منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=113)
-   -   رحيل البروفسور جورج عطية حارس التراث الشرقي في الكونغرس (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3822)

د.محمد شادي كسكين 26 / 04 / 2008 53 : 04 PM

رحيل البروفسور جورج عطية حارس التراث الشرقي في الكونغرس
 
رحيل البروفسور جورج عطية حارس التراث الشرقي في الكونغرس


غيّب الموت قبل أيام الدكتور جورج عطية، رئيس دائرة الشرق الأوسط في مكتبة الكونغرس، بعد حياة حافلة بالإنجازات أهلته لأن يكون قيماً على أضخم مجموعة وثائق ومخطوطات ضمتها العاصمة الأميركية.
ولد جورج عطية في بلدة أميون (قضاء الكورة - لبنان) عام 1923 لأسرة مؤلفة من عشرة أبناء وبنات. وبما أن العلم هو الميراث الوحيد الذي يقدمه أهل الكورة لأولادهم، فقد توافرت الفرص المتواضعة لجورج وإخوته لتحصيل العلوم في معاهد طرابلس ومن ثم في الجامعة الأميركية في بيروت. وكان بينهم نعيم عطية، أستاذ دائرة التربية في الجامعة، والطبيب موريس عطية، اللذان اضطرتهما ظروف الحرب اللبنانية الى الهجرة، ومن ثم الاستقرار في الولايات المتحدة.
في مطلع حياته الدراسية أظهر عطية، شغفاً بالأدب والتاريخ وكل ما له صلة بالثقافة والحضارة. وكان حريصاً على قراءة كتب جبران خليل جبران التي زودته معيناً لا ينضب من الثراء اللغوي. يشهد على ذلك أساتذته في الثانوية الذين لقبوه بـ «جبران الصغير» بسبب أسلوبه الجمالي الخاص.
عام 1951 التحق جورج بجامعة شيكاغو حيث نال الدكتوراه بامتياز في دراسات الشرق الأوسط. وفي الجامعة تعرف الى زميلة من بورتوريكو تدعى دايزي روبر، لم يلبث أن تزوجها وانتقل معها الى جامعة بورتوريكو حيث درّس لمدة 13 سنة، وقد أنجبا ثلاثة أولاد.
تلقى عطية في العام 1967 عرضاً من مكتبة الكونغرس الأميركي اعتبره فرصة نادرة لإثبات كفاءته. وخلال فترة قصيرة قفز عدد الكتب التي تُعنى بالأدب العربي وتاريخ الإسلام في المكتبة، من 15 ألفاً الى 250 ألف كتاب... ومن ثماني صحف يومية الى ثمانين. إضافة الى هذه النقلة النوعية في تطوير دائرة الشرق الأوسط داخل مكتبة الكونغرس، جمع عطية أكثر من 1700 مخطوطة نادرة خلال رحلاته الى العواصم العربية. وفي تقدير أهل الاختصاص، تُعتبر هذه الوثائق والمخطوطات ثروة ثقافية لا تقدر بثمن.
ومن المؤكد أن الحفاظ على التراث كان الدافع الأول الذي شجع البروفيسور عطية على البحث عن مخطوطات من أعمال جبران ورفاقه الأدباء المهجريين.
ويقول المتتبعون لنشاطاته، أن خدماته في هذا المجال لم تنحصر في مكتبة الكونغرس التي عمل فيها طوال ثلاثين سنة، وإنما تعدتها لتصل الى جامعة البلمند في لبنان. ذلك أنه خشي سرقة المخطوطات القديمة بعدما علم بسرقة أهم الأيقونات، فبادر الى جمعها والحفاظ عليها في مكان آمن. والمؤسف أن الموت خطفه قبل حفلة التكريم التي أعلنت عنها إدارة جامعة البلمند في 8 أيار (مايو) المقبل في واشنطن.
26-4-08


الساعة الآن 51 : 01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية