منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   رسائل في مهب العمر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=257)
-   -   رسائل من تحت الحصار (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3873)

ميساء البشيتي 29 / 04 / 2008 09 : 06 PM

رسائل من تحت الحصار
 
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/25.gif');border:8px double darkred;"][cell="filter:;"][align=center]
رسائل من تحت الحصار
http://www.la7n-kh.com/4images/data/...ils/17/065.jpg


رسائل من تحت الحصار


الرسالة:


لا رسائل أيضا ً اليوم ، مضت أيام وأيام لم تصلني منك رسالة ، حصار من السماء ، حصار من الأرض وحصار القلب أقسى من أي حصار .


ليلة الأمس جلست وحيدا ً أسامر الشمعة ، استرسلت العبرات على وجنتي كما استرسلت عبراتها الذابلة ، أخذت أقرأ لها رسائلك السابقة وأتصفح معها ألبوم الذكريات.


تذكرت أيامي الأولى معك حين أخذت أناجي الشمعة وأبثها قلقي ليلة جافاني النوم ودب في َّ وخز الأرق فجلست بقربها أشكو لها حالي وأسألها : هل ستحبني ؟ وإن بحت لها بمكنون صدري ودفء مشاعري هل ستقبلني ؟


هي امرأة حزينة وقلبها موصد منذ زمن بعيد ، وأنا في كل يوم يزداد خوفي وتتسع لدي رقعة الأرق ، لم تجبني الشمعة يومها ولكننا تبادلنا ذرف الدموع .


بث الفجر خيوطه الأولى وكنت ِ لي .. فرحتِ أنت ِ بهذا الحب ولكنك كنت ِ متخوفة وكثيرة الشكوك وكلما حاولت ُ تبديد هذه الشكوك ليعود الصفاء إلى سمائك وأنعم معك بلحظات الحب كنت تتقلبين كأوراق أيلول الخضراء المائلة إلى الإصفرار ولكنني لم أتخيل في حينها أنك ستقعين ، لم أتخيل أن رياح الخريف ستحملك بعيدا ًعني وأبقى وحدي أجرُّ أذيال الخريف .


لم أيأس منك ولم أكلّ أو أمل ّ من بثك حبي ولم تفتر مشاعري يوما ً ولكن قلبك كان موصدا ً.


اليوم وفي هذا الجو الخانق أرسلتُ إليك أنفاسي على أمل أن تحضنيها ، تضميها إلى صدرك كما كنت تفعلين حين كانت تنتابك نوبات العشق المجنونة التي سحرتني بك وأفقدتني لبي وصرت أسير خلفك كالتائه وأنت أنت بوصلتي .


لكنها عادت إليّ خائبة الرجاء باردة الأوصال حين ركضَت ْ خلف إثرك فلم تجدك .


أعلم أنك محاصرة مثلي وأعلم أن الحنين يقفز بين ضلوعك ولواعج الفراق تدمي فؤادك وأنك في ظل هذا الحصار لن تقوي على بثي أنفاسك الملتهبة ولكني الآن احتاج إجابة ، إلى متى سأبقى أذوب كالشمعة في حبك ؟ إلى متى ؟ أرجوك اخترقي الحصار واكتبي لي ، أرسلي لي بضع حروف مبعثرة وأنا ألملمها في كفي ، أرويها بدمعي ، أدثرها بأنفاسي وأسكنها حجرات قلبي الموصدة في وجه كل أنواع الحصار .



رد الرسالة:


من قال إني لم أحاول خرق الحصار ؟ من قال إني لم أحاول بثك أنفاسي المتعبة والتائهة في أفق هذا الحصار الضبابي ؟


لكنهم حاصروا أنفاسي وصادروا حروفي وأبقوني في خانة الممنوع من الصرف .


في كل ليلة أحمل شمعة حزينة وأذرع بها تلك الطرقات التي كانت تجمعنا ، أجوبها مرارا ً ، أبحث فيها عن خيال لك منسي على أحد الجدران ، أفتش فيها عن ظل خطوات لك تأخرت في عودتها ذات مساء ، أقود شمعة هزيلة تدلني على شرفة نافذة أتلصص منها بريق عينيك وبحة همسك ومن ثم أعود أدراجي كل ليلة خالية الوفاض إلا من شمعة ذاب عمرها وهي ترافقني في اقتفاء أثرك .


لم أجد أمامي سوى أيلول .. ألم نطفيء شموع أيلول بالأمس ونودعه حتى الباب ؟ كيف عاد ؟ لماذا عاد أيلول سريعا ً هذا العام ؟


سألت حكيمة البلدة : ولماذا أيلول بالذات ؟ قالت : هي مشيئة الله .


قلت : ولكن ألا يجوز أن يأتي أيلول عاما ً ويغيب أعواما ً ؟


ضحكت بخبث وقالت : أيلول يأتي مرة كل عام.


ولكنه أتى هذا العام مرتين ! مرتين أتى هذا العام .


بالأمس كنت أستلقي في حضن القمر تداعبني أنواره ، يناجيني طيفك ويطول بي السهر، لكنهم اليوم صلبوا القمر خلف الجدار وأطبقوا على أنواره فكي َّ الحصار، وضوء الشمعة يخيفني في ظلمة الليل ويخيل إلي أن طيفك الملائكي شبح طويل يلاحق ذيل ليلي يبرز لي أنيابه وعيناه يقدح منها الشرر .. وأحاول أن أفرّ من قبضته .. لا .. لم أخدع أحدا ً .. كثيرة الشك أنا ، نعم ولكني لم أخدعك ، لم أرسل حروفي ، نعم ولكني لم أخدعك .


هو الحصار .. هو الحصار .. أنا وأنت وهذا القمر الحزين نرزح تحت نير الحصار .

[/align][/cell][/table1][/align]

رشيد الميموني 01 / 05 / 2008 49 : 12 PM

رد: رسائل من تحت الحصار
 
هوالحصار إذن ، الذي جعل روحين متباعدتين تعبان من كؤوس الألم و تتجرعان مرارة البعد ...الفراق عادة ما يعطي للنفس المجال الخصب لتحسب ألف حساب ، ويلفها بالشكوك .. وربما صحت المقولة "البعيد عن العين بعيد عن القلب" .. لكن النفس مع اليأس بمثابة البذرة التي صارت نبتة .. تتطلع للنوروالهواء .. لا رسائل اليوم ؟ .. إذن هناك رسائل الأمس وألبوم الذكريات .. لا بد من فك الحصارولو بذكريات الأيام الأولى والحب قد بدأ يغزو حنايا القلب .. " هل ستحبني؟"..
بديعة هي تلك الصورة المشتركة بين الحبيبين .. الشمعة .. رمز التضحية .. كل يستنير بها ويبثها شكواه .. ولكن الأبدع من هذا هو هذا التقمص العجيب لشخصيتين .. وكأني بك ، ميساء ، تغلغلت في أعماق نفس ذاك المحب الولهان قبل أن تأخذي وجهتك إلى العاشقة الحزينة .. أيلول ؟ .. هل هو خريف العمر ؟ أم خريف الحب ؟ .. أنا أميل إلى خريف العمر مادام أنه جاء مرتين هذا العام حسب قول الحكيمة .. معناه أن العمريجري سريعا ..الواضح أنه قرب نهاية شيء .. ومع الحصار يزداد كل شيء ذبولا واحتضارا .. وهذا من صفات أيلول .
أرجوك .. فكي الحصار .. كيف ؟ هذا الرجاء صدرمنه ولم يصدرمنها .. معناه أنه عاجز ويائس .. بالمقابل نجدها تقول في نهاية رسالتها : أنا وأنت و هذا القمرالحزين نرزح تحت نيرالحصار .. هنا رغم اليأس ، نجد ذرة من الأمل .. الأمل في أن نكون معا.. ومع ، قد نصنع المعجزات .
كان لا بد أن أقتبس شيئا من الرسالتين .. اخترت صورتين معبرتين عن حالة من العشق واليأس تحت نيرالحصار :

الرسالة الأولى :

اليوم وفي هذا الجو الخانق أرسلتُ إليك أنفاسي على أمل أن تحضنيها ، تضميها إلى صدرك كما كنت تفعلين حين كانت تنتابك نوبات العشق المجنونة التي سحرتني بك وأفقدتني لبي وصرت أسير خلفك كالتائه وأنت أنت بوصلتي .

الرسالة الثانية :

في كل ليلة أحمل شمعة حزينة وأذرع بها تلك الطرقات التي كانت تجمعنا ، أجوبها مرارا ً ، أبحث فيها عن خيال لك منسي على أحد الجدران ، أفتش فيها عن ظل خطوات لك تأخرت في عودتها ذات مساء ، أقود شمعة هزيلة تدلني على شرفة نافذة أتلصص منها بريق عينيك وبحة همسك ومن ثم أعود أدراجي كل ليلة خالية الوفاض إلا من شمعة ذاب عمرها وهي ترافقني في اقتفاء أثرك .

هذه إيماءة خفيفة توحي بأن مرسل الخطاب الأول اكتفى ببث شكواه ولواعج غرامه أمام شمعته .. بينما صاحبة الخطاب الثاني حملت شمعتها و انطلقت تجوب بها الشوارع لتبحث عنه و لو كان طيفا من ذكرياتها معه.. وفي هذا تحدي للحصار ..
قبل الختام ، لفت نظري هذه الجملة : ولكنني لم أتخيل في حينها أنك ستقعين .
حاولت أن أجد لها مضمونا وأفك لها رموزالكنني سرحت بعيدا دون نتيجة ..
رائع ميساء هذا الإبداع .. ربما كنت مضطرة لتفسير سبب اختلاف تصرف كل من العاشقين وهما في ظل الحصار كما أسلفت في آخر تعليقي ، وهل هذا معناه اختلاف في طبيعة الرجل المحب والمرأة المحبة ؟.. لكني لن أطالبك بشيء سوى.. المزيد من هذه الروائع .
دمت بكل المودة

ميساء البشيتي 05 / 05 / 2008 54 : 05 PM

رد: رسائل من تحت الحصار
 
[bor=FF0000]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد حسن (المشاركة 14087)
هوالحصار إذن ، الذي جعل روحين متباعدتين تعبان من كؤوس الألم و تتجرعان مرارة البعد ...الفراق عادة ما يعطي للنفس المجال الخصب لتحسب ألف حساب ، ويلفها بالشكوك .. وربما صحت المقولة "البعيد عن العين بعيد عن القلب" .. لكن النفس مع اليأس بمثابة البذرة التي صارت نبتة .. تتطلع للنوروالهواء .. لا رسائل اليوم ؟ .. إذن هناك رسائل الأمس وألبوم الذكريات .. لا بد من فك الحصارولو بذكريات الأيام الأولى والحب قد بدأ يغزو حنايا القلب .. " هل ستحبني؟"..


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد حسن (المشاركة 14087)

بديعة هي تلك الصورة المشتركة بين الحبيبين .. الشمعة .. رمز التضحية .. كل يستنير بها ويبثها شكواه .. ولكن الأبدع من هذا هو هذا التقمص العجيب لشخصيتين .. وكأني بك ، ميساء ، تغلغلت في أعماق نفس ذاك المحب الولهان قبل أن تأخذي وجهتك إلى العاشقة الحزينة .. أيلول ؟ .. هل هو خريف العمر ؟ أم خريف الحب ؟ .. أنا أميل إلى خريف العمر مادام أنه جاء مرتين هذا العام حسب قول الحكيمة .. معناه أن العمريجري سريعا ..الواضح أنه قرب نهاية شيء .. ومع الحصار يزداد كل شيء ذبولا واحتضارا .. وهذا من صفات أيلول .

أرجوك .. فكي الحصار .. كيف ؟ هذا الرجاء صدرمنه ولم يصدرمنها .. معناه أنه عاجز ويائس .. بالمقابل نجدها تقول في نهاية رسالتها : أنا وأنت و هذا القمرالحزين نرزح تحت نيرالحصار .. هنا رغم اليأس ، نجد ذرة من الأمل .. الأمل في أن نكون معا.. ومع ، قد نصنع المعجزات .
كان لا بد أن أقتبس شيئا من الرسالتين .. اخترت صورتين معبرتين عن حالة من العشق واليأس تحت نيرالحصار :




الرسالة الأولى :



اليوم وفي هذا الجو الخانق أرسلتُ إليك أنفاسي على أمل أن تحضنيها ، تضميها إلى صدرك كما كنت تفعلين حين كانت تنتابك نوبات العشق المجنونة التي سحرتني بك وأفقدتني لبي وصرت أسير خلفك كالتائه وأنت أنت بوصلتي .



الرسالة الثانية :



في كل ليلة أحمل شمعة حزينة وأذرع بها تلك الطرقات التي كانت تجمعنا ، أجوبها مرارا ً ، أبحث فيها عن خيال لك منسي على أحد الجدران ، أفتش فيها عن ظل خطوات لك تأخرت في عودتها ذات مساء ، أقود شمعة هزيلة تدلني على شرفة نافذة أتلصص منها بريق عينيك وبحة همسك ومن ثم أعود أدراجي كل ليلة خالية الوفاض إلا من شمعة ذاب عمرها وهي ترافقني في اقتفاء أثرك .



هذه إيماءة خفيفة توحي بأن مرسل الخطاب الأول اكتفى ببث شكواه ولواعج غرامه أمام شمعته .. بينما صاحبة الخطاب الثاني حملت شمعتها و انطلقت تجوب بها الشوارع لتبحث عنه و لو كان طيفا من ذكرياتها معه.. وفي هذا تحدي للحصار ..
قبل الختام ، لفت نظري هذه الجملة : ولكنني لم أتخيل في حينها أنك ستقعين .
حاولت أن أجد لها مضمونا وأفك لها رموزالكنني سرحت بعيدا دون نتيجة ..
رائع ميساء هذا الإبداع .. ربما كنت مضطرة لتفسير سبب اختلاف تصرف كل من العاشقين وهما في ظل الحصار كما أسلفت في آخر تعليقي ، وهل هذا معناه اختلاف في طبيعة الرجل المحب والمرأة المحبة ؟.. لكني لن أطالبك بشيء سوى.. المزيد من هذه الروائع .
دمت بكل المودة







أخي رشيد


بالتأكيد أنت تقرأ بتمعن وتسال بتمعن وأنا أهرب بتمعن



الرسائل يا رشيد تكلمت بما فيه الكفاية وأوضحت حجم الألم والمرار



بسبب الحصار على الطرفين وبالنسبة لسؤالك أو تساؤلك ففي الحقيقة



المحب يختلف عن المحبوبة وهو هنا محب مندفع بمشاعره تجاه محبوبة



قلبها كان موصد وكانت كثيرة الخوف والشكوك ولكنها مع كل ذلك



استجابت لمشاعره ولكن ربما ليس بنفس قوة مشاعره ولكنها هي عملت



ما تستطيع ولكنه غير صبور ولحوح جدا وظروف الحصار لا تسمح بهذا



رشيد أنا أشكرك على كل تساؤلاتك القيمة وهذه الك يا رشيد





[/bor]


الساعة الآن 11 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية