرة التي دأب على فتحها المستعمر ليدخل منها كانت و ما تزال و ستبقى ثغرات الأقليات الدينية و العرقية في وطننا العربي وفوضى التزييف وعبث كل فئة بالتاريخ و الجغرافيا على هواهم و كما يتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم وحتى أطماعهم على اعتبار أن العجل العربي خصوصاً بعد سقوط العراق وقع أرضاً لتنهال عليه السكاكين بالطعن و التشويه و تحميله مسؤولية كل الشوائب، و لعلنا في هذه المرحلة من الفتن القائمة و التي يضرب على وترها الاستعمار، يشعل نارها و يغذيها نحتاج وقفة طويلة والعمل على تنقية التاريخ من التزييف و التفكير بكيفية معالجة هذه القضايا.. كل تاريخنا العربي تم تزييفه وكل أبطالنا ورموزنا قديمهم وحديثهم شوهت سيرة كل منهم، من الناحية الدينية لدينا فئة كبيرة في طائفتنا بالذات ما زالت ترزح تحت ثقل قضايا التخلف والتي يمزج البسطاء فيها بين الخرافات و العادات الشعبية والأساطير و بين الدين إلى حد محبط أحياناً مثل الخرافات التي ينضوي تحت لواء عبثيتها و تعطيلها للعقل و الفكر فئة كبيرة من المجتمع تشوه به الدين بهذا الخلط الغريب و تعطل هذه الشريحة الكبيرة في بؤرة السلبية المرضية فيما يتعلق بالجان و إحالة كل الأمراض العصبية و النفسية و العقلية إلى أفعال الجان و لبسهم حتى الزواج منهم، وهذه الفئة تشكل أرضية خصبة للاستعمار في سبيل استهداف الدين وتشويهه من الداخل. كيف يمكن لنا أن نتحرر إن لم نعمل على معالجة كل هذه الأمور و إعادة بناءالمجتمع بالشكل السليم؟! بالإضافة إلى ذلك بات لدينا ارتفاع كبير بمستوى الفساد وإستشراسه في وطننا العربي من خلال التقاء المصالح بين أهل الحكم و أهل الفساد أو ما يصطلح على تسميته بالزواج الكاثوليكي بينهما حتى أصبح هؤلاء يشكلون الغالبية العظمى من أهل المال مما أعاد تشكيل طبقات المجتمع على هذا الأساس وأدى إلى اضمحلال الطبقة المتوسطة مقابل ارتفاع خطير بنسبة شريحة الفقر المدقع و غالبيتهم ممن كانوا يشكلون الطبقة المتوسطة. صعود أهل الفساد إلى أعلى السلّم الطبقي ومخاطره الجسيمة من أهمها إسقاطه لحصون الأخلاق و المبادئ عند الأجيال الناشئة ودس السموم على مختلف أنواعها وإعطائهم المثل السيئ حتى أصبح مثل العصر: " لكي تعيش ينبغي أن تكون بلا أخلاق ولا مبادئ و إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب " و باتت تترسخ بالفعل فكرة أن الأخلاق و التمسك بقيم الإنسانية مرادفان للغباء و قلّة الحيلة. من خططوا لغزو وتحطيم المجتمع العربي لم يفتهم إيجاد بديل للشباب المتدين والرافض للفساد على أشكاله و الواقع المزري من مصرف ديني شكلوه لنا على أسس الهدم النفسي الداخلي وبالتأكيد أنهم في تشكيل هذا الاتجاه و زرعه درسوا ملياً فرقة الخوارج لكن تأثرهم الواضح عند عملية الزرع بفرقة من اليهود الفريزيين "القنّاؤون " و في محاولتي لتتبع ما ورد عن هذه الفرقة بأكثر من مرجع وجدت فكرة التنظيم مشابهة بشكل ملفت فهم أساساً تابعون لأحد أكبر المذاهب اليهودية حتى فيما يختص بالمظهر و الذقن الطويلة المتناثرة و التطرف الشديد والغلو في التحليل و التحريم على كيفهم و تكفير كل من يعارضهم ومتخصصون بممارسة التصفيات و الاغتيالات و هذه الفرقة بقيت تمارس عملها بشكل سري غير منظم في البداية إلى أن أصبحت بعد قيام الدولة الإسرائيلية فرقة منظمة داخل الموساد تمارس الاغتيالات حول العالم إلى أن توقفت تماماً عن نشاطها مع بداية القرن الحادي و العشرين ليحل مكانها" الإرهاب الإسلامي"!! * هذه فكرة عن أهم و أخطر القضايا التي نحتاج تناولها على بساط البحث و التشريح، النقاش والحوار.. و أود أن نبدأ من الملف الأول حول الأقليات العرقية و الدينية خاصة وأنه ملف شديد الخطورة، احتلال فلسطين و قيام دولة إسرائيل دخل و لفق و زور حقوق باطلة مستغلاً إحدى هذه الثغرات للضرب على وتر الطائفية و الدين عند اليهود العرب،و من قبل دخل الصليبيون بنفس الأسلوب و بحجة حماية المسيحيين العرب و على الرغم من التجربتين الفاشلتين ما زال الاستعمار يضرب على وتر الأقليات بعد تطوير أدواته بحجة دعمهم والدفاع عن مصالحهم و إثارة الفتن و النعرات على مبدأ فرق تسد و حث كل فئة على إعادة صياغة تاريخها كما يروق لها و رسم جغرافية الوطن القومي الذي سيقتطع لها من الكعكة العربية أوعلى الأصح من جسد الثور العربي الذبيح. الاستعمار بالتأكيد لا تهمه مصالح أيٌ من هذه الأقليات لا من بعيد و لا من قريب و هم مجرد أدواة يستعملها و يشهد على هذا وضع اليهود العرب و كل يهود الشرق "السفارديم" في فلسطين المحتلة تحت مسمّى سيئة الذكر إسرائيل وما يعانون من عنصرية ضدهم و استخدامهم في الأعمال الوضيعة و رمي شبابهم بالجيش في الأماكن الخطرة و في المواجهة إلخ و ما حصل مع عملائهم في لبنان فيما كان يسمّى بجيش لبنان الجنوبي حين التجئوا لهم بعد انسحاب الصهاينة و التعامل مع عملاء العرب لأي دين انتموا لا يختلف كثيراً و يكون حسب مقتضيات الحاجة لهم أو انعدامها، فلبعض يهود العرب أدوار بغاية الأهمية في الموساد فيما يختص بعمليات زرعهم في وطننا العربي تحت أسماء و ديانات مختلفة، قرأت و سمعت شهادات عن قصص كثيرة من هذا النوع على سبيل المثال أروي قصة سيدة، ابنة إمام مـسـجد إحدى قرى البقاع الغربي في لبنان: " تزوجت من فلسطيني وأحبته على أساس أنه مناضل وطني و أنجبت له ولدين، إلى أن اختفى فجأة لفترة ثم اتصل وأقنعها بمقابلته و بصحبتها الأولاد، و الخلاصة كانت هذه خطته لخطف الأولاد تاركاً لها رسالة يخبرها بأن مهمته انتهت و بأنه متزوج أصلاًَ ولا يعتبرها زوجته لكنه ما كان ليترك أولاده لمسلمة عربية تربيهم على هذا الأساس، و هنا تلك المسكينة أدركت أن زوجها لم يكن سوى إسرائيلي يعمل جاسوساً لصالح الموساد بعدما تم زرعه باسم وصفة أخرى و كان الزواج منها كابنة إمام مـسـجد معروف من ضمن عملية التمويه، و حسبما سمعت من قريبتها أنّ أحدا منهم لم يشك به يوماً لا بشكله و لا لهجته" أعتقد أن معظمنا يعرف عن علاقة الباشمركة من أكراد العراق بإسرائيل و تدريب الموساد لهم و العلاقة الطويلة والمميزة بين الإسرائيليين و آل البرزاني و تواجد الموساد واضحاً اليوم في العراق المحتل حتى أن الضابط المسؤول في تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس صدام حسين كان من الموساد. الخلاصة لبعض هذه الأقليات مطالب محقة إلى حدٍ ما منذ أيام الاستعمارالتركي الذي كان مجحفاً معهم غلى حد أثار العصبيات و جاء الاستعمار الغربي و قطّع وطننا العربي مكرساً الظلم أو مثيراً القلاقل، و بالرغم من علمنا بخطورة هذه الملفات و أهمية الحوار فيما بيننا و بينهم حتى نسد هذه الثغرات فإننا لا نفعل و لا نستفيد من كلّ ما حصل ونتعامل أحياناً بشيء من العنصرية و عدم الاعتراف بالآخر فنساهم بتركهم لقمة سائغة بين فكي الاستعمار لاستعمالهم كقنبلة موقوتة في أي وقت ضدنا من جهة وضد مصالحهم الحقيقية على المدى الطويل. هذا من جهة ومن جهة أخرى للأسف نترك كل من شاء أن يزيف التاريخ أن يفعل دونما العمل على تصحيحه وتنقيحه من قبلنا وفضح التزييف. بعض الأقليات ينتمون إلى أعراق مختلفة عن العرب كالأكراد وجزء من الأمازيغ ( لا كلهم) ولكن الغالبية ينتسبون لذات الأصول العربية كالسريان والكلدان و الأشور و بعض آخر منهم قضيته مزيفة تماماً مثل قضية الطائفة المارونية ( ذات الجذور العربية الأكيدة وكونهم غساسنة ) في لبنان و تبشثها بالقومية الفينيقية ( الكنعانية) على الرغم من أن سكان المدن الساحلية اللبنانية تاريخيا جلّهم من المسلمين السنّة و هؤلاء وفق الأبحاث التي جرت من يحملون الدماء الكنعانية الفينيقية مع باقي الشريط الساحلي من شمال سوريا و صولاً إلى فلسطين ، هذا على الرغم من عدم التعارض مطلقاً بين الفينيقية الكنعانية والعروبة بل هي في حقيقة الأمر إثبات لنا لا ضدنا ولهذا تم العمل على تزييفها واستغلالها من خلال الحزب الذي أنشأه بيير الجميّل بدعم من الغرب عموماً وفرنسا خصوصاً، والجميّل هذا قبطي الأصل هاجر والده من مصر وكان يعمل صيدلياً، بينما من المعروف أن الطائفتين المارونية و الدرزية هم من العرب العاربة( الموارنة من الغساسنة والدروز من المناذرة ) وقد أجلى الاستعمار التركي الموارنة عن لواء الاسكندونة شمال سورية ( المحتل من الأتراك) وعن جزيرة قبرص العربية الأصل أبان التغيير الديمغرافي الذي قاموا به عبر إجلاء العرب عنها، و بالعودة إلى الوراء نجد الموارنة في بلاد الشام هم أرباب الفكر القومي العربي!! أتمنى أن أجد تقبلاً و تفاعلا لفتح هذه الملفات بطريقة واعية و الحوار البنّاء فيما يختص بإعادة صياغة التاريخ وتنقيحه و توضيح كافة الجوانب وإثرائه بالحوار و النقاش الهادف. [/frame] |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
هل تاريخ منطقتنا شائك و معقّد حتى بات مستغلقاً على الفهم ؟!! أو أن هناك من يعمل ويسعى لجعله شائكاً ليسهل تزييفه لحاجة في نفس يعقوب؟؟!! هل الوطن العربي أوطان لأمم و أعراق مختلفة حاول العرب طمسها؟!!!! و هل العرب الحقيقيون هم فقط العشائر البدوية في شبه الجزيرة العربية كما يحلو لبعض الأعراق تصنيفهم؟!!! و ربما ليس هناك أمّة عربية من الأساس!! بلاد الشام رومانية على سريانية و الخليج و معه العراق فارسي على أشوري وبلاد المغرب أمازيغي و صحراوي و مصر و السودان قبطي/ فرعوني/ نوبي؟!! و السؤال أو التساؤل الأخير ليس على سبيل السخرية و التهكم و إنما يعبر عن آراء كتّاب في مقالين قرأتهما في اثنتان من مجلاتنا العربية في كندا، أولهما لكاتب سرياني بعنوان: ' مسلمون سريان لا عرب مسيحييون' يقول أن كل بلاد الشام من الإسكندرونة إلى جنوب فلسطين بلاد سريانية أحتلتها جحافل بدو صحراء شبه الجزيرة و فرضوا على السريان ديانتهم و لغتهم بالقوة إلخ..، و كان لي رد عليه في نفس المكان من الصحيفة و هذا الموضوع في الرد نشرته أيضاً في موقع أوراق99 ولمن يحب الإطلاع عليه يجده في ملف أوراق هـدى الخطيب على يمين الصفحة بعنوان: ' عرب مسيحييون ' و الذي قد أضمه لاحقاً لهذا الملف، أما المقال الثاني أو بالأحرى السلسلة الأسبوعية فكانت لكاتب قبطي في إحدى المجلات المصرية للأقباط بعنوان : ' الصهيونية العربية ' و قد أرسلت للرد عليه لكن صحيفتهم لم تنشر مقالتي فاضطررت للرد بصحيفة أخرى و أخذ الموضوع بيننا نمطاً سجاليا أسبوعياً و لفترة ، و هذا الكاتب هو الذي وضع التصنيف أعلاه لبلادنا فلم يترك للعرب حتى شبه الجزيرة العربية قائلاً : (( الصهيونية الوحيدة في مفهومها الإستعماري لتاريخ الأمم هي الصهيونية العربية' إلخ....)) تمهيد في فتح هذا الملف ينبغي أن أكون موضوعية و هذا ما أعد به و لا أعد أن أكون حيادية لأسباب عديدة أهمها أنه في أي موضوع فيه اختلاف بالآراء يستحيل أن يثق الجميع بحياديتي و من جهة أخرى فأنا لي آرائي التي أثق بها و كذلك أنا ابنة الأمة العربية التي أنتسب لها ليس فقط برؤيتي و لغتي و ديني و إنما أيضاً بنسبي العربي الصريح من جهة أبي و أمي وفق شجرة العائلة لكلٍ منهما فأرجو أخذ هذا بعين الاعتبار، أدافع عن أمّتي و أوضح أي زيف و سوء تفسير يطالها و حياديتي تكمن بترحيبي في طرح الرأي الآخر و عرضه و مناقشته بروية و احترام و محبة لبناء جسور التفاهم.. العرب شعب سامي نسبة لسام بن نوح ( ع)و قد اختلف المؤرخون حول موطنهم الأصلي بين من قالوا اليمن أو العراق و بلاد الشام، شبه جزيرة العرب، شمال إفريقيا، و ذلك لأن العرب لهم تواجد قديم جداً في كل هذه المناطق و على امتدادها موطنهم لآلاف السنين و قد عرّف العرب بفرعين العرب العاربة و المستعربة أو القحطانيين و العدنانيين و يقال أن أول تسمية لهم بالعرب كانت نسبة ليعرب بن قحطان الذي نطق بأفصح عربية و أوجزها أو طبقاً لمعنى أعرَب: أي أفصح و أبان و لعله لهذا و ذاك معاً، و كان لهذا الشعب أسماء كثيرة عرف بها سابقاً قد يكون أقدمها: ' الأموريين ' و كما يظهر أن الهكسوس و هو أحد أسمائهم القديمة هم من احتلوا مصر الفرعونية إلى أن استعادها الفراعنة بقيادة البطل أحمس في نواحي الأسرة السادسة عشر، و يعنينا لتكتمل الصورة فترة ما قبل أن يحملوا إسم العرب. لا شك أن اللغة تتغير موسيقاها و تدخل عليها مفردات إلخ.. بالمصاهرة و الهجرات فيصبح للغة لهجات تزداد بعداً عن الأصل حتى تتولد عنها لغات يعيش منها ما يعيش و يندثر بعضها ( نجد الفرق في اللهجات بين قرية و أخرى مجاورة حتى اليوم) و من غير شك أن اللغة العربية ( عربية مكة) هي الأجمل في موسيقاها و أغنى و أكمل اللغات واللهجات السامية وينبغي لنا التوقف طويلاً للتعرف على مراحل التطور كما يسميها علماء اللغات القديمة، من الأرامية إلى الأرابية. بعد أن اكتملت عملية التطور اللغوي و عرفوا باسم العرب يجد الباحث أن الهجرات استمرت في نطاق المنطقة العربية بأكملها. اللغات السامية: البابلية، الأشورية، السريانية ، الصابئية ، النبطية ، السامرية ، التدمرية ، الآرامية، المؤابية، الكنعانية الفينيقية ، العبرية . ملاحظة: " الكنعانية الفينيقية، العبرية، المؤابية كلها في التصنيف منظومة واحدة تسمى الفصيلة الوسطى و يصعب الفصل بينها لأنها في حقيقة الأمر إحدى اللهجات الأرامية مع الإشارة أن ما يسمى بالعبرية مأخوذ من إحدى لهجات أجدادنا الكنعانيون في الجنوب و تأت بين الأرامية من جهة و العربية من الجهة الأخرى في عملية التطور" العربية الفصحى ، اللهجات الرئيسية، العربية الجنوبية أو الحميرية- السبئية، الحبشية. و لغتنا العربية الفصحى هي لغة أهل قريش و القرآن الكريم و هي قمّة العربية فيما يعرف غيرها بالعنعنة و الكشكشة إلخ.. و التأثر باللهجات الأخرى ما زال موجوداً حتى اليوم فيما يعرف باللهجات الشعبية المحلية. هذا التفرع اللغوي يعطينا فكرة عن الموطن الأصلي للساميين عموماً و العرب خصوصاً و هو بلاد الشام أو سام ( اللهجة الكنعانية/ الفينيقية بلفظ السين شين) امتداداً للعراق و شبه الجزيرة و اليمن)، على سبيل المثال الفينيقيين الكنعانيين شعب واحد وهجرة واحدة سكنوا سورية التاريخية أو بلاد الشام وشمال أفريقيا ( قرطاجة/ تونس حالياً ) و اشتهروا بالملاحة و التجارة البحرية لقبوا باسم الفينيقيين نسبة لأسطورة طائر الفينيق، نفس الشيء بالنسبة لأشور و بابل كونهم شعب واحد، و هذا ما زال يجري حتى الآن كأن يكون رب الأسرة أو كبير القوم اسمه " خلدون" و أحياناً نسبة للمنطقة التي نزح عنها ( بغدادي، مصري، اسكندراني ، نابلسي ،شامي، بيروتي، حلبي إلخ..) و أحياناً لقب أو صفة يتصف بها كبيرهم 'الأمين' أو عمل يعرف به! ' النجّار' لنتعرف على الموطن الأصلي لأي شعب من الشعوب و امتداده التاريخي في منطقة معينة مثلا هل هذا الموجود في الشمال و الآخر في الجنوب شعب ينتمي لأصل و عرق واحد أو أنهم شعوب متفرقة أو أنه خليط، هناك علم الصفات الوراثية للبشر و تحليل طبقات التربة و هناك الصفات الوراثية المشتركة لكل شعب من الشعوب و هناك مواصفات عامّة لسكّان مناطق معينة تتأثر بالتربة و المناخ إلخ ، هناك مواصفات يتصف بها سكان البحر المتوسط عامة، و مواصفات أكثر تحديداً تختص بالعرق السامي منها الملامح البارزة الواضحة و الأنف الظاهر المحدب في حين يتميز العرق الإفريقي بالأنف الأفطس و الملامح المسطحة. و لدينا أيضاً المكتشفات الأثرية التي تحكي تاريخ الشعوب و جذورهم و حضارتهم إلخ.. و هذا ما تعمل الصهيونية العالمية على سرقته و طمسه بكل ما أوتيت، و كثير منا يتابع و يعرف ما جرى و يجري في هذا الخصوص من سرقة آثار لبنان خلال الحرب الأهلية إلى مسرحية الحرامية في غزو العراق و سرقة تراثها الإنساني الذي يحدد هوية المنطقة و يأرخ التاريخ برمّته إلى اختراق و شراء الذمم في مجال علماء الآثار و تصفية الشرفاء منهم إلى التعامل مع العصابات المحلية و أهل الفساد لسرقة الآثار كما يجري في مصر مثلاً. الخلاصة في هذه الجزئية أن هذا الشعب من حيث العنصر من قبل و بعد حمله لاسم العرب كان له تواجد في كل أنحاء الوطن العربي الحالي و المحتل منه و كان دائماً من الشعوب الأصيلة فيها: من غير شك لا ينكره غير مجحف أن اليمن و شبه الجزيرة و معها سيناء المصرية( الجزء الآسيوي) و العراق و بلاد الشام هي موطن أصيل لهذا الجنس البشري و لو أضفنا بداية الهجرة إلى المغرب العربي و الدولة الفينيقية ' قرطاجة' ندرك أنهم أيضاً من الشعوب القديمة و الأصيلة في تلك المنطقة إلى جانب الأمازيغ و اللذين على حد علمي من خلال ما عرفته منهم أنهم لا ينتمون لعرق واحد، أما وجودهم في مصر و العائلات و العشائر ذات الأصول العربية و السامية قبل حمل الاسم قديم جداً في كل أنحاء مصر وبعض مناطق السودان وصولاً إلى الحبشة و لغتها الأمهرية أو الأمحرية المشتقة من العربية فله أيضاً آثار و شواهد كثيرة في علم الوراثة و المواصفات و اللغات نتحدث عنها لاحقاً. أما محاولة تحجيم الجنس العربي و حصره بالعشائر البدوية الحالية فقط لتثبيت بداوة العرب هو تزييف خطير كثير منّا لم ينتبه أن السبب المباشر لهذا الترسيخ سببه حصر العرب في شبه الجزيرة لترسيخ فكرة التقسيم و فصل و تفتيت شعوب المنطقة ذات الأصول المشتركة و في سبيل ترسيخ هذا المفهوم في سايكس بيكو منح بدو الجزيرة العربية قيادتها لتثبيت هذا المفهوم، و لا أقصد هنا بالطبع تقليل شأن البدو مطلقاً فهم أهلنا وقومنا و لكن أريد أن أشير إلى الهدف الذي ترمي إليه هذه الفكرة فترسيخ بداوة العرب وحصرهم فقط بشبه الجزيرة مخطط يسهل الفصل ويقوي الأطماع ويسهل المزيد من التزييف لتفتيت المنطقة. حتى في التريخ الإسلامي: البدو كانوا يعيشون في الخيّم ليسهل تنقلهم أما الحضر ( من الحضور أي تثبيت المكان) هم من يبنون المدن و الأسواق و يمارسون الزراعة و التجارة و الصناعة، و مكّة و المدينة المنورة ( يثرب) و عدد غير قليل من المدن الأخرى التاريخية سكنها من عرفوا بالحضر، و سيدنا محمد (ص) لم يكن من البدو مطلقاً و كان من أهم عائلات مدينة مكّة و والدته من آل النجّار من مدينة يثرب و كما نعلم كانت مكّة مدينة هامّة يسكن أهلها المنازل لا الخيم ولها أسواقها الهامّة و تجارتها وصناعتها و حتى علاقاتها (ما نسميها اليوم بالديبلوماسية) و كان فيها طبقتها البرجوازية و لهم ممتلكاتهم و تجارتهم و عندهم العبيد الذين يقومون بخدمتهم، و هذا يتعارض تماماً مع حياة البدو في ذلك الحين، و هكذا نرى أن المسلمين الأوائل كانوا أهل مدن و ليس بدوا كما يرسّخ اليوم في الأذهان، حتى القرآن الكريم يشير إلى هذا بين " العرب والأعراب". ما أوردته هنا يشير إلى أن العرب لم يحتلوا أو يغتصبوا أي جزء من هذه البلاد لأنّ لهم وجود أصيل فيها قبل الإسلام بآلاف السنين من خلال عملية التطور الذي مر بها والأسماء التي حملها و لهذا السبب نجد كل البلاد الإسلامية لغير شعوب هذه المنطقة لم يحاول الإسلام تغيير قومياتهم أو طمس تاريخهم. سأكتفي اليوم بهذا القدر فاتحة المجال لمن يريد وضع أي إضافات حول ما أوردته أو عدم الموافقة على أي جزئية و معارضتيفيها أو كتابة موضوع كامل. [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
السنة و الشيعة؟
[align=justify] هذا هو الموضوع الشائك و المصيري في المنطقة العربية، إنه يتوعد بالتمزيق و تأسيس الدولة العربية على قواعد التمايز العرقي و الديني و المذهبي. كل أنواع الصراع متجمعة في الوطن العربي، إذ أن داخل الصراع البارز صراعات جزئية لا تقل خطورة عنه. و بالعودة إلى التاريخ، فإننا نستشف أن الإلتهابات الضمنوعية أو في إطار نفس الديانة، انطلقت مع احتراب علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان على السلطة. لم يكن احترابا من أجل إنقاذ الإمامة من الإلتصاق بعائلة واحدة و تدمير السمة الكونية للإسلام، فقد أورث معاوية بن أبي سفيان الحكم للإراد عائلته مثلما كان يريد علي بن أبي طالب و أنصاره. و يرى العديد من فقهاء و مثقفي الشيعة أن طائفتهم تعرضت للأقصاء منذ سقوط حكم علي بن أبي طالب، و لم تجد التأييد إلا عند الدولة الصفوية في إيران، و التي حاربت العثمانيين في مناسبات كثيرة بذريعة حماية الشيعة من الإقصاء السني العثماني. و قد تعاطف السنة مع السلطة العثمانية. يجدر بنا أن نلاحظ (أن نتحلى بجرأة الملاحظة في الحقيقة) أن الوحدة السنية الشيعية في العراق ظهرت أمام الإحتلال البريطاني، فيما ظل الصفويون و العثمانيون يتقاسمون بنسب متفاوتة و غير مستقرة السيادة على الأراضي العراقية وفق التوزع الطائفي. على العكس مما يوحي به التحليل السابق، و إثر الغزو الأمريكي للعراق، لم يتآلف العراقيون بكل أطيافهم سوى لمدة معرفتهم باستمرار صدام حسين رئيسا للعراق، و بينما تحمس جزء من الشعب للإطاحة بتمثال ساحة الفردوس و استقبال القوات الأمريكية، هتف جزء آخر بحياة الرئيس الذي كان يقوم بجولة الوداع في حي الأعظمية، و قبل أن يؤؤول القرار إلى العمائم السوداء و المثقفين المؤيدين للإحتلال، شارك الشيعة و السنة و الكرد في الهتاف بحياة صدام حسين. بعد التأكد من رحيل نظام الشمولية الوطنية، تسربت العمائم السوداء إلى العراق لتأمر الشيعة بعدم اعتراض تقدم الأمريكيين نحو العاصمة بغداد. و تفاقمت رداءة الوضع عقب استهداف منظومة قيم المجتمع العراقي بادخال الحركات المهدوية و المخدرات و انشاء مليلشيات فئوية تطبق أوامر قم و واشنطن. و فيما يلتقي الإيرانيون و الأمريكيون دوريا لتباحث مكاسبهم المشتركة في العراق، تتناحر الميليشيات الشيعية في الجنوب تنفيذا لخطة اضطهاد صوت العشائر الشيعية العربية التي تنادي بالتصدي للنفوذ الإيراني و تحصين الوحدة العراقية [/align] الأستاذة هدى أتوقف هنا، و ستكون مداخلتي القادمة حول القضية الأمازيغية |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
الأخت الكريمة هدى، كما وعدتك فقد اطلعت على موضوعك هكذا و سأبدأ ببضع إضافات لعلها تفيد الموضوع و القارئ على أمل العودة مجددا متى زال التعب و سنحت الفرصة.
قبل الحديث عن أي مذهب أو أقلية أو فئة سأستحضر قول البيروني (وهو لعلم القراء ولد في ضاحية كاث عاصمة خوارزم بلاد فارس أي أنه ليس عربي الأصل بل فارسيا.):"ديننا ودولتنا عربيين ومثل التوأم: محميان من الله رب السموات . كم من مرة تجمعت قبائل مسلمة لإعطاء صبغة غير عربية للدولة لكنها لم تنجح أبدا في تحقيق هدفها" . بهذه الكلمات من كتاب الصيدنة في الطب للبيروني ،التي قد لاأكون ترجمتها ببراعة لكنني حتما بلورت فكرتها ، يتضح مدى الربط بين اللغة و الدين و الإعتزاز بهما في القرن الثاني، في أوج العلوم الإسلامية و الريادة و الإختلاط بأجناس أخرى. إن من يتصفح التاريخ وخاصة من يطلع على مقدمة ابن خلدون سيجد ذلك الإرتباط الوطيد بين الأقليات و العصبيات و الحكم. أولى الإنقسامات و الإنشطارات التي واجهها العالم المسلم وهو لا يزال في بداياته هو تولي الحكم: لمن تكون الأسبقية لآل النبي أم لا؟، هل تورث الخلافة؟ من الأجدر؟ من الأحق؟ من يمثل من؟كيف يختار الخليفة؟. من هنا بدأت الإختلافات التي ستتولد عنها رؤى كثيرة و تفرقات عديدة. لذا يجب في أي حديث عن هذا الموضوع التعريف بكلمات مثل: الإثناعشرية، الزيديين،العبديين، الفاطميين ،العلويين.. ويمكنك أن تفعلي هذا أخت هدى أو أعود لاحقا لألقاء الضوء على هذه الكلمات وتعاريفها. وقد يتساءل البعض هنا ماشأن الدين بالأقليات لكنني سأقول أن الارتباط وثيق لأنه في ظل كثرة النزعات و العصبيات فالدين يسخر تمهيد الطريق للسيطرة والسلطة كما أن كثرة المذاهب الدينية تتيح دوما فرصة للغريب و الطامع بالتسلل وتفتح باب الدسائس والمكائد و حتى التمزق. سأنتقل من الدين إلى العصبيات القبلية و الإقليمية لأستشهد بابن خلدون مجددا في رؤياه لصعوبة الحكم ببلاد تكثر بها العصبيات و بحديثه عن البربر الذين ارتدوا اثني عشر مرة قبل أن يستتب الإسلام في المغرب لأن الطبع المتمرد للعشائروأهل العصائب لا يلين بسهولة شأنه شأن الأمر بالشام مع بني إسرائيل لما تواجدت فيها قبائل فلسطين وكنعان و بني عيصو وبني مدين و بني لوط و اليونان والروم و العمالقة وأكريكش... فصعب على بني اسرائيل توطيد دولتهم واضطرب ملكهم مرة بعد أخرى. هنا أظن أن الصورة التي ستتبادر لذهن الجميع هي المشهد الحالي للعراق. لكنني سأتوقف هنا ولي عودة بمشيئة الله. نونو متعبة:sm229: تحياتي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أستاذ هشام تحياتي.. شكراً جزيلاً على هذه المداخلة القيّمة بالنسبة للخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه وأرضاه أود أن نتوقف طويلاً ونقرأ تلك الحقبة بأناة حين نبدأ بقراءة التاريخ العربي لإعادة تنقيحه مما أُدخل عليه من تزييف، و لا أعتقد أن أي سني اليوم من أهل الوسطية يرى الحق مع معاوية أو أنه مجرد خلاف على سلطة من جهة سيدنا عليّ بالتحديد، طبعاً هنا ينقسم أهل السنة فالسلفية يدافعون عن معاوية ويضعون عبارة رضي الله عنه بعد اسمه أسوة بالخلفاء الأربعة بينما أهل الوسطية يسقطون تلك الحقبة من الخلافة ولا يحبون من أمويين بلاد الشام غير عمر بن عبد العزيز ويعتبرونه الخليفة الخامس ( أي بعد سيدنا علي مباشرة) ويرون أنه كان مختلفاً عن كل الأمويين كونه تربى على أخلاقيات ومبادئ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه جد والدته ( ابنة عاصم بن عمر). الحكم العثماني يحتاج الكثير من التركيز عليه، لقد تعاطف معظم أهل السنة العرب مع العثمانيين كونهم سنة مثلهم والعثمانيون فضلوا أهل السنة من العرب وبرغم التمييز العنصري للمواطن التركي عن العربي لم يتعاملوا مع السني العربي الذي احتل المرتبة الثانية بعد التركي في المواطنة كما تعاملوا مع باقي المذاهب والطوائف وهذا التمييز المذهبي والطائفي ما زلنا ندفع ثمنه كسنَّة حتى اليوم فقد جرّ وبال الكراهية والحقد على أهل السنة من شدة ماعانت الطوائف والمذاهب الأخرى من هذا التمييز الذي كان جائراً كان يمنع الشيعي أو متبع أي مذهب أو من طائفة أخرى أن يحصل على التعليم أو أي من الحقوق التي يحصل عليها السني و وصل الجور إلى حد أنه كان إذا سار السني على الرصيف يقال لمتبع أي مذهب آخر " طَوْرِق " والتي تعني أنه يجب أن ينزل عن الرصيف الذي يسير عليه السني احتراماً له. أما بشأن ما يحصل في العراق والمطامع الفارسية فأنا لدي بعض الملفات التي سأضمها لاحقاً لهذا الملف خصوصاً فيما يتعلق بحقيقة قصف حلبجة الكردية بالكيماوي وملف آخر بعنوان " البصرة.. ترسانة المهربين " وجدته في مجلة شيعية عراقية عن حقيقة ما يجري في البصرة. برفسور هشام سأحاول الليلة نقل المداخلات السابقة في هذا الملف من الموقع القديم ومن ضمنها مداخلتين لك شكراً لك وتفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أستاذة نصيرة .. تحياتي شخصياً أتفق معك تماماً بما تفضلت به أما الجزئية الاخيرة بشأن مملكة بني إسرائيل الحقيقة أنه لم تستطع أي مكتشفات أثرية إثبات وجود هذه المملكة والقضية من أساسها دخل عليها الكثير من التزييف واللغة العبرية اتضح تماماً أنها ليست سوى إحدى اللهجات الكنعانية الأرامية لأجدادنا وقد تم السطو عليها ووضع قواعد لها استفادت من قواعد اللغة العربية، والتوراة الحالي أظهرت المكتشفات الأثرية هذه القصص التي تعود للتراث الكنعاني وسماه علماء الآثار " التوراة السوري " والتي كشفت أن التوراة الحالي منحول نحل تام عن التوراة السوري هذا ولم يتم تغيير غير الأسماء ومن آلهة متعددة إلى واحد ( كتبت كثيراً عن هذا ونقلت) وستجدين بعضه في ملفات منتديات الرابطة الفلسطينية وما زال لدينا الكثير نقدمه في هذا المجال. شكراً لك بانتظار المزيد وسأباشر بنقل المداخلات السابقة حتى لا تتداخل وتشكل أي عائق في المتابعة وتفضلي بقبول فائق آيات تقديري واحترامي |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
نهى الإسلام منذ البداية عن العنصرية و عمل على إعادة بناء المجتمع على أسس المساواة و العدالة بين البشر، و قال الله سبحانه في القرآن الكريم: (( هذه أمتكم أمّة واحدة و أنا ربكم فاعبدون ))
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم:(( الناس سواسية كأسنان المشط )) و (( لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى )) و وقف الرسول موقفاً واضحاً جاداً و صريحاً ضد العصبية القبلية و التنابذ بالألقاب و قد أوقف الإسلام عداوة تاريخية بين الأوس و الخزرج في المدينة المنورة: (( و قد ألّف الله بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً )) و هذا كان في الأخوة الإسلامية الإنسانية و كذلك كان للإسلام السبق و الفضل بتأسيس أول حركة في التاريخ عملت على تحرير العبيد فعلياً و مواطنتهم الكاملة و احترام إنسانية الإنسان في كل فرد ( حقوق الإنسان)، و كثير من العائلات كانوا يرفضون تزويج بناتهم من العبيد بعد تحررهم، و تدخّل الرسول ( ص) بنفسه مرّات لمعالجة هذه القضية و كذلك بالنسبة للفقر و الغنى و جعل الزكاة فريضة و حقا مشروعا للفقراء على الأغنياء لا فضل لهم به و لا منّة فكما الفقراء يحتاجون! المال من الأغنياء كذلك الأغنياء يحتاجون تزكية أموالهم و تطهيرها بالزكاة فالمال لله و ترسيخ مفهوم أن مال الأثرياء أمانةٌ عندهم وكلّهم الله به و فيه نصيبٌ مفروض للفقراء ( التكافل الإجتماعي) و في الزواج أيضاً ( خذوا فقراء يغنيكم الله من فضله) و كان الرسول ( ص) لا يرضى أن تكون أسباب الرفض لغير عيب في الخُلق و الدين أو عدم الارتياح النفسي و الوجداني من المرأة أو الفتاة للخطيب ( كلكم لآدم و آدم من تراب) إلخ من محاربة التعصب للعنصر و اللون و الطبقة و الأوضاع الاجتماعية و حتى تكتمل الصورة فقد نهى عن التعصب الديني و قد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تنهى عن التعصب الديني لقوله: " ينهاكم الله عمّن لم يحاربوكم في الدين أن تبروهم.. إلى آخر الآية الكريمة حتى مع الكفار : " لا تقل لهما أفٍ و لا تنهرهما و لو كانوا من الكافرين و قل لهما قولا كريماً.. إلى آخر الآية الكريمة بخصوص الآباء الكفّار " و يبدو معنى التسامح الديني مع الكفار جلياً في سورة الكافرين " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و ليَّ دين " أمّا بخصوص أهل الكتاب أو أتباع الديانات السماوية السابقة فقد سمّاهم الإسلام " أهل الذمّة " أي أنهم في عنق المسلمين وذمتهم و منوطٌ بالمسلمين حمايتهم و برّهم إلخ.. لقوله: " لعن الله من آذى ذمّياً" و قصّة الرسول " ص" مع جاره اليهودي معروفة و قد احتمل الرسول (ص) و المسلمين من غدر اليهود بهم رغم المعاهدات بينهم و لم يحاربهم المسلمون في النهاية و عملوا على طردهم من المدينة إلا مكرهين مضطرين بعد أن عانوا من غدرهم مراراً و تكراراً و باتوا يشكلون خطراً حقيقياً و كان الرسول (ص) يوصي المسلمين بأهل الذمّة حتى يقال إن آخر ما تلفظ عليه أفضل الصلاة و السلام كان: " أهل ذمّتي " ، و حين أعلن الرومان عليهم الحرب و عملوا بعد هذا على طرد المستعمرين من العراق و بلاد الشام انضمّ العرب المناذرة و تطوعوا في جيش المسلمين منذ البداية بينما وقف الغساسنة في بلاد الشام على النقيض و حاربوا إلى جانب الرومان و لمّا انتصر المسلمون جاء زعيم الغساسنة جبلة بن الأيهم يطلب الصفح من المسلمين قائلا: " أنتم أخوتنا و أبناء عمومتنا" و صفح المسلمون بالفعل عن الجميع من أخوتهم العرب و أبناء عمومتهم الساميين و في حين اعتنق معظم المناذرة الإسلام طوعاً و رغبة فقد بقي الغساسنة على مسيحيتهم لم يجبرهم على تغيير ديانتهم أحد. و عمل الصحابة و السلف الصالح على حماية أهل الكتاب، و للخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مواقف كثيرة و جليلة في هذا الشأن إحداها انتصاره لفلاح قبطي على عامله في مصر و هو يقول له مقولته الشهيرة: " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! " ثم توجه إلى القبطي و سأله ماذا فعل بك؟ قال: " صفعني على وجهي " فطلب منه أن يردّ إليه الصفعة كما صفعه، و استصعب القبطي الأمر لكن عمر ألحّ عليه حتى تشجع و صفعه بقوة أمام الجميع، ثمّ بعد هذا ردّ على القبطي قطعة الأرض التي باعها مكرها. هذه لمحة بسيطة تثبت ممّا تقدم أن الإسلام حارب العنصرية على أنواعها و عمل على اجتثاثها و ترسيخ مبدأ الأخوة و المساواة في الحقوق و الواجبات و الوحدة الإنسانية بين البشر. و القومية العربية لم تكن أبداً شأناً إسلامياً وقد حمل الإسلام رسالة عالمية لبني البشر جميعاً على الرغم من التواؤم بين العروبة و الإسلام تاريخياً فقد كانت قوة العرب دائماً بالإسلام و قوة الإسلام و انتشاره كلما حكم العرب و حملوا لواء الإسلام أما ارتباطهم باللغة العربية فكان ارتباطا مقدسا لا علاقة له بالعنصرية من أي نوع و إنما لكون هذه اللغة هي لغة القرآن الكريم و ممارسة شعائر الإسلام و قد نشر المسلمون الإسلام و ووصلوا حتى حدود الصين شرقاً و إيطاليا غرباً و مع هذا حافظوا على قوميات الشعوب و لغاتهم. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
أضيف إلى ما تفضلت به أخت هدى جزأ منقولا من مقالي :هل الإسلام عدواني أم عالمي الموجود في واحة الأدب كدعم وتأكيد لما تفضلت به:
برنارد لويس يجد في عدم خضوع الإسلام لسلطة معينة وموحدة تحكمه وفي عدم وجود تفسير محدد وواضح لآيات القرأن فرصة للمتطرفين لشحذ النفوس على العنف و الإنتقام و التخريب في دار الحرب (بلاد أو أرض يسكنها غير المسلمين وتحكمها قوانين غير إسلامية وتدخل في حرب مع دولة الإسلام أو شعوبها). . خلا صة هذه النظرات القاتمة لمفكري الغرب هي: مجتمعات الإسلام يطبعها تخلف و تشبث بدين منغلق قد يأخذ أبعادا مختلفة لأنه محور حياة أتباعه ممايؤدي للحقد و العنف و الإبتعاد عن الركب. الآن ماذا يرى مفكر مسلم كسيد قطب ؟ و ماذا يقول عن المجتمع الإسلامي هل هو فعلا عدواني أم عالمي ؟ . سيد قطب ,هذا المنظر الإسلامي الذي سجن أكثر من خمسة عشر سنة أو يزيد و ذاق أصناف العذاب المختلفة , يرى أن المجتمع الإسلامي عالمي أولا : لكونه لا يقوم على أي أسس تمييز عرقي أو قومي.ونستطيع أن نستدل على كلامه هذا بوجود صحابة كانوا مقربين من الرسول ولهم شأن مثل بلال ابن رباح الذي كان أسودا و سلمان الذي كان فارسيا وكذلك بقوله تعالى:"ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". فالتقوى هي مصدر التفضيل الوحيد و هذه متعلقة طبعا بسلوك المرء و عمله و عبادته. كما أننا إن عدنا للآية نفسها فسنجد اعترافا بالتعددية و دعوة للتعارف و التلاحم لا التنافر و العدوانية. ثانيا:الإسلام يزيح الحدود الجغرافية ويدعو للتآخي والتلاحم وينبذ العصبية فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ليس منا من دعى إلى عصبية و ليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية". وكذلك:"ارحموا أهل الأرض ,يرحمكم من في السماء" ولم يقل الرسول الكريم ارحموا مسلمي الأرض أو جنسا أو قوما معينا. ثالثا:الإسلام لايفرض و لا يوجب إجبار أحد على اعتناقه قسرا فقد قال تعالى:"لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". المسلمون لم يشهروا سيوفهم لقطع رقاب المشركين وإكراههم على الدخول في دينهم حين ظهوره لابل دافعوا عن أنفسهم حين منعوا من نشر الدعوة وحوربوا و شيئ التنكيل بهم. هدف المسلمين كان نبيلا لأنهم أرادوا تعميم الخير وفضل دينهم على الآخرين لكنهم لم يمنحوا حرية فعل ذلك. رابعا: وفي الحقيقة يمكن ضم هذه النقطة لسابقتها لكنني أدرجها مستقلة للتركيز عليها في زمن سيئ فيه فهم تاريخ الإسلام و شوهت فيه حقائق الفتوحات. القتال كان من أواخر الحلول في بدايات الإسلام وكانت له أسبابه. قال تعالى:"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا, وإن الله على نصرهم لقدير,الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا:"ربنا الله, ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا, ولينصرن الله من نصره, إن الله قوي عزيز" إذن القتال لم يشرع إلا بعد الأذى الذي لحق بالمسلمين ولم يكن طغيانا وجبروتا وإنما دفاعا عن حرية العقيدة وتحقيق الصلاح والخير في الأرض. وليس هناك حسب اعتقادي أي نص قرآني أو حديث نبوي يشرع الإعتداء على غير المسلمين لإجبارهم على الإسلام بل الدلائل كلها تصب في بحر التعايش مع غير المسلمين وعدم إكراههم. قال تعالى:"قل:ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم:ألانعبد إلاالله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله,فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون". إذن إن تولوا لا يستدعي ذلك اراقة الدماء, لهم دينهم و للمسلمين دينهم. تحياتي. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
بعض التعاريف والمعلومات عن مذاهب وفرق:
لإثناعشرية أكبر طوائف الشيعة عموما وهم الشيعة الذين ينقلون الإمامة بعد جعفر الصادق الذي هو بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب وام الامام جعفر الصادق هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق (أبو بكر الصديق هو الصحابي المعروف و الخليفة الأول بعد الرسول ص ), وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب حسب الرواية الشيعية. الإمام السادس إلى ابنه موسى الكاظم ويؤمنون من بعد موسى الكاظم بخمسة أئمة آخرهم الإمام الثاني عشر الذي يعتبرونه هو المهدي المنتظر ولهذا السبب يطلق عليهم اسم الإثناعشرية لأنهم آمنوا بإثنى عشر إمام. ومن أسمائهم أيضا الإمامية وهو يطلق عليهم هم والإسماعيلية ايضا لأنهما اعتبرتا مبحث الإمامة من أصول الدين. وأيضا يطلق عليهم (الجعفرية) وفقهم (الفقه الجعفري) نسبة إلى جعفر الصادق الإمام السادس.أصول الدين لا يجوز فيها التقليد، بل على كل مكلّف أن يعرفها بأدلّتها وهي اعتقاد وإيمان: التوحيد :وهو أن يعرف الإنسان إلها خلقه، وأوجده من العدم وبيده كل شيء، فالخلق، والرزق والعطاء والمنع، والإماتة، والإحياء، والصحة، والمرض، كلها تحت إرادته (إنما أمره إذا أراد شيأ أن يقول له كن فيكون) وهو الله جل جلاله. فهم يؤمنون أن الله واحد أحد وأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وأن ليس بجسم ولا مادة ولا يصح وصفه بالأوصاف البشرية وأنه ليس له مكان أو زمان العدل : إن الله جل جلاله عادل لا يظلم أحدا ولا يفعل ما ينافي الحكمة، فكل خلق أو رزق أو عطاء أو منع، صدر عنه هو لمصالح، وإن لم نعلم بها، كما أن الطبيب إذا داوى أحدا بدواء علمنا أن فيه الصلاح، وإن لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء. النبوة :وهو الايمان بنبوة نبي اخر الزمان الرسول الكريم محمد بن عبد الله واتباعه واجب كما قال الله بسم الله الرحمن الرحيم (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) صدق الله العلي العظيم. [3] الإمامة : تؤمن فرق الشيعة كافة بوجود إمام يرث العلم عن النبي محمدا و هو المسؤول عن قيادة الأمة الإسلامية بتكليف من الله عز و جل، ففي الاعتقاد الشيعي أن الله لن يترك الأمة الإسلامية بدون قائد مكلف.وأن هذا الإمام يكون معصوما عن الخطأ ويختار من قبل الله عز وجل لا بواسطة الناس، ويوصي كل إمام بالإمام الذي يليه المعاد : إن الله يحيي الإنسان بعد ما مات ليجزي المحسن بما أحسن و يجزي المسيء بما أساء فمن آمن وعمل الصالحات، يجزيه الله بالجنة، ومن كفر وعمل السيئات، يجزيه بجهنم. ويؤمن الشيعة الإثناعشريون أن الإمام محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر غاب عن العالم وعن الأنظار حتى يأذن الله له بالظهور ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا. ويؤمنون أنه حي يرزق ويعيش بين الناس إلا أنه مخفي عن الأنظار ولا يحظى بلقائه إلا الواصلين والأتقياء. وفي عهد الغيبة يكون العلماء أو المراجع هم نواب الإمام ويرجع إليهم الناس في شئونهم الدينية والفقهية يرى علماء الطائفة الإثنا عشرية مفهوم أن كل من رأى النبي وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته صحابي عدل هو غير مقبول عندهم. فهم يرون أنه إذا كان معنى الصحابي (كل من أسلم و رأى رسول الإسلام وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته) فهذا معناه أنه ليس كل الصحابة عدول يؤخذ عنهم الحديث، ويشيرون أن القرآن الكريم يتحدث عن أناس يعيشون مع النبي ويصلون معه وقريبون منه ولكنه يصفهم بالمنافقين، ولم يذكر التاريخ أسمائهم بل إن النبي نفسه لم يخبر الأمة بالمنافقين الذين كان يعلم بنفاقهم. وبالتالي فإن الشيعة الإمامية يخضعون الصحابة للجرح والتعديل ويعتقدون أنهم بشر منهم الصالح ومنهم الطالح والمنافق بخلاف الأئمة الإثنا عشر فهم غير خاضعين للجرح والتعديل وهم الذين يؤخذ منهم الحديث والعلم لأنهم معصومين. ويؤمن الشيعة الإثناعشريون بأن هناك العديد من الصحابة الذين يؤخذ عنهم العلم والرواية ويجلونهم طبقا للروايات التي جاءت فيهم بأسانيد معتبرة عندهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أبو ذر الغفاري عمار بن ياسر المقداد بن عمرو سلمان الفارسي أبو أيوب الأنصاري جابر بن عبد الله الأنصاري (مروي عنه نسبة كبيرة من أحاديث الكافي ومن لا يحضره الفقيه) حجر بن عدي أسماء بنت عميس الأرقم بن أبي الأرقم مصعب بن عمير زيد بن حارثة عبد الله بن رواحة خباب بن الأرت عبد الله بن العباس الفضل بن العباس محمد بن أبي بكر الحارث بن المطلب مالك بن نويرة وغيرهم الكثير. الزيدية أو الزيود فرقة إسلامية تبلورت في أوائل العصر العباسي في القرن الثاني الهجري وسميت بالزيدية نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وهم أحد الفرق الإسلامية وأقرب المذاهب إلى أهل السنة ، ليسوا من الشيعة ولا علاقة لهم بالشيعة كما يعتقد ويختلفون تماماً في مذهبهم وفكرهم عن الشيعة الموجودين في العراق وإيران والكويت والبحرين ولبنان ولا يمتون لهم بصلة، بل هم يميلون إلى السنه ويأخذون عنهم العلوم ، وبعض العلماء يعد الزيدية من اهل السنة. لا ترى الزيدية العصمة شرطا لصحة الإمامة. يعتقد الزيديون بان الإمامة تجوز في كل حر تقي عادل عالم من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم . الزيدية لا يكفرون الصحابة ولا يسبونهم. ترى الزيدية بصحة إمامة صحابة النبي محمد: أبي بكر وعمر وعثمان، بخلاف الشيعة الأمامية. ترى الزيدية جواز الأمامة في أولاد الحسن والحسين ولا تجد مندوحة لحصرها بأولاد الحسين، ولا يعــرف الإمام عندهم سوى من شهــر سيفه، وقاتل أعــدائه ولا يميلون إلى التقية. لا ترى الزيدية في استخلاف علي بن أبي طالب سوى النص الخفي وأنكرت البترية (الزيدية) مثل هذا النص ومن الزيدية من قال أن طريق الإمامة الإختيار أو الدعوة. كما تعتقد الزيدية أن المسلم إذا إرتكب كبيرة فإن ذلك لا يخرجه عن الإسلام، فهو مسلم وإن كان فاسقاً بما فعل من الكبائر والآثام أيضـــاً، وبذلك وافقوا أهل السنة. قصــرت الزيدية العصمة على الرسول وحــده. الاسماعيلية ثاني أكبر جمهور الشيعة بعد الاثني عشرية. وتسمى بالإسماعيلية نسبة إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق. وتشترك الاسماعيلية مع الاثناعشرية بمفهوم الائمة المنحدرين من نسل رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم وابنته فاطمة ولكن انشق الاسماعيليون عن جمهور الشيعة الاثناعشرية عند الامام السادس (جعفر الصادق) ومن سيخلفه من ابنائه. فجنح الاسماعيليون مع ابن جعفر الصادق الاكبر "اسماعيل" بينما تبنى الاثناعشريون ابنه الاصغر "موسى الكاظم". يؤمن الإسماعيليون كباقي الإمامية أن الإمام ينص عليه وليس بالإختيار وأن الإمام الأول هو علي بن ابي طالب ولا يعترفون بخلافة الخلفاء من قبله. لم يختلف الإسماعيليون مع الإثنا عشريون في الأئمة المبكرين الست الأوائل: ((علي بن ابي طالب)) ((الحسن بن علي)) ويستثنيه الإسماعيليون النزارية المعروفون حاليا باسم الأغاخانية من الأئمة بينما يؤمن به باقي الإسماعيليين. ((الحسين بن علي)) ((علي زين العابدين)) ((محمد الباقر)) ((جعفر الصادق)) ولا يختلف اعتقاد الإسماعيليون في هؤلاء الأئمة عن باقي الشيعة من حيث مفهوم الإمامة بشكل عام وإن كان الإسماعيليون يستعملون بعض التعبيرات والألقاب الخاصة لا يستعملها الإثنا عشريون، مثل (إسمي ذي العرش العظيم عليا ، ما كنت إلا نوره الازليا) وبالطبع هم لا يؤلهون علي بن ابي طالب أو أحد الأئمة ولكن كل الكلام الذي قد يبدو غلوا خاضع للتأويل عندهم وهو يؤمنون كباقي المسلمين ان الله واحد أحد وهو الواجب الوجود بعد وفاة الإمام السادس جعفر الصادق أعلن الإسماعيليون أن الإمام كان إسماعيل بن جعفر الصادق وإنه لم يمت في حياة ابيه وانما كانت جنازة وهمية أقامها ابوه لظروف وحكمة تقتضي اخفائه ونقلوا الإمامة إلى ولده محمد بن إسماعيل الإمام السابع بعد جعفر الصادق الذي يعتبره السبعية دون باقي طوائف الإسماعيلية المختفي الذي سيظهر مرة أخرى وهو المهدي المنتظر عندهم، بينما باقي طوائف الإسماعيلية تتبع نسله وتوالي الأئمة من أبنائه الفاطميون يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم رسول الإسلام، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الشيعة الاسماعلية. يرى غالب المؤرخين أن نسبهم كان منحولاً. يفضل غالب علماء السنة كابن حزم الظاهري الأندلسي في كتابه جمهرة أنساب العرب أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله بن قداح. قال العلامة ابن خلكان في وفيات الاعيان (3/118): (والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم فى النسبة المحمدية أصلا). وقال الذهبي في ( العبر فى خبر من غبر ) ( ج 2/ص 199 ) : ( المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق) وقد ذكر غيرهما من المؤرخين أنه فى ربيع الاخر من عام 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة والاشراف والعدول والصالحين المحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر وهو منصور الذى يرجع نسبه الى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم فى ولد علي بن أبي طالب وأن الذى ادعوه اليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات على بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول فى انهم خوارج كذبة وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للاسلام جاحدون ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الانبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية وكتب سنة اثنتين وأربعمائة ). قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ( 11/346 ) بعد أن نقل هذا : ( وقد كتب خطه فى المحضر خلق كثير ) . على أن المقريزي في البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب وفي اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا وكذلك ابن خلدون في تاريخه، يجزمان بانتسابهما لأهل البيت. وانتقد ذلك السيوطي فى تاريخه (تاريخ الخلفاء) ( ص 4 ) حيث قال : ( ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لان خلافتهم غير صحيحة وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام ) . الدولة الفاطمية في أقصى اتساعهامؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909ء934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة، معتمدا في ذلك على كثرة جموع قبيلته كتامة البربرية، الذين زحفوا إلى المشرق واختطوا القاهرة مع رابع خلفاء الفاطميين المعز لدين الله الفاطمي ، ولم يتبق منهم في المغرب إلا القليل. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م استولى المعز (953ء975 م) على مصر وبنى مدينة القاهرة. بقيادة جوهر الصقلي. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس. كما تمكنوا من إخضاع الحجاز والحرمين مابين سنوات 965ء1070 م. ازدهرت التجارة ونما اقتصاد البلاد ونشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز بالله الفاطمي (965ء996 م) ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي (996ء1021 م) وفي عهده انشقت عن الاسماعلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز واللذي إختفا في سنة (1021 م) ولم يعرف تاريخ مماته. بعد حكم المستنصر (1036ء1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية والمستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131ء1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط. آخر الخلفاء وهو العاضد لدين الله الفاطمي وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي والذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. ورجعت مصر بعدها إلى المذهب السني. ملامح الدولة الفاطمية كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس بالدولة الفاطمية في مصر حيث مازال التاثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد. ويقول ول ديورانت أن مصر بدأت نهضتها الحقيقة منذ العهد الفاطمي حيث بدأت الشخصية المصرية تستقل وتبدأ بالظهور من جديد بروح جديدة إسلامية. وتميز العصر الفاطمي بالفخامة في كل شيئ من حيث مواكب الخلفاء والإهتمام بالأعياد والإحتفالات ونرى المقريزي يمعن في وصف الإحتفالات والمواكب الخاصة بالخلفاء. وفي العصر الفاطمي يعود أقباط ويهود مصر في الظهور على مسرح الأحداث من جديد فإذا استثنينا السنوات الاخيرة من عهد الحاكم بأمر الله نجد أن باقي العهد الفاطمي كان عهد حريات للأقباط واليهود وبعضهم وصل إلى أرقى مناصب البلاط الفاطمي. |
رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي
تحياتي سأقوم الآن بنقل الملفات من منتدى الموقع القديم وإن سرنا بهذا الملف قدما سأقوم لاحقاً بتصنيفه بمنتدى ثانوي داخل منتدى التاريخ يكون لكل موضوع فيه ملف منفصل، على سبيل المثال: 1) التاريخ قبل الانتقال من الأرامية إلى الأرابية 2) التاريخ العربي قبل الإسلام 3) التاريخ العربي بعد الإسلام 4) التاريخ الإسلامي 5) الأمازيغ 6) الأكراد 7) الأقباط والفراعنة إلخ.. 8) التاريخ الحديث طبعاً هذا التصنيف يمكن أن يأت فيما بعد إن استطعنا إثراء الملف ورفده جيداً واحتاج فعلاً أن نقوم بترتيبه وشكراً |
الساعة الآن 48 : 08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية