![]() |
قصيدة عرجاء - قصة
ارتشف قهوته واستشعر مرارتها ، نفث دخان سجائره وراح في غيبوبة التفكير أينها؟ لماذا لم يسكن بريده الالكتروني رسالة منها؟ لم خفت بريق قائمةالأصدقاء وأصبح كمدينة الأشباح بدون اسمها؟ راجع آخر حوار بينهما ، كانت على غير عادتها، خفتت مشاكستها، لم تكن تبادره بالأسئلة بل كان هو من يسحب الكلمات منها، شعر بأن الشاشة التى تفصلهما باهتة ، واجمة تلك الليلة وكانت تعابيرها متوشحة لون الغياب بادرها بمطلع قصيدته الجديدة، لم تكن متلهفة.. لم تعلق على ما جاء فيها كما عودته. شعر بأن هناك شيئاً ما سألها : ما بك؟ أنا معك- قالت له- وما لبثت أن أرسلت له جملة ألجمت حماسه وفرحته بوجودها. قالت له: على الإنسان أن يبتعد ويغيب لفترة ليعيد حساباته وليستشعر مكانته عند الآخرين جاءت جملتها كغيمة منهكة لا تدري أين ترمي. بحملها.... شعر بغصة وبرودة. تسري في أطرافه قال لها: لماذا تتحدثين عن الغياب، لا يحتاج الإنسان للابتعاد حتى يكتشف محبة الآخرين، من يسكن القلب لا يغادره بمغادرة جسده المكان. صمتت طويلاً، شعر بأن كلماتها تنتحب على لوحة المفاتيح ولم تعد تصله، أرسل لها عدة جمل ولم يأته الرد أبداً. تردد في نفس الموعد في الأيام التى تلت ذلك الحوار ولكن بقيت قائمة الأصدقاء باهتة في غياب اسمها غمس قلمه في مرارة حزنه وكتب كثيراً، حرق لفافات تبغ بعدد الحروف التى كتباها سويا . انتبه فجأة على لسعة من سيجارته .. لقد وصلت شعلتها إلى أطراف أصابعه ، أطفأها وأمسك بالورقة التى كانت أمامه ، حاول أن يكتب قصيدة ولكنها جاءت عرجاء ، لقد تعود على أن أن يكتب بيتاً وترد عليه ببيت الى ان ينهيا القصيدة معاً كتب سطرا وترك لها فراغاً لعلها تطل من وراء أكمة الغياب.. سلوى حماد |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
ربما يكون التواصل الغير المباشر حاجزا يزيد من لوعة الحب و يؤجج الشوق .. ثم يجعل اليأس يتقد لمجرد فتور في الجواب .. أنا أحس بسيجارته تحرق أعصابه كما تحرق رئته وشرايينه قبل أن تحرق أصابعه ، وهو في ذلك يزيد من تعذيب هذه النفس الملتاعة .. كما أن دخان سجارته يزيد من ضبابية أفكاره وكأنه يريد أن يمحو تلك الصورة القاتمة التي بدأت تنتصب في مخيلته منذرة بالفراق الحقيقي ..
البعد عند البعض فرصة للتأمل واستجماع شتات الأفكار، و ربما هو مقدمة لغزو جديد و اقتحام عام للعواطف .. لكنه عند البعض الآخر نذير بالنسيان و البعد عن القلب مادام هناك بعد عن العين . القصيدة التي هي محور القصة تأتي متشنجة .. وذلك ناتج عن بلبلة في الفكر وتوتر في النفس .. ربما كانت الأمل الأخير في جعل تلك التي تجلس منتحبة وراء الشاشة ترق و يحن قلبها .. والأمل يتجلى في ترك فراغ لها .. هو استدراج إذن ، لأنه يعلم مسبقا أنها لن تطيق صبرا على ترك القصيدة عرجاء .. هي حيلة من حيل المحبين الذين يتشبثون -كالغريق- بأي شيء يجدونه للنجاة . سلوى .. رائعة قصتك .. استمتعت بها جدا .. جاءت بالجديد .. وهو هذا الحب المتواري خلف الشاشات ليطرح السؤال : هل هو حب حقا ؟ بكل المودة |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
[frame="1 98"]
العزيزة سلوى أكمة الغياب عذاب الروح. لقد سكنته وسكنها .. ومضى كلاهما يبحث عن معنى للحبّ الضائع في الفراغ الإلكتروني. وحتّى هذا النوع من الفراغ قاتل. إنّه البحث الدائم عن مآل للروح تنام بين كفيّ الحبيب وتشعر بالرضى. من قال بأنّ الجنّة في السماء فقط؟ منتهى الإبداع يا سلوى [/frame] |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
الأستاذة العزيزة سلوى \ حفظك الله آمين هي حيلة من حيل المحبين الذين يتشبثون -كالغريق- بأي شيء يجدونه للنجاة . رائعة قصتك .. استمتعت بها جدا .. جاءت بالجديد .. وهو هذا الحب المتواري خلف الشاشات ليطرح السؤال : هل هو حب حقا ؟ أضم صوتي إلى صوت الأستاذ رشيد وأقتبس منه العبارة السابقة تعودنا الجمال والذوق فيما تدونيه لا حرمنا الله منك يا صاحبة القلم الدافئ دمت بمحبة |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
اقتباس:
اشكرك اخي رشيد على رأيك بالقصة والذي يحفزني على كتابة المزيد في هذا المجال سؤالك مهم ، ربما يجول بخاطر الكثيرين ممنا يستخدمون الأنترنت، التواصل على الانترنت هو شكل من اشكال التواصل المتعددة ، يتميز بأنه يعتمد على التواصل الفكري بالأساس ، فعندما نقترب من شخص ما على الأنترنت فنحن لا نراه ولا نعلم عنه الا ما يعلنه هو ، وهذه المعلومات تحتمل الخطأ والصواب ، ولكننا نقترب من فكره واسلوبه ونتواصل بناءً على هذا الأساس. بينما في التواصل الشخصي كثيراً ما نحكم على الأشخاص من الشكل العام وذلك لتعذر الغوص في التفاصيل بحكم العادات والتقاليد التى يكون فيها الاقتراب خاصة بين الرجل والانثى اقتراباً محفوفاً بالمخاطر والمحاذير. اما الحب من خلف الشاشة ، لا أظن بأن التقارب ممكن ان يصل الى هذه المرحلة من الترابط الانساني الا اذا توافر اللقاء الحقيقي ، في القصة اردت ان اوضح نقطة وهي التعود ، عندما نتعود على شخص تربطنا به اشياء معينة ، تبقى هذه الاشياء مرتبطة في ذاكرتنا وحاضرنا بهذا الشخص. اشكرك اخي العزيز على حرصك على القراءة لي والتعليق بحرفية تثري الموضوع وتضيف له الكثير، لك مشاتل من الود والتقدير، سلوى حماد |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
اقتباس:
انه البحث الدائم عن واحة انسانية يحط الانسان فيها رحاله بين ايدى امينة، ويطلق عنان روحه لتغرد بلا قيود لا أدري اذا ما كانت هذه الواحة الألكترونية هي الواحة الحقيقية التى من الممكن ان يجد فيها متعبي الروح مبتغاهم ام لا يبقى التواصل بين البشر هو المهم ، ويبقى الصدق هو بوابة الامان التى منها ندخل الى قلوب الأخرين مرورك هي بصمة فرح ترسم البسمة على محيا كلماتي، اخي خيري لك مشاتل من الود والتقدير، دمت بخير، سلوى حماد |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
غاليتي استاذة سلوى ربما لا تعلمين عني انني أمقت كتابة التعليق أحيانا لأنه يحد من فكرة في رأسي أو لا يوصل المطلوب منذ الصباح وأنا أفكر بطرح موضوع ( التعود ) في فنجان قهوة منذ قرأتها وأنا بودي أن نناقش الأمر وليس مجرد تعليق على الغالب سأطرحها في فنجان قهوة لنتباحث بها أو نتحدث بها المهم هي موضوع يستحق الوقوف عنده أراك هناك سلوى كي نطرح الفكرة للنقاش ودمت متألقة مبدعة دوما ً |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
اقتباس:
الغالية ناهد، يسعدني مرورك بين اسطري ايها الأصيلة والذي يشعرني بالدفء والبهجة لقد اجبت على تساؤل اخينا رشيد بخصوص الحب المتواري خلف الشاشة الألكترونية وهل هو حب حقاً ، وبما انك سألت نفس السؤال سأحاول ان اوضح أكثر غاليتي ناهد، الحب ليس كلام معسول يقال ، الحب ليس قصائد شعر ، او مقطوعة نثر يقرأها الجميع ، الحب له عوامل كثيرة يجب ان تتوفر لنعلن بأن الحالة هي حب وليس تعود غالباً ما تكون العلاقة خلف الشاشات نوع من التعود ، هذا لا ينفي بأن هناك حالات من الحب ولدت من خلف الشاشات وكٌتب لها النجاح لأن الظروف المناسبة توافرت لتنبت علاقة متكاملة الجوانب فحق عليها اسم الحب احترم العلاقة الأنسانية على الأنترنت كما احترمها خارج نطاق النت، ليس هناك فرق طالما انها مبنية على الصدق والصراحة والأحترام المتبادل ، ولست ممن يعممون فشل العلاقات الانسانية على الانترنت ويعتبرونها علاقات فاشلة او مشبوهة او خيالية ، اقول لو توفر الصدق والأحترام تصبح العلاقات على الأنترنت من اروع العلاقات الانسانية واكثرها تفهماً. اشكرك على التواصل غاليتي ، وفي انتظارك دائماً على متصفحي، كل الحب، سلوى حماد |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
[align=CENTER][table1="width:95%;border:4px solid deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]
الفاضلة سلوى حماد يبدو أنها بدأت تنسحب من علاقتها الإفتراضية إلى علاقة جدية فخرجت قصيدته عرجاء نص جميل و فيه بعض طرافة سلمت أناملك و دمت مبدعة نزار [/align][/cell][/table1][/align] |
رد: قصيدة عرجاء - قصة
اقتباس:
الغالية ميساء، مرورك يكفيني حتى لو لم تجدي الوقت للرد ، لأنني اعرف رأيك مسبقاً في كتاباتي نعم عزيزتي الموضوع مهم ويستحق فنجان قهوة ومناقشة. كل الود ومشاتل من الياسمين لقلبك النقي، بكل الحب، سلوى حماد |
الساعة الآن 15 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية