منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=338)
-   -   لنجعل التربية مفيدة للمجتمع (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3798)

نصيرة تختوخ 25 / 04 / 2008 50 : 08 PM

لنجعل التربية مفيدة للمجتمع
 
بعد ميلاد ابنتي إيمان وانضمامها إلى عالم البشر الجميل و المعقد ،زارتني تلك السيدة اللطيفة التي كانت تشرف على حملي ,حاملة معها باقة أزهارهولندية و ابتسامة هادئة عودتني عليها .
أثناء تبادلنا لأطراف الحديث وتعبيرا مني عن روعة تضحية الأمومة وصعوبة الولادة علقت هي قائلة:"الأصعب من الولادة ،التربية!".
جملة كانت قصيرة وبدت تلقائية و تتمة لما قلت لكنها حتما طوت عمقا و حكمة تثبتهما الأيام و تعززهما الأحداث.
التربية في ظل التطور الإجتماعي و الإنفتاح والتقنية و العولمة ليست أمرا يسيرا ولا مهمة تنجح باللامبالاة أو العشوائية.
يعتقد البعض أن التربية الصحيحة هي التلقين فنسمع أبا يفتخر بابنته التي عمرها ثلاث سنوات و تقول بسم الله و الحمد لله... ونقول ما شاء الله ونسر لكن هل الترديد الببغائي الذي يرضي الأولياء هو علا مة من علامات نجاح التربية؛ هل الطقوس الأسرية أو آداب الحديث هي وحدها الكفيلة بخلق ذلك الشخص الصالح للمجتمع، النافع لنفسه و من حوله.
إذا راقبنا عن كثب حديث المكاتب و الشوارع العربية فسنجد كثيرا من: تبارك الله و ماشاء الله وجازاك الله خيرا وشكرا و تفضل...لكن لا الشارع ولا المكاتب ولا الأسواق ولا أي مؤسسة من مؤسساتنا تكاد تكون خالية من الغش و الخديعة.
تلك اللباقة الكلامية لا تنطوي على ذلك النبل الخلقي الذي يفترض أن يحمله كل فرد لكي يكون عضواصالحا و إيجابيا.
إن الصلاة التي حث النبي الكريم على تعليمها للبنين والبنات منذ السنين الأولى بقدر ماهي تقرب إلى الله هي تعلم للإلتزام ؛هي إلتزام بالعمل والفعل لا القول فقط؛ فيها انتظام وخشوع وتواصل مع الخالق ،ليس المقصود منها كخطوة تلك التلاوة الببغائية بل ذلك الوعي والإلتزام الذي يجب أن تشب عليه أجيال أمة الله و الرسول.
الإلتزام بمفهومه الطاهر وليس ذلك القناع الظاهر الذي قد يرسمه منديل أو لحية إنما هو الإخلاص في أداء الواجبات المنوطة بالفرد بإخلاص وأمانة و تحكيم للضمير.
إن ذ لك التمييز بين الذات و الآخر الذي يبدأ في السنوات الأولى من عمر الطفل ما لم يدعم بإيجابية لتقوية الشخصية و تعليمها احترام الآخر، المختلف عنها ،احتراما حقا نابعا من التعرف على الإختلاف وتقدير الإنسان فإنه سيظل يضر بالفرد و المجتمع.
الطفل عليه أن يلقى كل الرعاية و الحماية و التشجيع لتنمو معه قناعته بنفسه و ذاته و ثقته بها لكن في نفس الوقت عليه أن يزود دوما وأبدا بفكرة أنه ليس مخلوقا من أجل نفسه و أنه ليس يدور في فلك لوحده وأن مسؤلياته لا تنتهي عند تلبيته لرغباته وحاجياته.
مايسميه العلماء"غريزة القطيع" معبرين به عن ميل الإنسان للحياة الجماعية والحاجة لها يمكننا أن نطلق عليه تسمية أرقى وأفضل وهي "حب الإنسان لأخيه الإنسان وحاجته إليه".
لذا علينا أن نزود هذا الحب بالمواد الأولية الصحيحة منذ الصغر:إحترام والتزام و صحوة ضمير وقواعد اجتماعية وممارسات تعبر عن كل هذا لا أقوال فقط.
يقول تعالى في سورة النحل٧٨:"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع و البصر والأفئدة" صدق الله العظيم فلنضع في أفئدة صغارنا ما يساعدهم على تأدية رسالة الحياة بفائدة تعم على الجميع.
Nassira Takhtoukh


الساعة الآن 48 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية