منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=225)
-   -   جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=4037)

طلعت سقيرق 10 / 05 / 2008 37 : 08 PM

جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/19.gif');border:4px outset darkred;"][cell="filter:;"][align=center]
مطرٌ …
يلحُّ على الطريقِ إلى المطرْ
لنهارنا قيثارةُ البلدِ الموزَّعِ
في الطريقِ إلى المطرْ
جلدي يفتّحُ برتقالْ
كم أشتهي …
هذا النزولَ إلى المخيّمْ
هذا الصعودَ إلى المخيّمْ
كانتْ تحبُّ
وكنتُ أفشي سرَّ قلبي
خبّئي تفاحةً في خصرِ حيفا ..
سجّلي نبضَ الأصابعِ وزعيها
عندَ حيفا ..
سميتُ وجهكِ والشوارعَ
والنهارَ .. طلوعَ جلدي
كنّا نحبُّ الياسمينْ
طفلٌ على أطراف غيمهْ
بلدٌ على أطراف نجمهْ
ودخلتُ في أفياء خيمهْ
كم أشتهي
كم أشتهي
كم أشتهي …
* * *
أرخيتُ ظلي
صحراءُ ما بينَ الأصابعِ والأصابعِ
كان ظلي
أنا لا أحبُّ الياسمينْ
هيَ جثتي
وظلالُ حيفا
لا تأخذي هذا الرغيفَ ولا تنامي
هي جثتي
لا تدخلي
كلّ الشوارعِ جثتي
أنا لا أحبّ الياسمينْ
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
* * *
مطرٌ ..
وخاصرتُ الخليلْ
صليتُ عند غمامةٍ
جلدي يفتح والجليلْ ..
كان المطرْ …
في ساعةِ الميلادِ وانتفضَ الولدْ ..
سالتْ يداهُ على البلدْ
وأنا أحبّكِ حين يافا ..
تستردُّ الآنَ خاصرةَ الشوارعِ والمنازلْ
صعدتْ وراحت تمطرُ الدنيا مشاعلْ
يترجَّلُ الولدُ المعبّأ بالشهادهْ
تسقي عجوزٌ كرمة الدار العتيقهْ
الآن أمّي
وأبي يعبّئ بندقيَّهْ
يمضي وخلف الظهرِ خيمهْ
يمضي وعند جبينه أطراف غيمهْ
الآن أمّي
وأخي يعبِّئ صخرة في الناصرهْ
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
* * *
أنا لا أحبّ الداخلينَ الطالعين من المرايا
كانوا عَرايا
ورأيتُ عنترةَ المكبَّلَ بالسلاسلِ
كان يجلدْ
ورأيت عبلة في المرايا
كانت تضاجع جلدَ أفعى
وتصيح من وجع الشظايا ..
يا وجه عنترة المغيَّبَ لا تلمني
الآنَ في هذا العراءْ ..
الخيلُ ترقص عند أقدام الإماءْ
وتثور نشوتها وتغلي
إن قبلتْ طرفَ الحذاءْ
يا وجه عنترةَ المغيبَ لا تلمني
صحراء جبهتنا .. وفي قاماتنا صحراءْ
وعروقنا .. دمنا ..
فواصلُ حبنا .. صحراءْ ..
ظمأ وصرختنا .. الصدى
صحراءْ ..
أنا لا أحبّ النازلين إلى جهنمْ ..
والطالعينَ إلى جهنمْ ..
يا نفطنا ..
آنَ الأوان .. ألا .. تكلمْ
أنا لا أحبّ القادمينَ
وكلُّ خطوتهم .. وراءْ
يتقدمون .. وظلهمْ
في الأرض مكسور اللواءْ
يتقدمونَ .. وخلفهم ..
وأمامهم ..
داسوا صراخ الكبرياءْ ..
ورأيت في قاماتهم ..
خيطاً ضعيفاً .. واهياً ..
كان اسمه يوماً دماءْ ..
يا وجهَ عنترة المغيـَّبَ لا تلمني ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
لا أشتهي ..
* * *
مطرٌ على جدراننا
مطرٌ على خطواتنا
مطر على أوراقنا
مطرٌ على هذا المطرْ
سجلتُ قلبي غيمةً
ودخلتُ في عرس الشجرْ
لا تخرجي
قبلتُ عند الكرمل ِ المشتاق جدّي
كان المخيم طالعاً من غيمةٍ
كان المخيم نازلاً في غيمةٍ
قبلتُ جدّي
كانت يداه على جذوع السنديانْ
مطرٌ على أشجارنا
مطر على الجذع القديمْ
هو راسخ
هو راسخ
هو راسخ
* * *
مطرٌ وكنّا ساعة الميلاد في هذا المطرْ
مطرٌ وكنا ندخلُ الأشجارَ
في قاماتنا ..
كان الشجرْ ..
عصفورةٌ رفتْ وكانت خيمةً
عصفورةٌ رفتْ وصارت غيمةً
عصفورة راحت توزّع ياسمينْ
مال الصغير فأدخلته أمه في صدرها
راحت توزع جسمه عند البلادْ
حيفا هنا ..
يافا هنا ..
وهنا الخليلْ
حمل الصغير بلاده
وانداح في كلّ البلادْ
جلست على يده صفدْ ..
زرعت فراشةَ حلمها في حلمهِ
كبرَ الولدْ ..
واشتدَّ في حبِّ البلدْ ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
كم أشتهي ..
* * *
غربتُ .. أو شرقتُ .. لا ..
شرقت .. أو غربتُ .. لا ..
إني أحبك فامسحي عن جبهتي هذا الضبابْ
وتمدّدي .. وتمددي ..
خصب طلوعك من مواويل العذابْ .
أنا لست أحمل غير وجهك في ضلوعي ..
فتمددي .. وتمددي ..
كلّ الشبابيك التي ما بيننا
حملت مع الزيتون أحلام الإيابْ
كلّ المفاتيح التي ما بيننا ..
شدّت على هذا الطريقْ ..
لأصابعي وقع السنابل والرصاصْ
يتلفتُ الآتون من جسمي إلى بصماتهمْ
يتوزّعونْ ..
يأتون من شطآنهمْ ..
يتشبثونْ
* * *
غربتَ أو شرقتَ .. لا ..
شرقتَ أو غربت .. لا ..
لنهارنا هذا .. المطرْ ..
لطريقنا هذا .. الشجرْ ..
والعائدونَ .. العائدونَ ..
العائدونْ ..
طلعَ النهارُ .. على النهارْ
خطواتهمْ ..
حيفا تطلّ الآن من مينائها ..
يافا تمدّ يدينِ من أشواقها ..
هي أرضنا ..
هي طرحة العرسِ .. الدماءْ ..
هي جذرنا ..
مطرٌ .. مطرْ ..
شهداؤنا ..
مطرٌ .. مطرْ ..
والعائدون .. العائدونَ ..
العائدونْ ..
لنهارنا ..
يتدفقونْ ..
يتدفقونْ ..
يتدفقونْ ..



***
[/align][/cell][/table1][/align]

صبحي البشيتي 18 / 05 / 2008 12 : 12 AM

رد: جلدي يفتح والمخيم
 
غربتَ أو شرقتَ .. لا ..
شرقتَ أو غربت .. لا ..

لنهارنا هذا .. المطرْ ..
لطريقنا هذا .. الشجرْ ..
والعائدونَ .. العائدونَ ..
العائدونْ ..
طلعَ النهارُ .. على النهارْ
خطواتهمْ ..
حيفا تطلّ الآن من مينائها ..
يافا تمدّ يدينِ من أشواقها ..
هي أرضنا ..


نعم هي ارضنا ما شا الله تقلب الكلامات "طلع النهار على النهار " اسلوبك مميز سقلته الايام ولمعته التجارب والى الامام .

محمد الصالح الجزائري 16 / 01 / 2014 05 : 02 AM

رد: جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
[frame="10 75"]أنا لا أحبّ القادمينَ
وكلُّ خطوتهم .. وراءْ
يتقدمون .. وظلهمْ
في الأرض مكسور اللواءْ
يتقدمونَ .. وخلفهم ..
وأمامهم ..
داسوا صراخ الكبرياءْ ..
ورأيت في قاماتهم ..
خيطاً ضعيفاً .. واهياً ..
كان اسمه يوماً دماءْ ..
[/frame]
رحمك الرحمن يا طلعت !! تصوير في غاية الالتصاق بالصورة الحقيقية..مازلتَ بيننا رغم رحيلك عنّا...شكرا لك أختنا الغالية الأستاذة الأديبة هدى..

ميساء البشيتي 16 / 01 / 2014 03 : 01 PM

رد: جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
على العكس أخي محمد أنا أحس حضوره الآن أقوى
تخيل هذه الكلمات ألا تراها مجسدة الآن
نشعر بها ولكن يصعب أن تخرج منا في كلمات
لو كان حياً اليوم هل كان وسط هذا الحصار سيقول كل هذا ؟
كان يقول ويستعجل في القول ليوم كهذا اليوم ..
قصائده لا أستطيع أن أترك حرفاً فيها دون أن أتوضأ به
كلها طهارة وقدسية وصدق يندر أن تجد له مثيلاً
شكرا طلعت سقيرق الحاضر الذي لا يغيب
وشكرا لك غاليتي الأستاذة هدى

بوران شما 17 / 01 / 2014 50 : 08 PM

رد: جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
رحمك الله ياأستاذ طلعت سقيرق , رحمك الله , فأنت الغائب الحاضر
وكأنك اليوم بيننا تُصور الواقع الذي نعيشه وتجسده .
شكراً لك غاليتي أستاذة هدى على اختياراتكِ الرائعة والمميزة .
كل الحب والتقدير .

نصيرة تختوخ 16 / 03 / 2014 14 : 05 PM

رد: جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
المخيم بكل ظروفه وحلم العودة صورتان من المشوار الفلسطيني في قصيدة تستحق القراءة والتأمل وربما تسليطا لضوء أكبر عليها وموضوعها.
رحم الله الشاعر طلعت سقيرق.

د. رجاء بنحيدا 16 / 03 / 2014 54 : 10 PM

رد: جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
أنا لا أحبّ القادمينَ
وكلُّ خطوتهم .. وراءْ
يتقدمون .. وظلهمْ
في الأرض مكسور اللواءْ
يتقدمونَ .. وخلفهم ..
وأمامهم ..
داسوا صراخ الكبرياءْ ..
ورأيت في قاماتهم ..
خيطاً ضعيفاً .. واهياً ..
كان اسمه يوماً دماءْ ..))
يا الله يا الله
تعبير في غاية الإبداع
رحم الله مبدعنا وشاعرنا وأديبنا
تحيتي

عزة عامر 02 / 09 / 2018 06 : 08 AM

رد: جلدي يفتح والمخيم - شعر - طلعت سقيرق
 
ما ليق


ما من تعلق يليق ..
رحمة الله عليك.


الساعة الآن 30 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية