![]() |
أيار الستون اقترب !!
[frame="13 90"] [align=justify]
أيار الستون اقترب !! بقلم :ثروت زيد أحبته حتى عادت لا تطيق الفراق ،ضمته بذراعيها، أغمضت عينيها فهي تتملكه بأنانية طفل لا يفرّط بأملاكه أو كجسد لا يتخلى عن روح هي سر وجوده، جعلت من حضنها له متكئاً طرياً وفرشاً وغطاء برضى وعن طيب خاطر، حتى إذا أزيح رأسه عن مسقطه الذي أعدته له تاه ستين خريفاً ينقص قليلاً أو يزيد، ليس لديه عصا موسى حتى يضرب البحر ويعود أو ليس بمقدوره، فماء البحر لا يلوثه عبث العابثين، هي في أحشائه لها مهجع فهي درته، وما وجوده إلا ليصون جمالها ويحمي عفتها فهي ملكه ومليكته، إنه ماء ممزوج وإن كان صعب المذاق ففي باطنه يضمر الخير وإن كان في ظاهره العذاب، فهل يظهر النور إلا بالعتمة؟ خيوط الحب ترامت أطرافه والتفّ نسيجه في الشتات ليجعل منهما حلماً فيه سحر وسهر.تفتح له أبوابها الموصدة، لا يتمنى إلا أن يكون هناك، ليس كل ما يتمنى العاشق يدركه، فهل يستلّ سيفه ويشرعه ليقتحم كل الحواجز والأشواك؟ أم يرتل آيات العشق ليصبح راهباً أو متصوفاً مغرماً، ليسير على الأشواك، لا يوخز من إبرها أو يمشي على سطح الماء بلا بلل؟! ليس للحب قبلة سوى المحبوب، غير مصبوغ بزي محدد، ليس حكراً على أحد، وعشق الأحرار تملك وعبودية، فهو في الأعماق يسطّر التاريخ، يبني حضارة مجد تليد، مذاقه بطعم البرتقال اليافوي، وبعشق سور عكا لأمواج البحر وهي تدغدغ جنباته، لتركع تحت أقدامه، هو شامخ بكبرياء يودعها رسالة شوق لمن هم بالضفة الأخرى، مفادها أن هواء عكا قد فسد وصيدها أصبح سهلاً لغير أهلها وعشعش بها الغراب وألبسها السواد. لم تذبل زهرة الحب، لم تمت الكلمات والآهات، ما زالت تنتظر، ما زال شجر الزيتون يقطر زيتاً وحباً، فالحب ليس منّة من أحد ولا عطاء يجود به الملاّك على المعدومين، فالنسيم العليل في رام الله والتلال يشفي من به سقم ويشدو (ُوين عرام الله) لكن دون مسافر، عيون العذارى ترنو إلى الصخرة والقيامة، لتقام الصلاة لكل المقهورين والوحدويين غير مشتتين ولا متناحرين صفاً واحداً تربطهم قلوب مكسورة وأحلام جسام، تلتف الكتف بالكتف وتتفتق إرادة الجبارين بعزم وإصرار لا يلين. لتتمرد طفولة اليتامى والمساكين غضب بالبيدر ليفجر ثورة لا تخمد، ولتخبو نار الفراق، يتحتّم اللقاء بالعناق، تحل جنة الله الموعودة، فهي بالمكان وأكنافه، لمثل هذا فليتنافس العاشقون الصادقون؟! [/align][/frame] |
الساعة الآن 22 : 04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية