منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   المقــالـة الأدبية (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=62)
-   -   الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3687)

نصيرة تختوخ 20 / 04 / 2008 04 : 09 AM

الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية
 
أظن السينما أكثر الفنون قابلية لاحتواء فنون أخرى و دمجها بشكل متماسك ومتناغم، فالسيناريو هو نص قد يكتب بلغة أدبية إبداعية دقيقة (كما قد يكون غير ذي قيمة طبعا) و الموسيقى التصويرية قد تصير معزوفة خالدة و الأداء قد يفوق تأثيره الأداء المسرحي نظرا لتنظيم المشاهد و خلفياتها الصورية الأمر الذي يمنح صبغة الحيوية و الواقعية التي قد تفقد على الخشبة..
إذا سألت المشاهد العربي عفويا, مفترضا أن غدا عيد ديني, عن تنبؤه بالفيلم الذي سيعرض ؟
فأظن أن إجابة الغالبية ستكون بجدارة و تلقائية:"فيلم الرسالة" للمخرج السوري مصطفى العقاد رحمه الله.
طبعا لا أستطيع هنا أن أنتقل إلى النقطة الموالية قبل أن أعبر عن مأساة نهاية هذا الرجل ,لمغادرته هذا العالم نتيجة تفجيرات فنادق عمان التي حولت فرحة حفل زفاف إلى لوحة دماء و عزاء والتي أوقفت عطاء فنان أثرى السينما العربية بفيلمين منقطعي النظير في تاريخها وهما الرسالة وعمر المختار.
في إحدى المقابلات التي أجريت معه قال مصطفى العقاد:"«لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.»
ولاأحد يستطيع أن ينكر له الجودة التي رسم بها الصورة والرسالة التواصلية التي أوصلها عبر "الرسالة".
قلت أن احتمال أن يتوقع أغلبية المجيبين عرض هذا الفيلم كبير جدا لأن السينما العربية تكاد تفتقر لكم مشرف من الأفلام الدينية الصحيحة لغويا و الخالية من مشاهد تنافي طبائع الأحداث و الأشياء وسأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر وجوه الممثلين المصبوغة بسواد تكشفه عيون المشاهد بمجرد رؤيته و اللباس الذي قد لا يناسب الحقبة التاريخية أو الماكياج الذي ينم عن تناقض مع ماكان متوفرا في عصور مضت..
وقد يبدو هنا ان الفيلم الديني هو الوحيد الذي يستحق إعادة النظر فيه و إحياءه أو الإهتمام به لكن الاستنتاج شمولي إلى أبعد الحدود فالفيلم التاريخي بشكل عام يكاد يكون مغيبا على الساحة الفنية العربية.
أعتقد أن الكثير منا سمع عن مشاهدة رجال البنتاغون الأمريكي لفيلم "معركة الجزائر" للتعرف على تجربة المقاومة الجزائرية كمقاومة عربية و محاولة إسقاطها على العراق للإستفادة ومحاولة إكساب المارينزمالم يستطع أن يكسبه أبناء دوغول.
هذه التحفة الفنية للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو" التي أتيح للجمهور فرصة مشاهدتها لأول مرة عام 1966تظل خالدة حتى اليوم بل وقيد الدراسة و تحت المجهر الأمريكي بالتحديد.
فياسف سعدي الذي كان قد حكم عليه بالإعدام أثناء الإحتلال ثم أفرج عنه و أحد أبطال الفيلم الرئيسيين روى كيف أنه فوجئ برجال استخبارات أمريكيين يزورنه منتحلين شخصية صحفيين في البداية ليطرحوا عليه مجموعة إستفسارات عن اسرارومظاهر المقاومة لينتهى به المطاف ليقدم لهم الخلاصة الصريحة الناجعة:"لو أن كل جيوش العالم تحالفت على العراق لن تفلح لأن أي بلد يسعى إلى حريته سيظل يقاوم حتى يسترجعها وهذه قاعدة".
وبونتيكورفو الذي أنتج الفيلم ثلاث سنوات بعد تحرير الجزائر رأى فيلمه يمنع في فرنسا ويتوج في البندقية وأكابولكو وكان.
أما هو نفسه فيقول أن أكثر ما يروقه في الفيلم هو ذلك البناء السمفوني و القوة الأوركسترالية في فيلم معركة ينبثق فيه كفاح شعب قمع طويلا من أجل الحرية مثل "تيار عظيم" حتمي وظافر لا يستطيع شيء رده أو كبح جماحه.
مخرج إيطالي يصور كفاحا عربيا أمر بديع جدا تتجلى فيه تلك الروح الإنسانية الطيبة التي تهدف لكشف الحقيقة وإسدال الستار على الظلم و الأذى لكن أين مخرجونا العرب اليوم من هذه الأعمال؟
أين هو الفن السابع الوازن الذي نستطيع أن نستشف من عناوين أفلامه تلك الجدية الواقعية التي تبحث عن التغيير وتصبو إليه.
قد يتحدث شخص ما ويذكر "عمارة يعقوبيان" الذي عرض حتى في القاعات السينمائية الغربية أو المصير ليوسف شاهين لكن هل أثرت أحداث العمارة في الشارع أو المجتمع أو الحكومة المصرية ليتغير شيء ما و هل عرض الفيلم في الغرب لجودته أم ليستنتج الغربي أن مصر أيضا فيها شواذ و زنا و خمر..؟
وهل توج المصير لأنه رائع أم لأن ابن رشد شخصية محترمة من طرف الغرب لأنها لم تحارب الفلسفة ودعت إلى التسامح كما تفعل رؤيا شاهين المضادة للتطرف؟
وبعيدا عن هذين الإنتاجين أين هي تلك الأفلام الدينية أو التاريخية أو المعاصرة البعيدة عن الابتذال و التقليد سواء ا الهوليودي أو البوليودي ولما يتحدث عن الإيرادات و توجد قنوات أفلام مجانية أ و حتى باشتراك لا تعرض أفلام القضايا التي قد تفوز بجائزة الدب الذهبي أو غيره من المهرجانت التي لا علاقة لها بالتجارة و الإثارة بل بالجودة بمفهومها التأثيري الإنساني؟ مثل الطريق إلى غوانتانامو أو سراييفو حبي وغيرها..
مع تطور التقنية و تخصيص ميزانيات والحديث عن المواهب لازال الفن السابع العربي متخلفا عن الركب بعيدا عن التاريخ الزاخر بآلاف الآحداث التي تستحق الطرح و العرض و بعيدا حتى عن الشارع العربي الذي هو ميلودرامي في حد ذاته.
السينما العربية لازالت كالقمة العربية تجمع ممثليها لكي لاتقول شيئا أو لأكن أقل قساوة فأقول تجمع ممثليها دون أن تخلف وثيقة أو منتوجا يفتخر به تاريخها.

Nassira Takhtoukh
http://br.youtube.com/watch?v=Ca3M2f...post_6597.html
من فيلم معركة الجزائر

سلوى حماد 20 / 04 / 2008 27 : 11 PM

رد: الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 13425)
السينما العربية لازالت كالقمة العربية تجمع ممثليها لكي لاتقول شيئا أو لأكن أقل قساوة فأقول تجمع ممثليها دون أن تخلف وثيقة أو منتوجا يفتخر به تاريخها.

الغالية نصيرة ،

اعجبني التشبيه اعلاه ، لخص الموضوع بكفاءة

من المعروف ان الفن السابع هو فن مؤثر ويخدم قضايا انسانية فيما لو تم تسخيره بطريقة فاعلة وهادفة ، ولكن في الوطن العربي يخضع الفن السابع كما الصحافة والأعلام الى عملية التدجين.
من يراقب الأنتاج السينمائي او التلفزيوني على الساحة العربية يلاحظ ظاهرة استسخاف عقول المشاهدين وذلك بإنتاج افلام ومسلسلات غير هادفة وذات مضمون تافه لا يخدم اي قضية ولا يوصل اي رسالة، من يتابع الأفلام الان يستطيع ان يتوقع النهاية من اول خمس دقائق ، لم يعد هناك اي مجال للخيال الإبداعي.

اعتقد بأن ما يمر به الوطن العربي من انهزامات متتالية هو السبب الرئيسي في إفراز طبقة من اشباه الممثلين وأشباه الكتاب واشباه الفنيين الذين يبحثون عن الربح السريع بعيداً عن اي ابداع او هدف مما ادى الى النتاج الهزيل للفن السابع وكان بمثابة رسالة للمبدعين بأن يتوقفوا عن الأبداع.

موضوع رائع نصيرة،

كل الود،

سلوى حماد



رشيد الميموني 21 / 04 / 2008 44 : 02 AM

رد: الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية
 
حقا .. السينما وسيلة من وسائل الإعلام التي انتبه إليها أعداء الأمة العربية و الإسلامية واستخدموها لتمرير أطروحاتهم ومغالطاتهم التاريخية .. ونحن نرى كيف انساق الغرب إلى هذه الأطروحات فيما يخص فلسطين على الأخص وصارالجلاد هو المظلوم والضحية هو المعتدي..
تحليل قيم وضاف لتقاعس السينمائيين العرب في مواجهة القضايا المصيرية
كل الشكرو التقدير لك

نصيرة تختوخ 21 / 04 / 2008 38 : 09 AM

رد: الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية
 
عملية التدجين أم عملية تبليد و تسفيه المشاهد لا أعرف أخت سلوى ؛ لكنني أعلم أن هناك ممثلين كانت لهم قدرات ومواهب لم تستثمر إلى أبعد حد. إذا نظرت مثلا لطوم هانكس في cast awayممثل واحد تقريبا يبنى عليه فيلم كامل ف طوم هانكس يتواجد وحيدا في جزيرة نائية و يوضح كيف أن الإنسان يتشبث بالحياة؛ يحارب الوحدة؛ يحتاج للآ خر باتخاذه للكرة كصديق فيرسم وجها على الكرة و يسميها السيد ويلسون و يرتبط بهذا الصديق حتى آخر لحظة.. أو في دي كابريو في الماس الدامي blood diamondالعالم و جهات عليا انتبهت لقضية تجارة الماس على حساب أرواح أطفال إفريقيا الذين يقذف بهم في الحروب ...فيلم أنديجان الفرنسي الذي يشارك فيه جمال الدبوز يوضح العنصرية التي عومل بها الجنود المغاربيون والأفارقة أثناء حرب فرنسا ضد الألمان و يجعل أي مشاهد يقدر تضحيتهم ويحتقر الطريقة العنصرية الحقيرة التي عوملوا بها فأين نحن من قضايانا ؟؟؟؟
أكتب ردي هذا من سريري لأنني مصابة بزكام لكنني أحس أن أشياء كثيرة في واقعنا العربي تستفزني تستفزني أكثر من الحمى وألم اللوزتين و الزكام
عندي قنوات خاصة بالأفلام عربية وأجنبية و للأسف أجدني غالبا إن أردت مشاهدة فيلم على القنوات الأجنبية .
http://graceful-lament.com/gallery/a...1116854127.jpg

نصيرة تختوخ 21 / 04 / 2008 48 : 10 AM

رد: الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية
 
كلامك صحيح أخ رشيد لا أعرف كم من الأفلام أنتجت لتظهر معاناة اليهود مع النازية فستيفن سبيلبرغ جعل من فيلمه Schindler's Listمجموعة صور وأحداث تكسب اليهود ود العالم بل أنه يعرض في مؤسسات تعليمية في حصص التاريخ كوثيقة للتعريف بما اقترفته النازية.
قائمة شندلر :من إخراج ستيفن سبيلبرغ بالاستناد إلى كتاب قائمة شندلر (يعرف أيضاً باسم فـُلك شندلر) لتوماس كينلي. يحكي الفلم قصة أوسكار شندلر وهو صناعي ألماني مسيحي أنقذ 1100 يهودي بولندي من القتل في المحرقة (الهولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية.
حاز الفيلم على سبع جوائز أوسكار من أصل اثني عشر ترشيحاً، واحتل المرتبة التاسعة ضمن قائمة المعهد السينمائي الأمريكي لأفضل مائة فيلم على مر العصور.
http://br.youtube.com/watch?v=dMLpET9Ddcc&feature=related
في أفلام كثيرة و حتى الهزلية منها يرسم ذلك البورتريه لليهودي كأنه شخص ودود لطيف ضحية لصورة عنصرية لأنه يهودي فقط وهذه قضية أخرى لن أخوض فيها لكنني انتبهت لها في أكثر من فيلم ...
طاب يومك ونتمنى لمستوى الفنون أن يرتقي لدرجة تمثل أحلام ومعاناة و آمال الأمة

سلوى حماد 21 / 04 / 2008 46 : 12 PM

رد: الفن السابع أم الفن الضائع ..سينما عربية كقمة عربية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة (المشاركة 13488)
أكتب ردي هذا من سريري لأنني مصابة بزكام لكنني أحس أن أشياء كثيرة في واقعنا العربي تستفزني تستفزني أكثر من الحمى وألم اللوزتين و الزكام
عندي قنوات خاصة بالأفلام عربية وأجنبية و للأسف أجدني غالبا إن أردت مشاهدة فيلم على القنوات الأجنبية .

سلامتك الف سلامة نصيرة ، لا بأس عليكِ

نعم جرعات الأستفزاز كثيرة في الواقع العربي ، فهناك الكثير من القضايا المعلقة على مشنقة التجاهل وتحتاج الى بحث ولكن ليس هناك من يبحث وان وجد ليس هناك من يضع نتائج البحث في طور التنفيذ.

نحتاج الى تغيير انفسنا ، ان ندافع من اجل قناعاتنا امام الغزوات الفكرية لا ان نستنسخ منها لنخرج بنتاج مسخ لا يتلائم مع قضايانا ومجتمعنا العربي

انا مثلك يا نصيرة ، عندما اكون محظوظة ولدي فرصة لمشاهدة التلفاز او حضور فيلم سينمائي ابحث عن العنواين الاجنبية ، والسبب بسيط وهو انني وصلت لقناعة بأن السينما العربية هذه الأيام لفئة واحدة فقط ، هي فئة من يريد ان ينبسط وينسى همومه فقط، وكثيرون هم من يريدون الهروب من واقع يستحق النسيان.

تعتمد السينما العربية هذه الأيام على الاثارة المبتذلة وهز الوسط، والنكت والجمل السخيفة التى تحشو الحوار ،
واذا نظرنا للممثلين فهم غير مقنعين ، فعندما تشاهدين مشهد لممثلة عربية عندما تصحو من النوم وشعرها كامل التصفيف وعلى وجهها اطنان من المساحيق ، ، وفي المقابل ستشاهدين المشهد في فيلم اجنبي اكثر اقناعاً لان الممثلة ستكون منكوشة الشعر دابلة العينين وبلا مكياج ....من سيقنعك اكثر؟

تعرفي ما هي مشكلتنا نصيرة، مشكلتنا التقليد الغير مدروس ، كالطالب الفاشل الذي لا يستطيع ان يكتب بحث ، فيلجأ الى الانترنت ويعمل قص ولزق (Cut and paste) لجمل من هنا وهناك فيأتي المضمون ركيك ومكشوف.

سلامات مرة اخرى، وتقبلي مني كأس الليمونادة بالنعنع عله ان يساعد في تخفيف الزكام واحتقان اللوزتين

سلوى حماد

http://www.gallery.7oob.net/data/media/72/10110.jpg





الساعة الآن 33 : 12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية